نظرية العامل هي النظرية الحاكمة للنحو العربي، وقد حاربها العائدون من الابتعاث الخارجي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين في جامعاتهم وكتبهم تأثرا بالمدرسة الوصفية الغربية.
وظلت الحرب إلا أن تغير التأثر وصار بالمدرسة التوليدية الغربية.
وهذه إشارات إليها وردت في كتاب "جامع الدروس العربية"، فإليها.
***
1- مَعْنى العامِلِ وَالْمَعْمولِ وَالْعَمَلِ
متى انتظمتِ الكلماتُ في الجملة فمنها ما يُؤثر فيما يَليهِ، فيرفعُ ما بعدَهُ أو ينصِبُهُ أو يجزمهُ أو يجُرُّهُ، كالفعل يرفعُ الفاعلَ وينصِبُ المفعولَ بهِ، وكالمبتدأ يرفعُ الخبر، وكأدوات الجزم تجزمُ الفعلَ المضارع، وكحروف الجرِّ تخفضُ ما يَليها من الأسماء. فهذا هو المُؤَثِّرُ أو العاملُ.
ومنها ما يُؤثرُ فيه ما قبلَهُ فيرفعُهُ أو ينصبُهُ أو يَجُرُّهُ أو يجزمهُ، كالفاعل والمفعول والمضاف إليه والمسبوق بحرف جرّ والفعلِ المضارعِ وغيرِها. فهذا هو المتأثرُ أو المعمولُ.
ومنها ما لا يُؤَثِّرُ ولا يَتأثرُ كبعض الحروف، نحو "هل وبل وقد وسوف وهلاَّ"، وغيرِها من حروف المعاني.
والنتيجةُ الحاصلةُ من فعل المؤثر وانفعالِ المتأثر هي الأثرُ، كعلامات الإعراب الدالَّةِ على الرفعِ أو النصب أو الجر أو الجزم، فهي نتيجةٌ لتأثيرِ العوامل الداخلةِ على الكلمات ولتأثُّرِ الكلمات بهذه العوامل.
فما يُحدِثُ تَغيُّراً في غيرِه فهو العاملُ، وما يَتغيَّرُ آخرُهُ بالعاملِ فهو المعمولُ، وما لا يُؤثر ولا يَتأثرُ فهو العاطلُ أي ما ليسَ بمعمولٍ ولا عامل، والأثرُ الحاصلُ من رفع أو نصبٍ أو جزمٍ أو خفض يُسمّى "العملَ" أي الإعرابَ.
2- العامل
العاملُ ما يُحدِثُ الرفعَ أو النصب أو الجزمَ أو الخفضَ فيما يَليهِ، والعواملُ هي الفعلُ وشِبهُه والأدواتُ التي تنصبُ المُضارع أو تجزمُهُ والأحرفُ التي تنصبُ المبتدأ وترفعُ الخبرَ والأحرفُ التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر وحروف الجرِّ والمُضافُ والمبتدأ.
وهي قسمان: لفظيّةٌ، ومعنويَّةٌ؛ فالعاملُ اللفظيَّ هوَ المؤثرُ الملفوظُ كالذي ذكرناه، والعاملُ المعنوي هو تَجرُّدُ المبتدأ من عامل لفظي كان سبب رفعه، وتجرّدُ المضارع من عوامل النصب والجزم كان سببَ رفعه أيضاً.
فالتجرّد هو عدم ذكر العامل، وهو سبب معنوي في رفعه ما تجرَّد من عامل لفظي كالمبتدأ والمضارع الذي لم يسبقه ناصب أو جازم.
3- الْمَعْمول
المعمولُ هو ما يَتغيَّرُ آخرُهُ برفعٍ أو نصبٍ أو جزمٍ أو خفضٍ بتأثير العامل فيه، والمعمولاتُ هي الأسماءُ والفعلُ المضارعُ، والمعمولُ على ضربين: معمولٍ بالأصالة، ومعمولٍ بالتَّبعيّة؛ فالمعمولُ بالأصالةِ هو ما يُؤثرُ فيه العاملُ مباشرةً كالفاعل ونائبهِ والمبتدأ وخبرهِ واسم الفعل الناقص وخبره واسمِ إنَّ وأَخواتها وأَخبارها والمفاعيلِ والحال والتمييز والمستثنى والمضافِ إليهِ والفعلِ المضارع.
والمبتدأ يكونُ عاملاً لرفعهِ الخبرَ ويكونُ معمولاً لتجرُّدهِ من العوامل اللفظيةِ للابتداء فهو الذي يرفعُه، والمضافُ يكون عاملاً لجرِّهِ المضافَ إليه ويكونُ معمولاً لأنه يكون مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً حسبَ العواملِ الداخلةِ عليه.
والمضارعُ وشِبهُهُ (ما عدا اسمَ الفعلِ) عاملانِ فيما يَليهما، معمولانِ لما يَسبقُهما من العوامل.
والمعمولُ بالتّبعيّة هو ما يُؤثرُ فيه العاملُ بواسطة متبوعه كالنَّعت والعَطفِ والتوكيدِ والبدل فإنها تُرفعُ أَو تُنصَبُ أو تُجرُّ أو تُحزَمُ؛ لأنها تابعةٌ لمرفوع أو منصوب أو مجرور أو مجزوم، والعاملُ فيها هو العاملُ في متبوعها الذي يَتقدّمها.
4- العَمَل
العملُ (ويُسمّى الإعرابَ أيضاً) هو الأثرُ الحاصلُ بتأثير العامل من رفعٍ أو نصبٍ أو خفض أو جزم.