|
سِرُّ المُحِبِّ غَدَاةَ البَيْنِ مَفْضُوحٌ |
وَدَمْعُهُ لِفِرَاقِ الإِلْفِ مَسْفُوحٌ |
يَا نَائِحَاً فَوْقَ أَغْصَانِ الأَرَاكِ أَلاَ |
تُجِيْبُ مَنْ عَادَ مِنْهُ الشَّجْوُ مَبْحُوحُ |
يَا لَيْلَةً جَاءَ فِيْهَا النَّعْيُ مُشْتَمِلَاً |
ثَوْبَ السَّوَادِ عَلَى الأَحْزَانِ مَلْفُوحُ |
يَا نَاعِيَاً عَلَمَاً بَحْرَاً أَشَمَّ لَهُ |
مَعَ الثِّقَاتِ اجْتِهَادَاتٌ وَتَرْجِيْحُ |
شَيْخٌ تَرَجَّلَ غَضّاً عَنْ مَطِيَّتِهِ |
وَكَمْ تَرَجَّلَ أَعْلَامٌ مَصَابِيْحُ |
له مَنَاقِبُ فِي الآفَاقِ ظَاهرِةٌ |
يَكْفِي شَوَاهِدُها ذِكرٌ وتَلمِيحُ |
يَدْعُو إِلَى الله لَا يَنْفَكُّ مُزْدَلِفاً |
عِدَاهُ فِي الرَأْيِ مَقْصِيُّ وَمَطْرُوحُ |
إذا تَكلَّمَ سَالَ الدُّرُ مِنْ فَمِهِ |
فَقَوْلُهُ عِبْرَةٌ وَالصِّمْتُ تَسْبِيحُ |
عَلَى المَدَارِجِ كَمْ تَلْفَاهُ مُنْتَظِمَاً |
وَفِي المَسَائِلِ تَقْرِيْبٌ وَتَوْضِيْحُ |
فَهْمٌ وَعِلْمٌ وَإِدْرَاكٌ وَمَعْرِفَةٌ |
وَصَيِّبٌ مِنْ عَطَاءِ الله مَمْنُوْحُ |
قُطْبُ الشَّبَابِ رَحَاهُمْ عِنْدَ مَفْزَعِهِمْ |
هُوْ الأَرِيْبُ إِذَاَ دَارَتْ بِهِمْ سُوْحُ |
أَعْنِي أَبَا جَعْفَرِ المَكْسُوِّ مِنْ وَرَعٍ |
رِدَاءَ عِلْمٍ وَنَظْمِي فِيْهِ مَجْرُوْحُ |
جَمّ السَّمَاحَةِ مِفْضَالٌ أَخُو ثِقَةٍ |
بِكُلِّ سَابِقَةِ الأَخْلَاقِ مَمْدُوْحُ |
سَهْلُ المَنَالِ حَصِيْفُ الرَّأْيِ مُتَّقِدٌ |
وَارِيْ الزِّنَادِ عَلَى الأَعْدَاءِ مَقْدُوحُ |
إِنْ تَلْفَهُ قَدَ عَلَا أَعْوَادَ مِنْبَرِهِ |
كَأَنَّهُ الَبَرْقُ إِيْمَاضٌ وَتَلْوِيْحُ |
بِالحَقِّ يصَدَحُ فِي حَالَيْهِ مُحْتَسِبَاً |
يَدْعُو وَلَا يُثْنِهِ هَمٌّ وَتَبْرِيْحُ |
تَرَاهُ بِالعِلْمِ والتَّدْرِيْسِ مُشْتَغِلاً |
والبَعْضُ يَشْغُلُهُ قَدْحٌ وَتَجْرِيْحُ |
جَزْلُ الخِطَابِ رَصِيْنُ القَوْلِ وَاضِحُهُ |
يُمَازِحُ النَّاسَ تَلْطِيْفٌ وَتَرْوُيحُ |
أَبْكِي فَتَىً قَدْ هَدَاهُ لِلْعُلَا شَمَمٌ |
وَسَاطِعٌ مِنْ جَبِيْنِ الشَّمْسِ مَسْرُوْحٌ |
وَاَحَرَّ قَلْبَاهُ.. كَمْ تَبْكِيْهِ ثَاكِلَةٌ |
كَمَا بَكَتْ فَقْدَهُ الدُّهْمُ المَسَاحِيْحُ |
لا أَبْعَدَ اللهُ شَيْخَاً زَانَه ُشَرَفٌ |
فِي كُلِّ فَنٍّ لَهُ بَحْثُ وَتَنْقِيْحُ |
طَوَى الحَيَاةَ إِلَى الفِرْدَوْسِ فِي عَجَلٍ |
رَفِيقُهُ فِي الدُّنَا ذِكْرٌ وَتَسْبِيْحُ |
نَفْسٌ تَوقَّدُ حَرَّىَ وَهْيَ مُرْهَفَةٌ |
كَمَا السَّحَائِبِ لَا تَسْتَامُهَا الْرِّيْحُ |
هَلْ مِنْ سَبِــــــــيلٍ إلى شَيْخٍ يُمَاثِلُهُ |
يَسيُر فِي نَهْجِهِ: هَدْيٌ وتَصْحِيحُ |
كَأَنَّمَا شَاقَهُ التَّسْفَارُ فِيْ وَلَهٍ |
نَحْوَ الجِنَانِ هَفَا كَيْ تَسْعَدِ الْرَّوُحُ |
سَقَتْك مِنْ وَاكِفِ الوَسْمِيِّ غَادِيَةٌ |
وَفَاحَ مِنْ تُرْبِكَ الرَّيْحَانُ والشِّيْحُ |
وظَلَّلَتْكَ غَدَاةَ الحَشْرِ مَرْحَمَةٌ |
وَعَدْتَ والذَّنْبُ مَغْفُورٌ وَمَصْفُوحٌ |
ثُّمَ الصَّلاةُ عَلَى المُخْتَارِ مَاَ هَطَلتْ |
سَحائِبُ القَطْرِ أَو مَاهَـبَّـتِ الرِّيحُ |