شارع التحلية

شارع التحلية

ألتقى محسن وعبدالمجيد في مقهى راق coffe shop في شارع التحلية المثير وجلسا يتبادلان الحديث وهما يستمتعان
بتناول (البوظة) بتعبير أهل الشام ال(ice cream) بلهجة بادية (new york )
مع آخر مايدور في ساحات الشباب ومنتدياتهم من الطرائف والنكات.
غاب قرص الشمس الذهبي الذي كانا يتابعان غروبه من مطل المقهى الزجاجي الفاخر
ودخل الليل برفق وتؤدة يحنو على مدينة الرياض كما تحنو العروس
على بيتها الجديد ( ليالي نجد ما.....)
أضاءت الأنوار على جنبات الشارع وبدأت المحلات تفتح أبوابها وأخذ الجيل الجديد
يتجول وسطه بسيارات لاتكاد يتبين لك من يقودها أو من بداخلها
وعلى الأرصفة ترى فتايات بعبايات صارخة وفتيان يصعب على الناظر من بعيد التمييز
من أي الجنسين هم
قال عبدالمجيد لمحسن وهما يتابعان هذه المشاهد
_ _ ألست توافقني الرأي أن أغلب هذه المظاهر هى لنا (عمل غير صالح).
أعتدل محسن في جلسته وقد أثارته هذه العبارة ثم قال أخالفك الرأي ياعبدالمجيد
بل أرى أننا بدأنا نخطو نحو الصحيح تركنا التشدد وتخلصنا من وصايا المتزمتين
ودلفنا إلى باحات أرحب وأوسع من الوعي والتطور ومنح الإنسان حريته
وإن شئت قل إنسانيته
لاحظ عبدالمجيد أن صاحبه أصابه الحماس والإنفعال حتى يكاد يصرخ بأعلى صوته
فلم يجد بد من تهدئته
ثم قال له الحرية مطلب ينشده الإنسان منذ الأزل البعيد لكن مايحدث الآن ليس حرية
بل دخول في قيود ثقافة مغايرة لوحي السماء أي العودة بإلأنسان إلى عصر الوصاية على عقله ووجدانياته بمفاهيم وثقافات وديانات هى من نتاج عقول إستغلت إنقطاع الوحي فجاءت في الوسط
مشرعة ومهيمنة عن مكر ودهاء أو من أجل الإصلاح والتهذيب ،
وهى في كلا الحالتين أبعدت البشرية عن الصواب إذ إن هذه العقول المشرعة
لم تخلق ولاتعلم الغيب حتى تعرف ماذا يصلح للإنسان وماذا ينبغي أن يكون عليه في ماوراء الغيب
تبرم محسن من عبدالمجيد وقال شطحت بعيدا وأقحمت أمور ومعتقدات غريبة
كل مافي الأمر أننا أمام خيار جديد هو خيار التطور وإللحاق بركب المدنية الجديدة
ولايمكن ذلك إلابالتخلص من بعض التقاليد والعادات والموروثات
والإندماج في الثقافة الجديدة بحرية وإقتدار
قال عبدالمجيد بل إن ردك هذا يؤكد صحت ماذهبت إليه إذ إن المنظرين الجدد
لم ينقلوا لنا مالدى الآخر من إبداعات تقنية وإدارية وبحث علمي حيث أن هذه المعطيات
يشترك فيها جميع البشر وكل يسهم فيهابمايجد لديه
وهي ملك مشاع ولكنهم يدعوننا صباحا ومساء وبكل الوسائل المتاحة لهم
(وهي كثيرة) بحكم هيمنتهم على مراكز النفوذ والتأثير في العالم الإسلامي
_ يدعوننا إلى الأخذ بثقافة المستعمر الجديد والإنغماس في انماطه وسلوكياته
ظنا منهم أن هذا هو الباب الكبير للعبور إلى مدارج الإرتقاء .
ومادخل هذا في وحي السماء كما زعمت ؟ قالها محسن بلهجة حادة .
سار عبدالمجيد خطوات وفتح النافذة لكن حرارة الجو وإمتعاظ بعض
رواد المقهى جعله يغلقها ويعود إلى مكانه ليكمل الحوار مع صاحبه قائلا
- ماتفعله القوة العظمى الآن في العالم من فرض ثقافة القطب الواحد
وهى ثقافة لاتؤمن بالخالق العظيم وحقه في التشريع لخلقه بمايريد هو سبحانه الذي هو بالتأكيد النافع لهم في الدنيا والآخرة
أقول ماتفعله هذه القوة من إكراه الناس وإغراءهم في الوقت ذاته على قبول
هذا المعتقد الجديد وإن شئت قل المعتقل الجديد الذي يقدمونه لنا في غلاف رقيق ناعم يسمى الحرية
أليس هذا يؤكد ماأطرحه عليك من أننا نسير نحو أثقال تكبل مستقبلنا ونحن لاندري ,,,,,,,
أدرك الأثنان أن الوقت يمضي بهما وأنهما لن يلتقيا على كلمة سواء فخرجا من المقهى
وهما يحلمان بلقاء جديد في مقهى آخر وكل منهما يعتقد في قرارة نفسه
(سيعلمون غدا أن ماأراه هو الصحيح ).

