الطّموح
ليس صفةً سيئةً بكلِّ الأحوال,,
بل العكسُ صحيح.
فهو بحرٌ أرجوانيٌّ,, ليس له حدود,, ليس له شواطئ,, لا جُزُرَ فيه ,,لا إسمَ له,, لا هويّة,,, ولا خارطةً تقيسُ أغوارَه.
تعصفُ به رياحٌ عاتيةٌ,, لا لونَ لها,,
رياحٌ هائلةٌ,,خرّبت بيوتاً,,,وشرّدت أطفالاً ,,وأودَت بعائلات.
تدورُ به
دوّاماتٌ سريعةٌ مجنونةٌ
أرجوانيّةٌ,,برتقاليّةٌ ,,زهريّةٌ,,حمراء ,,خضراء ,,زرقاء.
تخلبُ العقولَ,,وتدوِّخُ الأحاسيس.
دوّاماتٌ
إذا ما أحكمَت قبضتَها على كيانِك
تصبحُ هي الغايةُ والوسيلةُ والهدف في حياتِك
وتصبحُ كلّ شيء!!!!.
تبيعُ من أجلِها كلّ ثمين,,
تتخلّى من أجلِها عن كلِّ غالٍ,,
تفقدُك التوازن ,,,,تسحبُك من شعرِك ,,,تغرقُك في أمواجٍ عاتيةٍ دون أن تدري
وهناك في القاع,,,, تكمنُ القروشُ المفترسةُ الجائعةُ المنتظرةُ منذ أزمان ,,فلا تحسُّ إلا بأنيابِها الحادَّة,, تطحنُ منكَ العظام.
لذا,,,,
لا تفلتَ نفسَك في مهبِّ تلكَ الرياحِ بلا إرادَةٍ تَعْقلُك!
لا تتخلّى من أجلِه عمّا هو أثمن
مثل َوطنِك,,, ولدِك ,,,زوجِك ,,,أخلاقِك ,,,دينِك.
شاطئُك الوحيد هو عقلُك.
لا تمشي خلفَ طموحِك كالنائم ,,أو كالشبحِ المسحور ,,
محدقاً به عن بعد ,, مسرعاً إليه ,,ناسياً كلّ من داسَت هاماتهم قدماك في الطريق إليه ,,صاماً إذنيك عن صراخ آلامهم .
لا تجعَل من طموحِك الجميل مسخاً عجيباً مرعباً,, اسمُه الهوَسْ
فالهوس,, ليس إلا مرضاً مسعوراً لا يشبع ولا يرتوي!!!
أما الطموحُ,, فلا يمكن أن يكونَ صفةً سيئةً بكلِّ الأحوال !!!
لكنَّ الخطر!!
يكمنُ فيكَ أنت
تربّعَ على أريكتِه ,,ورفعَ رأسَه أمام الموجودين, وقال بشموخ
ابنتي غالية عليَّ جداً
وعلى العريس المتقدِّم أن يدفع كذا وكذا( وذكر مبلغا خياليا)
قلت
ألا تعتقد يا عزيزي أنَّك جعلتَ ابنتَك سلعةً غاليةً جداً
وإنسانةً رخيصة ؟!!!!!!!؟
ترى
متى نتخلّص من عُقَدِ سوق النخاسَة؟؟؟
أنا في الحقيقةِ,,, أحبُّ لغيري ما أحبُّه لنفسي,,,
ولكن ماذا أفعل, مع الذي لا يحبّ لنفسِه
إلا كلّ ما عندي ,,؟؟؟
ماسة