|
أمنْ بحْركَ القفرُ الذي يَتهيَّبُ |
إذا ما تراخى منكبٌ قامَ منكبُ |
أم الراسياتُ الكاسياتُ أوانسٌ |
وقدْ ماسَ ريّانٌ وهامسَ موكبُ |
أم الآسياتُ الناسياتُ عرائسٌ |
هوادجُها مِنْ حسْنها تتوثبُ |
أم الماسياتُ الجاسياتُ مقابسٌ |
دماليجُها النورُ النَّديُّ المُحجَّبُ ؟ |
. |
. |
على وترٍ أدنى من القوس مَوْهنـًا |
تسللَ خيطٌ منكَ والليلُ يكتبُ |
وماذا يقولُ الليلُ ؟ يسكبُ كاتبٌ |
على ورق الرؤيا مَداه ويرقبُ |
وأرتقِبُ السُّقيا ولستُ بشاربٍ |
أيشربُ صادٍ صادرٌ يتأوَّبُ .. |
ولا كأسَ ؟ للبيد الغريبةِ كأسُها |
ولي غُربَة المعْنى المكابر. أشرَبُ .. |
صَدى كلماتي. أنقعُ الغلة التي |
تُسامرني منْ حيْثما هبَّ غيهبُ |
وأقطع هذا الليلَ وحْدي، وأسْحبُ .. |
البراري وراءَ الليل حينَ أسْحبُ |
وأفزعُ، مَبْهورًا، إلى حُلل الحِمى |
لأكسو فراغَ القول. مَنْ كانَ يعتبُ ؟ |
ومَنْ يعذبُ العريُ البهيُّ مُلوِّحًا |
بلوحِه والأريُ المُلوِّحُ يَعذبُ ؟ |
ومَنْ قيسُه كانَ القليبَ لغاربٍ |
كأنَّ قِسيًّا تَرتوي حينَ تنشبُ .. |
حكايتَها بينَ القبائل سُمَّرًا |
وللنار ألهوبٌ، وللدَّار عنكبُ ؟ |
. |
. |
.. ومَنْ صاحبٌ لي والجدارُ بدا وما |
بدا ؟ هلْ أراه، الآنَ، أيَّانَ أصحبُ .. |
العمائمَ تاريخـًا وأصعدُ بابه |
دخولا إلى التاريخ ؟ مَنْ كانَ يرقبُ ؟ |
وهلْ يتملىَّ جانبٌ منه صَعْدتي .. |
أنا الساكبُ المسكوبُ لا يتصوَّبُ |
وليسَ يخبُّ السَّيرَ طيَّ مسافةٍ |
هيَ الكاتبُ المكتوبُ تنأى وتقربُ |
وتذهبُ أنى شاءَ هدهدُها .. الذي |
همى نبأ يأتي بأمرٍ ويذهبُ |
تُهذِّبُ أوراقَ المسَاء نداوةً |
ومنها الذي، بالرَّقرقاتِ، تُهذِّبُ |
إذا المندلُ المشتاقُ يرسو طلاوةً |
منَ الغيبِ يحبو سطوُه المُتطيبُ |
ويصْبو، سؤالاتٍ، إلى الغـيم وجهةً |
أنادي بها: يا مُغربًا ليسَ يُعربُ |
. |
. |
ويا جبلا مِنيِّ الكهوفُ ومنكَ ما |
خلعتُ به النعْلين أيَّانَ أغربُ |
وقدْ أجهشَ الوادي إذا النورُ آيةٌ |
وأجهشتُ ؟ ماذا قلتُ ؟ عنقاءُ مُغربُ ؟ |
وما قلتُ إلا خشعة إثرَ خشعةٍ |
ولا لغةٌ لي مثلما كنتُ أحْسبُ |
حَسبتُ الحُروفَ الدانياتِ قطوفها |
حروفـًا وما خلتُ المعانيَ تُسلبُ |
وما خلتها ميْساءَ ترنو بخُلَّبٍ |
تماهتْ طيوفا، وهْيَ منيَ قلَّبُ |
تناهتْ حُتوفا ما عرفتُ مقادتي |
