بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله زين قلوب الذاكرين بمعرفته، أكرم أهل القرآن بأن جعلهم أهله من خلقه وخاصته، تفضل على المجاهدين بأن جعلهم حملة دينه وشرعه، بشر المتحابين في جلاله بمنابر من نور على يمين عرشه ، غافر الذنب ساتر العيب قابل التوب شديد العقاب:
فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ............. جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمت ذنبي فلما قرنته.................. بعفوك ربي كان عفوك أعظما

والصلاة والسلام على البشير النذير رحمة الله للعالمين وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وعلى من صار على دربه إلى يوم القرار:
هو صفوة الباري وخاتم رسله........... يا أيها المتمسكون بحبله
صلوا عليه وسلموا تسليما

أما بعد عباد الله : يقول الحق سبحانه وتعالى :"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

فالفرح أحبتي في الله أمر به الله تعالى من فوق سبع سماوات ، فرح بفضل الله ، برحمة الله
لا فرح من أجل دنيا فانية.
ودعونا أحبتي في الله نستعرض وقفات الفرح في حياة المسلم وبعد مماته

فأما في حياته ففرح بأن الله أصطفاه بأن جعله من المسلمين ، ثم فرحته بأن جعله الله تعالى على شرعه من المتمسكين ، فهذا فرحته في الدنيا

ثم فرحته إذا جاءته ملائكة الرحمن بأحسن صورة وبأطيب هيئة ، فأستبشر بهم وفرح ، ثم فرحته إذا جلسوا منه مد البصر ومعهم أكفان من حرير الجنه، وفرحته إذا جاءه ملك الموت قائلاً : أيتها الروح الطيبة اخرجي إلى روح وريحان ورب راض غير غضبان"

ثم فرحته إذا فتحت لروحه أبواب السماء ، وكتب في عليين ، ثم فرحته إذا اعيدت روحه إلى جسده في قبره للحساب وجاءه عمله الصالح هل هيئة رجل جميل الهيئة جميل الثياب فيقول له :من أنت فوجهك الوجه الذي يأتي بكل خير . فيقول :أنا لا أفارقك ابدا أنا عملك الصالح فأبشر بالذي يسرك فيفرح بالبشرى

ثم فرحته إذا جاءته الملائكة لتسأله : من ربك وما دينك وماذا تقول في الذي بعث فيكم، فإنه لما عرف الإجابة فرح ،

ثم فرحته إذا نظر إلى مقعده من الجنه فأيقن أنه من الناجين ، وأنه من الفائزين
ثم فرحته إذا ا بعث الناس لرب العالمين
ثم فرحته إذا جاز الصراط
ثم فرحته إذا ورد الحوض فشرب من يد الحبيب صلى الله عليه وسلم
ثم فرحته إذا دخل الجنان
ثم فرحته برؤية الرحمن

أحبتي في الله فرح وسرور
ولا تدري نفس ما اخفي لها من قرة أعين

فآمنوا بالله وله استسلموا
وتمسكوا بشرعه تهتدوا

والسلام عليكم ورحمة الله