إيه ٍ بـُنيَّ...!

إيه ٍ بـُنيَّ

أما ..بعد..

عشرون عاما ً تهالكت من عمر الزمان ..ها أنا اليوم أستعيد تلك اللحظات وكأني أترقب بذات الترقب مقدمك َ..
ويهزني عصف ذات الشوق وأنا بين الخوف والسعادة المُختبئة خلف عقارب الساعة لسماع صرخاتك الأولى التي أعلنت بها مصافحة الحياة .تلك التي ما أمدت لك يدها وما إحتضنتك َ لزمن طويل .
وكأنك َ كنت تعلن أن تلك الصرخات ستدوم لزمن طويل محملة بكل ما ستعانيه ِ من ألم وما كانت لتزيل وحشتها إلا ما تناثر لك من كركرات كانت ترقص لها جذلة كل أغصان الروح .
إيه ٍ بـُنيّ
رحلت سريعا ً وتركت لي غصة في ذكرى مولدك . كنت ُ أرقب إمتداد قامتك متى ستعلو وملامح الرجولة متى سترتسم على محياك الصبوح وكأني أشرب نبرات صوتك َ الرخيم .
لكنها سُنة الحياة في الموت الذي لا يستأذن أحدا ً متى وكيف سيكون ولا كيف ندرأ عن أنفسنا أو من أحببنا غائلته ُ
وكما قيل عن شاعر حكيم
كل ابن آدم وإن طالت سلامته ُ
يوما ً على آلة حدباء محمول ُ
أيه ٍ ..بـُنيَّ
لا أبكيك َ هنا ..ولكني أحببت أن تعلم أني لم ولن أنساك َ. وكما عهدت ُ نفسي ووطنتها في كل يوم ٍ يشبه هذا اليوم من الشهر والسنة أستعيد تلك اللحظة التي أدركتُ بها معنى أن أكون أبا ً للمرة الأولى .

لاأعرف كيف أجزيكَ ما علمتني إياه ُ . فلقد كنتُ نزقا ً لا أطيق ألما ً ولا أستسيغ الخضوع لمسبب القهر من أي كائن على الأرض ولكنك َ علمتني بمحنتك َ والتي هي محنتي في ذات الوقت كيف أتعلم دروس الصبر درسا ً بعد درس وكيف أحتمل سقوط الأشجار وموت الزهر غرسا ً من بعد غرس .

سبحان الله .تعصف بلإنسان المحن وقد لا يُدرك ُ في حينها أن ما هو حاصل تقدير من العزيزالحكيم ليتعلم العبد معنى الرضوح لقدر الله ومعنى أن يسمو بحزنه فوق الضغائن وكيف يلين منه القلب لكل ذي حاجة ٍ وصاحب كبد حرى من خلقه تعالى في ملكوته سبحانه وجلَّ في علاه ُ.

أرتجل لك الآن شيأ ً على مما يعصف بي على لوحة الكتابة فأنا لا أجيد التحضير لما أود كتابته ُ على الورق ولا توظيف المشاعر المتنافرة تنافر قطيع أيائل ٍداهمتها صولة سِباع ٍ جائعة .
فما بين الصباح والمساء تمور في المُخيلة الكثير من الصور وتعصف بالحنايا الكثير من المواجع.
ربما ما أكتنزه ُ لك أكبر وأكثر مما قد أكتبه الآن وبعد زمن طويل إن أمد الله لي في سنيّ العمر ..
ولعلي ّإن أطلقت العنان للقلم وأمعنت ُ في مراجعة التفاصيل ..سيكون الحصاد بيادرا ً من شجون لاتنتهي..
لكن حسبي أني أكتب لك َ الآن ..فقط لمجرد أني أكتب ..وأنت من تعلم أنكَ ذلك المُندس خفية بين ثنايا حروف ما كتبت ُ من قبل
وما سأكتب ُ إن وهبني الله القدرة على إمساك القلم .
إيه ٍ غيث ..

