"لكل مقام مقال".
قولة مشهورة موجزة دالة على أن الأسلوب ينبغي أن يختلف حسب متغيرات كثيرة، منها من يكون موضوعا للحديث؛ فالحديث عن الأشخاص يختلف حسب مكانتهم.

وهذا مثال تطبيقي على ذلك يدور حول نص يصف موقف سيدنا عمر الوارد في القصة الضعيفة التي تدور حول مراجعة إحدى المسلمات له عندما أمر بتخفيض المهور من على المنبر.
وجدت في وصف الكاتب -الذي لم تكن نيته النيل من الفاروق- أنه استخدم أسلوبا لا يليق بالفاروق، فوضعت المقابل الذي يؤدي ما يرمي إليه الكاتب لكن بلغة تليق بالفاروق.
وأورد هذا مثالا تطبيقيا على أداء المعنى الواحد بأساليب شتى تبعا لمقتضيات متغيرات الملابسات!

النص الأصلي:
وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -الرَّجُلُ الَّذِي وصفه النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بوعاء العلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَكَلَّمُ فِي مَسْأَلَةِ صَدَقَاتِ النِّسَاءِ، تَعْتَرِضُهُ امْرَأَةٌ وتصحح له معلومة، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دون خجل: (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي! كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْكَ يَا عُمَرُ؛ أَخْطَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَصَابَتِ امْرَأَةٌ!) وَلَمْ يُقَلِّلْ اعترافه بالخطأ أمام الملأ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ نَظْرَةِ أتباعه إِلَيْهِ، بَلْ زَادَ الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ ثِقَةِ النَّاسِ بِهِ.

النص الذي ارتأيته:
وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -الرَّجُلُ الَّذِي شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بالْعِلْمِ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَكَلَّمُ فِي مَسْأَلَةِ صَدَقَاتِ النِّسَاءِ، فَتَعْتَرِضُهُ امْرَأَةٌ وَتُذَكِّرُهُ بِالْآيَةِ (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا) [النساء:20]، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبُولًا بِالْحَقِّ: (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي! كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْكَ يَا عُمَرُ؛ أَخْطَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَصَابَتِ امْرَأَةٌ!) وَلَمْ يُقَلِّلْ عُدُولُهُ عَنْ قَوْلِهِ قَبُولًا بِالْحَقِّقُبَالَةَ الْمَلَأِ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ نَظْرَةِ المسلمين إِلَيْهِ، بَلْ زَادَ قَبُولُهُ الْحَقَّ مَكَانَتَهُ وثِقَتَهم بِهِ.