أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: علم الحديث بين أهل السنة والشيعة

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي علم الحديث بين أهل السنة والشيعة


    هذا البحث أورده هنا ليبين بعض الأمور :
    أولها : أهمية علم الحديث باعتباره الطريق الوحيد الذى يضمن سلامة نقل الروايات والأحاديث من جيل إلى جيل فإذا حدث به خلل لا شك أنه سيعود بخلل أعظم على الدين
    ثانيا : تبيان قيمة علم الحديث عند أهله .. أهل السنة ليثق القراء هنا أن كل طعن فيهم إنما هو إفك مبين بعد أن نبين جهودهم فى التوثيق والتحرى
    ثالثا : بيان حال الشيعة من علم الحديث وكيف أنهم ما عرفوه ولهذا فمن المستحيل أن يصلوا بطريق صحيح إلى روايات أئمة أهل البيت الذين يزعم الشيعة أنهم يتبعونهم
    وبيان بطلان تسميهم بالمذهب الجعفري لأنهم فرقة وليسوا مذهبا كما أنهم لا شأن لهم بجعفر الصادق رضي الله عنه وليس عندهم رواية واحدة صحيحة على شروط النقل إلى جعفر
    رابعا : بيان عجزهم عن الوصول إلى أى حديث صحيح من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام بإسناد متصل ولو على شروطهم هم لا على شروطنا
    خامسا : بيان أنهم يصححون فى كتبهم وفق الأهواء والأمزجة لا وفق علم النقل والإسناد

    الموضوع
    الإسلام يقوم فى بنائه الأساسي على القرآن والسنة ومنذ بزوع فجر الدعوة الإسلامية وهى تتعرض للأعداء الذين تتنوع سبل عداءاتهم وتزداد كلما تقدم الإسلام بدعوته خطوة ,
    والسنة عند أهل السنة هى قول أو فعل أو تقرير النبي عليه الصلاة والسلام وتحيط بها علوم متخصصة صنفها علماء السنة تحت اسم علوم الحديث ,
    وعلوم الحديث هى الفرع الأعظم والأكثر دقة والأشد تأثيرا فى علوم الشريعة بأكملها , لأنه علم خادم , بمعنى أن علم الحديث كان هو الركن والعمود الأساسي ليس لحفظ السنة فقط بل امتد أثره إلى سائر العلوم الشرعية عن طريق دقة التحقيق فى المنقولات وتنفيدها سواء كانت من الأحاديث أو الآثار أو التاريخ
    وهذا العلم هو فخر الحضارة الإسلامية المنفرد ,
    فلم يسبق لأمة من الأمم أن تمكنت من حفظ تراث نبيها بهذه الدقة مطلقا , ومن هنا كان تعرض السنة لهجوم أعداء الداخل والخارج هو الحرب الرئيسية التى خاضها علماء الإسلام للذود عنها
    وتمكن العلماء على مر القرون من دحر سائر الشبهات المثارة حولها حتى أعلن المهاجمون إفلاسهم بعد أن بلغت براعة علماء السنة أنهم لم يكتفوا فقط بالشبهات التى يثيرها المهاجمون بل زادوا على ذلك أن صنفوا كتبا فى شروح الحديث تتناول الشبهات المتوقعة على السنة وتردها أيضا ,
    وكانت بداية علوم الحديث مع علم الإسناد والتفتيش عن النقل فى الحديث ,
    وقد بدأ هذا فى مرحلة مبكرة تشي بأن علماء السنة لهم أصول غائرة فى مجال حفظها حيث ثبت فى الصحاح أن بداية السؤال عن الإسناد بانتظام حدث فى مرحلة مبكرة للغاية بعد ظهور فتنة استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه ,
    عندما تدخلت اليهود برجلهم عبد الله بن سبأ لابتكار فتنة التشيع والقول بالرجعة والبداء وما إلى ذلك من العقائد الباطلة
    وكان أخطر ما لجأت إليه مختلف الفرق التى تبطن الكفر وتظهر الإيمان هو وضع وتلفيق أحاديث منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن عجزوا تماما عن التشكيك بالقرآن الكريم المروى بالتواتر والثابت بمصحف واحد اجتمع عليه المسلمون فى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه
    فكان الطريق مفتوحا أمامهم لرواية الأحاديث المكذوبة المنسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام لتحقيق ذات الغرض وهدم أركان الشريعة الصحيحة , ويكفي لإدراك مدى خطورة هذا الأمر أن نعرف وضع السنة فى التشريع , وهو وضع مؤسس للشريعة يأتى بعد القرآن الكريم مباشرة كمصدر مفسر له بالإضافة إلى كون السنة مصدرا مستقلا مشرعا فى الأحكام التى لم يتناولها القرآن مفصلة
    ولم تكن كارثة تزييف الأحاديث فى بدايتها مؤامرة منسوجة ومنتظمة وإما بدأت بشكل محدود انتبه إليه التابعون فى حياة بعض الصحابة عقب تفجر الفتن فقرر الأئمة ضرورة التيقن من رواة الأحاديث جميعا قبل اعتمادها صحيحة , وجاء فى مقدمة صحيح مسلم "1" أن الإمام بن سيرين قال
    { لم يكونوا يسألون عن الإسناد , فلما ظهرت الفتن قالوا سموا لنا رجالكم }
    وكانت هذه الخطوة هى الخطوة الكبري فى طلب الإسناد بمجرد ظهور الفتنة فى عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه غير أنها لم تكن الخطوة الأولى بل الثابت فى عهد أبي بكر وعمر أنهم كانوا يستشهدون العدول على أى حديث جديد يسمعوه ,
    وعقب تفجر أحداث الفتنة الثانية وظهور الخوارج تعددت الجهات التى تزيف الأحاديث وتنوعت بين دس خارجى من اليهود والفرس وبين دس داخلى من أصحاب المصالح والحكم , وكل منهم يضع الحديث يؤيد به فرقته أو طائفته ,
    ولأن الصحابة رضوان الله عليهم انتقلوا بين مختلف الأقطار فقد تعددت منقولات الحديث فى شتى أنحاء البلاد الإسلامية من اليمن للشام ومن خراسان للشمال الإفريقي , فاختلط الصحيح بالزائف وأصبح الأمر كجبل يجثم على صدور العلماء والفقهاء إزاء مناخ شاسع الإتساع يبدو مجرد التفكير فى تنقيته ضربٌ من ضروب الوهم والمستحيل , لا سيما مع ظروف العصر التى تجعل العالم المحقق ربما يقضي بضع سنوات راحلا بين أنحاء الخلافة ليتيقن من صحة حديث واحد !
    لكن من قال إن هذا الطراز من الرجال فى ذلك العصر الذهبي كان يعرف المستحيل , ففور ظهور أبعاد الأزمة اجتمعت كلمة الأمة حكاما ومحكومين مع المحدثين فى سائر الأقطار ووضع كل منهم لبنة فى علم جديد مبتكر غير مسبوق إسمه علم الحديث وأخذوا فى وضع تصانيفه وأسسه وقواعده التى ساروا عليها فتحولت مع الوقت وجهد العلماء طبقة وراء طبقة إلى علوم متعددة للعلم الأم وهو علم الحديث واختص كل جماعة منهم بفرع أشبه بالأقسام الحديثة لأجهزة المخابرات ,
    فقسم يختص بالتحرى الشديد عن صفات وترجمة كل راوى أو ناقل للحديث ويضع آراء معاصريه فيه وهل هو ثقة يؤخذ حديثه أم لا وفق قواعد علم الجرح والتعديل الذى برز فيه وتألق يحيي بن معين والذهبي والرازى وبن عساكر والحافظ المزى والبخارى ,
    وقسم ثان اهتم بمصطلح الحديث حيث تناول فيه المحدثون شرح مدلولات الألفاظ فى رواية الحديث بمنتهى الدقة تحريا لعدم الخلط وأول من صنف فى هذا المجال القاضي أبو محمد الرامهرمزى فى كتابه { المحدث الفاصل بين الراوى والواعى }
    وقسم آخر اهتم بتصنيف الحديث نفسه وأفرد لذلك كتبا مستقلة تحوى الصحيح الثابت فقط من سنة النبي عليه الصلاة والسلام , وهى كتب نشأت بجهد المحدث عن طريق تحريه شخصيا للحديث المروى والتيقن من عدالة وأمانة كل راوى فى سلسلة السند "2" ومن هذه الكتب المرجعية صحيح البخارى وصحيح مسلم وصحيح بن حبان وصحيح بن خزيمة
    فضلا على الكتب الأخرى التى تناولت الحديث بأشكال معالجة مختلفة كالمسانيد وهى أن تسند الأحاديث إلى الصحابي الذى رواها فيفرد العالم فى مسنده الصحابة على شكل أبواب وفى كل باب يسجل أحاديث كل صحابي مع ذكر السند
    وعلة ذكر السند أن يترك لمن بعده طريقة التحرى عنها بمصادر أخرى , وأشهر المسانيد هى مسند الإمام أحمد بن حنبل , وقسم آخر اهتم بتصنيف الأحاديث على أبواب الفقه ككتب السنن
    وقسم ثالث جعل همه البحث خلف وضع القواعد التى تعالج أى تناقض أو غرابة تشوب الأحاديث النبوية لشرحها وبيانها فتفرع من هذا القسم علم غريب الحديث وعلم مختلف الحديث وعلم الناسخ والمنسوخ فى الحديث ,
    وأشهر من تصدى لمختلف الحديث كان الإمام بن قتيبة فى كتابه تأويل مختلف الحديث الذى اهتم بمحو التناقض الظاهرى بين دلالات الأحاديث النبوية , وأشهر من صنف فى غريب الحديث هو الإمام بن الأثير "3" بكتابه الشهير النهاية فى غريب الحديث والأثر , وكان الإمام الشافعى هو أول من أسس وبين أصول الفقه كما بين أصول الحديث وبيان الناسخ والمنسوخ فيه
    فوضعوا للتنسيق بين الأحاديث المتعارضة مائة وواحد وجه للتوفيق بينها , ولم يقتصر الأمر على ذلك , بل إنهم قرنوه بمعالجة كل تناقض تمت إثارته وحتى التناقضات التى لم تظهر قاموا هم بابتكار ما قد يظهر من تناقضات وضعوا لها الحلول !
    وقسم آخر اهتم بالأحاديث الموضوعة الشهيرة حيث تفانى بعض المحدثين فى تصنيف الكتب المحتوية على أشهر الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ليقطعوا الطريق على انتشارها وأشهرها اللائئ المصنوعة لبن الجوزى وكتب الموضوعات للسيوطى والشوكانى
    بالإضافة لعشرات الفروع الأخرى التى تأسست بمرور الزمن وكل جيل من العلماء يضيف لمن سبقه ضابطا آخر يزيد من دقة التحرى فى الحديث ويشدد فى قبول الصحيح ورد الضعيف حتى انقشع غبار الأزمة نهائيا وجاء العصر الحديث حاملا معه آثار جهد عملاق قلّ أن تجده مثيله فى إصراره فشربت الأجيال الجديدة السنة النبوية صحيحة لا تشوبها شائبة من لغط أو غلط
    الشاهد مما سبق أن تدوين السنة والتفتيش فيها بدأ منذ عهد الصحابة عبر الصحائف المختلفة لعدد من الصحابة كعبد الله بن عمرو بن العاص , إلى أن ظهرت فى المصنفات فى بداية المائة الثانية للهجرة ,
    وانتشر بعد أحداث الفتنة مباشرة السؤال والتحقيق فى الإسناد ورد روايات المبتدعة وأصحاب الأهواء وتحرى الحديث فى مواطنه الأصلية ,
    والأهم من ذلك وهو عين ما نبتغيه من هذا البحث
    أن علماء السنة على مر العصور لم يتركوا حديثا واحدا ورد فى إحدى كتب السن دون تحقيق وتمحيص ومعالجة دقيقة لمختلف طرقه والحكم عليه
    فاستبان فى وضوح أين الصحيح وأين الضعيف ,
    فاعتمدت الأمة صحيحى البخارى ومسلم على أن كل ما بهما فى مرتبة الصحيح الثابت ,
    ثم تكفل العلماء ببقية كتب السنن المختلفة الأغراض وأخضعوها للتحقيق أيضا وبينوا ضعيفها من صحيحها
    ثم تواترت الجهود فتعدت كتب الحديث إلى مختلف كتب الفقه والتفسير وغيرها من فروع الشريعة فأنشأ العلماء علم التخريج وهو العلم الذى يعنى بإخضاع الأحاديث الواردة فى كتب الشريعة المختلفة للتحقيق وتحريها وبيان درجتها وطرقها جميعا فى هامش الكتاب ,
    ومن أشهر تلك التخريجات تخريج الحافظ العراقي لكتاب إحياء علوم الدين للغزالى ,