ليس بوسعي الساعة إلا أن أقول لك َ آه ٍ لو تدرك كم أحببتك َ أيها الفتى الجميل ...
وآه ٍ .. لو تـُدرك كم أنا في شوق إليك ..!

*******************

ثائر الحيالي


18-6

إن هذه الدنيا لا تخلو من الأكدار ولا تصفو لأحد أبدا ..ماهى إلا دار امتحان وابتلاء
ماسرَّت إلا وأحزنت ..وما أضحكت إلا وأبكت ..وما وسعت إلا وضيقت

قال الله تعالى
((بسم الله الرحمن الرحيم ))

{ وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة }
صدق الله العظيم

الاخ الفاضل والاستاذ القدير ثائر الحيالي
لأخفيك اخي أن السعادة قد ملئت فناء جوفي عندما رأيت عنوان جديد لخاطرة خطت بقلمك
فانا دائما اترقب كل جديد تكتبه
ولكن عندما هممت بقرائتها حتى طوقني الحزن والالم
اخي ثائر لست أريد نكأ الجراح لكن الفقد مؤلم
وهاهي الذكـــــرى تتجدد
رحم الله ولدك وأسكنه فسيح جناته ورحم الله من يقرأ
سورة الفاتحة على روحه وعلى ارواح المؤمنين والمؤمنات
‎ اللهم اجعل لنا وللمسلمين من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً
اللهم فرج هم المهمومين، واقضِ الدين عن المدينين
واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا وللمسلمين
‎

بسم الله الرحمن الرحيم
حين انحنى الجبين على الرقاق و اندلقت نواظر العين على الحروف
قرات العنوان و انا اقرأ مابين السطر والاخر احاطتني عصرات الحزن
والم الفؤاد ... اخي وقرة عيني الاستاذ القدير ثائر الحيالي
من اصعب الالام التي تعصف بنا هو فقدان الاحبه والاعزاء
الهمك الاله الصبر واسكنه جنات العلى و الرضوان
والفاتحه على روحه الطاهره النقيه
اخي كلنا مغادرون من تلك الدنيا الفانيه
فهنيئا" لمن يتوج صحيفته في افضل الاعمال و ابركها
وجزيل ثوابها و اعلم يا اخي بان صبرك وشوقك لا ياتي الا من ايمانك بالله الواحد
لعزيز خلقه عليه .... سلاما" الى روح الفقيد والهمك وايانا الصبر والتقوى لما يحب ويرضى انه عزيز وهّاب .

موقف موجع
أبنائنا سكناهم في المقل وفي حشاش القلب

ولكن هذه الدنيا ..وإذا جاء امر الله لاراد لقضائه

نسأل الله أن يسكن فقيدكم جناته وان يلهمكم الصبر والسلوان

ومااحتسابكم إلا على الله هو يأجركم في ما أصابكم

ومن حمد الله على هذه البلوى؛ بنى له قصرا في الجنة يسمى بيت الحمد

أستاذيّ الفاضل كلنا راحلون من هذه الدنيا

ونسأل الله ان يجمعنا في جنانه ويشملنا برحمته

هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا .

كن بخير

أبكيت قلوبنا قبل المقل يا أستاذ ثائر

وأي كلام يقال في موقف جليل كهذا
سوى أن نترحم على ابنك الغالي
وندعو الله أن يتغمده في رحمته
وأن يلهمكم الصبر على فقدانه وأن يجمعكم به
في جنات الخلد

ولله ما أخذ ولله ما اعطى وكل شئ عنده بمقدار

عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: " إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد

عبدي؟

فيقولون : نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده . فيقولون : نعم فيقول :

ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجعك فيقول الله تعالى :

ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسمّوه بيت الحمد " . رواه الترمذي

أستاذنا الفاضل ثائر الحيالي,كلامك يدمي الفؤاد ,و يثير في النفس

عواصف من ألم ,فأحرفك تتقاطر رحمة,و حزنًا ,وأسى على ثمرة الفؤاد.

