أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 35

الموضوع: قِرشٌ بِقِرْشٍ

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي قِرشٌ بِقِرْشٍ

    شَاخَ الليلُ حتَّى أَطلَقَتْ إِرْهَاصَاتُ فَجْرِهِ بَلابِلَ صَمتِهِ طُيَورًا تَسْعَى لأَرْزَاقِهَا مُسَبِّحَةً رَبَّهَا العَظِيمَ. وَكَانَ عَصْفُ رِيحٍ مُثقَلةٍ بِبَردٍ قَارِسٍ فِي مُنتَصَفِ كَانُون يُشِيبُ مَا تَبَقَّى مِن خصُلاتِهِ المُظْلمَةِ قَبلَ أَنْ يَرتَفِعَ صَوتُ أَذَانِ الفَجْرِ نَدِيًّا يُنَادِي إِلى خَيرِ العَمَلِ. كَانَ مُخْتَارٌ قَد سَبَقَ عَصَافِيرَ الفَجْرِ يَحُثُّ الخُطَى خَلفَ وَالدِهِ فِي الطَّريقِ المُحَاذي للسَّاحِلِ وَالذِي يَمُرُّ عَبرَ أَجَمٍ مِن نَخِيلٍ شَاهِقٍ. رَهْبَةُ الصَّمْتِ وَعَويلُ الرِّيحِ وَشِدَّةُ الظُّلْمَةِ تَرْسُمُ فِي خَيَالهِ بَعضَ خَوفٍ طُفُولِيٍّ أَذْكَتْهُ حِكَايَاتُ جَدَّتِهِ إِذْ يَغْفُو في حضْنِهَا كُلَّ لَيلَةٍ ، وَتُحْجِمُ يَدُهُ مُجَدَّدًا أَنْ تَطْلُبَ يَدَ وَالِدِهِ الصَّارِمِ بَحْثًا عَن أَمانٍ.

    كاَن َالبَحْرُ يَزْبدُ غَاضِبًا مِنْ لَطْمِ الرِّيحِ يَتَطَاوَلُ مَوجُهُ لِيَصفَعَ مَا يَخَالهُ خَصْمًا. وَكانَ بَعْضُ صَقِيعٍ يُدَثِّرُ الأَرضَ بِثَوبٍ قُطْنِيٍّ لامِعٍ امْتَدَّ حَتَّى غَطَى قَارِبَهُم الصَّغِيرَ.
    لَقَدْ بَدَأَ نَهَارٌ جَدِيدٌ فِي حَيَاةِ هَذَا الطِّفْلِ ذِي السَّنَوَاتِ العَشْرِ فَأَسْرَعَ إِلى تَطْبيقِ مَا تَعَلَّمَ بِخِفَّةٍ وَحِرْفَةٍ ، ثُمَّ جَلَسَ قبَالَةَ وَالِدِهِ يُزِيحُ مِثْلَهُ بِيَدَيهِ العَارِيَتَينِ أَكْوَامَ الثَّلْجِ لِيَصلَ لِلأسْمَاكِ المُجَمَّدَةِ يُلْقِمُهَا الشُّصُوصَ طُعْمًا لِصَيدٍ يُوَفِرُّ القُوتَ لِعَائِلَتهِ الكَبيرَةِ ، وَكُلَّما تَجَمدَتْ أَطْرَافُهُ حَدَّ الشَّللِ أَسْرَعَ يَغْمِسُهَا فِي مِيَاهِ البَحْرِ الباردة لِتَدْفَأَ فَتَسْتَعِيدَ حَرَكَتَهَا مِنْ جَدِيدٍ.

    البَحرُ يَعْلُو وَيَهْبِطُ ، وَالرِّيحُ تَعْوِي وَتَصْفرُ ، وَالقَارِبُ الصَّغِيرُ يَكَادُ يَدْفَعُ ثَمنَ صِرَاعِهمَا يَصْطَفقُ بِقُوَّةٍ تَكادُ تَخلعُ قَلبَ الصَبيِّ وهُوَ يَنظُرُ فِي الأُفُقِ مُبتَهِلا للهِ أَنْ يَكُونَ حَظُّهُمْ هَذَا اليَومَ مِن الرِّزْقِ مُعِيلا. أَغْمَضَ عَينَيهِ يَستَعيدُ شَريطَ ذِكرَياتٍ مُتَبَاينةٍ ثُمَّ انْشَغَلَ يَدعُو اللهَ بِرِزْقِ العِيالِ حتَّى إِذَا صَفَا ذِهْنُهُ فِي تَأَمُّلٍ بَدَا كَحُلُمٍ لَمْ يَخْتَرْهُ رَأَى سَمَكةً تَعُومُ عَلَى السَّطْحِ تَتَّجِهُ إِلَيهِ فَيَمُدُّ يَدَهُ فَيَلْتَقِطُهَا. هَزَّ رَأْسَهُ يَضحَكُ مِنْ نَفسِهِ ؛ لا بُدَّ أَنَّ الحَاجَةَ الشَّدِيدَةَ لِلمَالِ وَنُدْرَةَ الصَّيدِ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرةِ هُمَا مَا رَسَمَا هَذَا فِي مُخَيِّلَتِهِ.