    شواهد الدقة المذهلة فى تحقيق السنة

    أورد هنا بعض شواهد الدقة فى التحقيق لبيان مدى الجهد والمعاناة التى تكبدها السابقون والتى لا زلت أصر على أنها جهد مستحيل حتى لو تم بعصرنا الحالى الذاخر بوسائل الإتصال العالمية ,
    ففي العصر الحديث وفى وجود أدوات الإتصال مسموعة ومرئية ووجود شبكة الإنترنت التى ربطت العالم من سائر أطرافه لو أننا كلفنا باحثا للقيام بمهمة بحثية تخص موضوعا واحدا ـ كما يحدث فى الرسائل العلمية لدرجة الماجستير والدكتوراه ـ ووفرنا له سبل المعاونة الموجودة فإنه يستغرق فترة لا تقل عن أربع سنوات ليصل لنتيجة البحث ويقدمه كاملا , وغالبا ما يكون البحث رغم الجهد قاصرا بموضع معين تبينه مناقشة الرسالة , وهناك بعض البحوث النظرية فى كليات الحقوق استغرق فيها الباحثون ست عشرة سنة كاملة ليتقدموا ببحوثهم العلمية
    وهناك من أمضي عمره كله تقريبا فى البحث بالمراجع ليتمكن من إخراج كتاب واحد , مثال ذلك المؤرخ المعروف محمد عبد الله عنان الذى قضي قرابة أربعين عاما ليتم مؤلفه الجامع عن الأندلس { دولة الإسلام فى الأندلس }
    وفى الجانب الآخر قد يستغرق جهاز المخابرات قرابة ست أو سبع سنوات ليؤكد معلومة واحدة أو ينفيها ,
    وهناك بعض التحريات التى تتم للمرشحين للمناصب الحساسة تستغرق فترة من ستة أشهر لثلاثة أعوام لاتخاذ قرار نهائي بصلاحية هذا المرشح من عدمه ,
    كل هذا الوقت فى ظل خدمات التكنولوجيا ودعم العلم التقنى الخادم لتلك الأغراض
    فلنا أن نتخيل كيف قام علماء السنة فى العصور الإسلامية الأولى بتأليف كتبهم ووضع القواعد الموثقة لعلم الحديث لا سيما فى الفرع المسمى { علم الجرح والتعديل } والذى كانت مهمة العالم فيه أن يقوم بالتحرى الدقيق عن كل محدث أو راو أو ناقل لحديث أو قول صحابي أو تابعى "4" ويسجل اسم الراوى وصفته وكنيته وما انتهت إليه التحريات بشأنه ليكون هذا الكتاب مرجعا لمن أراد التحقق من صحة أى رواية بمعرفة مستوى هذا الراوى
    ونعطى فكرة عن أحد أهم المؤلفات فى هذا المجال وهو تاريخ دمشق للعلامة بن عساكر , فقد تمت طباعة هذا الكتاب بأسلوب الطباعة الحديثة فى حوالى 93 مجلدا, وقد احتوى هذا المرجع على ترجمة لشخصيات دمشق على ثلاثة مستويات
    الأول : ترجمة كل رجال دمشق المقيمين فيها
    الثانى : ترجمة كل من استقر بدمشق وكان وافدا إليها من بلد آخر , عندئذ يقوم بن عساكر بالرحيل إلى بلده الأصلي والتحرى عنه ووضع صفته وحكمه عليه
    الثالث : ترجمة لكل من مر بدمشق مجرد مرور وهو فى رحلة إلى غيرها من البلاد
    وهناك أيضا كتاب الكمال للحافظ المقدسي الذى اعتنى برواة الحديث وقام الحافظ المزى بتهذيبه فى كتابه المعروف ( تهذيب الكمال ) وجاء من بعده الذهبي فزاده تنقيحا وأخرجه باسم ( تهذيب التهذيب ) وجاء من بعد هؤلاء الحافظ العسقلانى فزاد عليه وقدمه تحت اسم ( تذهيب التهذيب )
    هذا بخلاف كتب الرجال المتخصصة التى اعتنت بالضعفاء فقط مثل كتاب الضعفاء والمتروكون لابن حبان ومثل ميزان الاعتدال للعسقلانى وهناك كتب الرجال التى تخصصت فى الثقات فقط مثل سير أعلام النبلاء وغيرها وهناك من جمع بين المجالين مثل كتب تاريخ بن معين والبخارى وغيرهم
    ومقاييس الجرح والتعديل التى اعتمدها علماء السنة لقبول رواية الراوى صنعت حاجزا صلبا أمام دخول أى مكذوبات فى الحديث لأنهم اشترطوا لصحة الحديث كما هو فى تعريف الحديث الصحيح "5"
    ( أن يكون بنقل العدل الضابط عن مثله إلى جميع الطبقات من غير شذوذ ولا علة )
    واشتراط عدالة الراوى هو الشرط الذى لم يكن يتهاون فيه علماء الجرح والتعديل عملا بمبدأ النظر عمن نأخذ الدين
    وينبغي التركيز على تلك النقطة بالذات لأنها نقطة الفصل بين السنة والشيعة ,
    أما عن قواعد اعتماد الجرح والتعديل فلم يكن الأمر يؤخذ بلا تسبيب فلابد أن يكون الجرح موافقا لعيب واضح يقره العلماء
    والأهم من ذلك أن قول العلماء فى شخص معين أنه ثقة أو أنه ضعيف أو كذاب لا يؤخذ من عالم واحد بل يؤخذ الحكم على الراوى من مجموع أقوال علماء الجرح والتعديل وهذه دلالة إضافية على دقة التحري , فإن خدع أحد الرواة واحدا من علماء الجرح والتعديل بادعاء التقوى فلن يستطيع خداع بقية العلماء الذين سيتولون أمره
    ولو ألقينا نظرة على الأحوال التى يتم فيها جرح الراوى وعدم الأخذ بروايته لوجدنا حذرا بالغا غير مسبوق بالذات فى هذا العصر الذى لم ينتشر فيه الكذب أو النفاق , فالراوى لا يتم رد روايته لمجرد إثبات كذبه فى رواية حديث , بل يتم جرحه لمجرد التدليس ,
    والتدليس فى مصطلح الحديث ليس معناه الكذب المباشر بل هو مجرد أن يقول الراوى سمعت من فلان وهو شيخه بينما هو سمع الحديث من زميل له عن نفس الشيخ , هنا يجرح الراوى بالتدليس لأجل هذا فقط
    بل إن أحد علماء الحديث لم يقبل حديث أحد الرواة عندما رآه يخدع بعيره فيضم ثوبه ويحركه للبعير حتى يظن أن ثوب صاحبه مملوء بالشعير لكى يأتى البعير فلا يهرب , فرفض العالم أخذ روايته لأنه ثبت له كذبه على بعيره فاعتبرها جرحا له
    ولم تقتصر العناية عند الوقوف على أحوال الرواة فحسب , بل كانت أحوال الرواة مجرد فرع من فروع التحقيق التى امتدت إلى نصوص الحديث نفسه بمنتهى الدقة , فلا يوجد عند أهل الحديث التسيب الذى نعرفه اليوم من نقل دون وعى أو ذكر دون تدبر بل إن الراوى إذا خلط حرفا بحرف وهو ينقل روايته وليس كلمة مكان كلمة , جرحه علماء الرجال باعتباره ضعيف الحفظ حتى لو حافظ على معنى الحديث ومضمونه
    بل إنهم يتتبعون مراحل حياة الراوى أو العالم الواحد فيقال مثلا أن روايته فى سنه الصغيرة كانت أوثق من روايته بعد أن كبرت سنه ويسجلون هذا فى مراجعهم
    ولكى يتم قبول الحديث صحيحا يجب فيه أن تتوافر شروط الحديث الصحيح وهو أن يروي الحديث الثقة العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه بسند متصل من غير شذوذ ولا علة
    فهذا التعريف البسيط أجمل شروط صحة الحديث بضوابط تعجز مباحث أمن الدولة الآن !
    فإن سقط فرد واحد من سلسلة السند يتم تضعيف الحديث وإن كان أحد الرواة ضعيفا وباقي الرواة على أشد الثقة تم تضعيف الحديث أيضا , إلا إذا كان الضعف ناجما عن قلة حفظ وتم ضم هذا الراوى لغيره فيتم وضع الحديث فى مرتبة وسطية وهى مرتبة الحسن
    بالإضافة لما هو أهم ,
    وهو أن المحدثين على مختلف طبقاتهم كانوا يتابعون فحص ما انتهى إليه سابقيهم من العلماء , بمعنى أن كتب غيرهم ونتائج بحوثهم فى علم الحديث لم تكن تقبلها الأجيال التابعة من العلماء قبولا تلقائيا بل كانت تتحرى عنها بنفس الطريق أو بطرق أخرى , ولهذا فإن كتاب مثل صحيح البخارى أو صحيح مسلم برز بروزا شديدا بين الصحاح لأن ثلاثة أجيال من العلماء على الأقل تعاقبت على فحصه بمنتهى الدقة فلم يتركوا فيه حديثا واحدا دون فحص جديد , وهذا رغم جلالة مقام البخارى كإمام أهل الحديث بلا منازع وما عرف الإسلام مثيله فى دقة الحفظ والوعى والتحرى حتى أنه كان لا يضع حديثا فى صحيحه قبل أن يصلي ركعتين عقب إتمام فحصه والتحرى عنه , وقام بتصنيف أحاديث صحيحه البالغة نحو أربعة آلاف حديث من فحص 600 ألف حديث كان يحفظها بأسانيدها وأحوالها عن ظهر قلب !
    ولذا قبلت الأمة صحيح البخارى ومسلم وأجمعت على صحتهما عقب الحكم عليهما من أجيال العلماء المتتابعة "6" ,
    ولذا عندما نجد من يطعن فى صحة حديث بالبخارى ـ بعد كل هذا ـ يحق لنا أن نملأ صاحب الطعن سخرية , فهو لا يشكك فى البخارى وحده بكل دقته وعلمه بل يتجاوز إلى قرابة سبعة أجيال من العلماء تتابعت على كتابه بالفحص واعتمدته
    لا سيما أننا لو عرفنا كنه الأحاديث المطعون فيها بين الحين والآخر بالصحيحين وغيرهما من الأحاديث التى أقر العلماء بثبوت نسبتها للنبي عليه الصلاة والسلام , هى كلها أحاديث توقف عندها العلماء وناقشوها بالفعل قبل قرون , وليس في ما يذكر من طعون أى جديد يلفت النظر فقد استوفاها العلماء معالجة وردا , لكن المشكلة الحقيقية أن من يطعن على تلك الأحاديث لا يكون جاهلا فقط بإجماع العلماء على مدى عصور بصحتها بل يكون جاهلا أيضا بأن شبهاته تلك تم الرد عليها فى كتب لم يكلف نفسه مطالعتها أو البحث فيها عند أهل الإختصاص "7"
    ومن نافلة القول أن نؤكد على جهود فحص السنة زيادة التثبت فيها لم يقف حتى يوم الناس هذا ,
    ففي العصر الحديث برز أحمد شاكر محدث مصر الألمعى واعتنى بمسند أحمد بن حنبل وأخرجه بشرح استغرق عمره وتلقاه العلماء بالقبول
    كذلك جهود محدث العصر العلامة الألبانى فى كتب السنن وجهده العظيم فى علم التخريج الذى ذيل به عشرات بل مئات من الكتب والمراجع الدينية المختلفة فى شتى فنون علوم الشريعة
    وتقوم الآن لجنة من كبار العلماء على مشروع ضخم وجبار هو جمع السنة النبوية اعتمادا على الوسائل الحديثة فى الحفظ والتصنيف ليكون ميراث الأمة وانجاز علمائها محفوظا بحفظ الله على يد هذه الزمرة الطيبة برياسة العلامة المحدث عدنان عرعور , وهذا المشروع الذى قارب الإنتهاء سيقدم جليلة لا تقدر بثمن لاحتواء التراث الحديثي الفياض بوسائل مطالعة ميسرة لطلبة العلم
    هذه إطلالة مختصرة للغاية على تراث أهل السنة فى علم الحديث وميراثها فيه , وكيف أنهم أسسوه من الصفر منذ عهد بعض الصحابة وحتى تصنيف الكتب المعتبرة فى السنن والصحاح والمسانيد ,
    ورأينا كيف أنهم جعلوا همهم الرئيسي جمع تراث النبي عليه الصلاة والسلام بنقل العدول بانتهاء السند إلى الصحابة رضي الله عنهم وكل هذا بمنهج تثبت لا مزيد عليه , ولم يدعوا فنا فى هذا المجال لم يطرقوه ,
    وها هى الأحاديث النبوية محققة ومجموعة ومفندة ولا غبار عليها ,
    والآن فنلق إطلالة سريعة على موقف الشيعة من السنة ومفهومهم للسنة عندهم وكيف أخذوها وممن أخذوها ,

