أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الموقف من الحداثة .. إستعراض .

  1. #1
    الصورة الرمزية إسماعيل القبلاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : تراجيديا الأمة
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 168
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي الموقف من الحداثة .. إستعراض .


    نُشر هذا الإستعراض في ملحق الجمهورية .. جريدة الثقافية .. الصفحة ما قبل الأخيرة كتب .



    الكتاب دليل واضح على ثقافة مؤلفة

    وعلى بعد أفكاره وعمقها , ولذلك تجدهُ ينطلق

    من الواقع ليعطيه بُعداً حسب وجهة نظره ..

    أو واقعهِ.. مع ما يحتويه من أفكار !!






    هنا سوف أغوص في بعض الصفحات من كتاب أُصدرت الطبعة الثانية منه عام (1412هـ - 1991مـ)بعنوان :

    "الموقف من الحداثة"ومسائل أخرى للدكتور: عبد الله محمّد الغذامي

    لا يعني هذا أن المادة التي سأتناولها هنا .. قديمة من الزمن الغابر .. هذا ليس مُبرراً لنطلق عليها بأنها ما عادت ذو فائدة .

    لكن لا بد لها من الانتعاش لندركها مناسبةً لنا .. لأنهُ لا يمكن لإنسان أو لمجتمع أو لأُمة أن يستمروا أو يثبتوا ما لم يكونوا في تحول دائم,فحاضر الأُمة استمرار لماضيها كما هو حافز لمستقبلها .

    لا أقول هذا لمجرد القول بل عن ثقة كامنة في َّ لأنه بات من النادر أن تقع عينيك على كتاب يشبع نهمك إلى المعرفة أو يروي عطشك إلى الحقيقة .


    ***

    -( في الصفحات التالية من الكتاب تتلاحق تسعه أعمال تتقارب في زمن كتابتها وتتحد في فكرتها ما عدا محاضرة الموقف من الحداثة عمل تم في 1403هـ )

    بهذه الكلمات ابتداء الدكتور مقدمة كتابة وقد ذكر فيها محاضرة الموقف من الحداثة موطن كلامي هنا وهي عنوان الكتاب وباباً إليه لم تنتهي المقدمة بعد لكني قصصت ما احتاج إليه.



    هنا سوف اشد الرحال بين هذه الصفحات لكني سأقف في بعض النقاط والمحاور فقط ستكون بين قوسين وما عداها سيكون وجهة نظر.

    ***

    -( لعل الميزة الأولى للإنسان عامة والمتحضر خاصة هي أن هو ذو قدرة على الاستفادة من تجاربه ومن التعلم منها فهو لا يفتأ يخرق العادة ويجرب أشياءً جديدة عليه )

    هنا استطرق الدكتور إلى نوع من الفطرة الخفية التي تلازم الإنسان خلال ممارسته لحياته اليومية فتجده يتقدم يبحث ويصعد ويسقط ولا يدري بان هذا نابع من داخله

    -(فإن هو وجد فيها شيءً مما تبتغيه نفسه واصل السير عليها واقتبس منه بنو جنسه منهجه الجديد وحاكوه فيه وان هو لم يجد مبتغاة اقلع عن محاولته تلك فهو دائماً يبحث عن الأفضل ولا يكف عن ذلك إلا إذا اغتر بنفسه أو انكمش على نفسه فلم يعد يرى أو يتطلع إلى مستقبل ولا يبصر إلا ما تحت قدميه مضيعاَ لحاسة الإبداع )

    أيضاً ضل الدكتور يتحدث عن أمور عده لتقدم الإنسان منها :

    -( إذا قصرت عقول ابنا الأمة أخذت عقولهم تقدم الزائف المكرور ) ...( هنا جانب شكلي ظاهري من عطاء الأمة يمثل صفحات من سجل مجد الأمة أين كانت هذه الأمة )

    ( ليست الحضارة إلا صورة للإنسان ) ... ( و إذا بطل التفرد يكون التفاعل بين الأمم أخذاً وعطاءً حقيقة لا مراء فيها ... كما أن الحضارة هي نتاج لكدح وكفاح )



