كلمة الشيخ رائد صلاح بعد إطلاق سراحه
مؤتمر صحفي للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني عقب الإفراج عن الشيخ رائد صلاح
فلسطين - أم الفحم - الخميس 3 – 6 – 2010
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :
فبعد الترحاب بجميع الأخوة والأخوات الحضور على منصة الشرف وكل الحضور مع حفظ أسمائهم ومناصبهم , أود بإذن الله أن أؤكد هذه الرسائل المختصرة والموجزة :
أولاً : من هنا لقد بت أزداد قناعة أن هيرتسيل أراد مرة من المرات أن يبدأ المشروع الصهيوني من تركيا , ولكن الأحداث بدأت تؤكد لكل عاقل أن نهاية المشروع الصهيوني سيبدأ من تركيا .
ثانياً : أؤكد أن دماء شهداء أسطول الحرية ودماء جرحاه تحمل الرسائل الكثيرة , ومن أهمها تؤكد لنا اختلاط الدم الفلسطيني مع الدم التركي , هذا يعني أن اختلاط الدم الفلسطيني مع الدم التركي يسعى لصناعة الحاضر كما عمل في الماضي على صناعة التاريخ , وهذا يعني أن مستقبل إسطنبول هو جزء من مستقبل القدس الشريف , وهذا يعني أن مستقبل أنقرة جزء من مستقيل غزة الحرة , وهذا يعني أن مستقبل جامع محمد الفاتح هو جزء من مستقبل الأقصى المبارك
ثالثاً : أود أن أقول لكم جملة قالتها زوجة شهيد كانت في أسطول الحرية وهي تركية , ولما سمعت باستشهاد زوجها , أتدرون ماذا قالت ؟ كالتالي :
والله .. لن أبكيه .. بل سأقدم شهيداً من أجل فلسطين
رسالتي الرابعة : أكرمنا الله أنا والأخوة جميعاً , الأستاذ محمد زيدان والشيخ حماد والأخت حنين والأخت لبنى , أكرمنا الله جميعاً وكنا في أسطول الحرية , والتقينا مع وفود من أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي , وفود عالمية كذلك , أتدرون ماذا قالوا عنكم ؟ أتدرون ماذا قالوا عنكم يا أهلنا في الداخل الفلسطيني ؟ وماذا قالوا عن رباطكم وثباتكم ؟ لقد قالوا عنكم :
أنتم اليوم تمثلون شرف الأمة فاحفظوا دوركم واحفظوا شرفكم واحفظوا صناعة حاضركم ومستقبلكم , ولن نخاف إلا الله تعالى
ثم ماذا ؟ أود أن أقول لكم : إن اقتحام أسطول الحرية في المياه الدولية . مما لاشك فيه يمثل جريمة حرب دولية , يمثل قرصنة مخزية كتلك القرصنة التي كنا نسمع عنها في القرون الوسطى . يمثل خطف سفينة , بل باخرة , يمثل خطف ثمان مئة حر من أحرار الدنيا أمنيين , يمثل تقييد كل من في السفينة , تقيدهم بقيود بقيت على أيديهم أكثر من ثلاثين ساعة . كل هذه الجرائم ارتكبتها ( الحكومة الإسرائيلية ) في سلوك واحد أحمق غبي مغرور مخزي , عندما يتوقف التاريخ لكتابة هذا الحدث سيسجل ( الحكومة الإسرائيلية ) في قائمة أغبى الأغبياء , وسيسجل أحرار الدنيا الذين شاركوا في أسطول الحرية في قائمة الأبطال بإذن الله رب العالمين
ومن هنا أقولها : أنا والأستاذ محمد زيدان والشيخ حماد وأخت لبنى والأخت حنين , لم نكن مسجونين , بل كنا مخطوفين . تم خطفنا , تم خطفنا من قبل ما يسمى ( القوات البحرية الإسرائيلية ) . خطفنا وبعد أيام تم إطلاق سراحنا . أود أن أقول لكم بصراحة :
لسنا فرحين كثيراً أن يطلق سراحنا .. أبداً .. نحن سنفرح أتدرون متى ؟ نحن سنفرح يوم أن يكسر الحصار عن غزة , نحن سنفرح يوم يزول ( الاحتلال الإسرائيلي ) غير مأسوف عليه عن القدس والمسجد الأقصى , نحن سنفرح يوم أن تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
ومن هون , ومن هون نقولها : نعم ملف خطفنا لم يتوقف
/ كال النيابة بدها اتحقق معنا .. إيه .. إنتوا كولولنا شكراً لسكتنا .. وبدك إتحكيك معاي .. طيب إتفضل تعال حكيك .. تعال حكيك معاي /
لن يغلق ملف خطفنا . من هون سنبدأ بإذن الله بمحاكمة ( الحكومة الإسرائيلية ) في كل منبر يمكن أن نصل إليه على أساس أنها ارتكبت في حقنا جريمة حرب دولية .