    سَيطَرَ عَلَيهِ هَذَا الحِسُّ وَطَارَدَ خَاطِرَه صَيدُ خَيَالِهِ حتَّى فَتَحَ عَينَيهِ يَطْردُ بِنُورٍ بَعِيدٍ هَوَاجِسَهُ هَذِهِ فَلَمْ يُفلِحْ. اتَّخَذَ وَضْعًا يُمَكِّنُهُ مِن مُرَاقَبَةِ مَا تَسْمَحُ بِهِ الظُّلْمَةُ مِنْ سَطْحِ البَحْرِ دُونَ أَنْ يُفَرِّطَ في اسْتِرخَائهِ ثُمَّ انتَفَضَ فَجْأَةً صَائِحًا:
    ـ تَوَقَّفْ يَا أَبِي ، هَذِهِ سَمَكَةٌ تَعُومُ إِلَينَا.
    دُهِشَ أَبُوهُ حَتَّى لَقَدْ خَشِيَ عَلَيهِ منْ هَذَيَانِ رَهَقٍ ، فَابْتَسَمَ بِرِفْقٍ وَقَالَ:
    ـ لَعَلنَا نَصْطَادُ اليومَ سَمَكًا كَثِيرًا بِإذْنِ اللهِ. السَّمَكُ لا يَأتِي النَّاسَ يا بُنَيَّ ، وَالعَتْمَةُ هَذِهِ لا تَسْمَحُ بِرُؤيَةِ أَي شَيءٍ الآنَ. استَرِحْ رَيثَمَا نَصِلُ إِلى حَيث نَبْدَأُ الصَّيدَ.
    ـ وَلَكِنْ يَا أَبِي أَرَاهَا ، هَا هِي تٌقْبِلُ ، وَاللهِ أَرَاهَا هُنَاكَ.
    هَالَ الأبَ نَبرُةُ ابْنِهِ الوَاثِقَةُ وَذهلَ حِينَ رَأَى إِذْ دَنَا تِلْك السَّمَكةِ تَتَّجِهُ نَحْوَ القَارِبِ فِي استِسْلامٍ. لَمْ تَكُنْ كَبِيرَةً وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ثَقِيلةَ الوَقْعِ لِتبعَثَ الفَرْحَةَ وَالرَّهْبَةَ فِي آنٍ مَعًا وَهُوَ يُمْسِكُ بِهَا حَيَّةً طَازَجَةً مُردِّدًا:
    ـ سُبْحَانَ اللهِ!

    وَصَلا إِلى حَيْث بَدَأَ الصَّيدُ مَرَاسِمَهُ المَعهُودَةَ ، وَطَالَ انْتِظَارٌ دُونَ جَدْوَى. وفَجْاَة إِذْ قَارَبَتِ النِّهَايةُ عَلَى غَرْزِ طَعْنَةِ إِحبَاطٍ تَزيدُ النَّصَبَ شُدَّ الخَيطُ بِقُوَّةٍ جَبَّارةٍ وَبَدَأَتْ الشُّصُوصُ تَنْطَلقُ مِن مَكَامِنِهَا كَرَصَاصَاتٍ سَرِيعَةِ الطَّلَقَاتِ.

    صَرَخَ الأَبُ مُستَنْفِرًا:
    ـ ارْتَدِدْ إِلى الخَلْفِ بِلا جَلَبَةٍ يَا مُختَارُ وَخُذْ حِذْرَكَ!