    يتبع :
    الإيميل الجديد للتواصل
    gadelzoghaby@hotmail.com

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    السنة عند الشيعة ,

    سبق أن بينا كيف أن أهل السنة اهتموا بوقت مبكر وفى حياة أغلب الصحابة وفى عصر كبار التابعين أثناء وبعد الفتنة الكبري بالتحقيق والتدقيق فى طلب الإسناد فيما يخص توثيق السنة النبوية الشريفة ,
    هذا بخلاف أنهم طوروا التدقيق فى الإسناد إلى ميدان ضخم فسيح وهو ميدان علوم الحديث التى عالجت شتى مناحى النقل والرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام واعتمدوا وأصلوا لذلك قواعد متينة حازت فيما حازت من الإعجاب على تقدير المستشرقين أنفسهم ,
    وهو قسم من العلوم ما سبقت إليه أمة من الأمم ولا قامت أمة نبي من الأنبياء بحفظ تراثه ونقله بتلك الدقة عبر القرون كما قامت أمة خير الأنبياء عليه الصلاة والسلام ,
    ولسنا فى حاجة إلى إعادة بيان أهمية علوم الحديث بالذات بين سائر علوم الشريعة قاطبة , فعلوم الحديث هى القسم الخادم الذى له منة وفضل على سائر علوم الشريعة من تفسير وفقه وأصول وليس عليه منة من أحد العلوم لأن هذه العلوم جميعها دانت لعلوم الحديث بفضل النقل الصحيح لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ومن قبلها القرآن الكريم ,
    وهما المصدران الذى بذل فى نقلهما أهل النقل والرواية جهودا تفوق طاقة البشر لتقديمه إلى أجيال الأمة جيلا بعد جيل بشكل مأمون من المكذوبات والموضوعات
    فاستقامت علوم الشريعة لأصحابها فعرفوا المصادر واطمئنوا إلى حجية الأخذ عنها ,
    ولنا أن نتخيل لو أن علوم الحديث أصابها أى خلل عبر القرون , كيف كانت الأمة تستمر إلى اليوم مطمئنة إلى ثبات نسبة المصادر التشريعية إلى منابعها الأصلية
    ؟!
    لا شك أن النتيجة كانت ستفضي إلى كارثة محققة وهى ضياع الدين كله بضياع أصوله , على نفس النحو الذى جرى فى الأمم السابقة التى لم تعرف الإسناد والتوثيق ودقة النقل كابرا عن كابر فأضاعت رسالات رسلها وتم تحريف التوراة والإنجيل وأفضي هذا إلى ضياع عقيدة تلك الأمم فقالت النصاري بألوهية عيسي وقال اليهود بألوهية عزير
    ولا شك أن الميزة الكبري لتفوق أهل السنة فى علوم الحديث والنقل والمرويات ليست قاصرة فقط على تنوع أساليب النقل والمعالجة والفحص والتحرى ,
    بل الميزة الكبري هى أن تلك العلوم نشأت فى وقت مبكر جدا بمجرد ظهور فتنة وضع الأحاديث وفى حياة قسم كبير من الصحابة رضي الله عنهم وهم نقلة التشريع والسنة ,
    مما أعطى أهل السنة ميزة اليقين فيما نقلوه , لا سيما وأن تطور علوم الحديث وتدوين السنة بدأ مبكرا أيضا بمصنفات مسدد بن مسرهد ومالك والأوزاعى على سبيل المثال ,
    بل ولم تكتمل المائة الثانية للهجرة إلا وكتب الأصول الحديثية المعتمدة لأهل السنة قد اكتمل تأليفها وهو ما يتضح بالنظر إلى تواريخ ميلاد هؤلاء الأئمة أصحاب الكتب الستة والمسانيد الأولى
    الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- مولود سنة (164) هـ
    الإمام البخاري - رحمه الله - مولود سنة (194 ) هـ
    الإمام الترمذي - رحمه الله- مولود سنة (200) هـ
    الإمام أبو داود - رحمه الله- مولود سنة ( 202 )هـ
    الإمام مسلم - رحمه الله- مولود سنة (206 )هـ
    الإمام ابن ماجه - رحمه الله- مولود سنة ( 209 ) هـ
    الإمام النسائي - رحمه الله- مولود سنة (215 )هـ

    كما ظهرت فى وقت مبكر نسبيا معالجات العلماء للكتب المنقولة وتصنيفهم لأسس وقواعد علم أصول الحديث ومنها علم مصطلح الحديث وهو واحد من أخطر علومه حيث يختص بمعالجة المصلطحات العلمية التى تعارف عليها أهل الصنعة لتمييز الأحاديث ونقدها , فقسم علماء السنة الحديث إلى عدة تقسيمات أصولية تتفرع إلى تقسيمات متعددة
    وكان أول مصنف فى هذا المجال هو مصنف العلامة الرامهرمزى المتوفي عام 360 للهجرة , وتتابعت بعده المصنفات فى هذا المجال وغيره عبر العصور
    ومن قبلها ظهرت علوم الرجال وكتب النقد الحديثي وامتدت فيما بعد هذه الفترة أيضا كتب النقاش حول الأحاديث المختلف فيها وبلغوا من الدقة أنهم أفردوا مصنفات كاملة وقاموا برحلات مضنية لمجرد إثبات حديث واحد
    هذا فضلا على عنايتهم بإبراز ناسخ ومنسوخ الحديث وكان أول من تكلم فى ذلك المجال الإمام الشافعى ,
    فإذا حملنا هذا التاريخ وتلك المعجزات العلمية إلى مجال السنة عند الرافضة , فماذا سنجد ؟
    وكيف حفظ هؤلاء السنة والدين الذين يزعمون أنهم تلقوه عن أئمة أهل البيت ,
    فى البداية الشيعة قاطبة ـ كعادة أهل البدع جميعا ـ لا علم لهم بالحديث والإسناد على طول الخط , وليس هذا الحكم من قبيل الحكم الذى قرره عليهم أهل السنة بل هو من قلب كتبهم مشهور ومتواتر ,
    هذا فضلا على الطامة العظمى ,
    وهى أنهم اعتبروا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا عدا ثلاثة أو خمسة أو سبعة , منافقون كفار , وبالتالى رفضوا منقول الحديث عنهم , وتكفيرهم لعموم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام مقرر فى أمهات كتبهم بل وفى أعظمها بعدة أبواب ـ لا أحاديث منفردة ـ ومنها الكافي أهم مرجع حديثي لديهم
    وبالتالى فقد اختصوا أئمة آل البيت الإثناعشر بأنهم مصدر التشريع الوحيد ولهذا فهم يرفضون السنة المنقولة عن طرقنا نحن أهل السنة ولا يعتبرون الصحابة مسلمين أساسا فضلا على أن يعتبروهم عدولا يؤخذ الدين عنهم
    وليت أنهم ما قبلوا توثيقنا نحن أهل السنة للصحابة بل رفضوا إقرار عدالة الصحابة التى أنزلها الله عز وجل فى كتابه العزيز بآيات محكمات سبق أن عرضنا بعضها ,

    فماذا كانت النتيجة ,
    النتيجة أنهم فى البداية فقدوا القرآن لكريم الذى هو المصدر الأول للتشريع نظرا لأنه فى عقيدتهم محرف , هذا فضلا على أنهم لم ينقلوه لا بالتواتر ولا حتى بسند آحاد من طرق المعصومين الاثناعشر ,
    وليس لديهم أى إسناد بالقرآن من أى وجه ,
    وهذا الأمر بالذات كان من الأمور التى فضحت علانية حقيقة اعتقادهم فى القرآن الكريم ,
    لأن القرآن الكريم منقول بالتواتر من طرقنا ونحن كفار عندهم بدليل أنهم لا يأخذون بسنتنا فكيف يقبلون القرآن منا ويرفضون السنة ؟!
    وأما عن السنة وهى المصدر الثانى للتشريع بعد القرآن الكريم فلم يقصروها على النبي عليه الصلاة والسلام وحده بل جعلوها مختصة بالمعصومين الاثناعشر جميعا ,
    فكلهم عندهم أهل عصمة وتبليغ وكلهم بمنزلة النبي المرسل وأصحابهم كصحابة النبي عليه الصلاة والسلام بل أفضل , لأن أصحاب الأئمة لم يكفروا عندهم بينما كفروا أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ,
    وليت أن الأمر اقتصر على ذلك ,
    فلو أنهم نقلوا سنة النبي عليه الصلاة والسلام نقلا صحيحا بطريق العدول من الرواة إلى الأئمة إلى النبي عليه الصلاة والسلام بسند متصل لهان الأمر ,
    لكن الكارثة أنهم لم ينقلوا من سنة النبي عليه الصلاة والسلام شيئا قط !
    وقد طالبهم العديد من العلماء عبر المناظرات أن يأتوا لهم من كتبهم بحديث واحد صحيح ـ على شروطهم هم ـ من كتبهم متصل السند إلى النبي عليه الصلاة والسلام فعجزوا ,
    والسؤال الآن , من أين يأخذ هؤلاء القوم دينهم بالضبط ,
    وإذا وجهت السؤال لأى شيعي ستجده يجيب بأنهم أخذوا الدين عن الأئمة ,
    وسنجاريهم فى هذا القول رغم فداحة المصيبة أنهم لا يملكون من تراث النبي عليه السلام شيئا
    فهل تمكنوا من نقل سنة المعصومين وأقوالهم نقلا صحيحا
    ,
    هذا ما سنراه بعد قليل
    علوم الحديث عند الشيعة ,

    عندنا فى علوم الحديث قاعدة ذهبية تقول ( لولا الإسناد لقال من شاء بما شاء )
    وتفسيرها ببساطة ,
    أنه لولا الإسناد والتوثيق لقال كل صاحب هوى ما أراد وضاع الدين , فمن السهل على أى مدعى أن يقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم , ثم يخترع من رأسه أى حديث
    فما الذى يمنع ذلك ,
    لا شك أن المانع الرئيسي هو الإسناد والسؤال من أين لك هذا الحديث ومصدره
    فهل استطاعت الشيعة الاثناعشرية أن تصل لتراث الأئمة الإثناعشر بالأسانيد الصحيحة المتصلة ,
    بداية ـ وهى المفاجأة الكبري ـ لم تعرف الشيعة الاثناعشرية عبر عصورها شيئا من علوم الحديث إطلاقا قبل القرن العاشر للهجرة !
    يقول شيخهم الحائري فى ذلك , بكتابه مقتبس الأثر ـ ص 73 ـ الجزء الثالث :
    ( ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني )
    والشهيد الثانى هو أبو الحسن العاملى المتوفي عام 975 للهجرة !
    هل تدركون ما معنى هذا الكلام ؟!
    معناه ببساطة أن الشيعة كانت فى نوم طويل فاق نوم أصحاب الكهف منذ عهد الأئمة الذي انتهى عام 250 للهجرة وحتى القرن العاشر دون يصنفوا أو يعالجوا شيئا من علوم الحديث التى عليها معول وضمان صدور الروايات المنقولة عن الأئمة !
    فعن أى دين يتحدث الرافضة اليوم ؟!
    أما الأظرف ,
    وهو ما يعد فى حد ذاته مأساة مبكية , أنهم لم يصنفوا فى ذلك التاريخ شيئا من علوم الحديث تحت ذريعة تنقية تراث الأئمة أو لتحقيق المرويات الرهيبة الموجودة فى كتبهم المنقولة دون إسناد أو تحقيق ,
    بل كان السبب الوحيد الذى دعاهم إلى تصنيف الكتب هو تلافي تعيير أهل السنة لهم بأن الشيعة لا يعرفون الإسناد وينقلون الروايات دون أى إثبات
    لأجل هذا السبب فقط ولدفع كف النقد عنهم قام علماؤهم بتأليف تلك الكتب التى تتخذ من جانب المظهر فحسب علوم الحديث لكنها فى الواقع مجرد ألفاظ يظهر منها الإسناد لكنه ليس إسنادا حقيقيا له أرضية من الواقع
    ودليل ذلك ما نقله الحر العاملى أحد محدثيهم الكبار عن هذا الأمر فقال فى وسائل الشيعة ( 30 / 258 ) :
    ( والذي لم يعلم ذلك منه ، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه ، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة ، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة ، بل منقولة من أصول قدمائهم )
    وممن نقل تلك الفضيحة أيضا
    الشيخ باقر الأيرواني فى كتابه ( دروس تمهيدية في القواعد الرجالية ص 86 )
    ( السبب في تأليف النجاشي لكتابه هو تعيير جماعة من المخالفين للشيعة بأنه لا سلف لهم ولا مصنف ) ،
    وقال الحر العاملي فى المصدر السابق :
    ( أن هذا الاصطلاح مستحدث ، في زمان العلامة ، أو شيخه ، أحمد ابن طاوس ، كما هو معلوم ، وهم معترفون به )
    بل اعترف الحر العاملى بما هو أفدح فقد صرح أنهم ليسوا فقط لا علم ولا لعلمائهم القدامى بالحديث ونقله , بل اعترف أن الإصطلاح الجديد وهو علوم الحديث والعنعنة مأخوذ من قلب كتب أهل السنة !
    قال الحر العاملي ( وسائل الشيعة ( 30 / 259 ) :
    ( طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة ( أى أهل السنة ) ، والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم ، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع وكما يفهم من كلامهم الشيخ حسن وغيره ) ،
    ويقصد بطريقة المتقدمين علماؤهم الأوائل أصحاب الكتب المعتمدة الذين كانوا يوردون فى كتبهم كل ما يصل إليهم فيتلقاه عنهم من بعدهم بالقبول هكذا بلا مرجعية أو ضابط
    أما سرقاتهم من كتب أهل السنة
    فهذا ما يؤكده مصنفوا الإمامية فى مصطلح الحديث وكشفه الشيخ عثمان الخميس "8" فى مناظرات قناة المستقلة عندما قارن بين أحد كتب المصطلح عند الشيعة وبين كتاب ( مقدمة بن الصلاح ) أحد أشهر كتب المصطلح عندنا فإذا بالكتاب الشيعي نسخه شبه متطابقة فى أبوابه ومعالجته
    أى أن كل الفائدة التى وقفت وراء وضع أسلوب العنعنة فى المرويات ( وهو الإسناد ) هو فقط اتخاذ مظهر الإسناد لمجرد التبرك بإسناد الرواية إلى الأئمة ودفع تعيير أهل السنة للراوفض أن يروون المكذوبات غير المسندة ,
    ففعلوا مثل الذى كان يطمح أن يكون عالما بالأزهر , لكنه عجز عن مجاراة طلبة العلم فى ذلك ,
    فماذا فعل ,
    اشترى اللباس الأزهرى المميز للعلماء وقدم نفسه باعتباره عالما وظن بذلك أنه اكتفي ووفي !
    فالإسناد ليس أن تورد الرواية بالعنعنة , بل أن توردها بسندها الفعلى وأن يكون هؤلاء الرواة هم فعلا من قاموا بروايتها هذا فضلا على أن يكون الرواة من الثقاة العدول المأمونين فى نقل المرويات ,
    لكن هذا كله لا تجده فى مذهب الروافض بل إنهم عندما اشترطوا شروطا لقبول الروايات لم يطبقوها على كتبهم ,
    فالحديث الصحيح عندهم كما عرفه الحر العاملى :
    ( هو الحديث الذى يرويه الضابط الإمامى عن مثله إلى منتهاه )
    بينما تعريف الحديث الصحيح عندنا :
    ( هو الحديث الذى يرويه العدل الضابط عن مثله فى جميع الطبقات من غير شذوذ ولا علة )
    والمقارنة بين التعريفين تكشف عن مصائب :
    الأولى :
    أنهم لم يشترطوا عدالة الرواة ! , بمعنى أنهم يقبلون رواية الكافر وفاسد المذهب والمطعون فى عدالته , وهذا ما نص عليه صراحة الحر العاملى فى وسائل الشيعة حيث قال فى توثيق رجال الشيعة
    ( فتراهم يوثقون من يعتقدون كفره وفسقه وفساد مذهبه ! )
    وبمثل ذلك صرح المرجع المعاصر الخوئي زعيم مرجعية النجف السابق فى كتابه الرجال حيث صرح بقبول رواية الشخص بغض النظر عن اعتقاده بل صرح بقبول رواية النواصب والنواصب عندهم كفار أنجاس وشر من اليهود والنصاري
    الثانية : أنهم لم يشترطوا فى الحديث الصحيح ضرورة خلوه من الشذوذ أو العلل ,
    ومعنى الشذوذ عدم مصادمة الرواية الصحيحة لما هو أصح منها أو مخالفة الرواى الثقة لمن هو أوثق منه وعند التصادم يتم رد الرواية الأقل صحة إذا استحال الجمع بينهما
    ومعنى العلة ألا تحتوى عيبا ظاهرا كمنافاتها الواضحة لقاعدة أساسية فى الشرع أو مضاربتها للعقل والنصوص
    ولهذا امتلأت كتب الشيعة بآلاف الروايات التى لا يقبلها العقل قبل النقل وتعتبر من الخرافات التى يخشي التفوه بها المجنون قبل العاقل ويزخر كتاب الكافي ـ وهو أعظم كتبهم ـ بعشرات الروايات فى هذا الباب ,
    هذا فضلا على التصادم المروع الذى يجمع بين أحاديث الأئمة وبعضها البعض بل بين أحاديث الإمام الواحد منهم ,
    فترى الإمام يقول بقول معين ثم ينقضه فى قول آخر ومع ذلك فكلا الروايتين معتمدة , ولم يجدوا حلا لهذه الإشكالات إلا الذريعة الجاهزة وهى أن الرواية المتضاربة هى رواية على التقية !
    ولم يبينوا أو يؤصلوا قاعدة واحدة تمكنهم من تمييز الروايات أيها على التقية وأيها على الحقيقة بل جعلوا الأمر مطلقا مما أدى بهم فى النهاية إلى إراحة أنفسهم من الصداع فقالوا بأن الحكم على الأحاديث بالصحة والبطلان غير مرهون بقول فقيه أو مجتهد بل هو أمر مطلق !
    مما أدى بالتبعية إلى عشرات الآلاف من التناقضات بين علمائهم فى تصحيح وتضعيف الأحاديث وبالتالى أدى إلى خراب كامل فى أصول الدين التى تعتمد الفتاوى فيها على صحة المرويات التى جعلوا تصحيحها رهنا بالمزاج
    يقول فى هذا الشأن الفيض الكاشانى صاحب أحد كتبهم المعتمدة فى الوافي :
    ( تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولا أو ثلاثين قولا أو أزيد !! بل لو شئت أقول:لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها)
    يختلفون فى المسألة الواحدة على عشرين أو ثلاثين قولا !
    بل ولا توجد حتى فى الفرعيات عندهم مسألة واحدة محكومة بقول نافذ قطعى هذا فضلا على اختلافهم فى الأصول !
    ولهذا ظهرت عند الشيعة مدرستان كفرت كل منهما صاحبتها رغم أنهم تحت مظلة عقيدة واحدة , وهما مدرستى الإخباريين والأصوليين ,
    فالإخباريون يقولون أن الكتب الحديثية الثمانية المعتمدة كلها صحاح لا لبس فيها وليس فيها رواية وحيدة باطلة بما في ذلك الألفي رواية الواردة فى تحريف القرآن
    والأصولية تقول أن مضامين تلك الكتب هى المقطوع بصحتها والكتب نفسها تحتوى أحاديثا ضعيفة لكنهم ما وضعوا القواعد لتنقيه هذا التراث الذي يعتمد عليه دينهم فيما يزعمون ,
    أما سبب عدم إخضاعهم الكتب الأصلية للتحقيق النهائي فسنعرفه بعد قليل ..
    يتبع

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    الأزمة الكبري

    كتب الحديث التى نقلت تراث الأئمة عند الشيعة الإثناعشرية ثمانية كتب معتمدة وهى أصول المذهب والطائفة وعليها تم بناء أساسه وعقيدته ,
    وهذه الكتاب منها أربعة كتب متقدمة , وهى للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق، ومحمد الطوسي ، وهي :
    الاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب
    وباقي الاربعة هي
    للمجلسي والنورى الطبرسي ( صاحب كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب ) والطبرسي ( وهو غير النورى الأول والفيض الكاشانى , وكتبهم هى
    بحار الانوار و مستدرك الوسائل والإحتجاج والوافي
    هذه الكتب التى أطبق علماء الشيعة على صحة مضامينها ,
    ومعنى صحة مضامينها أن المحتويات والمعارف الواردة فيها كل مقطوع بصحتها , وكتبهم قديما وحديثا مليئة بالإشادة لتلك الكتب والإعلاء من شأنها لدرجة مذهلة ,
    لا سيما كتاب الكافي للكلينى الذى ألفه صاحبه فى الغيبة الصغري للمهدى المزعوم , وذكر فى مقدمته أن هذا الكافي تم عرضه على المهدى فقال ( كاف لشيعتنا )
    وهذا معناه أن الكافي صحيح حتما وإلا كيف وثقه المعصوم ؟!
    وقد شهدت للكافي ولغيره كبار مرجعيات الشيعة وآخرهم عبد الحسين شرف الدين وهو واحد من أعلامهم فى القرن الماضي حيث قال فى كتاب المراجعات أن هذه الكتب مقطوع بصحة مضامينها وأن الكافي أعظمها وأشرفها وأعلاها ولم يصنف فى الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه !
    وبعد هذه الشهادات الكبري من المعصوم وإجماع علماء الإمامية على توثيق مضامين تلك الكتب ,
    نجد أنهم خرجوا علينا فى العصر الحديث بقول بالغ الغرابة ,
    هذا القول مؤداه أن الشيعة لا تملك كتابا واحدا صحيحا !
    وأن كل كتبهم ليس من بينها كتاب واحد بلغ درجة الصحة فى محتوياته كلها ,
    وهو قول على التقية وللمراء والخداع بطبيعة الحال ,
    لماذا ؟
    لأنهم لو أقروا بأقوال وشهادات علمائهم بحق الكتب الكارثية لافتضحوا فى مشارق الأرض ومغاربها , فالكافي أصح الكتب عندهم فيه من البلايا والطامات ما يستحى منه اليهود والنصاري أن ينسبوه لأنبيائهم ,
    من أول التواتر فى روايات تحريف القرآن والإعتقاد الجازم بها , ومرورا بعقائد الرجعة والبداء وأن الأئمة يسيطرون على الكون وأنهم أسماء الله الحسنى وأن الله فوض أمر الخلق إليهم ووصولا إلى التكفير الجماعى لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ,
    لهذا لم يجد الشيعة مفرا من إنكار صحة كل ما بالكافي حتى لا يلزمهم أهل السنة بل وعوام الشيعة بتلك الإنحرافات فيسقط مذهبهم فى طرفة عين ,
    غير أن قولهم هذا يسقط مع سؤال منطقي واحد
    لماذا لم تهتموا بتراث الأئمة المبثوث فى تلك الكتب فتميزوا الصحيح من الضعيف ؟!
    هذا السؤال المفصلي وحده يكفي وزيادة لبيان حقيقة هذه الطائفة , لأنهم فى واقع الأمر يصدقون بتلك الكتب وبكل ما ورد فيها وينكرون ذلك تقية ,
    وفى نفس الوقت لا يستطيعون أن يطبقوا منهج النقد والتمحيص والحكم النهائي على الأحاديث بالصحة والضعف وبيان موقفها لأنهم لو فعلوا لانكشف عوارهم دون جهد من أهل السنة لأنهم ساعتها سيكونون أمام خيارين أحلاهما مر
    الأول : إما أن يضعفوا كل الأحاديث التى يعتقدون بمحتواها ولا يجرئون على القول بصحتها وعندئذ سيضطرون إلى مواجهة إسقاط مذهبهم بأيدى عوام الشيعة أنفسهم , لأن تلك الأحاديث تحتوى ما يتاجر به علماء الشيعة من تكفير الصحابة والقول بالتقية الواجبة ونحو ذلك
    الثانى : تصنيف الأحاديث إلى صحيح وضعيف والقول بصحة الأحاديث التى يبنون عليها عقائدهم الباطلة وعندئذ سيقعون بين مخالب أهل السنة ببساطة , فساعتها سيتضح أمام الجميع حقيقة معتقدهم الذى يدارونه بالتقية وتسقط التقية فيسقط المذهب كله ,
    والدليل على أن الشيعة تعتقد بصحة ما ورد فى تلك الكتب ما نقله الحر العاملى فى وسائل الشيعة ( 30 / 259) :
    ( الاصطلاح الجديد يستلزم تخطئه جميع الطائفة المحققة في زمن الأئمة عليهم السلام ، وفي زمن الغيبة كما ذكره المحقق في أصوله )
    أى أن استخدام الإصطلاح الجديد عليهم ـ وهو التصحيح والتضعيف ـ يستلزم منه تخطئة وإهمال كل كتب الشيعة الرئيسية التى عليها معتمد المذهب !
    لهذا سارع علماء الشيعة إلى إنكار محاولات عالمهم البهبودى ـ رغم جلالة قدره عندهم ـ على تصنيف كتاب صحيح الكافي وقالوا بأن تصحيحه وتضعيفه يلزمه وحده ولا يلزم الطائفة ,
    وبمثل ذلك تعاملوا مع تحقيق المجلسي لكتاب الكافي فى كتابه ( مرآة العقول ) لأن المجلسي صحح فى مرآة العقول أحاديث تحريف القرآن وغيرها من الفضائح المدوية التى تخفيها الشيعة بالتقية
    فهل رأيتم كارثة أكبر وأفدح من هذا ؟!
    مجرد استخدام أسلوب التحقيق سيسقط كل تلك المكذوبات التى نقلها زنادقتهم الكبار عبر العصور لأنه لا يوجد لديهم حديث واحد صحيح ـ على شروطهم هم ـ إلى النبي عليه الصلاة والسلام أو إلى أحد الأئمة ,
    وهذا ما صرح به الحر العاملى نفسه حيث قال عن تحقيق الأحاديث ومسألة إخضاعها للفحص حيث قال فى وسائل الشيعة الجزء الثالث ـ ص 260 :
    ( الرابع عشر:
    أنه يستلزم ضعف أكثر الأحاديث، التي قد علم نقلها من الأصول المجمع عليها، لأجل ضعف بعض رواتها، أو جهالتهم أو عدم توثيقهم، فيكون تدوينها عبثا، بل محرما، وشهادتهم بصحتها زورا وكذبا. ويلزم بطلان الإجماع، الذي علم دخول المعصوم فيه - أيضا - كما تقدم. واللوازم باطلة وكذا الملزوم. بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها عند التحقيق لأن الصحيح - عندهم -: (ما رواه العدل، الإمامي، الضابط، في جميع الطبقات). و لم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادرا، وإنما نصوا على التوثيق، وهو لا يستلزم العدالة قطعا بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني وغيره
    ودعوى بعض المتأخرين: أن (الثقة) بمعنى (العدل، الضابط). ممنوعة وهو مطالب بدليلها. وكيف ؟ و هم مصرحون بخلافها حيث يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره وفساد مذهبه ؟ !
    وإنما المراد بالثقة: من يوثق بخبره ويؤمن منه الكذب عادة، والتتبع شاهد به وقد صرح بذلك جماعة من المتقدمين والمتأخرين. و من معلوم - الذي لا ريب فيه عند منصف -: أن الثقة تجامع الفسق بل الكفر
    و أصحاب الاصطلاح الجديد قد اشترطوا - في الراوي - العدالة فيلزم من ذلك ضعف جميع أحاديثنا لعدم العلم بعدالة أحد منهم إلا نادرا ) ...
    ويكفينا كلام العاملى الذى يحمل فى طياته ما يغنى عن غيره لهدم هذا المعتقد الفاسد الذى لا يجرؤ أصحابه على إخضاع مرويات المعصومين للتحقيق لأنه لو أنهم طرقوا هذا الباب فمعناه على حد قول العاملى إسقاط جميع أحاديثهم
    والكارثة أنك تجد بعد كل هذه الحقائق من يعتقد أن الشيعة يتعبدون بمعتقد منسوب لأهل البيت عليهم السلام بينما أئمة آل البيت أبرياء من المعتقد بالكلية , ولا يوجد فى كتب الشيعة ـ باعترافهم هم ـ حديث واحد يمكنهم الحكم عليه بالصحة أو الصول إليه بطريق معتبر

    ونحن طلبا للإختصار ,
    لم نتعرض لكتبهم فى علم الرجال والتى تحمل أشباه هذه الفضائح بل وأكثر ,
    فعلم الرجال وهو العلم الرئيسي فى علوم الحديث الذى يعتمد على بيان حال الرواة وبناء عليه يعتمد العلماء صحة روايته أو ضعفها , لم تعرف الشيعة هذا العلم إلا فى المائة الرابعة للهجرة
    ولم تعرفه بأصوله التى سار عليها منهج أهل السنة بل جاء أبو عمرو الكشي عمدتهم فى مرجع الرجال فصنف لهم كتابا فى غاية الإختصار !
    وقد سبق أن نوهنا عن طبيعة الكتب الرجالية ومثلنا بكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر والذى على هول مقامه لا يمثل إلا كتابا واحدا من عشرات الكتب فى هذا الفن
    وليت أن الأمر اقتصر على أنه كتاب مختصر فحسب ,
    فالطامة الكبري فى انعدام فائدته لأنه مصنفه أخرجه فى المائة الرابعة ولم يعاصر راويا واحدا من أصحاب الأئمة أو ينقل عن كتب غيره ممن سبقوه أحوال هؤلاء الرواة لأنه كان أول من طرق هذا الباب !
    فمن أين سيأتى بسند صحيح ومصدر صريح يمكنه من الحكم على الراوى بالجرح أو التعديل ؟!
    لا سيما وأنه كان مكثرا فى الرواية عن الضعفاء كما صرح بذلك عالمهم النجاشي ,
    فكيف يكون عالما فى الرجال ويصنف فى هذا الفن كتابا مليئا بالرواية عن الضعفاء ؟!
    هذا فضلا على أن كتاب الكشي ككتاب غيره ممن جاء بعده احتوى على مهازل حقيقية حيث ترى توثيق الراوى وجرحه فى نفس الكتاب !
    فبأى شيئ سيأخذ عالم الحديث عند التحقيق بتجريح الراوى أم بتوثيقه ,
    ويقول الفيض الكاشانى فى الوافي عن حال كتب الرجال عندهم ( مقدمة الوافي ـ ص 25 ) :
    (فإن في الجرح والتعديل وشرائطه اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها )
    ولا يختلف حال هذا الكتاب عن ثانى أهم كتبهم فى الجرح والتعديل وهو رجال النجاشي ,
    وكمثال على تلك المهازل الواقعة فى كتاب النجاشي
    ذكر النجاشي في ترجمته لمحمد بن الحسن بن حمزة الجعفري :
    ( مات رحمه الله في يوم السبت ، سادس شهر رمضان ، سنة ثلاث وستين وأربع مائة ) ، المصدر : رجال النجاشي ص 404 . )
    والنجاشي مؤلف الكتاب توفي سنة 450 هـ .
    هل يُعقل أن يموت هذا الراوي بعد النجاشي مؤلف الكتاب بـ 13 سنة ؟!
    والأمر لم يقف عند انتفاء المصدر الصحيح فى الجرح والتعديل لانتفاء الأسانيد الصحيحة فى ذلك فحسب .
    بل تجاوز ذلك إلى مرحلة لو وقعت بحق أى كتاب من الكتب الرجالية لأسقطته بالضربة القاضية ,
    ألا وهى مرحلة الخلط وعدم التمييز بين الرواة فى الأسماء والكنى والألقاب ,
    ولو عدنا لقواعد أهل السنة فى هذا المجال
    سنجدهم وضعوا تلك النقطة فى بؤرة الإهتمام لأن تشابه الكنى والألقاب والأسماء قد يوقع الخلط بين الرواى الصحيح والراوى الضعيف مما يؤدى إلى إسقاط حديث صحيح أو تصحيح حديث ضعيف
    لهذا صنف علماء السنة كتبا مستقلة فى تلك الأمور ,
    ولم يكتفوا فقط بإبراز تلك المسألة فى كتب الرجال الرئيسية , فهذا الذهبي ألف كتابا كاملا باسم المشتبه خصصه كله للأسماء والكنى التى وقع فيها التشابه ونقل فيها كيفية التمييز بينهم
    بينما الشيعة خلطوا على عادتهم الحابل بالنابل وفى ذلك يقول عالمهم المامقانى بكتابه تنقيح المقال في علم الرجال ( 1 / 177) :
    ( إنه في كثير من الأسانيد قد وقع غلط واشتباه في أسامي الرجال وآبائهم أو كناهم أو ألقابهم )