الأستاذ عبد الله بن سالم

أراك قد لمست جوهر الحقيقة من طرف ما ..

الحبكة القصصية جميلة ..وثنائية الحوار تشد القارىء للبحث عن نهاية وكنت موفقا في تركها تبحث عن إفق مفتوح

رائع..

سلمت..وسلم مدادك

محبتي

الأستاذ ثائر الحيالي
يغمرني السرور على متابعاتك لأحرفي الخجلى ولا أملك إلا الدعاء لك بدوام السعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن الناس في العربية السعودية ما زالت تحتفظ بعادات وتقاليد قديمة جدا ,,ومتزمتة,, وربما لم تكن موجودة أصلا أيام الإسلام الحقيقي .

يتجول وسطه بسيارات لاتكاد يتبين لك من يقودها أو من بداخلها
وعلى الأرصفة ترى فتايات بعبايات صارخة وفتيان يصعب على الناظر من بعيد التمييز
من أي الجنسين هم


هل الخروج للأسواق شباب رجال أو فتيات فيه غضاضة أو عيب أو حرام ؟؟؟
لا أعتقد أن هذا كان موجودا في الأصل أيام الرسول عليه السلام

العباءات ,,,,هذة القطعة المحترمة من الثياب ,,كيف تكون صارخة ؟؟؟
والرجال هناك ترتدي الكلابية بسبب حرارة الطقس وهو ثوب يشبه ثياب النساء إلى حد كبير,, أعتقد من أجل هذا لا تميزهم !!
ليس هناك لباس محدد يستطيع أن يعبّر إذا ما كان المرؤ من المؤمنين أم لا ,,اللهم سوى بعض الملابس الشافة عند النساء وهي ممنوعة فعلا


ولايمكن ذلك إلابالتخلص من بعض التقاليد والعادات والموروثات
والإندماج في الثقافة الجديدة بحرية وإقتدار

إذا تخلصنا من بعض التقاليد والموروثات القديمة نكون قد عدنا إلى أصل ديننا وهي ليست ثقافة جديدة
لا أعتقد أن الإسلام معقّد لدرجة ابتزاز الحريات المشروعة

لم ينقلوا لنا مالدى الآخر من إبداعات تقنية وإدارية وبحث علمي حيث أن هذه المعطيات
يشترك فيها جميع البشر وكل يسهم فيهابمايجد لديه


الإبداعات التقنية والأبحاث العلمية لن نجدهافي الأسواق طبعا مكانها معاهد العلم من مدارس وجامعات

وهي ملك مشاع ولكنهم يدعوننا صباحا ومساء وبكل الوسائل المتاحة لهم
(وهي كثيرة) بحكم هيمنتهم على مراكز النفوذ والتأثير في العالم الإسلامي
_ يدعوننا إلى الأخذ بثقافة المستعمر الجديد والإنغماس في انماطه وسلوكياته

