كفاك أمتثالاً في العُلى أيها البدرُ
لقد آن أن نعلو فهذا هو القدرُ
دهورٌ من الأزمات مرت إلى الهوى
فتاهت وما تاه التساؤل والعمرُ
نلوذ ونهوى فالفضاء يعيننا
فنحنُ ملوكٌ ضاق من صبرها الصبرُ
أنار الهوى كل القلوب مشاعراً
ومثلك لم تأفل وما هزك الشعرُ
فبُتُّ أنا أهوى ولكنني فتى
هواه نهائياً يحار به السطرُ
إذا أرتاح وجه البدر في الليل أشرقت
تباشيري الجذلى ولاح بها الذكرُ
أشرق في وقتٍ من البوح صارخاً
فتزأرُ في روحي القصائد والأثرُ
فما أنا يا أصحاب إلا صدى هنا
وخلف المجرات الأُلى صوتي البكر
أنا بسمة الإشراق في كل مبسمٍ
وقولٌ إذا قالوا يجن بهِ السرُ
أنا قصة المجنون والعمر رثائي
فما جائني وحيٌ وإن جائني الفكرُ
يجن بي الصوت السليل إلى الصدى
وما شدني للبوح خيرٌ ولا شرُ
فمن نفخ البستان فيه سناءهُ
يظل بنفسجي الرؤى قلبه زهرُ
فقد جئت للدنيا لأنفض حزنها
وأمنحها دفء الهوى إن هوى أمرُ
وأفتح أبواب الصباح بجمرةٍ
لأعرج نحو الحب بالجمرةِ .. العبرُ
" فما يبلغ القدر الرفيع سوى الذي
تساوى لديه التبر والرمل والدر"
الليلة .