كفَاك تركب الأحلام
وتفترش من عقلك العجوزَ أفكارا صبية ً
وتبحر إلى هناك ...
فتغمض
وتبدأ الجنة تسبح فيك
فتنفتح شفتاك الغليظتان كغصن أحمر
فيضحك أخوك الكبير :
أنه يضحك يا أمي، يضحك .!!
" أنه يأكل الآن أرزا مع الملائكة يا بليد ...
فلا تفسد عليه الوجبة "
كأنها وهي تتفحص وجهك باسمة ألقى الله عليها كوكبا من البهجة، وتبدأ ترنيمة الفجر، فيستيقظ أبوك وعلى لسانه مائدة الأنبياء، وعلى حمار طيب يركب، وبعباءة حنانه من أنياب الشتاء أمامه يحيمك إلى الحقل ... و روائح الفلاحين كأنها ملائكة من القشدة، ويبدأ الماء كأنه عريس في صباح زفافه على الأرض، فتتهته :
يا أبي ما الفرق بيني وبين الماء .؟
فيبتسم : أنت الماء يا ولد
فماذا أنت الآن
وأين أنت الآن
وكيف أنت الآن .؟
استيقظ أيها الوهم الوديع من كوثر الأحلام
أنت الآن فيما وراء الضياع طفل عجوز
والغابة هي الغابة
والمسافة بين الربيع وبينك
ثلاثين حزنا
والمنافي تهرس الأطفال
فاقتنِ مخالبا لتتشبث بالريح
واصنع من دموعك ملحا تنفح به الصبر
جئت ... ومعك قلبك وروحك وذكريات النهر
تبحث عن حديقة في عالم الصحراء
فانظر إليك .!!
قد ينخرع منك القحط
فلمن تعتذر فيك .؟
لعينيك التي تحولت لمغارتين
لشفتيك التي صارت كتوت أسود مهروس
لقلبك الماثل بين فكي الحزن
لوجهك الفارغ من الخيولة
أم لأنفك المجعود .؟
أنت وحدك الآن تحتاج لمسيح
وأمك بعيدة عنك
فمن يمسح عنك المدينة
ويلقي إليك بنهر و قرية .؟
:
:
: