رباه
فرج أبو الجود
رباه جئتك خاضعا وذليلا
أرجو جميلا من يديك جميلا
ولقد أتيت من المعايب والهوى
ما لو وزنت علي كان ثقيلا
عانيت من ذنبي وشؤم خطيئتي
فرأيت ما وسع الوجود ضئيلا
فإذا النهار من الكئابة موحش
والليل قبر لا يريد رحيلا
واليأس في صدري يصيح فأرتمي
خوفا وما أدري لدي بديلا
في كل ركن قد أتيت جريرة
وبكل ناحية عصيت جهولا
ومضيت في درب الضلال يجرني
إبليس مغلول اليدين ضليلا
ومشيت في ليل الضياع مودعا
عمرا تردى في الظلام طويلا
ورجعت منكسرا أجر خطيئتي
وجلا حزينا بائسا مخذولا
أسرفت يا ملك الملوك وليس لي
إلاك مما قد جنيت مقيلا
أجثو إليك من التذلل ضارعا
أسفا على ما قد فعلت خجولا
ضاقت بي السبل الطوال ولا أرى
إلا سبيلك أن يكون سبيلا
آنست من فيض المروءة ما دعى
قلبي لعفوك أن يفر عجولا
إن كان من فرط الذنوب فإنني
أشقى عبادك منزلا ونزولا
أو كان من عفو الكريم فإنني
بالعفو أكرم من رأيت نزيلا
سالت إليك من الرجاء مدامعي
خوفا وظني أن أنال قبولا
أرنو إلى عفو الكريم وإن لي
من حسن ظن في رضاك رسولا
ما جاء عبد عند بابك بائسا
إلا وعاد منعما موصولا
إني بجودك استغيث تذللا
فامنن على عبد أتاك ذليلا
أتردني ولقد أتيتك سائلا
أرأيت جوادا يرد بخيلا