1- معجم القواعد العربية للشيخ عبد الغني الدقر:
أقْسَامُ تَابعِ المُنَادَى المبْني أربعة:
(1) ما يَجِبُ نَصْبُهُ مُراعَاةً لمحَلَّ المُنَادَى.
(2) ما يَجِبُ رَفْعُه مُرَاعَاةً لِلَفْظ المُنَادَى.
(3) ما يجوزُ رَفْعُه ونصبُه.
(4) ما يُعْطَى ما يَستَحِقُّه إذا كانَ مُنَادى.
وإليكَ التَّفْصِيل:
(1) ما يَجبُ نَصبُه مُرَاعَاةً لِمَحلَّ المُنَادَى المَبني، وهُوَ "المُضَافِ المُجَرَّدُ مِن ألْ" نَعْتًا كانَ أو بَيَانًا أو تَوْكِيدًا مَعْنَوِيًّا، نحو "يا أحمدُ ذَا الكَرَم" و "يا عَليُّ أَبَا عبدِ اللَّهِ" و "يا عَرَبُ كُلَّكُم" بفتح اللام بالخِطَاب؛ لأنهم مُخَاطَبُون بالنِّداء، ويَجُوزُ كلَّهم بالغَيْبة لِكَوْن المُنَادَى اسْمًا ظاهرًا.

(2) ما يَجِبُ رَفْعُه مُرَاعَاةً لِلَفْظِ المُنَادى المَبْنِي، وهو نَعْتُ "أيَّ وَأَيَّة" ونَعْتُ "اسْمِ الإِشَارَةِ" إذا كانَ اسمُ الإِشارة وَصْلةُ لِنِدائه (بأن قصد نداء ما بعدها كقولك لعالم بين جهلاء: "يا ذا العالم". فإن قصدَ نداء اسم الإشارة وحده، وقدر الوقف عليه بأن عَرفَهُ المخاطَبُ بدون وصفٍ كوضعِ اليدِ عليه فلا يلزم وصفه ولا رفع صفه)، نحو: {يَا أَيُّها النَّاسُ} { يَا أيَّتُها النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ} (الآية "27" من الفجر "89") "يَا هَذا الرَّجُلُ".
ولا يُوصَفُ "أيّ وأيَّة" إلاّ بِمَا فيهِ "ألْ" سَواءٌ أكانَ مُعرَّفًا بِها نحو "يا أَيُّها الرَّجُلُ" (أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم، و "الرجل" صفة لأي ويجب رفعه تبعًا للفظ) و"يا أيَّتُها المرْأةُ"، أم مَوْصُولًا نحو: {يَا أيُّهَا الَّذي نُزِّل عَلَيْهِ الذِّكْرُ} (الآية "6" من سورة الحجر "15" )، أو باسمِ الإشارَةِ نحو: "يَا أَيُّهذا الرَّجُلُ" وكقولك:
ألاَ أَيُّهَذا البَاخِعُ الوَجْد نَفْسَهُ * لِشيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْه المَقَادرُ
(الباخع: المُهْلَك، الوَجْدِ: فاعل بالباخع، نَحَتْه: أبعَدَتْه، المَقَادر: المَقَادير).

(3) ما يجوزُ رَفعُهُ ونَصْبُه في تَابعِ المُنادَى المَبني، وذلِكَ في النَّعتِ المُضَافِ المَقرُونِ بـ "أل" نحو "يَا عَليُّ المُحكَمُ الرَّأي"، والمُفْرَد (وظاهر أنَّ المُراد مِنَ المُفرد لَيس مُضَافًا ولا شَبِيهًا به) من نَعتٍ نحو "يا مُحمدٌ الظَّريفَ أو الظَّرِيفُ"، والمُفْرَدُ من عَطفِ بيَان نحو "يَا غُلامُ بِشْرٌ أو بِشْرًا"، والمفرَدُ مِنْ تَوكِيد نحو "يَا قُرَيشُ أجْمَعُونَ" أو "أجْمَعين".
والمَعْطُوف المَقرُون بـ "أَلْ" نحو "يا أحمدُ القَاسِمُ والقَاسِمَ" قال تعالى: {يَاجبالُ أَوِّبي مَعَهُ والطَّيرُ} (الآية "10" من سورة سبأ "34" )، أو{والطَّيرَ} قُرِئ بهما. وكذا المُنَادى المبني قبلَ النِّداء فيُتْبَعُ فيه حَرَكةُ النِّداءِ المُقَدَّرة أو المَحَلّ، ولا يَجُوزُ إتْباعُ لَفْظِهِ نحو "ياسيبويهِ العَالمُ" رَفْعًا ونصبًا لاجَرًّا.

(4) التَّابعُ للمُنادَى يُعطى ما يَستَحِقُّه لو كانَ مُنادَى، وهو"البَدَلُ، وعَطْفُ النَّسقَ المُجَرَّدُ من "أَلْ" وذلك لأنَّ البَدَلَ في نيّة تَكْرَارِ العَامِل، والعَاطِفُ كالنَّائِبِ عن العَامِل تقول: "يا محمَّدُ بِشْرُ" بالضَّم للبِنَاءِ، و"يا محمَّدُ وخَلِيلُ". وتقولُ: "يا خالدُ أبا الوَلِيدِ"، و"يا محمد أبَا القَاسم". وكذلك حُكمُها مَعَ المُنَادَى المَنْصُوبِ، نحو "يا أبا عَبْدِ اللَّهِ خَلِيلُ" و "يا أبَا عبدِ اللَّهِ وَخَليلُ".

(5) المُنَادى بـ "أيّ" و "اسمِ الإشارةِ" لا يَكُونُ الوَصْفُ فِيهما إلاَّ مَرْفُوعًا؛ لأنَّهما بِمَنزِلَةِ اسمٍ واحِدٍ كما يَقُولُ سيبويه: تقول: "يا أيُّها الرَّجُلُ" و"يا أيَّها الرَّجُلان" و "يا أيُّها المَرأتان"، وتقول: "يا هذا الرَّجلُ" و "يا هَذَان الرَّجُلان". وهذه الصِّفاتُ التي تكونُ المُبْهَمَةَ بمنزلةِ اسمٍ واحِد إذا وُصِفَتْ بمُضَافٍ أو عَطْفِ بَيَانٍ على شيءٍ منهما كانَ رَفْعًا كَذَلِكَ، فمن ذلك قولُ رؤبة:
يا أيُّها الجاهلُ ذُو التَّنِزِّي (التَّنَزِّي: خِفَّةُ الجَهْل، وأصلُ التَنَزِّي: التَّوثُّب). وتقول: "يا أَيُّها الرَّجُلُ زَيْدٌ أقبِلْ" فَزيدٌ عَطفُ بَيَانٍ مِنَ الرجلِ. وقد تُوصَفُ "أيَّ" باسم الإشَارةِ في قولِ ذي الرُّمَّة:
أَلاَ أَيُّهاذَا المَنزِلُ الدَّارِسُ الذي * كأنَّكَ لَم يَعْهدْ بِكَ الحَيَّ عَاهِدُ
(يقول: كأن هذا المنزل لِدُرُوسه لم يَقُم فيه أحدٌ ولا عَهِدَ به عاهد).

2- من جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني
وقد آثرت إيراد هذا الاقتباس من هذا الكتاب لاحتوائه حالة المنادى المنصوب التي لم يذكرها الكتاب السابق.

** إن كان المنادى مبنيًا فتابعُهُ على أربعة أضرُبٍ:
1- ما يجبُ رفعُهُ معرَبًا تَبَعًا لِلَفظِ المنادى، وهو تابعُ (أيّ وأيَة واسمِ الإشارة)، نحو "يا أيها الرَّجلُ. يا أيتها المرأة. يا هذا الرجلُ. يا هذهِ المرأةُ". ولا يُتبَعُ اسمُ الإشارةِ أبدًا إلا بما فيهِ "ألْ". ولا تُتبَعُ "أيُّ وأيّةٌ" في باب النداءِ إلا بما فيه "أَلْ" كما مُثِّلَ، أو باسم الإشارة، نحو "يا أيُّهذا الرجلُ".
2- ما يجبُ ضَمهُ للبناءِ، وهوَ البدَلُ والمعطوفُ المجرَّدُ من "أَلْ" اللَّذانِ لم يضافا، نحو "يا سعيدُ خليلُ. يا سعيدُ وخليلُ".
3- ما يجبُ نصبُهُ تبعًا لمحلِّ المنادَى، وهو كلُّ تابعٍ أضيف مُجرَّدًا من "أَل"، نحو "يا علي أبا الحسن. يا علي وأبا سعيد. يا خليلُ صاحبَ خالدٍ. يا تلاميذُ كلَّهُمْ، أو كلَّكُم. يا رجلُ أبا خليلٍ".
4- ما يجوز فيه الوجهان الرفعُ مُعرَبًا للفظِ المنادَى، والنصبُ تبعًا لمحلِه وهو نوعان:
الأول : النعتُ المضافُ المقترنُ بألْ، وذلك يكون في الصفاتِ المُشتقَّةِ المضافة إلى معمولها، نحو "يا خالدُ الحسنُ الخلُقِ، أو الحسنَ الخلق. يا خليلُ الخادمُ الأمةِ، أَو الخادمَ الأمة".
الثاني : ما كان مُفرَدًا من نعتٍ أو توكيدٍ أو عطفِ بيانٍ أو معطوفٍ مُقترنٍ بألْ، نحو "يا عليّ الكريمُ، أو الكريمَ. يا خالدٌ خالدٌ، أو خالدًا. يا رجلُ خليلٌ، أو خليلًا. يا عليّ والضيفُ، أو والضيفَ.
ومن العطفِ بالنصبِ تبعًا لمحلِّ المنادى قوله تعالى {يا جبالُ أَوّبي معهُ والطّيرَ}، وقُريءَ في غيرِ السبعةِ "والطيرُ"، بالرفع عطفًا على اللفظ.

** وإن كان المنادَى مُعرَبًا منصوبًا فتابعُهُ أبدًا منصوبٌ مُعربًا، نحو "يا أَبا الحسنِ صاحبَنا. يا ذا الفضل وذا العلم. يا أبا خالدٍ والضيفَ"، إلا إذا كان بدَلًا أو معطوفًا مجردًا من "ألْ" غيرَ مضافين فهما مَبنيّان، نحو "يا أبا الحسن عليٌّ. يا عبدَ الله وخالدُ".