اليمامة المشردة
= = = = = =
في روضةٍ عند الأصيلِ يمامةٌ
.................................................. ........... وقفت تنوحُ على علٍ مياسِ
فسألتها يا ذي الجميلة ما جرى
.................................................. .............. ولِم البكا يا متعة الجُلاس
فالنوحُ – ما تدرينَ- شؤمٌ خالِصٌ
.................................................. ..... والصبر أجدى في الضنا والباس
مسحت مدامعها بذيلِ ردائها
.................................................. ......... والوجه ينبئ ما بها من ياس
قالت بصوتٍ خافتٍ ومُحشرَجٍ
.................................................. ............. لم يُبكني إلا الشديدُ القاسي
فأثارني حبُ الفضولِ وشجوها
.................................................. ............ ودموعها مع حرّة الأنفاسِ
فأخذتُ أسأل عن حقيقةِ أمرِها
.................................................. ............... فلعلني فيما تنوحُ أواسي
ردتْ بحزن والمدامع ثرةٌ
.................................................. ......... أنا ما علمتَ رقيقةُ الإحساس
قد عشتُ أصدحُ بالرياضِ وديدني
.................................................. ........ فوق الغصونِ وبين طل الآس
الحبُ ديني والغناء معيشتي
.................................................. ............... والسلمُ أنشره لكل الناسِ
لكن بقائي بالسعادةِ لم يدُمْ
.................................................. ......... إذ جرعتني السودُ مرَّ الكاسِ
هذي الرياضَ جميعها كانت لنا
.................................................. ............ واحتلها الغربانُ بالإغلاسِ
قتلوا الكثيرَ وشردونا عنوةً
.................................................. ............ ومع التشردِ لوعة الإفلاسِ
والآن آتيها بكلِ تيقظٍ
.................................................. ............ حذِراً أراقبُ غفلةَ الحراسِ
وطني بقلبي لا يغيب دقيقة
.................................................. ............ إن ينس قوم ما أنا بالناسي
هذا الذي صدع الفؤاد وغمهُ
.................................................. ........... فجراح قلبي ما لها من آسِ
كيف المعيشةُ في الشتاتِ تطيبُ لي
.................................................. والروضُ أصبح موطن الأنجاسِ!!
باللهِ قل لي يا ابن آدم ناصحاً
.................................................. .... كيف السبيل لبغيتي في الناسِ؟؟
فالله كرمكم بعقلٍ نيرٍ
.................................................. ..... ولكم مِراسُ في الحِجا والباسِ
لم أدرِ كيف أجيبها وكأنني
.................................................. ........... من قولها كُبِّلتُ بالأمراسِ
فسألتها هل من يقود زمامهم
.................................................. ........... قالت : نعم للذلِ والإبلاسِ
ما زال يهذي بالسلام مردداً
.................................................. .......... الحرب والتقتيل شر لباسِ
ما همه دينٌ ولا وطن غدا
.................................................. .......... ما همه إلا إعتلاء كراسي
وسألتُ عن قاضي الطيورِ فأنبأتْ
.................................................. .........كالهرتينِ وقسمةُ النسناسِ
قلتُ اسمعي فنصيحتي مِن واقعٍ
.................................................. ......... عايشتهُ وخبرتهُ في الناسِ
ما عاد حقٌ في الدُنا لِمفرِّطٍ
.................................................. ............. أو خائنٍ لبلادهِ أو ناسِ
الحقُ يُرجعهُ غيورٌ مخلصٌ
.................................................. . خبِرَ الحروبَ وصحبةِ المتراسِ
فالحربُ دربُ الطالبينَ لِحقهمْ
.................................................. ..... ليس النحيبُ ومنطقُ الأيّاسِ
فالسلم لن يُجدي لنيلِ حقوقكم
.................................................. ...... من كف وحشٍ ظالمٍ خلاّسِ
فرأيتها طارتْ تُرددُ بالفضا
.................................................. ........ لا حلّ إلا باجتثاث الراسِ
شعر: ماجد وشاحي
شعر : ماجد وشاحي