    ويقول عالمهم محمد الحسيني في كتابه المسمى ( بحوث في علم الرجال ) في الفائدة الرابعة :
    ( إن أرباب الجرح والتعديل كالشيخ النجاشي وغيرهما لم يعاصروا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام ومن بعدهم من اصحاب الأئمة عليهم السلام حتى تكون أقوالهم في حقهم صادرة عن حس مباشر وهذا ضروري وعليه فإما ان تكون تعديلاتهم وتضعيفاتهم مبنية على امارات اجتهادية وقرآئن ظنية أو منقولة عن واحد بعد واحد حتى تنتهي الى الحس المباشر أو بعضها اجتهادية وبعضها الآخر منقوله ولا شق رابع ، وعلى جميع التقادير لا حجية فيها أصلاً فإنها على الأول حدسية وهي غير حجة في حقنا اذ بنا العقلاء القائم على اعتبار قول الثقة انما هو في الحسيات أو ما يقرب منها دون الحدسيات البعيدة وعلى الثاني يصبح أكثر التوثيقات مرسلة لعدم ذكر ناقلي التوثيق الجرح في كتب الرجال غالباً والمرسلات لا اعتبار بها )

    وهذا اعتراف صريح وواضح بأن مصنفات علم الرجال والتى هى عمود علوم الحديث والنقل والرواية والطريقة الوحيدة للتيقن من صحة صدور الروايات أو بطلانها , هى عند الشيعة عبارة عن أقوال مرسلة بلا معنى وبلا إسناد صحيح

    وأول مؤلفاتهم بها جاء مليئا بالعيوب فضلا على أنه مصنف بعد مائة وخمسين عاما من أقرب الرواة إلى عمر المؤلف الذى يعالج أحوالهم والمفروض أنه يبين موقفهم من الجرح والتعديل
    هذا بالإضافة إلى أحوال أوثق رواة الشيعة وهم الرجال الذين تميزوا بين آلاف الرواة بالتوثيق المتواتر عند الشيعة ويعتبرون عندهم بنفس مكانة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عندنا !
    وهؤلاء الرواة منهم زرارة بن أعين وجابر بن يزيد الجعفي وشيطان الطاق وبريد بن معاوية العجلى وغيرهم ,
    هؤلاء الرواة عندنا نحن أهل فى حكم كتبنا الرجالية كلهم زنادقة وأجمعت كلمة المحقيين على ذلك ,
    بينما هم عند الشيعة أوثق الرواة لا سيما زرارة بن أعين وجابر الجعفي ,
    ورغم هذا الاعتقاد بالتوثيق فقد أوردت كتبهم الرجالية الأصلية مثل رجال الكشي روايات عن جعفر الصادق ومحمد الباقر تقول بلعن زرارة بن أعين عدة مرات على لسان الإمام الصادق بعد اكتشافه كذبه الصريح عليه
    وفى نفس الكتاب نقل الكشي عن جابر بن يزيد الجعفي أنه روى عن محمد الباقر عليه السلام سبعين ألف رواية !
    أكرر ,
    روى سبعين ألف رواية عن الإمام الباقر ومثلها تقريبا عن جعفر الصادق وعندما سؤل عنه الصادق وعن مروياته أفاد بأنه لم يره عند أبيه الباقر إلا مرة واحدة وما دخل عليه ـ على جعفر الصادق ـ قط !!
    فمن أين أتى جابر الجعفي بمائة وأربعين ألف حديث حدث بها عن الباقر والصادق ؟!
    بالإضافة إلى حقيقة هامة يجدر بنا الإشارة إليها أن الأئمة من آل البيت المفترى عليهم مثل على زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق كلهم مدنيون فى المولد والوفاة ولم يحدث أن أقام أحد منهم بالعراق أو الكوفة مطلقا ,
    ولا ثبت شيئ من هذا لا فى كتب السنة ولا الشيعة
    والصادق زار العراق ونزل عند أبي جعفر المنصور ببغداد , بينما الرواة الشيعة الذين تعتمد الشيعة اليوم على مروياتهم ويتخذونها دينا كلهم بلا استثناء من الكوفة !
    فمتى وكيف ومن أين استقي هؤلاء الكذابون الفجرة مئات الآلاف من الروايات الموجودة بقلب كتبهم ؟!
    والأهم كيف وثق الشيعة أمثالهم واعتبرهم أصحاب الأئمة والناقلين الصادقين عنهم ؟!
    ولو أردنا أن نلقي نظرة إلى منهج أهل السنة فى أمر معاصرة الراوى لمن ينقل عنه ,
    سنجد أن أهل السنة قرروها كقاعدة صميمة فى الجرح والتعديل حيث أن أحد كبار علماء الجرح والتعديل عندنا صرح بأن المحدثين وعلماء الجرح والتعديل واجهوا كذب الرواة بالتاريخ
    ومعنى هذا أنهم واجهوا إدعاء الرواة بالسماع عن طريق معرفة مواليد ووفيات من يروون عنهم فمن ثبت أنه روى عمن لم يلقه أو يعاصره ثبت كذبه
    ولم يقتصروا فقط على شرط المعاصرة بل ضمنوه شروطا أهم تتمثل فى إمكانية اللقاء إذ أنه فى تلك العصور لم يكن السفر هينا فإذا روى أحد الرواة شيئا عن عالم بالشام بينما الراوى بالعراق ولم يثبت أنه غادرها تسقط روايته
    أما عن كيفية إثبات أنه لم يغادرها فقد سبق أن شرحنا منهج بن عساكر فى تاريخ دمشق وهو نفس منهج بقية علماء الرجال حيث يسطرون تراجم الرواة بالمواليد والوفيات والرحلات أيضا !
    فلنا أن نتخيل كيف قبل الشيعة روايات جابر وزرارة وهم بالإجماع كوفيون بينما الأئمة مدنيون ولو افترضنا أن هؤلاء الرواة كانوا يرحلون للحج فهل تكفي فترات الحج لينقل جابر الجعفي وحده عن الإمامين الباقر والصادق مائة وأربعين ألف رواية
    وحتى ندرك استحالة ذلك بأى مقياس ,
    يكفينا أن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم وهم الذين صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام سنين حياته بعد الدعوة لو أننا أحصينا روايات أكبر المكثرين عنه ما تجاوزت أربعة آلاف حديث فقط !
    وها هو أبو هريرة رضي الله عنه الذى كان ملتصقا بالنبي عليه الصلاة والسلام منذ إسلامه وحتى انتقال النبي عليه الصلاة والسلام للرفيق الأعلى , بل وكان ـ كما يقول عن نفسه ـ مشغولا بجمع الحديث لا صناعة ولا هم له إلا هذا الأمر
    ومع ذلك ما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من أربعة آلاف حديث بالمكرر
    وعدد الصحابة رواة الألوف لا يزيد على أصابع اليد الواحدة بينما أكثرهم روى العشرات والبعض الآخر روى المئات التى لا تتعدى خمسمائة حديث ,
    كل هذا وفيهم من صحبه طيلة سنوات الدعوة قائما وقاعدا مجاهدا وعابدا ولم يتركوه طيلة ثلاثة وعشرين عاما وليس من بينهم صحابي واحد روى أكبر من الأربعة آلاف
    فكيف روى جابر الجعفي الكوفي عن الإمامين الباقر والصادق سكان المدينة مائة وأربعين ألف رواية ؟!
    فهل علمتم الآن من أين أتت تلك الروايات الشنيعة المنسوبة لآل البيت عند الشيعة والتى تروج للزنا والفجور باسم المتعة وتقول بتحريف القرآن والرجعة والبداء وبأن الأئمة يعلمون الغيب وأنهم أنوار حول عرش الله عز وجل وأنهم يحاسبون الخلق يوم القيامة
    إلى جوار الروايات التى تكفر المسلمين جميعا وأولهم الصحابة وتطعن فى أمهات المؤمنين بالزنا والكفر وتتهم عمر بن الخطاب بأنه شر من إبليس فى نفس الوقت الذى يروون فيه أن أبا لؤلؤة المجوسي الكافر هو من أئمة الإيمان عندهم
    وروايات تفضيل أرض كربلاء والنجف على مكة والمدينة وإنكار وجود المسجد الأقصي والإعتقاد بمهدى عاش ألفا ومائتى سنة وسيعيش آلاف السنوات و .... الخ
    ومن المضحكات المبكيات حقيقة أن عالما من علماء الشيعة مثل عبد الحسين شرف الدين لم يستح أو يدارى خيبته الثقيلة فصنف كتابا للطعن على أبي هريرة رضي الله عنه وزعم فيه أنه كان يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام
    ودلل على ذلك بأنه روى أربعة آلاف حديث فى فترة صحبته للنبي عليه الصلاة والسلام وهو عدد كبير ـ فى نظره ـ لو قسناه بالفترة التى عاشها أبو هريرة مع النبي عليه الصلاة والسلام رغم أنها قرابة عشرين عاما !
    يتبع :

