قلم يغنـي أم شجونـكَ أجبـرهْ
فلتسألـوا خلجاتْـهْ مـا غيَّـرهْ
سُدُّوا النوافذََ عن مداه ُ وأبعـدوا
شبح الغياب فإنـه قـد أذعـرَهْ
كونوا لهُ ورقاً يفيـض صبابـة ً
وليكتُبِ الحبـر الحزيـنُ تعثـرَهْ
من ألف أرض ٍ في السريرة قد أتى
ومضى يُحمِّلُ شعره ُكـي ينْثُـرَهْ
نزْفٌ من الأيـام أرهـق صوتـه
ما عاد يصدح بالأغانـي المزهِـرهْ
قد ثبت الوجع الثقيل بصدره
ومضى يئـن بـأي دار مقفـرهْ
ومضى على سُرَفِ الحنين مؤججا
صوتَ النزيف ولم يكن من أصدره
تلك العميقة مـن ضيـا عينيـه قد
دست سموم الناي حتـى يعبُـرَهْ
وكان يبعث في التراب رجاءه
ما كان يسأم من تراب كدّره
كان ارتحالا موغـلا فـي حلمـهِ
نحو الطبيعة حيث أفنـى أشهُـرَهْ
ولكي يموت على بقيـة حُلمـهِ
ممـا تـوارى خلفـهُ أو أظهـرَهْ
طيراً يحُدّق في الغصـون مراوحـاً
نظر الغريب إلـى شـراع أبهـرَهْ
ما عاد يُمسـك حلمـهُ متخلّيـا
عن كل شيء في الخيال تصـوّرَهْ
متمعنا في النهـر يبكـي مـاءهُ
وديـارهُ تبكـي عليـه مُدمّـرَه
ما بيـن نهـر لا يطيـل خريـرهُ
وبيـن دار ٍ لا تُطـولُ مُعَمّـرَهْ
قد صار مثـل كلامـه متبعثـراً
بين القصائد وهْيَ تنزفُ أسطُـرَهْ
هذا شـراعٌ مـن بقيـة صبـره
ما زال ينطرُ موعدا قـد أخّـرَهْ
لحظاتـه تعـدو إليـه فينقضـي
جسدا مسجى في عريـن المقبـرهْ
مترجـلا عـن دربـه متأبِّـطـا
ثأرا قديمـا مـن بقايـا الأعْيِـرَهْ
ما زال ينزف عمـرَهُ ويـدٌ لـه
ليست تكفكفُ في الغياب تبعثـرُهْ
هاقد قضى ودماؤه الحيرى بـدتْ
مسفوحة,كالناظريـن معـبِّـرَهُ
يا آخر الشعراء في زمـن الـرّدى
في كل واد ٍ في العـراق وقنطـرهْ
يا فرحة ً هرمتْ علـى أسوارهـا
منذ الطفولة لـم تـزل متعثِّـرهْ
يا ضحكة الفجر المُطـلّ تدفقـي
وتألقي مثـل الـورود مُعَطّـرَهْ
أو كالشموس إذا أتت من فجرها
أو كالغيوم على سمـاء مُمْطِـرهْ
ما عاد ينفعني البكـاء فضمـدي
بالأغنيـات جراحنـا المتفجـرهْ
فلعلني أصلُ السطـور ببعضهـا
وأضمنـي ورقـا ً يضُـمّ تأثـرَه
روحا تهدهـد كالغيـوم بـراءة ً
وطفولـة و قصائـدا متكسـرهْ