بسم الله الرحمن الرحيم
ما للردى ..
من كل باب قد خفق
القبلة الأولى وثالث مسجد ..
روضُ التقى ..
مهد العروج إلى العلا ..
أيبيتُ في حَمَأٍْ يُرَقْ ؟؟
في كل قلبٍ طعنة ..
في كل شبرٍ ندبة ..
نفقٌ يقود إلى نفق
ما للردى ..
من كل بابٍ قد خفق ؟؟
يهوي إلينا ..
كالرميم ـ عظامنا ـ غدراً سحق
يا قدس .. ما للقدس يذوي زهرها ..؟؟
قتل الأسى عبراتها
يجتاحها الطوفان في مَد سَمَق
الغرقد المشئوم يهتك سِتْرها
مِزَقَاً يُدَمْدِمُ سِفْرِها
فِرَقَاً يُشتت طهرها
فِرَقَاً تُشَيِّعها فِرَق
سبحان من أسرى تنادي أمة ..
قصف الدُّجَى أركانها فتصدَّعَت
يجتاح بيضتها ويفتك بأنسها ..
يغتال أزهار الرُّبا .. ما أبدعت
يغتال أحلام البراءة غَضَّة ..
أحلامها جُرِفَتْ ..
فوق الْحُطام تَبَدَّدَتْ
وَيُهَدِّم البيت العزيز بأهله ..
هدموه في ليلٍ .. معالمه انْمَحَتْ
هي نكبـةٌ ..!!
خَطُّوا الْغَـدَاةَ حُرُوفها
تشريد شعب مؤمنٍ ..
ضَلَّ الزعامة أهله ..
فبهم هَـوتْ
وترنحت بين الأنام رءوسهم
بَثَّتْ ترانيم الغـرام وما ارْتَوَتْ
كُلٌّ إلى ليـلى يُلَثِّمُ ثغرها
ويبيت يحتضن المنى سُفُنَاً جرت
الغرقد المسموم يفتك سُمه
جهلاً يصدُّ المؤمنين ـ إلى رياض الخلد ـ أرجلهم سعت
شَدُّوا الرِّحال وأخْبًتوا ..
فَأَجَاءهم ..
فأجاءهم بالصّدِّ بل بالْقَمْعِ إذ :
منع التقاة من السجود ـ جباهها ـ خُشَعاً رعت
هدم المساجد لم يُرَاع حُرمة ..
نسف البيوت الآمنات بما حوت
لم يُبْـقِ للأطهار إلا خيمة ..
أضحت لهم مأْوى ..
تطاردها الذئاب بها عوت
يأبى لهم إلا التشرد صهوة ..
يعلون مهجته .. قلوبهم اكْتَوَتْ
أنى لهم ترخيص مِلْكٍ ثابتٍ ..
عهد الجدود حياضه .. يدهم بنت
فَانْدَكَ في ليلٍ : يباغته الردى ..
يمحو عريق المجد من أممٍ خَلَتْ
( سَبَأٌ ) يعود وفي المدينة رهطه ..
عُرْيَاً تَبَدَّتْ ريحهم
قد أمعنوا في الكيد مهجتهم هَمَتْ
فاقوا الجراد فما تراءت نسمة
وبنوا الحواجز ـ كل شبرٍ ـ بالجماجم قد نَبَتْ
وَتَخَضَّبَ التُّرْب الزكي بدمنا ..
يحكي فصولاً من فواجعنا نمت
كانت لنا .. بين الحنايا جنة ..
تلك المروج بها الرِّياض قد انتَشَتْ
بالطُّهْـرِ تجري ..
في الوريد إلى الوريد وما انثنت
يا قدس من :
أسرى إليك النور يرفل في ثياب الطهر يختزل الزمن
يُحْيي المحبة في الْورى
بسط الأمان على الأنام وما امْتهن
أرسى السلام منارة ..
بلغ الذرا .. عَمَّ الْممالك والمدن
يا قدس يا ..
أرض الرباط لأنتِ مهوى القلب يا أغلى وطن
روضُ الخلود لمن يروم الْعِــزّ يُغْليـك الثمن
معراجنا نحو الْعُـلا ..
نرقى السماء إليكِ .. نقتحم الْمُزن
نفديك ( قدس ) نعتلي متن الردى ..
نحيا الصمود ونرتقي سفن المدى
نرعى الهوى .. نقفو السّنن
نحن الذين على الجهاد تبايعوا ..
في ضفتيكِ رباطنا وحياتنا
لن نرتضي بالذل يُلْحِدنا الكفن
رغم الحصار وقد تَلَبَّدَ وجهه ..
شرراً نزل
يوماً سيأتي الفجر يرتعش الصدى ..
نفديكِ قدس بالفؤاد وبالعيون ولم نزل