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    الأسئلة المعلقة

    نأتى فى نهاية هذا الفصل لطرح التساؤلات التى طرحناها وطرحها العلماء الأفاضل من المتصدين لكشف عوار هذا المعتقد ولم يجدوا من الشيعة جوابا لا صريحا ولا تلميحا ,
    باختصار لأنها أسئلة قاصمة لظهر المعتقد كله , ومنها ,
    أولا :
    من أين أتيتم بالقرآن لكريم , وكيف يكون القرآن الكريم مفقود الإسناد عندكم من طرق الأئمة المعصومين وهو أكبر الدين وأول العلم , وإذا لم تأخذوه عن آل البيت فمن أين أخذتموه ؟!
    ثانيا : وثقتم فى رجالكم الفاسق والكافر ومن تعتقدون ضلاله المبين واعتبرتهم هؤلاء الحفنة من شراذم الرجال هم أصحاب الأئمة المعصومين الناقلين لعلمهم , رغم الإيمان التام لديكم بفساد هؤلاء النقلة
    فى نفس الوقت الذى كفرتم فيه الصحابة العدول بنص القرآن الكريم ورفضتم رواياتهم للدرجة التى دفعت زنديقا مثل عبد الحسين شرف الدين أن يقول أن مرويات الصحابة من أمثال أبي هريرة ليس لها عند الإمامية مقدار بعوضة ؟!
    فما هى الروايات المعتد بها عندكم إذا ؟!
    روايات زرارة بن أعين النصرانى الذى لعنه الإمام الصادق ونعته بأنه ألعن من اليهود والنصاري , أم روايات جابر الجعفي الذى روى مائة وأربعين ألف حديث عن إمامين لم يقلق إلا أحدهما ولجلسة واحدة فقط لا غير !
    ثالثا : أتباع من أنتم بالضبط ؟!
    تقولون أنكم مسلمون وتتبعون أهل البيت , فمن المرسل من عند الله عز وجل , ومن نبي الأمة
    محمد عليه الصلاة والسلام أم جعفر الصادق رضي الله عنه .؟!
    والسؤال منطقي ,
    لأن كتب الشيعة المعتمدة لا تنقل شيئا إلا عن جعفر الصادق وحده حتى أنهم تسموا بالجعفرية نسبة لجعفر الصادق , ومرويات بقية الأئمة إلى جوار روايات جعفر الصادق لا تعدل إلا قطرة فى بحر !
    فلماذا اختص جعفر الصادق وحده بنقل هذا الكم الهائل من الدين , وأين هى مرويات بقية الأئمة الذين هم أئمة معصومون مثل جعفر وقاموا بالدين مثله كما تزعمون ,
    والأخطر ,
    أين تراث وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
    وكيف يكون هو صاحب الشريعة وإمام الأئمة ورواياته فى أعظم كتبكم الكافي لا تتعدى ستة وستين حديثا من مجموع ستة عشر ألف حديث تقريبا احتواها الكتاب
    معظمها لجعفر الصادق بنسبة خمسة وتسعين بالمائة على الأقل ولا توجد فيها روايات لفاطمة الزهراء أو لعلى بن أبي طالب أو للحسن أو للحسين رضي الله عنهم إلا بمقدار العشرة أو العشرين
    فإذا كنتم بلا قرآن ولا سنة فمن أين أخذتم الإسلام يا ترى ؟!
    رابعا :
    يعجز الشيعة حتى يومنا هذا من إثبات حديث واحد صحيح متصل السند ولو على شروطهم إلى النبي عليه الصلاة والسلام , وكل رواياتهم عنه موقوفة مقطوعة عند جعفر الصادق ؟!
    فأين تراث السنة أين المصدر الثانى للتشريع ؟!
    والأطم من ذلك أنهم يدعون اتباعهم لآل البيت ورغم هذا لا يوجد عندهم كتب جامعة لسيرة المصطفي عليه الصلاة والسلام أو حتى سيرة الأئمة إلا فيما ندر
    , فى حين أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام تمثل قسما بأكمله عند أهل السنة اسمه ( السير والمغازى ) يتعرض أصحابه أول ما يتعرضون لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأحواله وصفاته وغزواته .. الخ
    خامسا : فى نفس الوقت الذى رفض فيه الشيعة الاثناعشرية سنة الصحابة التى نقلناها بأسانيد متصلة صحيحة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ,
    لم يكتفوا بأن يقبلوا روايات الوضاعين والكفار والزنادقة فحسب ,
    بل تجاوزا الأمر إلى اعتبار الخرافات التى يرفضها العقل السليم مصدرا رئيسيا للتشريع
    ومنها ما يسمى برقاع وتوقيعات المهدى المنتظر التى وقعها وأخرجها عبر سفرائه الأربعة فى فترة الغيبة الصغري التى امتدت لسبعين عاما ,
    حيث كان السفراء واحدا بعد الآخر يدخلون على المهدى حاملين أسئلة الناس فتخرج التوقيعات بخط المهدى ـ فيما يزعمون ـ لتحمل الأوامر بالفتوى والدين !!!
    رقاع أصحابها مقطوع بأنهم زنادقة أفاكون استغلوا جهل العوام ليأكلوا أموال الناس بالباطل ومع هذا فتلك الرقاع المزورة مصدر هام من مصادر التشريع عندالشيعة الإثناعشرية وبإجماع علمائهم ؟!
    ولم يقف الأمر عند الحد بل تمادوا إلى حد مضحك ,
    ففي فترة الغيبة الكبري التى لا يوجد فيها سفراء للمهدى ينقلون إليه أسئلة السائلين , ابتكر علماء الشيعة نظرية تقول بأن الرقاع من الممكن أن تصل للمهدى من العوام مباشرة ,
    قال بهذا الأقدمون وأيدهم المعاصرون من أمثال ياسر حبيب حيث نصح سائليه فى موقعه على الإنترنت باستخدام هذه الرقاع بالطريقة التى نصت عليها رواياتهم لتصل إلى المهدى وأوصاهم بها لأن المهدى ـ على حد قوله ـ ينظر لها بعين العطف
    أما الطريقة الواردة فى كتبهم فهى أن يكتب الشيعي على رقعة ما يطلبه من المهدى ثم يلقي الرقعة فى بئر !
    وستصل الرقعة للمهدى وإن كنا لا نعلم كيف ستصل ولا كيف سيأتى الجواب !
    ولا ينبغي لنا أن نستغرب هذا المسلك مع عقول مريضة استعبدها أصحاب العمائم وعطلوا عقولهم تعطيلا تاما وخاطبوا فيهم غرائزهم على نحو جعل من الجمهور الشيعي عبارة عن أرض رملية تمتص فى يسر وسهولة كل مياه الخرافات التى يلقيها إليهم المعممون ,
    وإلا فكيف يجرؤ على الكوارنى وكيل المرجع الأعلى الوحيد الخراسانى على أحاديث الخرافة علنا على الهواء للدرجة التى يستخف بها بعقول الناس فى قناة تليفزيونية فيفتيهم أن مثلث برمودا تلك البقعة الغامضة فى المحيط الأطلنطى عبارة عن قاعدة عسكرية للمهدى المنتظر !
    كما جاء غيره فى تسجيل شهير فى موقع يوتيوب فقال بأن الولايات المتحدة عجلت بضربة العراق لخوفها من خروج الإمام المنتظر مما استدعى أن تبقي قريبة من موقع الحدث عند ظهوره !
    وكما قال رئيس إيران الحالى أحمدى نجاد ذو الأصول اليهودية أنه مختار من قبل الإمام المهدى وواجه خصومه بذلك
    وصدق المثل القائل ,
    إذا ضعفت النفس استسلمت للخرافة ,
    وفى النهاية تبقي كلمة :
    بعد هذا التاريخ الموثق لحال السنة عند أهل السنة .. أظنكم أصبحتم تعرفون مسبقا كيف ومن أين يأتى الشيعة بشبهاتهم على كتبنا حيث يلجئون للعلمانيين والمستشرقين ومرويات الكذابين لترويج الطعن على كتبنا .. كما فعل آخر أعضائهم
    هل تعلمون لماذا يفعل ذلك ؟!
    لأنها الطريقة الوحيدة التى يجيدونها للدفاع عن معتقدهم الفاسد حيث أنهم لا يملكون جوابا واحدا لأى طامة موجودة عندهم فيكون الحل المثالى أن يشغل أهل السنة بالدفاع عن سنتهم حتى لا يجدوا الوقت الكافي لبيان عوار معتقد الشيعة
    وهذا تطبيقا لمعادلة نابليون الهجوم خير وسيلة للدفاع
    فما دام مذهبهم لا أساس له إلا الرماد فلا حل إلا الهجوم والشغب والحديث الممجوج
    أما الحوار العلمى الحقيقي فهذه مغامرة لا يجرؤ أكبر رأس منهم على أن يتورط فيها وقد هرب كبار علمائهم أمام علمائنا فى المناظرات
    فقد هرب جمع غفير هم على الكورانى ووعد اللامى ود. سعد الرفيعى وعبد الحميد الجاف وعبد الحميد المهاجر وغيرهم من مناظرة الشيخ عدنان عرعور وحده على قناة صفا ..
    يأتى الواحد منهم لمناظرته فلا يصمد أمامه إلا حلقة أو اثنتين ثم يولى الأدبار
    ومن البحث أيضا عرفتم حقيقة كتب الشيعة وأسانيدهم ولعلكم تتعجبون من كمية الجرأة التى يطرحون بها شبهاتهم بينما تلك الشبهات قطرة فى بحر ما عندهم من مصائب
    وبعد هذا البيان وغيره ..
    أعتقد أن كل قارئ لم يعد بحاجة إلى السؤال عن شبهاتهم بعد أن بينا حقيقة أمرهم
    وعرفنا أسلوبهم المحفوظ ..
    وأختم بقوله تعالى :
    [وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ] {المؤمنون:71}

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    هوامش البحث :

    1 ـ صحيح الإمام مسلم بن حجاج ثانى أشهر الصحاح النبوية قاطبة بعد صحيح البخارى وهم أصح كتابين اجتمعت عليهما الأمة وتعد شروطهما لقبول الحديث صحيحا هى أعلى الشروط دقة وحزما
    2 ـ تيسير مصطلح الحديث ـ د. محمود الطحان
    3 ـ النهاية فى غريب الحديث لابن الأثير
    4 ـ ينقسم الحديث من حيث مصدره إلى ثلاثة أنواع , الحديث المرفوع وهو كل حديث قاله أو أقره أو فعل فعله أو رواية ورد فيها ذكر النبي عليه السلام بأى وجه , والحديث الموقوف وهو القول المنسوب للصحابي , والحديث المقطوع وهو القول المنسوب للتابعي { راجع الباعث الحثيث فى علوم الحديث لبن كثير ـ تحقيق أحمد شاكر }
    5 ـ بحوث فى تاريخ السنة ـ د. أكرم ضياء العمرى
    6 ـ معظم الشبهات والإنتقادات الموجهة للصحيحين تناولها علماء الأمة بعد البخارى وفندوا الإعتراضات المثارة عليها , وكان أبرز شراح البخارى ومسلم هما بن حجر العسقلانى والنووى الإمامان الجليلان
    7ـ يحتوى كتاب " تأويل مختلف الحديث " لبن قتيبة على مجموعة كاملة من الأحاديث الذى استنبط الناس الأقاويل حولها وقام بن قتيبة بمعالجتها معالجة كاملة وهو المتوفي عام 230 هـ , ورغم ذلك تثار نفس الشبهات حول نفس الأحاديث اليوم
    8 ـ مناظرات قناة المستقلة تحت عنوان ( التراث العلمى للإمام جعفر الصادق )

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    [quote=محمد جاد الزغبي;517793][align=justify]
    وبيان بطلان تسميهم بالمذهب الجعفري لأنهم فرقة وليسوا مذهبا كما أنهم لا شأن لهم بجعفر الصادق رضي الله عنه وليس عندهم رواية واحدة صحيحة على شروط النقل إلى جعفر

    إذا سلمنا جدلا بأن الشيعة ما عندهم رواية واحدة عن جعفر سلام الله عليه ..فماذا ينقم عليهم السنة في ذلك !!
    - انقل لنا روايات جعفر من صحيح البخاري أصح كتب الحديث عندكم .. والأئمة المتأحرين لآل البيت الذين عاصر البخاري بعضهم !!
    - ثم قارن - إن وجد - تلك الروايات بما نقله البخاري فقط عن عمران بن حطان الخارجي مادح ابن ملجم قاتل الخليفة الرابع بأبياته المشهورة !!
    - لا يحق لك ولا لأمثالك ان تتكلم عن أهل البيت بعد أن نبذتموهم وقتلتموهم تحت كل حجر ومدر !!
    - رغم أنكم تروون عن الرسول صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. فالتمسك بأحدهما دون الآخر لا ينجي من الضلالة .. وقديما قال قائلكم بعد أن وصف من لا ينطق عن الهوى بأنه يهجر : حسبنا كتاب الله