    كَانَ مُخْتاَرٌ يَعْلَمُ مَا يَجِبُ عَلَيهِ فِعْلُهُ وَإِنْ أَرْبَكَهُ اخْتلافُ قُوَّةِ الشَّدِّ هَذِهِ المَرَّةِ فَكَانَ أَكْثَرَ حَذَرًا. سَاعَتَانِ مَرَّتَا كَدَهْرٍ وَالقَارِبُ يُجَرُّ إِلى حَيث شَاءَ ذَلكَ القِرْشُ الضَّخْمُ وَقَدْ فَاقَ حَجْمُهُ حَجْمَ قَارِبِهِمَا قَبْلَ أنْ تَخُورَ قِوَاهُ حَدًّا مَكَّنَهُمَا مِنْ شَدِّهِ لِلقَارِبِ. مَا إِنِ اقْتَرَبَ حَتَّى عَقَدَ الذُّهُولُ العَينَ وَاللِسَانَ حتَّى لَقَدْ عَجِزَا عَنْ رَفْعِهِ لِلقَارِبِ فَمَدَّدَاهُ إِلى جَانِبِهِ يَكَادُ أَنْ يَمِيدَ بِهِ.
    وَقَفَ جَمعٌ كَبيرٌ يَنْظُرُ بَعْضٌ بِفُضُولٍ وَبَعْضٌ بِحَسَدٍ وَهُمْ يَرَونَ القَارِبَ يَكَادُ يَغُوصُ يَحْسَبُونَهُ امْتَلأَ سَمَكًا. حتَّى إِذَا وَصَلا الشَّاطِئَ أَسْرَعَ بَعضُ الوَاقِفِينَ لِلمُسَاعَدَةِ إِذِ احْتَاجَ إِخْرَاجُ القِرْشِ لِلبَرِّ عَشْرَةَ رِجَالٍ. كَانَ المَشْهَدُ مَهُولا جَمَعَ القَومَ عَلَيهِ حَتَّى فَرَّقَهُمْ تَاجِرُ السَّمَكِ الكَبِيرُ فَنَظَرَ فِي الصَّيدِ ثُمَّ قَالَ بِلَهْجَةٍ حَاسِمَةٍ:
    ـ عَشْرُ لِيرَاتٍ فِي هَذِهِ السَّمَكَةِ ، وَلا أُرِيدُ هَذَا القِرْشَ فَلا طَلَبٌ عَلَيهِ.

    تَجَرَّأَ أَحْدُ التُّجَارِ الصِّغَارِ بَعْدَ أَنْ مَضَى ذَاكَ فَقَالَ:
    ـ أَشْتَرِيهِ بِقِرْشِ.

    دَارَتْ الدُّنْيَا بِالصَّبِيِّ. أَبَعْدَ كُلِّ هَذَا العَنَاءَ وَالخَطَرَ؟؟ رَحْمَتَكَ رَبِّي!
    نَظَرَ فِي عَيْنَيِّ أَبِيهِ وَقَدْ تَعَلَّقَتَا بِالقِرْشِ وَتَعَلَّقَ فِيهمَا حُزْنٌ وَحَسْرَةٌ وَقَالَ بِسُخْرِيَةٍ مَرِيرَةٍ:
    ـ حَسَنًا ، خُذْهُ بِقِرْشٍ!
    ـ يَا أَبِي ....
    ـ أُصْمُتْ يَا مُخْتَارُ!
    ـ يَا أَبِي ... هَذَا لَيسَ بِعَدْلٍ. دَعْنِي أَبِعْهُ فِي السُّوقِ قِطَعًا.
    ـ لَنْ تُفْلِحَ يا بُنَيَّ فَلَحْمُهُ مِمَّا يُزهَدُ بِهِ ، وَهُمْ لَنْ يَسْمَحُوا لَكَ.

    صَمَتَ لِسَانُ الصَبِيِّ وَتَحَدَّثَتْ عَينَاهُ بِكُلِّ مَا أَصَابَ القَلْبَ مِنْ قَهْرٍ وَأَسَى ، يَنْظُرُ إِلى التَّاجِرِ كَأَنَّهُ يُقَطِّعُ مِنْهُ لَحْمَهُ قَبلَ أَنْ يُقَطِّعَ لَحْمَ القِرشِ ذَاكَ. وَمَا إِنْ فَتَحَ التَّاجِرُ بَطْنَهُ حَتَّى جُنَّ جُنُونُ الصَبِيِّ يَصْرخُ بِأَبيهِ يَنظُرُ كِلاهُمَا بَينَ الذُّهُولِ وَالأُفُولِ لَكِنَّ أَبَاهُ نَهَرَهُ بِرِفْقٍ قَائِلا:
    ـ لا يَا وَلَدِي ، لا يَتَرَاجَعُ الحُرُّ عَنْ البَيْعٍ حَتَّى لَوْ وَجَدُوا فِي بَطْنِهِ كُلَّ هَذَا الخَيرِ ، هِيَ أَرْزَاقٌ يَا بُنَيِّ وَأَقْدَارٌ لا يَجِبُ فِيهَا أَنْ يَدْفَعَنَا السُّخْطُ إِلى أَنْ نَزِلَّ أَوْ أَنْ نَضِلَّ أَو أَنْ نَنْكثَ عَهْدًا أَو أَنْ نَخُونَ أَمَانَةً.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    الأستاذ الأديب الكبير : د.سمير العمري

