أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: .. والأكُفُّ تُخَضَّبُ

  1. #1
    الصورة الرمزية أ.د/ مصطفى الشليح شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 129
    المواضيع : 31
    الردود : 129
    المعدل اليومي : 0.02

    Lightbulb .. والأكُفُّ تُخَضَّبُ

    .
    .

    .. والأكُفُّ تُخَضَّبُ


    أمنْ بحْركَ القفرُ الذي يَتهيَّبُ
    إذا ما تراخى منكبٌ قامَ منكبُ
    أم الراسياتُ الكاسياتُ أوانسٌ
    وقدْ ماسَ ريّانٌ وهامسَ موكبُ
    أم الآسياتُ الناسياتُ عرائسٌ
    هوادجُها مِنْ حسْنها تتوثبُ
    أم الماسياتُ الجاسياتُ مقابسٌ
    دماليجُها النورُ النَّديُّ المُحجَّبُ ؟
    .
    .
    على وترٍ أدنى من القوس مَوْهنـًا
    تسللَ خيطٌ منكَ والليلُ يكتبُ
    وماذا يقولُ الليلُ ؟ يسكبُ كاتبٌ
    على ورق الرؤيا مَداه ويرقبُ
    وأرتقِبُ السُّقيا ولستُ بشاربٍ
    أيشربُ صادٍ صادرٌ يتأوَّبُ ..
    ولا كأسَ ؟ للبيد الغريبةِ كأسُها
    ولي غُربَة المعْنى المكابر. أشرَبُ ..
    صَدى كلماتي. أنقعُ الغلة التي
    تُسامرني منْ حيْثما هبَّ غيهبُ
    وأقطع هذا الليلَ وحْدي، وأسْحبُ ..
    البراري وراءَ الليل حينَ أسْحبُ
    وأفزعُ، مَبْهورًا، إلى حُلل الحِمى
    لأكسو فراغَ القول. مَنْ كانَ يعتبُ ؟
    ومَنْ يعذبُ العريُ البهيُّ مُلوِّحًا
    بلوحِه والأريُ المُلوِّحُ يَعذبُ ؟
    ومَنْ قيسُه كانَ القليبَ لغاربٍ
    كأنَّ قِسيًّا تَرتوي حينَ تنشبُ ..
    حكايتَها بينَ القبائل سُمَّرًا
    وللنار ألهوبٌ، وللدَّار عنكبُ ؟
    .
    .
    .. ومَنْ صاحبٌ لي والجدارُ بدا وما
    بدا ؟ هلْ أراه، الآنَ، أيَّانَ أصحبُ ..
    العمائمَ تاريخـًا وأصعدُ بابه
    دخولا إلى التاريخ ؟ مَنْ كانَ يرقبُ ؟
    وهلْ يتملىَّ جانبٌ منه صَعْدتي ..
    أنا الساكبُ المسكوبُ لا يتصوَّبُ
    وليسَ يخبُّ السَّيرَ طيَّ مسافةٍ
    هيَ الكاتبُ المكتوبُ تنأى وتقربُ
    وتذهبُ أنى شاءَ هدهدُها .. الذي
    همى نبأ يأتي بأمرٍ ويذهبُ
    تُهذِّبُ أوراقَ المسَاء نداوةً
    ومنها الذي، بالرَّقرقاتِ، تُهذِّبُ
    إذا المندلُ المشتاقُ يرسو طلاوةً
    منَ الغيبِ يحبو سطوُه المُتطيبُ
    ويصْبو، سؤالاتٍ، إلى الغـيم وجهةً
    أنادي بها: يا مُغربًا ليسَ يُعربُ
    .
    .
    ويا جبلا مِنيِّ الكهوفُ ومنكَ ما
    خلعتُ به النعْلين أيَّانَ أغربُ
    وقدْ أجهشَ الوادي إذا النورُ آيةٌ
    وأجهشتُ ؟ ماذا قلتُ ؟ عنقاءُ مُغربُ ؟
    وما قلتُ إلا خشعة إثرَ خشعةٍ
    ولا لغةٌ لي مثلما كنتُ أحْسبُ
    حَسبتُ الحُروفَ الدانياتِ قطوفها
    حروفـًا وما خلتُ المعانيَ تُسلبُ
    وما خلتها ميْساءَ ترنو بخُلَّبٍ
    تماهتْ طيوفا، وهْيَ منيَ قلَّبُ
    تناهتْ حُتوفا ما عرفتُ مقادتي
    بها .. وأنا قيد المتاهةِ أطربُ
    .
    .
    أنا ذروةُ الفوْضى ومِنْ نزوانِها
    اشتعلتُ، ولي ماءُ البداهةِ مَطلبُ
    أغالبُ بردًا فالخُطى مشتلُ الجذى
    بمُلتهبٍ يحْدو الخطى منه أغلبُ
    له واحةٌ، والبيدُ راحاتُ مَوقدٍ
    تحفُّ الرسومَ الشاخصاتِ وتنهبُ
    مُعلقةً خرقاءَ بعضَ هُذائها
    وتذهبُ، والبابُ المواربُ يخطبُ ..
    .
    .
    أنا ما خطبتُ الودَّ يا طللَ الحِمى
    وما جئتُ إلا طائفًا أتقرَّبُ
    وكنتُ دخلتُ البحرَ فجرًا وليلتي
    .. ولا بحرَ إلا مُهجةٌ تتوثبُ
    أهبْتُ بها أنْ لمْلمي، مِنْ تبعثُري
    خُطايَ التي كانتْ خُطايَ. سأركبُ ..
    إلى لغتي مُهرًا أجاذبُه المَدى
    رُنـوًّا إلى اللا شيْئ ظمآنَ يَجذبُ ..
    وأركبه وَسْنانَ ينتهبُ الرُّؤى
    إلى دافق ريَّانَ بالشوق يصْخبُ ..
    وأصْخبُ، رقراقـًا، فينتبه الندى
    إلى الهامس المهْموس، والدنُّ يعجبُ
    وأعجبُ منِّي، والمسيلُ قصيدةٌ
    مُؤانسةٌ، كيفَ القصيدةُ تعتبُ ؟
    .
    .
    أنا ما عتبتُ. الليلُ كانَ عاتبـًا
    وكانَ يُورِّي ما أقولُ ويَحْطِبُ
    وكنتُ أنا ألغو بقافيةٍ غوتْ
    بإثـفيةٍ، والحرفُ أمرًا يُقلِّبُ
    وكانَ رمادُ الفجْر ساريةً هوتْ
    منَ الحَلك المأسُور نقعا يُرتِّبُ ..
    نشيدَ البراري للبراري. أنا الذي
    أرتِّبني سجعـًا ليمرعَ مُجدِبُ
    ويطوي كلامَ البحر والخرقةَ التي
    تطارحه المعْنى فلا كانَ مُعربُ
    ولا كانَ، منذورًا لأبلجَ مُغـربٍ
    كـتابُ الليـالي .. والمهامهُ كوكبُ
    ولا قالَ لي البحرُ المُسافرُ خلسةً
    حكايته .. عنْ شاعر يتأهَّبُ
    ليعْبرَ ما كانَ المرايا ترقبـًا
    وقدْ عبثَ المهوَى بما يترقبُ
    وللرُّوم بحرٌ والعروبةُ شطه
    وقدْ نشطتْ حِلفـًا وعَربدَ موكبُ
    وللرُّوم أوفـاقٌ بغطرسةٍ جرتْ
    بعَتمتِها إمّا القاذفاتُ تصبَّبُ
    .
    .
    كأنَّ بها حِقدًا عنيدًا وما بها
    عنادٌ مديدٌ حاقدٌ يتقلبُ
    ولكنْ زباناها الكياسة والجَذى
    مُراودة.ً منْ قامَ ؟ ثمةَ عقرَبُ
    وثمَّ، برقطاءِ الأماني، تطوُّحٌ
    وكلٌّ لدى كلٍّ .. مدًى وتَسرُّبُ
    وكلٌّ، بليلى، واجدٌ مُتواجدٌ
    وليلى امَّحتْ بينَ المضاربِ تَندُبُ
    وليلى الجراحاتُ التي تَسكنُ السُّرى
    إذا الليلُ يعْرى والذُّرى تتحدَّبُ
    .
    .
    لمنْ سأقولُ: البَحْرُ يلهـثُ نازفـًا
    دمـًا عربيـًّا .. والأكُـفُّ تُخَضّبُ .. ؟
    .
    .