    وهذا ما دعاه الدكتور بحاسة الإبداع عند الأمة . . وكأنه يقول أن هذا موقف حضاري رهيب يمر به الإنسان وهذا كله ذكائاً منه بدمجه كفاح الأمم بكفاح الأدب آنذاك حتى الآن مستمر هذا الدمج والكفاح . . لان هذا هو وقع الأمم والدليل ذلك قوله :

    -( من علامة تحضر الأمة أن يكون لديها أدب يتجدد روحه مع تجدد نسمات الصباح فكما أن النسمة التي هبت اليوم ليست النسمة التي هبت بالأمس . . ولذلك قصيدة اليوم ليست التي سمعناها بالأمس وذلك كي نثبت أن عقول الأمة ما زالت معطاءة وان معين إبداعها لم ينضب ولم يشح مكنونه )

    لذلك يعتبر مكتمل ومتواصل الكفاح وهكذا لن ينضب إلا ....؟؟



    ولكن هذا لا يعني أن الجميع الذين ستفرزهم هذه الكفاحات و التقدمات على المستوى المطلوب . . أن غربال الحقيقة لن يبقي إلا حبات القمح الناضجة وكل ما عداها زؤان وحصى وتراب سيسقط حوله لا محالة .

    -( وما اشد ما يتمثل ما قلناه هنا في الموقف من الحداثة قبولا َ أو رفضاًَ فا المجددون –عموماً - أناس تتحرك في نفوسهم الفطرة البشرية يحسون با النقص والقصور ولا يجدون الجواب الشافي . . فينطلقون يبحثون عنه )

    لكن لابد لهم قبل ذلك من الرجوع إلى الأصل وإذا لم يجدوا ما يبحثون عنه فان لكل مجتهد نصيب!



    ولكي يحدد حقيقة المعارضة للتجديد فقد تناولها في ثلاثة جوانب أساسية هي أصول المعرفة النقدية وعليها يتوقف مصير الرؤية النقدية صحة أو خطاء..

    سنأخذ جانب واحد هنا وهو الجانب الأول :


    هو الموقف النقدي وعنا به وجود نظريه أدبية تستند إلى أسس علمية مدعمة بالبراهين وموثقة با العلم وهذا . .

    هو الشيء الوحيد الذي يشفع لرأي الناقد لدى القارئ ..

    -( ومعارضو الشعر الحر اليوم ينطلقون في معارضتهم من مواقف عاطفية لا تستند الى أي حجه أو برهان علمي ولم أقراء لأحداً منهم رأياً يحاج فيه على مقولته بشيء غير الهوى والعاطفة ..

    وهم فئتين فئة تخاف على اللغة العربية من نسمة الريح وفئة اخذ منهم الغرور مأخذه فظنوا هنا أن التمسك با القديم هو العلم وان الذي يحيد عن جادة الآباء ما حاد إلا جهلاً منه بتلك الجادة )

    نوعا ما يكون جهلا ما أو عجزاً عن السير فيها...

    -( وليس اذاً كل خروج عن القاعدة او ما تعرف عليه الناس يعد جهلا با القاعدة او عجزاًَ عنها ) *الحداثة الجميلة لكن الأصل أجمل منها لأنه منبعها . .



    -(مدار الحديث دوما هو الوزن العروضي للشعر وان كان الوزن هو ما يحفظ اللغة فما ذا عن كتاب الله القراّن الكريم وما هو بشعر وما هو بموزون بميزان الخليل ؟

    وكأنهم يقولون إنما يقضي على العربية هو الشعر إذا نثر أي أن سر حفظها هو ميزان الشعر إذ نزل فيها وجعلها كائناً مقدساًَ محفوظاً ليس للزمان ان يبدلها او يغيرها او يحولها فهي باقية ببقاء كتاب الله ومحفوظةً فيه

    وليس الشعر موزوناً او منثوراً بجرثومة تصيب اللغة وتطرحها الفراش ولا تبرأ منها من دائها

    ولا بد ان يكون الشعر الحر موزون وان لم يكون موزون فهو شعر منثور ولا يقال للمنثور حراَ ومن فعل خلط بين المصطلحات المتعارف عليها نقداً ومن الأمثلة على الحر ما قيل هنا قول السياب . . :

    تثاءب المساء والغيوم ما تزال

    تسح ما تسح من دموعها الثقال

    كان طفلاً بات يهذي قبل ان ينام

    بان أمه التي أفاق منذ عام

    فلم يجدها ثم حين لج في السؤال

    قالوا له : بعد غد تعود

    لابد أن تعود .

