كوخٌ على حافة الجرف ..
ضمته الأشجار كأحشاء أم رؤوم
و تشابكت الأغصان حوله
لتحميه من التحليق في أفق واسع
قبلته الريح .. فتركته مزعزع الأهواء ... تائه السكن
و سقطَ قيدُ قفصٍ فيه صدئٍ فانطلقَ طيرٌ ظل أسيره زمناً ..
فك أسره .. فحلق بعيدا .. بعيدا
و لهفة(1) طاف حول الكوخ
بكى زهرة أحاطتها الجدران
ضمت حمرتُها أسر الظلام
و رسم الأفق أحزان البشر في حدقتيها
فبسمت النضرة دمعا
و حلق الأريج شهقةَ فقدٍ و شوقٍ مدنفٍ
رحيلٌ .. ابتعادٌ إلى أعماق الجرف ..
و بنفسجُ شرود نما على خدي الجرف الباكيين
كان ذا ردَ الهاويةِ يوم استقر الطيرُ نائماً نوماً أبدياً بين حدقتيها
حدق البدر بالطير الساكن .. و سكب دموع الأسى على خد الزهرة
فرسمت أريجها نشيد وداع
و أطلقتها جذورها الميتة للقاءٍ ..
لقاءٍ بطير ميت ..
و موت حي .
غموض