سيدي القاضي
أولا:
قد علمتم ما أنا عليه
من البحث... ومواصلة المسير......
نحو الحقيقة!
ومصادقة الإخلاص
ومعانقة الأوفياء !!!
ولذلك .... !
فإنني أعلن عصياني
ما لم يرحم ضعفي
من وثقة به
وأخلصت له حبي
والسؤال هو :
هل هذا المحبوب موجود في الوجود ؟
أم أنه يراود مخيلتي الشعرية ونزعة أحرفي الفكرية من حين إلي أخر ؟
نعم سيدي القاضي
إن حبيب قلبي...
هو من بني البشر
لكنها....
لم تكشف عن نفسها بعد ولم أراها يوما في الوجود .... ولست أعرف
متى سوف ألتقي بها ....! لعلني أجدها في هذه الحياة الفانية ... وقد يكون لقائنا
في تلك الحياة الأبدية ولكن السؤال يطرح نفسه مجدداً فيقول : هل سوف نجتمع سوياُ في الخلد وجنة المتقين أم أنني سأكون في سقر حيث الندامة والأسى
وفراق الأحبة
حينها...فقط
لن يسمح لي
بمخاطبتها
ولو للحظات وجيزة ...
فليس في يدي حيلة
!!!!!
سيدي القاضي ....!
سيدي .... سيدي
سيدي القاضي ....!!!
ماذا ؟!
هل تذمين نسبي
هل تشكين في فحولتي
هل أصبحت دون مروة
كلا.........
أستميحك عذرا ...
بلى .... سيدي القاضي
كنت بالأمس
إمام للمتقين
أرتل القرآن
أحفظ الحديث والبيان
ابن تيمية في قومي
زاهد في حصتي
متقشف في رزقي
أبي من علمني الاحترام
سيدي المبجل :
هذا إثبات وأستشهد
لي في الغدير رفقاء
ولي في الموصل أصدقاء
أغض الطرف عن الأعراض
أصون الشرف من الأمراض
لست من الماضي بجاحد
كبرت على صوت الإحرام
هل هذا عيب في خلقي ؟
أرجوك يا سيدي القاضي
دون حجتي
سجل أحرف تعبيري
أحكم في قضية اتهاماتي
لم أكن إمعة ولا زنديق
لم أهتك في زمني حرمة
لم أسلب حق التنديد
فلتأمر عن فحص الزمرة
هيهات ...هيهات
أأقمع السنبلة في حلمي
أأشرب نبيذ الفسوق!!!
أقسم أنني برئ...
أمرك يا سيدي ...
ولكن...!
عفوا... مولانا القاضي
هل عرفت بعثرة الأوراق
والكشف عن تفجير الأنفاق
كيف ؟
متى ؟
أين ؟
ولما؟
أقصد...
عما كانت تبحث في دربي
صهٍ !!!!
أن رجل ذو مبدأ
لا يستهان بمكانتي
كفاني في السيادة فجورك
ناقم مسلوب الإحساس
بياضه برص
وريقه عدس
وعطره خنس
مشغول في موضة المارقين
يسعى نحو تدمير الحكمة
مغرور في شكل الرحمة
هل يعد من الإسلام التنكير ؟!
ندامة الجهالة
لكن ....
والله ...الله أنني ...
نعم ....
أعذرك ........!!!
كيف لا ..
وأنت غلطتي ؟!
سأشهد...
في محاكم العشاق
أني مذنب ...
وعند أخذ جزائي
سوف أواري سؤتك
وأكتب... فوق ضريحك
بدم فؤادي ....
رثاءً ...!
لفقدان قلبي ....
أخوكم / عبد الباسط عبده علي عبد الغني رافع الشميري