    وان تهامس الرفاق : إنها هناك

    في جانب التل تنام نومت الخلود

    تسف من ترابها وتشرب المطر





    فهذه أبيات موزونة بوزن الرجز ( مستفعلن ) وعليه فان شرط الوزن متحقق في الشعر الحر

    فا الوزن اذاً ومعه القافية وما قل سمات الشعر شاناً وهذا لا يلغي شرط الوزن في الشعر ولكن يضعه بموضعه الحقيقي كإحدى سمات الشعر وليس جوهره بأي حال من الأحوال والتفريق بين السمة والجوهر وعدم الخلط بينهما والفارق الحقيقي بين الناقد الحصيف وبين المتسكع في شعاب العلم الذي لا يرى في الوادي سواء الصخور الشاهقة التي يرتطم بها رأسه وتعمى عيونه عن النبع الصافي الذي هو سر جمال الوادي).

    *

    (على ان التحرر في أوزان الشعر ظاهرةً أدبية قديمه أقدم من الخليل بن احمد نفسه . خلاصة القول في قضية الوزن وربطها با الشعر ومن ثم مهاجمة المجددين والمحدثين على أساسها والزعم بخطورة الخروج على الوزن العروضي وانه تهديد لمجد اللغة العربية هي ان هذه المزاعم أوهام ترد الحجة على أصحابها)

    *

    وعلى هذا ختاماً أقول أنهُ من الشعر ما يعيش على هامش الواقع يتكلم على حقائق الحياة والوجود ويكون فيه الشاعر متفرجاً لا بطلاً ..

    ومن الشعر ما يكون فيه صاحبه هو البطل الأول ,يرسم ذاته,ويعالج حقيقته نفسه بريشته,.

    - فالذين يقفون ضد الحداثة أظن أن خلفيتهم ولا شك خلفيه توتريه واسعة .. مما تجعلهم بين نقيضين نقيض التقدم بلا عوده .. ونقيض العودة مع التقدم ..

    فتظل الحداثة محور لوجهات النظر السداسية من شتى الأفكار الجادة أو العاطفة العمياء ..!

    فالجميع يعرف أن الشعر الحر مرتكز الحداثة لهُ قوانينهُ الخاصة وبحورهُ التي يعرفها الأغلبية

    وإن خُفي هذا على البعض ....

    ..

    لا تقل لي يا صديقي ليت شعري

    سوف أمضي في حياتي لا أُبالي

    "من أبياتي"





    إسماعيل ...وكفى!.ّ.!


    Your1_lovely@hotmail.com

    https://www.facebook.com/ismaiula

  2. #2
    الصورة الرمزية إسماعيل القبلاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : تراجيديا الأمة
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 168
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الموضوع من مواضيع الإثارة التي كانت تحدث بيننا كشباب فذات مرة طرقت أبواب الإثارة الشبابية في الملتقيات بنشر هذا الموضوع في الصحيفة

    تحيتي

  3. #3

  4. #4
  5. #5
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    أخي الجميل / إسماعيل
    تحية بعبق الشعر الجميل والبحث الدؤوب عن الجمال
    الإشكالية أخي الجميل أن الحداثة بتنا نسرف في استخدامها دون أن نتقف تحديدا على مفهومها لا معناها وهذه إشكالية كبيرة تعني في المقام الأول تضارب الأحكام المبنية على رؤيتنا لها
    مودتي

  6. #6

المواضيع المتشابهه

  1. أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية
    بواسطة سامح عسكر في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-03-2012, 09:41 PM
  2. الكوميديا السوداء وصراعات الموقف
    بواسطة سها جلال جودت في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-12-2006, 01:37 PM
  3. إعادة تشكيل الموقف من الشاعر / حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-06-2006, 05:38 PM
  4. الموقف الصحيح عند الاساءة....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-08-2004, 12:12 PM