أسأل الله أن يجزل لك المثوبة على صبرك وأن يجعلك ممن يسكن

بيت الحمد في جنات عدن.

السيد : ثائر

بعد التحية والأمنيات الطيبة والكلمات المنمقة
أود أن أنثر لك هنا بعضاً من أحرفي علها تكون بمثابة سلوى لك
لا أنكر ألمك .. ولا أستطيع أن أتفوه بكلمة اصبر
فلقد قاسيت ما قاسيت .. واعلم أن كلمات المواساة مجتمعة لن تبعد عنك الألم وإحساس الفقد
ولكنها قد تمسح دمعة .. أو .. تخفف حزناً .. لبعض الوقت

تقديري لك ولهذه الأحرف النورانية لما تحمله من شفافية الطرح وعفوية الكلمة ...
فليرحم الرب فقيدكم ويفرغ عليكم صبراً ..

ودمت لهذا المنبر ..

من قال أن السعيد لا يكتب الألم ...!!
وكيف للسحاب ان تُفرح الخليقة وهي تبكي لإسعاد غيرها
فتشعر الأرض بملوحة الدموع فتحزن ولا تُنبت بذورها حتى تبتسم السحابةُ من جديد

أخي ومعلمي وأستاذي / ثائر الحيالي
لك الله ملجئ وملاذاً من حُزن لابد منه وإن عسر عليك تحمله

أحياك الله سعيداً راضياً مرضياً

أبنك منير عبدالله

كلماتك خطفت تماسكي سيدي الفاضل وأغرقتني في لجة الحزن الذي فرد أجنحته يحبو ليحوي مساحة بلون الأسى .
وفاضت الدموع .. وتصدع القلب بين الضلوع ولم أملك لكم إلا الدعاء
اللهم اجعل من صبركم حمدا ترجون به من واسع رحمته
وأن يجعله الله شفيعاً لك ولوالدته يوم القيامه
للتثبيت
إجلالاً لكم
تقديري الكبير

اقتباس كامل النص

أخي الحبيب الكبير : ثائر حفظه الله
سلام الله عليك .
وسلامه تعالى على ولدك حيث يرقد .
ولقد هِجت فيّ نائحة كانت هامدة ،،، وأذكيت جمرة كانت خامدة .
يرحم الله ولدك رحمة واسعة من عنده ،،، اللهم آمين .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ولقد ذكرتني أيها الحبيب بولدي مصعب يرحمه الله ،،، حيث اختطفه الموت قبل خمس سنوات في هاجرة تغلي مراجلها .
وترك بأرضه حتى فارق الحياة حيث لا أنيس ولا مسعف ،،، بل فرّ الجبناء ليسلم كلّ من المسئولية ! .
ومن عجب ، ومن قهر أيها الحبيب قال لي المحقق : أنّ حادثا حدث أدى إلى وفاة السائق ! .
فقلت : وما أدراك أن مصعبا كان سائقا ؟
قال : بشهادة الناجي الوحيد ! .
قلت : وما ادراك أن الناحي كان صادقا ؟
قال : إذهب واسأل ابنك !!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
أسألك بالله أيها الحبيب : أرأيت أوقح من هذا ؟؟؟
كيف أسأل ولدي الميت ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله .
وحسبي الله ونعم الوكيل .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أخي الحبيب : كنتُ قد كتبت رثاء في ولدي ،،، ولعلك بموضوعك هذا تشدني إلى إدراجه ،،، لعلنا نتشاطر الألم ونتقاسم الحزن .
رحمنا الله وإياكم وأولادنا واولادكم وموتانا وموتاكم .
إنه الله سبحانه الذي سبقت رحمته غضبه .
ويجير من يستجير به
فاطمئن أخي الحبيب ثائر ولا تحزن .
أخوك : حسين الطلاع