مُضطَرَّةٌ أنْ تَكذبي

شعر عبدالعزيز جويدة



مُضطَرَّةٌ أنْ تَكذبي
وأنا الذي
ما عُدتُ مُضطرًا
لتَصديقِ الكَذِبْ
وأنا الذي
شارَكْتُ في صُنعِ الحِكايَةْ
والآنَ مُضطرٌ
لأنْ أضَعَ النِّهايةْ
فالمسرحيَّةُ لَمْ تَعُدْ
إلا كلامًا مُضطَرِبْ
فأنا الذي يَومًا صَنعتُكْ
أضْرَمتُ في إحساسِكِ المشلولِ ناري
وصَنَعتُ نارًا
مِنْ حَطَبْ
ولَكَمْ قَرأتِ الحُبَّ وَحدَكِ
في الكُتُبْ
لَمْ تَستَفيدي
مِنْ قِراءاتِ الكُتُبْ
فَمَدَدتُ كَفِّي
وصَنعْتُ حُورَ العِينِ
مِن هذا الخَشَبْ
حتى رآكِ الناسُ يومًا
وكأنَّهُمْ
ما قد رَأوا في الكونِ مثلَكْ
قد كنتِ قَبلي مثلَ
أشجارِ الصَّحاري
لا تَمْرَ فيكِ ولا عِنَبْ
أصبحتِ بُستانًا
ومِنْ صُنعي أنا
نَسَّقْتُ فيكِ الياسَمينَ
وما مَلَلْتُ مِنَ التَّعَبْ
رَصَّعْتُ عَينَكِ بالنُّجومْ
وأضَأتُ في شَفَتيكِ
آلافَ الشُّهُبْ
وظَللتُ وَحدي أرتَقِبْ
ووجدتُ نَفسي
فوقَ كلِّ خَليَّةٍ
في قِصَّتِكْ
مَنْ يَدَّعي غيري ...
أقولُ لَهُ : كَذِبْ
***
تَتمَرَّدينَ الآنَ !
ما عُدتُ أغضَبُ
أو أثورْ
فَلِمَ الغَضَبْ ؟
أ تُرَى جمالُكِ قد أضاعَكِ
عندَما زادَ الطَّلَبْ ؟
وكَفَرْتِ بي وبِحُبِّنا
ونَظَرْتِ في المِرآةِ لَمْ تَتحمَّلي
ما كنتِ يَومًا تُؤمنينْ
أنْ الرَّمالَ ستستحيلُ
إلى ذَهَبْ
مُدِّي جُسورَ الوِدِّ
لا تتخَوَّفي
مَنْ ذا سِوايْ ..
سَيكونُ فارسَكِ الجديدَ المُرتَقَبْ ؟
ماذا سيَفعلُ بالتي
قد صُنتُها
ورَفَعتُها قَدرًا جَليلاً
ما عَرَفْتُ لهُ سَببْ ؟
قد تُصبحينَ كَدُمْيَةٍ ،
مَحظِيَّةً ،
أو لُعبةً ما بينَ آلافِ اللُّعَبْ
فبدونِ حبِّي لَنْ تَكوني
أ تُرَى تَكونُ النارُ
مِن غَيرِ اللهَبْ ؟

يا عبد العزيز
ما هذا ...
أضْرَمتُ في إحساسِكِ المشلولِ ناري
وصَنَعتُ نارًا
مِنْ حَطَبْ
أقتبس هذا المقطع ليدلل على بقية القصيدة
أمتعتني يا رجل
.. ما هذا الجمال
تمنيت لو أنني أستطيع لكن واحسرتاه لقد ولى الشباب ولم يعد متسع من العمر لمزاولة اشعال المشاعر
شكرا لهكذا ابداع

همسه

في هذا المقطع أنت تعني أنها كانت حطب جاف وأنت اثرت فيه المشاعر
إذا كان ذلك فأظن أن الأفضل أن تقول
وصنعت نارا في حطب

تَتمَرَّدينَ الآنَ !
ما عُدتُ أغضَبُ
أو أثورْ
فَلِمَ الغَضَبْ
حتى يستوي الوزن لابد لها أن تكون بحذف الفاء
لم الغضب

تقبل مروري وتعليقي
شكرا لك

نص جميل وأداء جذاب.

دام هذا الحس الإبداعي!

وأهلا بك دوما في الأفياء.


تحياتي

ولن يكون الألق إلا بحرف أصيل كحرفك هذا
بوح شجي وخيال رحيب
تحياتي

أخي عبد العزيز

هناكَ من يتفنن داء الكذب, وآخرون من يتقنون داء التمثيل, لم يعد الحب الطاهر متواجد بين البشر في هذا الزمن, حرفكَ كان ممتعاً هنا, فتقبل مني كل تحية وتقدير.

تقديري