    .
    .
    .. هُنا ماءٌ ظامئٌ مقتولُ

  2. #2
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي

    أ.د مصطفى الشليح
    خريدة فريدة رصيتة
    وهو ديدانك في أداء الجمال الشاعري الآسر
    تكتب بلغة طيّعة وخيال رحيب
    بوركت الشاعرية الفذة
    تحياتي

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    قصيدة أخرى مبهرة الجرس والتركيب ركبت سفينة الإبداع على بحر الطويل!

    دام هذا الحرف المتألق النابض!

    للتثبيت.


    دمت بخير!

    وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي


    مثير خطير في لغتك و فنياتها العالية التي تأطرت لوحات شعر في معرض من فصاحتك و تدفق قريحتك الفياضة
    لا عدماك أيها النبيل
    و دمت كما أنت
    ــــــــــــــــــ
    تجلتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    لا فُض فوك استاذنا القدير الشاعر المُحلّق في فضاءات الإبداع والتميّز

    لغة شعرية عالية ورسائل صادقة وخيال خصب يأخذك في رياضة فكرية ونزهة روحية في تداخل الصور وعبقرية الشاعر وسمو المشاعر



    أنا ما خطبتُ الودَّ يـا طلـلَ الحِمـى
    ومـا جـئـتُ إلا طائـفًـا أتـقـرَّبُ
    وكنتُ دخلـتُ البحـرَ فجـرًا وليلتـي
    .. ولا بحـرَ إلا مُهـجـةٌ تتـوثـبُ
    أهبْتُ بها أنْ لمْلمـي، مِـنْ تبعثُـري
    خُطايَ التي كانتْ خُطايَ. سأركـبُ ..
    إلـى لغتـي مُهـرًا أجاذبُـه المَـدى
    رُنوًّا إلى اللا شيْئ ظمـآنَ يَجـذبُ ..
    وأركبـه وَسْنـانَ ينتهـبُ الــرُّؤى
    إلى دافق ريَّانَ بالشـوق يصْخـبُ ..
    وأصْخـبُ، رقراقًـا، فينتبـه النـدى
    إلى الهامس المهْموس، والدنُّ يعجـبُ


    كل الإعجاب والتقدير
    كلما أبصـرَ حُسنـاً ساكنـاً=هزَّهُ الوجدُ فألقى حَجَـرَه !

  6. #6
  7. #7
  8. #8
  9. #9
  10. #10
    الصورة الرمزية جهاد إبراهيم درويش شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 2,675
    المواضيع : 86
    الردود : 2675
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    لمنْ سأقـولُ: البَحْـرُ يلهـثُ نازفًـا
    دمًا عربيًّا .. والأكُـفُّ تُخَضّـبُ .. ؟
    لله درك
    شاعرية متمكنة ونبض أصيل
    أجدتها لغة وتصويرا وأداء وسبكا
    بورك النبض الشاعري
    الذي يجبرك أن تعود لقراءتها المرة تلو المرة

    دمت بألق شاعرنا الكريم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة