أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل القومية تعادى الإسلام

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي هل القومية تعادى الإسلام

    ورد هذا السؤال فى إحدى النقاشات ورأيت نقله مع إجابته :

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعياقتباسنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيكيف نفرّق بين الشوفينيّة المتعصبة والانتماء الصادق والفعال للوطن أو القطر.. وكيف نوفّق بين انتماءاتنا لأقطارنا الضيّقة وانتمائنا لوطننا العربي والأمة الاسلامية؟
    وهنا يخطر سؤال: لماذا ينبذ كثير من الشيوخ الدعوات القومية؟ هل تعادي الإسلام؟؟
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هذا سؤال هام
    وهو يوضح لنا حقيقة هامة للغاية ومؤسفة فى نفس الوقت !
    وهى أن الثقافات الغربية التى تسللت لمناهجنا الدراسية فى فترات الإحتلال نجحت نجاحا ساحقا فى طمس البصائر عن المرجعية الإسلامية ..
    ولم ينج من هذا الطمس أحد من المثقفين إلا قليل ..وقد تورط فيه الجهابذة وأكدوه فى كتبهم ..
    وكاتب هذه السطور وحتى فترة قريبة لا تتعدى العامين كان واقعا تحت هذا التأثير ..
    أقول هذا يا أخت سلوى حتى لا تتصورى أننى أعيب عليك السؤال أو هذا الاعتقاد
    وقضية الإنتماء القومى للأقطار ليست قضية قديمة كما نتصور بل هى قضية معاصرة لا تتعدى المائة عام ونجح الإستعمار فى بثها أثناء الإحتلال عندما تمكن من القضاء على الخلافة الإسلامية العثمانية ومزق أوصالها تمزيقا .. ثم قامت اتفاقية سايكس بيكو بالبقية الباقية حيث تمكنت من تقسيم وترسيم الحدود بين أقطار الخلافة الواحدة والتى ظلت لمدة ثلاثة عشر قرنا عبارة عن وطن واحد وبلد واحد لا يرتفع فيه صوت قومى مطلقا
    وقبل الدخول فى صلب القضية يجب علينا التنبيه على حقيقة هامة نغفلها دوما وهى أن الخلافة الإسلامية لم تسقط كما يظن البعض بمضي الخلافة العباسية أو بمجئ التتار
    بل ظلت الخلافة قائمة حتى سقوط الدولة العثمانية ..
    أى أن الحضارة الإسلامية استمرت قائمة حتى بعد سقوط العباسيين أيام المغول وذلك أن جيش مصر والشام تمكن من دحر المغول ورد هجماتهم وأعيدت الخلافة العباسية مرة أخرى وإن كانت تقسمت إلى عدة دويلات وإمارات إلا أنها جميعا كانت تحت الحكم والإشراف العام للخليفة
    وتناوبت الدول الإسلامية فى الحكم حتى ظهرت دولة العثمانيين واتسعت رقعة الخلافة الإسلامية إلى قريب من حدودها القديمة وظلت حاكمة لثمانية قرون ودحرت أوربا دحرا كاملا واستولت على مناطق شاسعة منها حتى جاء وقت انهيار العثمانيين فى بدايات القرن التاسع عشر وسقطت الخلافة سقوطا نهائيا فى هذا التاريخ
    ومن هذا التاريخ فقط ..
    ظهرت مسألة القوميات التى ما كانت معروفة أبدا طيلة القرون السابقة حيث أن الدولة الإسلامية والإنتماء لها كانت واحدة ولم يكن هناك من ينادى بأنه مصري أو حجازى أو نحو ذلك إلا لمجرد التعريف بمقامه فحسب
    وذلك لأن لواء الإسلام كان يجمع المسلمين فى أقطار الخلافة على وطن واحد
    ويؤكد هذا المعنى أن دعوى القومية والعصبية للجنس أو القبيلة أو الدولة اعتبرها الإسلام دعوى جاهلية بنص حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما أثيرت تلك النعرات فقال
    ( دعوها فإنها منتنة )
    فالإنتماء فى الإسلام لا يعرف الأقطار بل هو ممتد ليشمل كل أرض فتحها المسلمون وأقاموا عليها شيئا من حضارتهم حتى لو تم احتلال هذا القطر فيما بعد
    ولهذا فالمتأمل فى كتب الفقهاء القدامى فى باب الجهاد يجد بعض القواعد التى تشير إلى هذا المعنى بوضوح
    ومنها ما أورده بن قدامه فى المغنى وغيره مما اتفق عليه الفقهاء أنه إذا ديس شبر من أرض المسلمين فالجهاد حينئذ فرض عين
    فأى بقعة إسلامية من جروزنى فى شرق آسيا إلى الأندلس فى غرب أوربا إذا وقعت تحت الإحتلال فالجهاد واجب على كل مسلم حتى تحرر تلك الأرض وإلا عم الإثم الجميع
    ولهذا السبب فإنه حتى فى عهد الدويلات التى امتلكت رقعة أرض الخلافة كان أمراء تلك البلاد يتناسون خلافاتهم عندما يتعرض بلد منهم لحملة صليبية أو مغولية ..والتاريخ يحتفظ بعشرات المعارك التى خاضها جيش مصر فى عهد المماليك دفاعا عن الشام
    ولم تسقط حملات الغرب الصليبية إلا بسبب هذا التوحد الإسلامى ولهذا كان الغرب عبقريا فى إدراكه لهذه الحقيقة فسعي أولا لبعثرة هذا النداء على المدى الطويل وفق خطة مذهلة ..
    وهذه الخطة وضعها نابليون فى حملته على مصر حيث أدرك باستقراء التاريخ أن المفصل الواقع بين مصر والشام والإتصال بينهما هو السبب الرئيسي فى فشل الحملات الغربية دوما
    فما إن تشتكى الشام حتى تهب مصر والعكس بالعكس ..
    فابتكر خطته المعروفة باسم الورقة اليهودية والتى تحدث عنها محمد حسنين هيكل فى كتابه المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل بالجزء الأول
    وكان مؤدى الخطة هو زرع جسم غريب بين المنطقتين يجعل التوحد بينهما مستحيلا ..
    وسقط نابليون أمام أعدائه فى معرمة ووترلوا لكن الإنجليز فطنوا لخطته ومضوا فى تنفيذها بالفعل وبدأت الهجرات اليهودية من أواخر القرن التاسع عشر تتوالى على منطقة المفصل الشامى المصري برعاية المنظمات اليهودية وآل روتشيلد فى بريطانيا حتى تأسست إسرائيل التى قامت بدور الحارس الأمين
    ومن المعلومات الغائبة عن أذهان الكثيرين أن المناضلين المصريين أيام الإحتلال الإنجليزى لم يكونوا ينادون بتحرر مصر كدولة مستقلة بل كان نداؤهم وجهادهم كله منصب على عودة مصر كولاية من ولايات الخلافة العثمانية وكان زعيم هذا التيار هو مصطفي كامل نفسه والذى كان جهاده بالتواصل مع والى مصر آنذاك ومع السلطان العثمانى باعتباره خليفة المسلمين ..
    فلم يكن هناك أى فكرة عن مسألة القوميات فى تلك الفترة ولا حتى القومية العربية التى لم تكن معروفة ولم ينادى بها أحد أبدا طيلة هذا التاريخ
    بل كان النداء مركزا على الخلافة وحدها وضرورة تحرر أراضيها من الإنجليز
    ولما سقطت الخلافة وتم تعيين فؤاد الأول ملكا على مصر وتغير مسماه من سلطان إلى ملك لدولة مستقلة هى مصر والسودان بدأت خطة الإنجليز تثمر بدفع الكوادر للمطالبة بحركات تحرر قومى مستقلة وهو ما تم بعد ذلك بالفعل
    فتسللت ثقافة الشيوعية والقومية إلى عالمنا قادمة من دول غرب أوربا وبلغت أوجها فى الخمسينيات والستينات وتخلت مصر طواعية عن السودان والذى كان هو السبب الرئيسي فى فشل مفاوضات الصلح بين الوفد وبين الإنجليز فقبلت الثورة فيما بعد هذا الإنفصال لتستقل مصر وحدها كدولة ..
    ثم ظهرت نداءات القومية العربية التى تنادى بوحدة العرب وحدهم على أساس الجنس وهى دعوة ما كان لها ذرة وجود قبل تلك الفترة ومع تفعيل اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم وترسيم الحدود فى العالم العربي بالشكل الواقع حاليا
    أصبح لكل قطر عربي توجه قومى منفرد
    أى أن العرب وبمنتهى البساطة أقروا التقسيمات التى تفصل بينهم إلى دول شرذمية رغم أن هذا التقسيم جاء من الغرب المحتل فى اتفاقية سايكس بيكو
    والأدهى من ذلك أن العرب عندما اختلفوا فيما بينهم على تلك الحدود احتجوا بترسيم انجلترا وفرنسا لتلك الحدود واعتبروها مرجعا للخلاف !
    وهكذا نشأت دول الوطن العربي المعاصر والتى ليس لمعظمها أى أصل فى التاريخ ..
    فمثلا كانت الشام بأكملها قطرا واحدا وكذلك المغرب العربي وأيضا الجزيرة العربية .. وكذلك حوض النيل كله من أقاصي الصومال وحتى الإسكندرية بمصر
    وكل الدول القائمة حاليا بلا استثناء قامت على حدود عمرها من عمر اتفاقية سايكس بيكو
    وساهم الغرب فى توطين تلك الثقافة بتوطين شهوة الحكم والخلافات بين حكام تلك الأقطار الجديدة , وجاءت نداءات القومية العرقية لتؤكد هذا المعنى لنصل إلى النتائج التالية

    · اندثار الإنتماء الإسلامى الواحد الذى جمع المسلمين عربا وعجما تحت لواء واحد لثلاثة عشر قرنا ظهور مسمى الوحدة العربية كبديل عن الخلافة الإسلامية والدولة الإسلامية
    ظهور الغيرة على القوميات الضيقة بل وظهور العداءات الجارفة بين تلك الأقطار التى تشكلت إلى دول مختلفة بينما كانت قبل مائة عام فقط دولة واحدة متحدة
    ضياع أراضي المسلمين ضياعا نهائيا بسبب نداء القوميات الذى فشل فى مواجهة اليهود فتركوا لهم فلسطين لقمة سائغة وفى نفس الوقت أجرم أكبر جرم فى استبعاد الوحدة الإسلامية من قضية فلسطين لتصبح فى عهد القوميات مشكلة عربية لا إسلامية .. وبهذا وبجرة قلم أخرج القوميون عشرات الدول الإسلامية من معادلة الصراع فضلا على أن القومية وبطبيعتها كنداء جاهلى أدت إلى التضييق أكثر فأكثر فأصبحت قضية الأقصي قضية دول المواجهة ثم أصبحت قضية فلسطين بعد تشكل دولة فلسطين الورقية وهكذا !
    تخلى العرب بأنفسهم وبمنتهى البساطة عن دورهم المحورى فى الدول الإسلامية التى كانت معهم تحت مظلة واحدة طيلة ثلاثة عشر قرنا ووصل نداء القومية بهم إلى الوقوف على الحياد من قضايا دول إسلامية شقيقة فى إيران وأفغانستان وباكستان والشيشان وأندونسيا وغيرها مما قطع أى حلقة اتصال بين العرب وتلك الشعوب
    كانت واحدة من أكب الجرائم القومية هى أن القوميون لم يكتفوا بالحياد المخزى بل قاموا بالإنضمام لضفوف الغرب ضد مصالح إخوانهم فى الدين بآسيا ..
    فدخلت بعض الدول العربية التى كانت تمثل المرجعية الإسلامية لسائر مسلمى الأرض فى تحالفات مصالح مع الإتحاد السوفياتى ضد الولايات الإسلامية وتحالفوا مع الهند ضد باكستان ثم أخيرا اعتبروا الشيشان مسألة روسية داخلية

    كما ساهموا بأعظم جناية عندما نشروا ثقافة القومية الضيقة فأصبح المخلصون من أبناء هذه الأوطان صما وعميانا عن إدراك الحقيقة الراسخة فى دينهم وهى أن تعاطفهم فرض واجب ـ ليس مع فلسطين فحسب ـ بل مع سائر قضايا الأمة الإسلامية وليست هناك أرض إسلامية أغلى من شقيقتها ..
    ووصل التغييب اليوم بين المثقفين فضلا عن العامة إلى درجة مفزعة بلغت بالمثقفين أنهم يجهلون حتى مسمى الدول الإسلامية فى آسيا فلا يمكنهم معرفة من هى الدول المسلمة فى العالم من غيرها !
    آخر القول بخصوص هذا السؤال أن الإنتماء الواجب فى الإسلام يجب أن يكون لكل أرض الإسلام والإقامة فى أى منها متاحة ومباحة بعكس الإقامة فى البلاد غير الإسلامية والتعاطف والإنتماء يجب أن ينصرف بشكل متساوى إلى جميع تلك الأقطار
    وليس معنى هذا أن نهمل الإنتماء لأوطاننا القريبة أو نرفض العمل لحكوماتها أو الحرب فى صفوف جيوشها فهذا كله من صلب الإسلام بشرط ألا يكون حكرا على الأوطان بمفهومها الضيق
    الإيميل الجديد للتواصل
    gadelzoghaby@hotmail.com

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,601
    المواضيع : 26
    الردود : 3601
    المعدل اليومي : 0.69

    افتراضي

    السيد محمد جاد الزغبي

    ساطرح هنا سؤال يتعلق بفلسطين
    هل ترى ان لنا الحق في أرضها كون المسجد الاقصى عليها؟
    ام ان حقنا يأتي من الاصل الكنعاني الذي ننتمي اليه؟

    وهنا ان كانت الاجابة ان الاقصى هو اصل حقنا فيها , يكون من المنطق ان نجعل لليهود حقا بها وللمسيحيين أيضا
    فكنيسة القيامة وكنيسة المهد هما اماكن مقدسة بالنسبة لهم .

    اما ان رايت ان اصل الحق يأت من اصلنا الكنعاني , تلك الأقوام التي سكنت فلسطين قديما وارتبطت الارض باسمهم
    فمن هنا لا يحق لأي كان ان يقاسمنا الحق بمنطق الدين والاماكن المقدسة التي تخصهم فاصلنا وقومنا هم اصل حقنا وما الاقوام الاخرى التي تحاربنا الا تتخذ لها من الدين ذريعة فحربنا حرب اقوام لا حرب اديان
    ومن هنا ارى ان تحويل الصراع بيننا وبين الغرب الى صراع ديني ما هو الا تضليل لاصل الصراع فقط كي يجدوا المنفذ الذي يربطهم باحقية الارض لهم
    وبرأيي ان الهجمة على الاسلام والمسلمين ما هي الا تربصا ماكرا يضطرهم اللجوء الى ما يسمونه العنف والارهاب ايضا ليجدوا لهم سببا مقنعا امام العالم في مطاردتهم واعلان الخرب عليهم ضمن مسمى محاربة الارهاب

    فالصراع هذا ليس روحيا عقائديا بل هو محض اطماع مادية مغلفة بالروحية العقائدية
    اتمنى ان تتقبل وجهة نظري
    فالخلاف لا يقطع للود قضية