    تلك من قصص الحكمة اذن ، وكأن الحكمة لا تقتصر على أبيات سمير العمري لتتجاوز الى أدب سمير العمري بصفة عامة .
    انتهت القصة بحكمة جميلة ، وبدأت بأسلوب جميل ، وأحداث محكمة ، وربط تام بينها ، ثم أن هذا الصبي كان حراً يعرف قيمة بضاعته ، ولكن طمع التجار وتبخيسهم في بضاعته كان السبب حتماً فيما حدث .
    تذكرت وأنا أقرؤها رائعة الأمريكي المبدع جون شتاينبك " اللؤلؤة " حين وجد الصياد الفقير "كينو" جوهرة ثمينة وضخمة ، فكان أن اتفق التجار على أن يبخسوه قدرها ، وأن يقللوا من قيمتها ، حتى يبيعها بأبخس الأثمان ، لكن كينو كان مقاوماً حين رفض ذلك ، وقرر السفر الى مدينة أخرى لتقابله رحلة مليئة بالصعاب .
    نعم كان الوالد محقاً هنا أن الحر لا يرجع عن بيعه .. لكن أخي ابا حسام فان الحر أيضاً يعرف قيمة ما لديه ، ويقدره ، ويحارب من أجله ما استطاع ..

    أشكرك على هذه المتعة التي تعطيها لنا ، ملتقى القصة كله يسعد بتواجد نصوصك القوية المحكمة
    دمت أستاذاً معلماً
    أموتُ أقاومْ

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي


    "نكهة" .. "فروسية" .. " حرص" ثم ها هي "قرش بقرش" جاءت جميعا بذلك الأفق الواسع من سردية تعتمد التألق البلاغي في لغتها...
    لكأني هنا أمام مدرسة قصصية جديدة، تحمل أدوات البناء القصصي مجتمعة وتضيف إليها جديدا بديعا، فقد درجت لغة القص على اعتماد الحكي السهل في سردية القصة عموما، ولم نعتد على هذه اللغة العريقة، المحلقة في سماء البلاغة والتصوير اللفظي وموسيقى الكلمة والعبارة، بسحر يستحوذ على القاريء حتى ليكاد يخرج به عن متابعة الحبكة القصصية لولا براعة القاص وتمكنه من لغته وقدرته على تطويع المفردة وتوظيفها.
    ولعلها هذه نقطة جديرة بإطالة الوقوف عندها، لما تحمل من دلالات صعوبة خوض غمار هذا الخضم، فما اسهل أن يفقد الكاتب خيوط الحبكة أو أن تتراجع وتخفت ملامحها، ما لم يمتلك ما تقدم من أدوات لغوية فائقة التميز.
    وعن موضوعة القصة، استوقفتني ملاحظة الرائع احمد عيسى ...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الأديب الكبير : د.سمير العمري
    نعم كان الوالد محقاً هنا أن الحر لا يرجع عن بيعه .. لكن أخي ابا حسام فان الحر أيضاً يعرف قيمة ما لديه ، ويقدره ، ويحارب من أجله ما استطاع ..
    نعم ..
    فلا بد لحكمة الوالد من تتمة تقول أن الحر يقدر ما لدية ويحارب في سبيله
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    الصورة الرمزية احمدالحكيم قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : اسكن بعيدا عن بلادى اترك فيها روحى وفؤادى (من بلد الاهرامات والنيل والحضارات)
    المشاركات : 25
    المواضيع : 2
    الردود : 25
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    فقط استاذى استمتع بالقراءه واصمت
    فكلامى ضوضاء امام كلماتك
    دمت كما انت ودام قلمك الراقى
    تقبل مرورى وتقديرى واحترامى

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.72

    افتراضي

    لا تعليق
    سوى اننا تربينا على هكذا تربية من آباء
    لايعرفون القراءة والكتابة
    أليس هذا فخرا لآبائنا ودرسا لنا ننقله لأبنائنا ؟
    عسانا نستطيع ونكون مثلهم
    دمت مشرقا

