من "جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب"- أحمد الهاشمي

3- وأما طبقاته ثلاث :

الطبقة السفلى: ومرجعها إلى الإنشاء الساذج وهو ما عرا عن رقة المعاني وجزالة الألفاظ والتأنق في التعبير، فهو بالكلام العادي أشبه لسهولة مأخذه وقرب مورده.
ويستعمل في المحافل العمومية ليقرب منال المعاني على جمهور السامعين، وفي المقالات والتأليف العلمية لينصرف الذهن إلى أخذ المعنى، وليس دونه حائل من جهة العبارة. وفي المكاتبات الأهلية والرحلات والأسفار والأخبار وما شابه ذلك.

الطبقة العليا: ومرجعها إلى الإنشاء العالي، وهو ما شحن بغرر الألفاظ وتعلق بأهداب المجاز ولطائف التخيلات وبدائع التشابيه، فيفتن ببراعته العقول ويسحر الألباب.
ويصلح في الترسل بين بلغاء الكتاب، وفي المجالس الأدبية وديباجة بعض التصانيف، إلى غير ذلك من المواضع التي من شأنها الزجر وتحريك العواطف والحماسة.

الطبقة الوسطى: ومرجعها إلى الإنشاء الأنيق وهو ما توسط بين الإنشاء العالي والساذج ، فيأخذ من الأول رونقه ومن الثاني جلاءه وسلامته.
ويصلح في مراسلات ذوي المراتب وفي الروايات المنمقة والأوصاف المسهبة وفي خطب المحافل وما أشبه ذلك.