  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 46
    المشاركات : 705
    المواضيع : 83
    الردود : 705
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    مرحبا الأخت الكريمة ..
    ولا بأس بالإختلاف .. هذا إن كان هناك خلاف في الأصل
    ففي وجهة نظرى أن مسألة العقيدة وعلاقتها بالصراع مفهومة فهما خاطئا ..
    فأنت تنادين كما هو واضح بأن الصراع صراع أرض وفقط .. وليس صراع عقيدة ..
    ونحن عندما نقول أنه صراع عقيدة لا نعنى بذلك ما يظنه القوميون أننا تحارب اليهود لأجل أنهم يهود !!
    فهذا فهم مبتسر
    فالصراع بيننا صراع عقيدة على ذات الأرض ولا تعارض
    فنحن نحارب من احتلوا أرضنا على أساس عقائدى كامل من عقيدة الموعد المنتظر في أرض فلسطين وأنهم ورثوا الأرض في التوراة ..
    فنحاربهم بعقيدتنا التي تنص على أن تلك الأرض أرض للمسلمين منذ فتحها الله عليهم قبل أربعة عشر قرنا وحتى احتلها اليهود ..
    ولو أننا ننادى بأن الصراع عقدى بمعنى أنه لأجل الدين لوجدتنا ننادى بمحاربة اليهود في كل مكان وليس في فلسطين وحدها طالما أن الصراع مبنى على مجرد يهوديتهم ..
    وهذا ما لم يقل به أحد إطلاقا !
    فعزونا الصراع إلى العالم الإسلامى يا سيدتى والعقيدة الإسلامية هو رد للموضوع إلى أصله حيث أن العالم الإسلامى بمقتضي القرآن والسنة يجب أن يكون متحدا على قلب رجل واحد
    فإن غاب هذا الإتحاد الفعلى فعلى الأقل لا يتم ترجيح الإنتماء القومى على النزعة الإسلامية التي يشعر الغرب منها بالرعب لكونه يدرك مدى تأثيرها في استنفار مليار مسلم يشعرون بأن أى قضية من قضايا الإحتلال في العالم الإسلامى هى قضية لهم جميعا
    بمعنى أن القوميين عندنما حصروا الصراع في النزاع القومى وحده قاموا بشطب علاقة المسلمين جميعا ـ من غير العرب ـ بهذه الأرض ثم زادت الكارثة بأن أيقظوا القومية الضيقة فصارت الدول العربية دولا مفككة عن بعضها لكل منها جيشها الذى يحارب في سبيل دولته وحدها
    فهذا هو ما أوصلنا إليه القوميون من نتيجة
    والأصل هو التعلم من دروس التاريخ ..
    والتاريخ يحدثنا عن هذه البقعة الشريفة من أرض الإسلام أنها كانت محل هجمات التتار من قبل ومحل هجمات سبع حملات صليبية تم ردها جميعا بالنداء الإسلامى وحده لا النداء القومى
    ولم يكن هناك فارق بين العربي والكردى والتركى في هذا الصراع ..
    فمعارك المغول تمت في عهد المماليك وهم كلهم ليسوا بعرب بل مسلمين فقط وبمقتضي هذا النداء العقدى تولوا القيادة فأبدعوا وردوا هجمات التتر ..
    كذلك الدولة الأيوبية وعلى رأسها صلاح الدين الأيوبي لم يكونوا عربا بل كانوا أكرادا ومع ذلك يشهد التاريخ أنهم هم من حرروا أرض الإسلام وكل شبر منها وأعادوا سلطان المسلمين عليها
    والعثمانيون أتراك وحكموا أرض الإسلام في وحدة رائعة على مدار ثمانية قرون كانوا فيها الدولة العظمى ذات القطب الواحد في العالم كله وكل هذا تحت مسمى الإسلام
    فماذا جنينا من القومية ومن القوميين يا ترى ؟!!
    أظن أن تاريخهم معروف منذ مؤتمر أنشاص وحتى مأساة غزة !
    خلاصة القول :
    أن نداءنا الإسلامى معناه إعادة توحد المسلمين في كل أرض الإسلام والنداء بالوحدة الإسلامية كبديل على الوحدة العربية الضيقة
    وفى هذا إعادة للإنتماء الإسلامى الذى يحتوى الإنتماء القومى في أعماقه ويقوم أيضا على حماية أرض المسلمين
    ولو رجعت للموضوع ستجدين أننى نقلت نصوص الفقهاء في تعاملهم مع الأرض المحتلة واعتبار حريتها مبدأ إسلامى صميم يتحمل مسئوليته كل مسلم على الأرض لا مجرد حصرها في كل عربي
    فالصراع بيننا وبين اليهود على الأرض ولكنه صراع عقدى في مضمونه ولم يقل أحد ـ كما أوضحنا ـ أنه يجب على المسلمين تتبع اليهود فقتلهم لأجل دينهم
    ومن يقول هذا إما أنه يجهل الإسلام كلية وإما أنه يمشي على الخطوات الغربية في تشويه كل ما هو إسلامى
    فلو كان المقصود من قضية العقيدة هو معاداة اليهود ليهوديتهم فكيف يوجد في الإسلام أبواب كاملة توصي بأهل الذمة وتسميهم بأهل الذمة أى أهل الحماية وتعتبر حمايتهم طالما كانوا على أرضها من واجبات الإسلام
    فضلا على أننا مأمورون بعدم الإعتداء حتى على الكفار طالما كانوا غير معتدين .. وأمامك أبواب الجهاد في كتب الفقه وكيف صنف فيها العلماء شروحا كاملة للفارق بين الكفار الحربيين وغير الحربيين ورتب لكل منهما أحكاما

