الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة د.جمال مرسي
رابعا : و هذا هام :
1- ربما تختلف وجهات النظر فيما أقوله و لكني شخصيا لا أحب أن يأخذ الغزل منحىً
وصفياً دقيقة لعورة المرأة كوصف نهديها أو ما شابه . لقد كان هذا منتشراً بكثرة في الشعر الجاهلي و لعل تقاليد ديننا الحنيف هي التي تمنعنا الآن من مثل هذا البوح .
لقد كان آخر ما قرأته في هذا المضمار القصيدة المعروفة باليتيمة للعكوك ( أو المنبجي )
و كانت إحدى روائع الشعر العربي و لكنها كانت من دقة الوصف لأعضاء المراة ما جعل
النفس تأنفها بعض الشيئ رغم روعة الصور بها .
2- أقدر لك تلك الملحوظة التي أومأت لها في نهاية القصيدة و التي قلت فيها :
( كثيرٌ من الألفاظ قد تستغربونها مع علمكم انها عربية فصحى
إلا أننا لا زلنا في جنوب شبه جزيرة العرب لا زلنا نستخدمها ككلمة (كراديس) في وصف الخيل وكلمة (ملعوس) في وصف خدِ المحبوب وغيرها.. فهي إن كانت غير متداولة في كثير من الأمكنة إلا أنها لازالت لدينا متداولة )
تعليقي فقط : أن وجود مثل هذه الألفاظ الصعبة بكثرة في القصيدة قد يفسد على المتلقي
روعة المتابعة و الإحساس بالقصيدة . فهو سيضطر بين الحين و الآخر أن يفتح معجمه الخاص لكي يبحث عن معنى كذا أو كذا . و من المؤكد أن هذا سوف يخرجه من جو القصيدة
فلولا خففت منها قليلا .
و أخيراً : أرحب بك و بالكريمة التي وجهت لك الدعوة لكي نشرف بك و نتابع عن كثب ما تجود به قريحتك الشعرية . فأهلا بك بيننا أخي ناصر. نورت الواحة ، و عبقتها بعطر الصحراء العربية . فأهلا بكروان الصحراء حللت أهلا و نزلت سهلا .
تقبل ودي و احترامي
أخوكم د. جمال مرسي
هو ذات رأينا بكراهة الغزل الصريح بما ينهى عنه ديننا الحنيف. نضيف عليه ما يوجب الإشارة إليه من خروج عن معنى التوحيد ومنهج الدين في بعض أبيات.
ورود مستقعلن على "مفتعلن" له بعض شواهد نادرة ولكن زحافها هنا قبيح ومكروه وأنا شخصياً لا أستسيغ ذلك. وإن استخدمها أحدهم فللضرورة الشديدة ولا يتكرر ذك من شاعر فحل مرة أو مرتين مثلاً في كل إنتاجه وهذا هو معنى الضرورة الشعرية إذ لو كثر استخدامها أصبحت قاعدة لا ضرورة وهذا يدخلنا في متاهات كثيرة.
الشعر هنا عال ويبشر بشاعر فحل يسعدنا أن يتواجد بيننا فأهلاً بك أخي ومرحباً في واحتك واحة الفكر والأدب وبين النخبة من أخوانك في أسرتنا الكريمة.
حللت أهلاً ووطئت سهلاً.
تحياتي وترحيبي