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    يقول الأخ الفاضل :
    إذا سلمنا جدلا بأن الشيعة ما عندهم رواية واحدة عن جعفر سلام الله عليه ..فماذا ينقم عليهم السنة في ذلك !!
    أنت لم تسلم جدلا
    بل فعليا لأنكم فعلا لا تملكون ذلك بنص علمائك ..
    وإلا هات لنا رواية واحدة بإسناد صحيح منسوبة لجعفر الصادق من طرقكم ؟!
    أما سؤالك ماذا ننقم عليهم فى ذلك .. فسؤال غريب جدا ..
    ألا تهتم أن يكون الدين الذى تنسبونه لأئمة أهل البيت هو دين المجوس لا الإسلام ؟!
    ثم تتباكى على حب آل البيت ؟!!
    وانظر إلى علمائك الذين ينسبون فتاواهم لجعفر الصادق وهو منها برئ رضي الله عنه ..
    فهل مثل جعفر من يلعن ويسب ويطعن بالقرآن ويفتى بالمتعة والزنا ؟!!
    سؤالك إن دل فإنما يدل على أن آل البيت عندكم شماعة تأخذونها للربح المادى والشهوانى وتستدرون بها عواطف العامة كما يحدث فى مؤتمراتكم
    وتقول :
    انقل لنا روايات جعفر من صحيح البخاري أصح كتب الحديث عندكم .. والأئمة المتأحرين لآل البيت الذين عاصر البخاري بعضهم !!
    وما الذى تمثله عبارتك هذه من مطعن ..
    وجعفر الصادق من أجلاء المسلمين وتوثيقه فى كتب الرجال عندنا بسيرته العطرة .. وهو من أتباع التابعين ..
    فهل تعتقد أننا مثلكم ينبغي أن نأخذ عن جعفر الصادق باعتباره معصوم ؟!
    نحن أخذنا الدين كاملا عن جد جعفر عليه الصلاة والسلام الذى ختم الرسالة وأدى الأمانة وقال فينا عز وجل
    [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا] {المائدة:3}
    والبخارى وغيره من رواة الحديث رووا عن آل البيت عليهم السلام
    وعندنا عبد الله بن عباس من رواة الألوف فى الصحيحين فضلا عن عائشة وعلى علىّ بن أبي طالب رضي الله عنهم
    بينما أنتم تلعنون عبد الله بن عباس وأخاه عبيد الله وعائشة وحفصة رغم أنهم من آل البيت !
    وروايات على بن أبي طالب رضي الله عنه عندنا 660 رواية فى الكتب الستة فقط تتفوق بمجموعها على جميع روايات أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ..
    أما عندكم فهل تعلم كم تبلغ أحاديث الإمام على رضي الله عنه فى كتبكم ؟!
    اذهب فاسأل علماءك وأبلغنا الجواب لو جرؤت !
    واسألهم كم رويتم عن فاطمة الزهراء ؟! والحسن والحسين ؟!
    هذا مع الأخذ فى الإعتبار أنكم حصرتم الدين فى هؤلاء فقط .. فكيف يا ترى نروى نحن أكثر منكم عنهم ؟!
    - ثم قارن - إن وجد - تلك الروايات بما نقله البخاري فقط عن عمران بن حطان الخارجي مادح ابن ملجم قاتل الخليفة الرابع بأبياته المشهورة !!
    إفلاسك من الحجة أصبح مثيرا للشفقة حقيقة !
    يا محاورنا الكريم سلمنا لك أننا روينا عن الخوارج
    فأخبرنا أنت لماذا تروون أنتم عنهم ما دمتم ترونهم غير صالحين
    وتروون عن النواصب كما سبق أن نقلنا لك عن عالمكم الخوئي
    ألستم أتباع آل البيت وتتباكى على رواياتنا عن عمران بن حطان وهى عندنا مشروطة بينما عندكم روايات معتمدة فى المطلق !
    وتقول :
    لا يحق لك ولا لأمثالك ان تتكلم عن أهل البيت بعد أن نبذتموهم وقتلتموهم تحت كل حجر ومدر !!
    ومن أنت أصلا حتى توزع الحقوق والواجبات
    وما علاقتك وعلاقة علمائك من أكبر زنديق لأصغر زنديق .. ما علاقتهم بآل البيت
    ثم تقول نحن الذين قتلنا آل البيت ؟!!!
    اذهب إلى كتب علمائك التى أرخت لوقعة الطف .. وانظر من الذى غدر بالحسين رضي الله عنه ودعاه إلى الكوفة ثم انقلبوا عليه وكونوا جيشا قام بقتاله
    ألستم أنتم الشيعة بالعراق من دعاه لمقتله هذا ..
    تماما كما غدرتم بالحسن وطعنتموه فى فخذه وسميتموه باسم مذل المؤمنين !!
    وكما غدرتم بزيد بن على بن الحسين ودعوتموه للعراق ثم غدرتم به
    حتى سبكم آل البيت جميعا وقالوا فيكم أقوالا أشد من أقوال العلماء على مر العصور
    وراجع نهج البلاغة وانظر خطب الإمام على رضي الله عنه فى ذم شيعته

    بخلاف ما نقلناه فى موضوع ( يالثارات الحسين ) وفضحنا فيه تاريخكم ..
    وتقول :
    وقديما قال قائلكم بعد أن وصف من لا ينطق عن الهوى بأنه يهجر : حسبنا كتاب الله
    أولا :
    تعب النبي عليه الصلاة والسلام وعدم الإثقال عليه بالجدال من أدب الصحابة .. ولا يوجد لفظ هجر فى أى حديث صحيح بل الحديث الصحيح فيه ( غلب عليه الوجع ) أما كلمة الهجر فتلك من أكاذيبكم واستدلالكم بالسواقط
    ثانيا :
    أنتم أنفسكم نسبتم الهجر للنبي عليه الصلاة والسلام ـ ليس بمعنى التعب ـ بل بمعنى التخريف عندما رويتم فى كتبكم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يفرق بين الحسن والحسين فى مرضه !!
    فلماذا لا تطالع كتبك
    ثالثا :
    حسبنا كتاب الله .. هى مبدأ الإسلام كله ولم يقلها عمر بن الخطاب وحده بل قالها على بن أبي طالب فى وصيته لابنه الحسن فى نهج البلاغة :
    ( كفي بكتاب الله حجيجا وخصيما )
    رابعا :
    التمسك بكتاب الله تعالى معناها التمسك بالبسنة .. هذا لو أنكم تفقهون القرآن .. يقول الله عز وجل
    [وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الحشر:7}
    خامسا : وهذا ما طبقناه بالفعل عندما روى الصحابة لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة معا .. فى حين عجزتم أنتم عن رواية السنة وأهملتموها كلها .. وكفرتم أصحابها وطعنتم فى القرآن بالتحريف
    وتقول :
    رغم أنكم تروون عن الرسول صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. فالتمسك بأحدهما دون الآخر لا ينجي من الضلالة ..
    أما نحن فقد روينا الثقل الأكبر بالتواتر .. بينما أنتم قلتم فيه بالتحريف
    والثقل الأصغر حملناهم فوق رءوسنا على مر العصور وثرنا على البغاة والظلمة الذين تعرضوا لهم من الحكام وأسقطناهم من الإعتبار
    وأشهر أسماء أهل السنة هى
    محمد وأحمد وعلى وحسن والحسين وفاطمة ..
    بينما أنتم :
    فى الثقل الأصغر تضافرتم عليهم وغدرتم بهم أشد الغدر ثم بكيتم عليهم بعيون التماسيح
    واعتبرتم أن آل البيت هم على وفاطمة وحسن والحسين ونسلهما فقط وأخرجتم بقية أبناء الإمام علىّ وبقية بنات النبي عليه السلام وزوجاته وأعمامه وعماته من دائرة آل البيت !
    ولعنتم عبد الله بن عباس بينما نسميه نحن حبر الأمة ونرى عنه آلاف الأحاديث
    وطعنتم فى عرض أم المؤمنين عائشة بينما هى عندنا أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين عليه الصلاة والسلام
    واعتبرتم أن رقية وأم كلثوم ليستا من بنات النبي بينما هم عندنا من بناته وفوق رءوسنا
    وكفرتم أبي بكر وعمر ولعنتموهم وهم أصهار النبي وأصفياؤه ..
    بينما نحن عندنا على بن أبي طالب رابع أفضل صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ورابع الراشدين
    وجميع آل البيت بلا استثناء كانوا سكانا بالمدينة المنورة مع أبناء المهاجرين والأنصار .. ولم يقم واحد منهم عندكم بالكوفة أو العراق كله لمعرفتهم بما تنسبونه إليهم من الخبائث
    وعندنا الصحابة رضي الله عنهم تزوجوا من آل البيت وزوجوهم بينما لا يوجد شيعي واحد من رواتكم له صحبة بأحد أئمة أهل البيت فضلا على أن يكون له نسب معه
    وعلى بن أبي طالب سمى أبناءه بأبي بكر وعمر وعثمان تيمنا بأسماء رفاق كفاحه الذين تكفروهم .. بينما لا تجد شيعيا على وجه الأرض يسمى ابنه عمر تيمنا بفعل الإمام على الذين تدعون اتباعه
    وتسمون أبناؤكم بأسماء الفرس حتى أسماء المهدى المزعوم عندكم منها اسم خسرو مجوس أى ناصر المجوس
    بين أسماؤنا بفضل الله من السلف الصالح ..
    اكتفيت أم أزيدك ؟!!

  8. #8
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سيدي الكريم من الكتب التي درسنا فيها الفقه : كتاب نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار للعلامة الشوكاني

    الاستفسار : الشوكاني أتى في كتابه بروايات المذاهب المعروفة ثم يذكر إختياره في الأخير

    لأي مذهب ينتمي الإمام الشوكاني ؟
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أهلا شقيقنا الفاضل عبد الصمد :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سيدي الكريم من الكتب التي درسنا فيها الفقه : كتاب نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار للعلامة الشوكاني
    الاستفسار : الشوكاني أتى في كتابه بروايات المذاهب المعروفة ثم يذكر إختياره في الأخير
    لأي مذهب ينتمي الإمام الشوكاني ؟
    الإمام الشوكانى كان فى شطر حياته شيعيا زيديا ..
    والزيدية هى أقرب الفرق إلى أهل السنة .. إذا تجاهلنا الفرق المنشقة عنها والتى اتبعت مسلك الرافضة ..
    ولهم نقل صحيح إلى الإمام زيد بن على رضي الله عنهما
    ثم عاد الإمام الشوكانى بعد ذلك إلى أهل السنة وصار علما من أعلامهم وهو صاحب واحد من أشهر مصنفات الموضوعات وهو كتاب ( الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة )
    وكتابه نيل الأوطار هو من متون أصول الفقه جمع فيه أحاديث الأحكام وعالجها على الأبواب شرحا وبيانا ..
    أما إن كنت تقصد السؤال عن مذهبه الفقهى فهو مجتهد مطلق وليس مقلدا

  10. #10
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 75
    المواضيع : 4
    الردود : 75
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    هذه الكتب التى أطبق علماء الشيعة على صحة مضامينها ,
    ومعنى صحة مضامينها أن المحتويات والمعارف الواردة فيها كل مقطوع بصحتها , وكتبهم قديما وحديثا مليئة بالإشادة لتلك الكتب والإعلاء من شأنها لدرجة مذهلة ,
    لا سيما كتاب الكافي للكلينى الذى ألفه صاحبه فى الغيبة الصغري للمهدى المزعوم , وذكر فى مقدمته أن هذا الكافي تم عرضه على المهدى فقال ( كاف لشيعتنا )
    وهذا معناه أن الكافي صحيح حتما وإلا كيف وثقه المعصوم ؟!
    كون الموضوع عبارة عن بحث راقي يأخذ معلوماته من مصادر موثوقة بل من نفس الكتب
    نطالبك أيها الزميل أن تحضر نص قول الشيخ الكليني في أنه عرض كتابه الكافي على الإمام المعصوم

    بانتظارك ولاتتأخر وإلا فسيكون ماكتبته هباءا منثورا لأنه لايعتمد على الدقة والتحري والأمانة العلمية

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. خطأ اهل السنة فى عصرنا الحديث
    بواسطة رافت ابوطالب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2015, 02:01 PM
  2. ثلاثية الأزهر والإعلام والشيعة
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 101
    آخر مشاركة: 16-05-2010, 12:28 AM
  3. مقارنة في الحديث وعلومه وكتبه عند السنة والشيعة
    بواسطة آمال المصري في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2009, 02:17 AM
  4. قواعد وأصول أهل السنة والجماعة " أهل الحديث " .
    بواسطة محمود جابر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-07-2007, 05:01 PM