    الأمر الآخر الهام وهو موضوع سؤالك
    ساطرح هنا سؤال يتعلق بفلسطينهل ترى ان لنا الحق في أرضها كون المسجد الاقصىعليها؟
    ام ان حقنا يأتي من الاصل الكنعاني الذي ننتمي اليه؟

    والجواب لا هذا ولا ذاك !!
    بل النداء بعودة فلسطين لكونها أرض خالصة للمسلمين بعد فتحها على يد عمر بن الخطاب وبقائها فى سلطان المسلمين بهذا الفتح الشرعي قرابة ثلاثة عشر قرنا
    والمفارقة الكبري أن القوميون أنفسهم لا يجدون مستندا للملكية إلا هذا الفتح الإسلامى لأنها لم تصبح أرضا عربية إلا بعد أن فتحها الفتح الإسلامى
    والمفارقة الأكبر أن القوميون المنادين بالعروبة يغفلون عن حقيقة تاريخية بسيطة ومفصلية ..
    وهى أن الإسلام هو من أسس العروبة ولولاه لما كان عربا ولا عروبة ..
    فعندما جاء الإسلام إلى الجزيرة كانت العرب شراذم من القبائل المتناحرة موجودون فى الجزيرة العربية وحدها بينما يحتل الروم والفرس كل الأراضي التى نعتبرها اليوم عربية من العراق وحتى المغرب
    فقام الإسلام بتوحيدهم تحت راية واحدة هى راية الإسلام وانتشرت الهجرات العربية مع الفتوح الإسلامية حتى جاء القوميون بعد أربعة عشر قرنا يبحثون عن ما يسمونه الإتحاد العربي من العراق إلى المغرب متغافلين عن أن الإسلام هو المؤسس الحقيقي لتلك القومية
    لكنه أسسها لتذوب فى قومية الإسلام لا أن تصبح جاهلية جديدة ..
    وعداء القومية للإسلام لا يكمن فى رفض التوحد العربي بل يكمن فى حصر التوحد على العنصر العربي وإهمال الأصل وهو العنصر الإسلامى
    هذه وجهة نظرى ببساطة وأتمنى أن تكون قد وصلت ..

المواضيع المتشابهه

  1. نقد فلسفة القومية لأحمد خاكى اسلاميا
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-05-2015, 07:58 AM
  2. البحور القومية
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-02-2013, 07:16 AM
  3. الرؤية القومية في شعر رفعت المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2009, 11:33 AM
  4. القومية في شعر رفعت المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-07-2008, 12:40 AM
  5. الفكرة القومية في المنظور الشرعي
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-09-2006, 08:55 AM