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الأديب الكبير : د.سمير العمري

    تلك من قصص الحكمة اذن ، وكأن الحكمة لا تقتصر على أبيات سمير العمري لتتجاوز الى أدب سمير العمري بصفة عامة .
    انتهت القصة بحكمة جميلة ، وبدأت بأسلوب جميل ، وأحداث محكمة ، وربط تام بينها ، ثم أن هذا الصبي كان حراً يعرف قيمة بضاعته ، ولكن طمع التجار وتبخيسهم في بضاعته كان السبب حتماً فيما حدث .
    تذكرت وأنا أقرؤها رائعة الأمريكي المبدع جون شتاينبك " اللؤلؤة " حين وجد الصياد الفقير "كينو" جوهرة ثمينة وضخمة ، فكان أن اتفق التجار على أن يبخسوه قدرها ، وأن يقللوا من قيمتها ، حتى يبيعها بأبخس الأثمان ، لكن كينو كان مقاوماً حين رفض ذلك ، وقرر السفر الى مدينة أخرى لتقابله رحلة مليئة بالصعاب .
    نعم كان الوالد محقاً هنا أن الحر لا يرجع عن بيعه .. لكن أخي ابا حسام فان الحر أيضاً يعرف قيمة ما لديه ، ويقدره ، ويحارب من أجله ما استطاع ..

    أشكرك على هذه المتعة التي تعطيها لنا ، ملتقى القصة كله يسعد بتواجد نصوصك القوية المحكمة
    دمت أستاذاً معلماً
    رد كريم ورأي أعتز به أخي أحمد ، ولك أن تقرأ القصة بما بالشكل الذي يوجهه إليك الراي أو الرؤية ، ولا ريب أنك رصدت أمرا دقيقا وحقيقيا لا أخالفك فيه ، ولكن هنا في النص كنت حرصت أن أشير في بعض كلمات وجمل لحقيقة أن القرش بالفعل لا يساوي أكثر من القرش ، ولعلك لو كنت تنبهت لهذا الأمر لكان بدا لك من النص معان أعمق وأوقع ولكان رأيك في الصبي اختلف قليلا لا تهوينا لأمره بل إإدراكا لمعان يجسدها في سياق آخر.

    أشكرك جدا في هذا الرد الكريم ، وسأظل كما وعدتك عضدا وسندا في حراك هذا القسم وتوجيه المستويات فيه لما نرجو من شكل ومن مضمون.


    تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أخي الكريم وأديبنا وشاعرنا السامق د. سمير العمري ..

    ربما أكون أول من قرأ هذا النص ، وكلما دخلت للرد وجدتني لا أستطيع إمساك الخيط الذي يوصلني إلى ما يهدف له
    د. سمير العمري بقصة اعتمدت السرد المباشر ، ولغة أدبية بمفردات منتقاة ، وأنا التي تعلمت على مدى السنوات الماضية أن لا نص يكتبه إلا وله هدف وغاية ورسالة موجهة ..
    إلى أن أتت لحظة امسكت فيها الخيط ، وكم كانت لحظة التنوير التي التمعت بذهني مفاجئة لي ..

    لن أدعي الذكاء والتميز ، ولكني كما تعلم ، تعلمت أن وجه أنظاري دوما إلى نفس اتجاه نظرك ، ولعلها خصلة سيئة بي ولكن سيصعب علي الفهم إن لم أفعل ..

    لا أدري كم مرة قرأت النص والذي يحمل رسالة تأديبية علاوة على تألقه كنص تميز بلغته واسلوبه الأدبي شكلا ومضمونا ، بدأً باختيار المفردة وانتهاء بالتشكيل الدقيق ..

    شهادتي ربما تكون مجروحة ..
    أكتفي إلى هنا واصمت ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة

    "نكهة" .. "فروسية" .. " حرص" ثم ها هي "قرش بقرش" جاءت جميعا بذلك الأفق الواسع من سردية تعتمد التألق البلاغي في لغتها...
    لكأني هنا أمام مدرسة قصصية جديدة، تحمل أدوات البناء القصصي مجتمعة وتضيف إليها جديدا بديعا، فقد درجت لغة القص على اعتماد الحكي السهل في سردية القصة عموما، ولم نعتد على هذه اللغة العريقة، المحلقة في سماء البلاغة والتصوير اللفظي وموسيقى الكلمة والعبارة، بسحر يستحوذ على القاريء حتى ليكاد يخرج به عن متابعة الحبكة القصصية لولا براعة القاص وتمكنه من لغته وقدرته على تطويع المفردة وتوظيفها.
    ولعلها هذه نقطة جديرة بإطالة الوقوف عندها، لما تحمل من دلالات صعوبة خوض غمار هذا الخضم، فما اسهل أن يفقد الكاتب خيوط الحبكة أو أن تتراجع وتخفت ملامحها، ما لم يمتلك ما تقدم من أدوات لغوية فائقة التميز.
    وعن موضوعة القصة، استوقفتني ملاحظة الرائع احمد عيسى ...

