أختي الكريمة الفاضلة ربيحة ، لا أعلم لماذا شعرت بأني كنت ثقيلاً عليك بعد قراءتي لردك الكريم وكأني استشعرت بين السطور لوماً لا ألومك عليه فربما بالغت في نقدي ، فاعذريني فهذه طبيعتي وقناعتي ، وقد كنت كثير السؤال والاعتراض على أساتذتي في المدرسة ما كان يضجرهم مني في كثير من الأحيان .
أؤكد لك أختي ربيحة أنني عند قراءتي لأي عمل أدبي لا أعمد إلى تصيد أخطاء الكاتب أو تتبع هفواته بقصد مني إلى ذلك ، وإنما أتذوقها وأفتح لها قلبي قبل عيني وعقلي ، فإذا صدمني ما لا تسيغه ذائقتي أو واجهت ما لا تحيط به معرفتي سارعت إلى الاعتراض على الأول والاستفسار عن الثاني ، ودافعي في ذلك أحد الأمور التالية :
أولاً - أمانة الرأي والفكر والنصيحة : فكثير ممن ينشر في المنتدى قد ينشر في مكان آخر وحقه علينا التنبيه والتصويب .
ثانياً - كهاو يقرأ إبداعات أساتذة الشعر والأدب ، أطمح من خلال نقدي إلى استيضاح فكرة غابت عني (كما في قصيدتك هذه أختي) ، أو قاعدة نحوية أو لمحة بيانية أو نكتة عروضية ، ربما غابت عني لقلة إلمامي في أبواب الاختصاص .
ثالثا - لحث الكاتب على مراجعة نصه جيداً قبل نشره وإخراجه بأفضل صورة ومن ثم الارتقاء بالمستوى العام لما ينشر بالواحة ، وكما ترين أختي فقد أصبح علينا مسؤولية إضافية في هذا الأمر .
رابعا - غيرتي على الأعمال الكبيرة من أن تشاب بأدنى شائبة فعندما أرى ذرة الغبار على كأس اللبن تجرح ناظري فأسارع لإزالتها ، وأنت ترين أختي أنني أمر على كثير من الأعمال الشعرية والأدبية التي تعج بالأخطاء المتنوعة فلا أزيد على توجيه عام أو نصيحة بسيطة ولسان حالي يقول : لقد اتسع الخرق على الراتق .
وأخيراً أختي الكريمة وليس آخراً بإذن الله ، لم أقل ما قلت لتعليمك أو لسوء ظن مني بعميق فهمك وسعة صدرك ، وأنا على يقين بأنك أستاذة في الأدب ومثال في الأدب ، ولكن فقط لأعتذر .
تقبلي مروري وتحيتي