في داخل كل إنسان حيوان.
هذه حقيقة لا تدارى بلطيف البيان.
حيوان كامن في داخله يهيمن على غرائزه الدنيا .
لكن العقل أحكم وثاقه مفسحا المجال للغرائز العليا.
جاعلا الإنسان إنسان صاحب أمل وهدف في هذه الدنيا.
بنائاً مفكراً مبدعاً ساميا بمثله العليا.
لكن هذا لم يعجب أصحاب السلطة وعلق الكراسي والعلمانيبن.
ودار في فلكهم أصحاب الملاهي الليلية والقنوات الفضائية والقوادين.
فوحدوا جهودهم لاستنهاض همة هذا الحيوان الجائع النائم.
وأعدو له ما أسطاعوا من صخب وأقامو له الولائم.
من الحان بو هيمية,ومسيقى أهتزازية,وإقاعات هسيتيرية.
من نهود عامرة ترتجف وتشي,وقدود ما هرة تتلوى وتنثني.
وشفاه منفوخة بلون الدم,وعيون مصبوغة بلون اليم.
ناهيك عن الانوار الساطعة ,والألوان الفاقعة,والسقوف والأرضيات اللامعة.
والهمسات والأهات والهسيس والمواء والهمزات واللمزات.
فتثور ثائرة هذا الحيوان النائم,ويخرج مزمجراً لا يلومه على هذا لائم.
فينهار العقل وتخر العزائم,وتبدأ جولات التردي و الهزائم
هذا أقوى وأمضى سلاح لشل العقول وخصي الأبداع وتخريب المجتمعات.
يحمله حفنة من المخمورين والحشاشين ونساء كاسيات عاريات.
لا ضمائر لهم غارقين في الجهالة والعمى.
غير مدركين لمن يوجههم ويحركهم كالدمى.
وهذا مايفسر بوضوح سر جمهورهم العريض.
الذي يزأر لهم ويزمجر ويصيح ويصوي ويهمهم ويغرغر.
فهم لا يغنون ويرقصون لجمهور الأدميين وأصحاب العقل.
بل للنمور والذئاب والثعالب والأرانب والقواطير وأكلي النمل.
لقد عرف الأعداء وأعداء الأعداء حقيقة هذا السلاح المخيف.
فجهزوا له قنابلاً وصوارخ من بنات الجنس اللطيف.
فواحدة من هؤلاء الرقيقات تعادل في قوتها النارية جيش من الدبابات.
وكثيراً ما صرنا نسمع عن قنابل وصواريخ فنية تتفجر على المسارح و في الأستديوهات.
أيها الشعب العربي شيباً وشباب.
يا أحفاد أبي النواس وديك الجن وزرياب.
إتكم مدركين أو غير مدركين تستقبلون عدوكم بالصفير والتصفيق والأعجاب.
وتحيون من يسلب عقولكم بقرقعة الكؤوس والنخاب.
أيها الشباب يا مجدنا الأتي وغدنا المنتظر.
يا أحفاد من أضاف إلى العود وتر.
الفن الحقيقي يحفز عقولنا ويسعد نفوسنا ويسمو بمشاعرنا وأفكارنا.
ويروض ذلك الحيوان الجامح في داخلنا.
أما فن الغابة فيثبط الهمم ويسبب الألم ويورث الندم ويعطل الأبداع والأنتاج الفكري.
ويلغي كل الأحاسيس ما عدا الأحساس بنصفنا السفلي.