|
ياأيُّها البينُ ما أبقيتَ من جسَدي |
غيرَ الصبابةِ تطوي السُّقمَ في كَبدي |
غربتني عن رياضٍ كُنتُ أسْكُنُها |
عن بهجةِ القلبِ عن رياحانةِ الولدِ |
حمَّلْتَ نفسي بجورٍ لست أحمدُهُ |
فعشتُ وحدي مع التأنيبِ والسَّهَدِ |
يؤزُّني الشوقُ والأنسامُ تؤلِمُني |
ويدهنُ الهمُّ جفنَ العينِ بالرَّمَدِ |
ملامحي لم تَعُدْعينايَ تُبْصِرُها |
جفَّ الأديمُ وصارَ الرّيقُ كالزَّبَدِ |
كأنَّها ماصفتْ تلكَ الحياةُ لنا |
ولا كُسينا لِحافَ السَّعْدِ ياولدي |
ياجُهْدَ روحٍ رأتْ صفْوَ الحياةِ وما |
تحلَّمتْ يوم شنَّ الشُّؤمُ بالنَّكَدِ |
تغيّرَ الحالُ وافْتَضَّتْ آواصِرُنا |
ودُقَّ فينا سوادُ الهجرِ كالوتَدِ |
تفرَّقَ الشَّملُ بعد الوصلِ وانْفرطت |
لآليءُ الْعِقْدِ بالإجحافِ والحَسَدِ |
تساقطَ الجمرُ في الأطفالِ وارتعبوا |
أضحوا جُذاذاً ولم نحفلْ ولم نَعُدِ |
نُقَيّدُ الدّمْعَ في الأحداقِ نحبسُهُ |
وفي نُهانا نثيرُ النارَ بالعَمَدِ |
سرائرُ النفسِ تُخفي مانُخالِجُهُ |
من ضيقِ حالٍ ومن فقدٍ ومن كَمَدِ |
ورسمةُ الوجهِ تُبدي الكذبَ في صلفٍ |
تبثُّ دعوى غفتْ في قلبِ مُنْتَقِدِ |
لَكِنَّما الصِدْقُ أنَّ النّفسَ قد كَرِهَتْ |
سوطَ الطَّلاقِ وما أبداهُ من عُقَدِ |
وليس للمرءِ غيرُ الحُبِّ يمنعُهُ |
من الغروبِ بشمسِ الأهلِ لِلأبَدِ |
فكم تداعى رباطٌ بالطَّلاقِ وكم |
أفنى بيوتاً بعصفِ السُّخْطِ والجَلَدِ |