أقول لكم , أقول لكم يا إخواننا عن قصة شهادتي التي لم تكتمل , أقول لكم على جناح السرعة :
عندما اقتحمت ( قوات البحرية الإسرائيلية ) أسطول الحرية , جاؤوا إلي فنظروا بتعجب !
قالوا : أني الشيخ رائد صلاح
قلتلهم : نعم
قالوا : معك جواز سفر
قلتلهم : إتفضلوا
فحصوه , ربطوني من يدي ووضعوها ورا ظهري , وصعدت مع كل من في أسطول الحرية إلى طابق أخر , وفرضوا علي الجلوس على الأرض .. بعد دقائق معدودات , أجا واحد منهم أخر .. بدأ ينظر إلي .. بدا يتحدث معاي .. بيقولي إنتي الشيخ رائد صلاح .. قولتلوا نعم .. بعدوا موش متأكد .. قال لي إتفضل عايزينك في غرفه في أسطول الحرية .. ذهبت معاه وإذ بواحد جالس لحالوا زي مكتب التحقيق على كرسي , بس ناقصوا يحمل سيجار , ومع قداموا طاولة .. دخلت إليه .. إطلَع علي .. إطلَع على راسي لإجرَيي .. من إجرَيي لراسي .. شاييف شبح كينوا الرجل .. كاللي إنتي الشيخ رائد صلاح .. كولتيلوا أنا وهايي جواز سفري .. إطَلَع .. كال يالله بس حبيت أتأكد .. وخرجت وجلست مع الذين كانوا على السطح .. كيصه طويله .. لما رست بنا السفينة في ميناء إسدود .. لما رست في ميناء إسدود أيضاً بعد دقائق وإذ بأحدهم يهمس في أذني من رجال المخابرات .. قاللي أنا عاوزك .. ذهب معاي لوحده .. في غرفه ما .. قاللي إنتي الشيخ رائد صلاح .. كولت وبعديين .. كولتيلو نعم أنا هو.. معك جواز سفر .. كولتيلو هذا معاي .. بعد ما إتأكد وبعد ذلك ذهب وجاء بالأستاذ محمد زيدان والشيخ حماد والأخت حنين كانت تذهب وتأتي وتعود .. شوفوا يا جماعة .. بعد أن صلينا صلاة المغرب والعشاء وقت متأخر , جمع قصر .. سلمنا من الصلاة .. فدخل علينا عدد من الجنرالات - لا أدري كم العدد بالضبط - في مقدمتهم كان إشكينازي .. نص إدكيكة فتلوا وإطَلَعوا علينا .. إطلَع على وجهي ثم خرجوا من الغرفة التي كنا فيها ..
أنا أقول ل ( الحكومة الإسرائيلية ) :
إن كان عندكم قنابل غير تقليدية , ذرية , إن كان عندكم صواريخ , إن كان عندكم دبابات ومدافع , إن كان عندكم قناصة , وقوات بحرية وبرية وجوية , اعلموا شيء واحداً , أن الذي يحيي ويميت هو الله , الذي يحيي ويميت هو الله , ولا نخاف إلا الله رب العالمين , أما الشهادة في عقيدتنا , أما الشهادة :
ففي عقيدتنا واجب على كل واحد منا أن يحيا ويموت ويتمنى الشهادة في سبيل الله .. فإن ضيعناها .. فسنبقى نتمناها حتى نلقى الله تعالى .نقول لكم , نقول لكم في هذا الموقف , وأخونا الشيخ حماد تفضل بكلمات صادقة ومباركة حول وحدة شعبنا الفلسطيني ووحدة العمل الإسلامي ووحدة الحركة الإسلامية , حول ما قال , لا يسعني إلا أن أقول :
شكراً يا غزة .. شكراً يا أيتام غزة ويا أرامل غزة .. شكراً يا أحرارها .. شكراً يا شهدائها .. شكراً أيها الصامدون فيها .. شكراً يا غزة .. لقد نجحت من خلال أسطول الحرية أن توحدي كلمة كل أحرار العالم .. وأن توحدي كلمة الأمة الإسلامية .. وأن توحدي كلمة العالم العربي .. وأن توحدي كلمة أحرار شعبنا الفلسطيني .. شكراً يا غزة .
ومن هون أقول لإخواننا الشيخ حماد ولكل أهلنا في مسيرة وحدة الحركة الإسلامية :
لن تروا منا إلا خيراً مباركاً بإذن الله رب العالمين .
وأخيراً .. أخيراً أقولها بلا تردد .. أخيراً :
إن كل القرائن تؤكد .. إن كل القرائن تؤكد أن ( قوات البحرية الإسرائيلية ) وإن تصرفت بغباء وجهل وفضيحة وقامت بخطف أسطول الحرية رقم واحد .. إلا أن كل القرائن تؤكد وتقول :
أسطول الحرية رقم 2 قادم
أسطول الحرية رقم 3 قادم
أسطول الحرية رقم 24 قادم
بإذن الله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء المقدسية