بها .. وأنا قيد المتاهةِ أطربُ |
. |
. |
أنا ذروةُ الفوْضى ومِنْ نزوانِها |
اشتعلتُ، ولي ماءُ البداهةِ مَطلبُ |
أغالبُ بردًا فالخُطى مشتلُ الجذى |
بمُلتهبٍ يحْدو الخطى منه أغلبُ |
له واحةٌ، والبيدُ راحاتُ مَوقدٍ |
تحفُّ الرسومَ الشاخصاتِ وتنهبُ |
مُعلقةً خرقاءَ بعضَ هُذائها |
وتذهبُ، والبابُ المواربُ يخطبُ .. |
. |
. |
أنا ما خطبتُ الودَّ يا طللَ الحِمى |
وما جئتُ إلا طائفًا أتقرَّبُ |
وكنتُ دخلتُ البحرَ فجرًا وليلتي |
.. ولا بحرَ إلا مُهجةٌ تتوثبُ |
أهبْتُ بها أنْ لمْلمي، مِنْ تبعثُري |
خُطايَ التي كانتْ خُطايَ. سأركبُ .. |
إلى لغتي مُهرًا أجاذبُه المَدى |
رُنـوًّا إلى اللا شيْئ ظمآنَ يَجذبُ .. |
وأركبه وَسْنانَ ينتهبُ الرُّؤى |
إلى دافق ريَّانَ بالشوق يصْخبُ .. |
وأصْخبُ، رقراقـًا، فينتبه الندى |
إلى الهامس المهْموس، والدنُّ يعجبُ |
وأعجبُ منِّي، والمسيلُ قصيدةٌ |
مُؤانسةٌ، كيفَ القصيدةُ تعتبُ ؟ |
. |
. |
أنا ما عتبتُ. الليلُ كانَ عاتبـًا |
وكانَ يُورِّي ما أقولُ ويَحْطِبُ |
وكنتُ أنا ألغو بقافيةٍ غوتْ |
بإثـفيةٍ، والحرفُ أمرًا يُقلِّبُ |
وكانَ رمادُ الفجْر ساريةً هوتْ |
منَ الحَلك المأسُور نقعا يُرتِّبُ .. |
نشيدَ البراري للبراري. أنا الذي |
أرتِّبني سجعـًا ليمرعَ مُجدِبُ |
ويطوي كلامَ البحر والخرقةَ التي |
تطارحه المعْنى فلا كانَ مُعربُ |
ولا كانَ، منذورًا لأبلجَ مُغـربٍ |
كـتابُ الليـالي .. والمهامهُ كوكبُ |
ولا قالَ لي البحرُ المُسافرُ خلسةً |
حكايته .. عنْ شاعر يتأهَّبُ |
ليعْبرَ ما كانَ المرايا ترقبـًا |
وقدْ عبثَ المهوَى بما يترقبُ |
وللرُّوم بحرٌ والعروبةُ شطه |
وقدْ نشطتْ حِلفـًا وعَربدَ موكبُ |
وللرُّوم أوفـاقٌ بغطرسةٍ جرتْ |
بعَتمتِها إمّا القاذفاتُ تصبَّبُ |
. |
. |
كأنَّ بها حِقدًا عنيدًا وما بها |
عنادٌ مديدٌ حاقدٌ يتقلبُ |
ولكنْ زباناها الكياسة والجَذى |
مُراودة.ً منْ قامَ ؟ ثمةَ عقرَبُ |
وثمَّ، برقطاءِ الأماني، تطوُّحٌ |
وكلٌّ لدى كلٍّ .. مدًى وتَسرُّبُ |
وكلٌّ، بليلى، واجدٌ مُتواجدٌ |
وليلى امَّحتْ بينَ المضاربِ تَندُبُ |
وليلى الجراحاتُ التي تَسكنُ السُّرى |
إذا الليلُ يعْرى والذُّرى تتحدَّبُ |
. |
. |
لمنْ سأقولُ: البَحْرُ يلهـثُ نازفـًا |
دمـًا عربيـًّا .. والأكُـفُّ تُخَضّبُ .. ؟ |
. |
. |