علمني أبي أن الصدق في التعامل مع المشاعر لا يقتصر على الأمور الخاصة إنما يتخطاها إلى العمل المؤسسي، والإداري بصورة ضرورية لا تقبل أنصاف الحلول.
وقد أسلط اليوم العدسة على إدارة المنتديات فإن في بعضها ما يجدر التنبيه إليه، وإسداء النصح إليه بغية الإصلاح والتذكير لا الطعن والتشهير.
تسيء بعض المنتديات الأدبية إلى الأدب ولغته إساءة إدارية قد لا يفطن البعض إليها لأنه مغمور بنشوة التجميع لمنتداه، ومن المؤسف أن تجد من يدير بعض تلك المنتديات أديبا أو أديبة كان له قبل بلاء الإدارة حرف يؤمه الصادقون لقراءة الإنسانية مسطرة في محياه الواضح..ثم يبتلى به المنتدى إداريا فيسعى جاهدا في توسيع رقعة المنتدى عن طريق التجميع العددي لأنصاره ، ليأخذ يكيل المديح لمن لا يستحق ، ويكيل بنفس المكيال الإهمال والتجاهل لمن له الحق في التميز، فهذا أديب ، وذاك كبير.. وهلم جرا من ألقاب المجاملات التي لا تحتملها الحقيقة ، ولا تستوعبها الوقائع.
ومن المؤسف كذلك أن تتحول رسالة الأدب في حياة قلمه إلى سد فراغات في المنتدى، وملء خانات قد تسد من وجهة نظره بأي تصنع ، وزركشة لفظ ..وتلك الصورة لك أن تلمحها في دخول هذا الإداري وهو يأخذ الأبواب بابا بابا يرى من الضروري سد كل باب بحروف مجرد حروف، مهما كانت كاذبة الشعور، مختلقة الألوان.
ومن هنا يتحول الإداري من أديب صادق الوفاض إلى إداري آلي تحكمه ضرورة سد الفراغات ، وتبهره كثرة الأعداد في المنتديات.
ومن الإدارات التي تثير العجب تلك التي تقوم على أضحوكة "أنت تقصدني"، فلا يكتب أديب شيئا حتى يقال له:تقصد من بحروفك؟؟ وأنت لا محالة تقصد فلانا، أو فلانة. ولست أدري عن تلك المواقع أهي متخصصة فيما وراء المشاهد ، أم تراها مختصة في التنبؤات الغيبية، وإذا قيل لهم مالكم وللمقاصد قال لك: نحن لسنا أغبياء.
ملاحظة: أنا لا أعني هنا منتدى بعينه، وليس في بال قلمي توجيه لأحد معين.