المستعمر ,,لا تهمه الملابس وكيفية الحياة بقدر ما يهمه أن يجعل بلادنا أسواقا عريضة لبيع منتجاته ,,الربح المادي والسيطرة على الإقتصاد هي كل همه ,,منع الشباب من ممارسة التعلم بحرية والإستفادة منه في المستقبل هو همّه
أما انماط الحياة وسلوكياتها,,, فسببه عدم وعينا نحن وخاصة بالدين بالذات ,,,إذ نتمسك بالقشور ونترك الجوهر

عفوك أخي قلت رأيي فقط ,,وأشكرك على هذا النص المثير للجدل
ماسة

الرائعة فاطمة عبدالقادر

أشكر لكِ مرورك العطر وإطلاعك المؤطر بالحوار والنقاش
وهذا أمر محمود ومن أجله تصاغ الأحرف

أيتها الغالية

هذه المقالة كما لايخفى على نباهتك ترمز إلى مؤثرات شتى وليس اللباس والسوق فقط
وإنما اخترت ذلك الشارع لأنه مدار حديث الناس بما فيه من مظاهر وسلوكيات
والناس في المملكة العربية السعودية كبقية اخوانهم في العالم الإسلامي يحترمون المظاهر الإسلامية
ويعيشون عواطف الروح واشواق التدين
والإسلام أختي الفاضلة كما تعلمين عقيدة وشريعة وسلوك متكامل التشريع

ومن الغبن أن أن نسقط أدابه الكريمة في نمط حياتنا مسايرة( لتقاليد وعادات وأنماط)
رواد التمدن المعاصر(الأوروبيون)
إنها هي العادات والتقاليد وليست تشريعات الإسلام
أرأيتي رعاكِ الله أم تعودت على اللباس الغربي ثم لم رأت إبنتها ترتدي الحجاب الإسلامي
أنكرت عليها لأنها في نظرها تجاوزت أداب الأعراف المتبعة حسب ثقافتها
من هو هنا صاحب التقاليد ؟
وما حرب فرنسا الآن على الحجاب إلأ حماية لتقاليدهم وما تعارفوا عليه
فلماذا نُنتقد على تقاليد أخذنها من وحي السماء وهدي النبوة وهم يستميتون على أعرافهم ؟؟

والنقد الموجه في المقالة إنما هو لأنماط تدور في هذا الشارع ربما لا علم لكِ بها
منها عبايات الإغراء والفتنة
وليس فيه إنكار على التسوق والخروج للشوارع والأسواق

وفيما يخص التقنية والإبداع فأنا أعلم أن مدارها في قاعات العلم والمصانع

وطرحي كان يشمل ألوان التدخل وفرض الهيمنة ومنها التضييق على عالمنا المغلوب على أمره
في تنمية موارده وإنجازاته ..
وأخيراً ليست مظاهر التشريع الحنيف قشوراً بل هي عبادة
يتقرب بها المؤمنين والمؤمنات أمثالك من رب العالمين
أتقبل ماساتك وأعيد لك دعوات بالتوفيق الدائم ...

مع الإعتذار على الإطالة

ص قصصي يحمل فكرة عميقة المعنى
كان الدخول في جو النص حذقا، كما جاء الانتقال لسردية الحدث جميلا وموفقا، غير أن القاص فقد بشكل ما أدوات القص السلس وانتقل لجفاف ومباشرة الطرح الخطابي، مما أفقد الحبكة حصة كبيرة من جماليتها ..
بهدوء جاءت القفلة مباغتة ولكن ..واقعية تماما
نص واعد

دمت بخير
تحاياي

طرح طيب لقضية اجتماعية هامة بقلم جاد وفكر عميق
عازها بعض مراجعة
كل التقدير
بوركت

قصة جميلة فكرتها هامة وأسلوبها جميل وحبكتها قوية

شكرا لك أخي

بوركت