    نعم ..
    فلا بد لحكمة الوالد من تتمة تقول أن الحر يقدر ما لدية ويحارب في سبيله

    أشكر لك ما تفضلت به أيتها ألأديبة الكريمة من قراءة نقدية أجلها وأقدرها ، وأقدر فيك هذا التوجه في الردود التي تزيد النصوص عادة وتثري الحوار وصولا لحالة إبداعية أعلى.

    أما رأيك الكريم بشأن ما كتبت من قصص هي لا تزيد في مجملها عن عدد اصابع اليد الواحدة هو رأي كريم ويظهر ذائقة عالية عندك ، ولعلني هنا أوضح بأن القص ليس من ضمن توجهاتي عموما وإنما أحاول أن أمد يدا للحراك والنشاط في هذا القسم المهم والذي يعاني من فتور ومن هبوط عام في المستوى للأسف ، ولا أزعم أنني ممن ينتسبون لعالم القصة حتى اللحظة ، ولكني بحق أحاول أن أطرح منهجا جديدا يرتكز على اللغة العالية وعلى المزج المتوازن بين القص والنص بما يخدم الأدب ولا يفقد عنصر الحكاية وتشويقها. كما أزعم أنني أحاول أن أتناول أساليب ومناهج مختلفة بإضافات أتعمدها في كل مرة بما لا يخرج عن الإطار العام للمنهج الذي أتبعه والذي رصدته بحرفة حاذق.

    أتمنى بالفعل أن يكون ما أكتب أمرا يهم القراء ويسهم في الرقي بأدب القصة القصيرة وأن يكون في حرصي على اللغة ما يزيد الإقبال لا العزوف والاستسهال.

    أما بخصوص النص فهو أبعد برمزيته عن المعنى الذي بدا مطروحا ، ولقد كنت رددت على الأديب أحمد عيسى بشأن رأيه موضحا أن تلك الإضافة المقترحة ستحول النص من دلالاته الرمزية التي أردتها إلى المعنى الظاهر بما يخالف منهحجي في القص الذي يعتمد اساسا على رمزية المعنى لا ظاهر اللفظة.

    مهما يكن من أمر فإني أميل للتوقف كليا عن الكتابة القصصية لأسباب كثيرة وسأحسم أمري قريبا.

    أكرر شكري وتقديري


    تحياتي

  9. #9
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمدالحكيم مشاهدة المشاركة
    فقط استاذى استمتع بالقراءه واصمت
    فكلامى ضوضاء امام كلماتك
    دمت كما انت ودام قلمك الراقى
    تقبل مرورى وتقديرى واحترامى

    بارك الله بك يا أحمد وحفظك كريما وكلماتك لم ولن تكون ضوضاء يوما!

    دام دفعك ودمت بخير!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير


    تحياتي

  10. #10
    الصورة الرمزية خالد الجريوي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    المشاركات : 1,330
    المواضيع : 83
    الردود : 1330
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    لن أستطيع أن أضيف
    حرفا .. فوق ما قاله الأساتذة قبلي

    ولكنني .. فقط

    استمتعت بنص أعادني لعظماء الستينات

    سيدي الدكتور العمري

    تحياتي وتقديري

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصة قرش بقرش للدكتور سمير العمري
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-07-2022, 09:14 PM
  2. قراءة في قصة قرش بقرش (للعمري)
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 22-02-2013, 04:52 AM
  3. ترجمة قصة "قِرشٌ بِقِرْشٍ"للدكتور سمير العمري
    بواسطة صفاء الزرقان في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 01:34 PM
  4. ترجمة قصة "قِرشٌ بِقِرْشٍ"للدكتور سمير العمري
    بواسطة صفاء الزرقان في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-08-2011, 01:40 AM
  5. قِرشٌ بِقِرْشٍ
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى كِتابُ النَّثْرِ وَالقِصَّةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-05-2010, 02:33 PM