|
اثنان و الستون عاماً يعبروا |
و الجرح باقٍ دامعٌ و مُبَتّرُ |
ماذا أقول و هل سأبعث للورى |
أجداث حرفٍ لاجئٍ يتهجّرُ |
أشتاق للكرم المُحاط ببردةٍ |
و أحن لليمون فيها يزهرُ |
آهٍ على أيامنا تلك التي |
كانت و آهٍ و الزمان مُعثّرُ |
جدي يقول بنيّتي إنا هنا |
ك بأرضنا برياضنا سنعمّرُ |
أبنيتي قد كنت أنتظر المدى |
لأعود في أهلي أعود و أذكرُ |
أبنيّتي فهناك بيتٌ ساهرٌ |
و هناك مزرعةٌ كما و المزهرُ |
عودي إليها يا ابنتي و لتذكري |
أمجادنا فيها و قولي : " كبّروا" |
قد قال جدي و الكلام بخافقي |
لا زال يبرق في الضلوع و يزأرُ |
قسماً و ربي و الزمان سيشهدُ |
أني سأرجع للدروب أحرّرُ |
سأعضّهم سأقول للزمن الذي |
قد ملَّ صمتاً في الظلام "تفجّروا" |
اثنان و الستون عاما يا مدى!! |
نحيا بلا وطنٍ نطوف و نعبرُ! |
كيف التساوي في القضية حينما |
يبقى المشرد في الأراضي يظفرُ |
كيف التخلِّي عن بلاد تزهرُ |
كيف السكوت و مجدنا يتقهقرُ |
قد عشت أربع عشر (1)في كفّ المدى |
و يقالُ عني لاجئٌ يتهجّرُ |
و أعيش في تلك الصفوف و ألبسُ |
الزيَّ المُخطط (2)، في المآقي أبحرُ |
إني و رب الكعبة الغرّاء لن |
أبقى أُرَمّى في الزمان أُهَجّرُ |
سأعود للأرض التي منها بدا |
مجد البلاد و عزها و أكبِّرُ |
هذي عهودي لا كلاماً طائراً |
و ستعرفون لما لكم سأُبعثرُ |
يا ثلّة الأعداء إني عائدٌ |
و السيف قبلي و المهنّد يزأرُ |