من وحي المنابر ..
عبدالغني خلف الله
لكل الذين يتلكأون في التوجه لأداء صلاة الجمعة ليدخلوا إلي المسجد بعد الخطبة ..أقول لهم إنكم تضيعون فرصة غالية للتمتع بسيل جارف من المعلومات والقصص لا سيما قصص الأنبياء والسيرة النبوية ومآثر الصحابة .. وتدهش من ذلك الكم المفرح من المواقف ..وكلما تعتقد بأنك تعلمت الكثير والكثير جداً وشربت حتي الثمالة من فيضها تجد نفسك جاهلاً وتعاني من فقر دم معلوماتي لا مثيل له .. والغريب أن لكل عالم أو إمام مسجد معلوماته وطريقته في توصيلها هذا طبعاً لا ينفي وقوع بعض الخطباء في شباك المغالطات التاريخية والدينية والإسرائيليات .. فقد أسعدتني معرفة أن السيدة عائشة أم المؤمنين مثلاً كانت تطيب الدنانير قبل أن تتصدق بها للمحتاجين وعندما سألوها عن مغزي هذا التصرف قالت ..لأنها تضع الصدقة في يد الله لذلك تحرص علي تكون طيبة ومطيبة في آن واحد ثم وعندما سألوها عن سبب إعادتها لدعوات من تتصدق لهم الكلمة بالكلمة والعبارة بالعبارة أجابت لأنها تريد أن تكون الصدقة خالصة لله سبحانه وتعالي دون مقابل من الشخص المتصدق عليه حتي ولو خالص الدعاء ..يقول لها المحتاج بارك الله فيك فترد عليه وبارك الله فيك أيضاً ..هذه بتلك ..ومن القصص الجديدة علي مسمعي ما رواه أحد الخطباء في صلاة الجمعة أن السيدة هاجر عندما حبلت بسيدنا اسماعيل عليه السلام وبدأ الجنين يتحرك في أحشائها شعرت السيدة سارة بالغيرة فرجته أن يأخذ هاجر لمكان غير الذي تقطن به فكانت رحلته نحو مكة ودعاؤه المعروف ( اللهم إني أسكنت ذريتي بواد غير ذي زرع ..) إلي آخر الآيات الكريمات ..وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام يحرص علي معاودة سارة من حين لآخركدأبه في الحكمة والعدل والتقوي ..ثم وموقفه وولده مع إبليس اللعين الذي حاول عبثاً إقناعهما بالعدول عن الذبح فكانا يقذفانه بالحجارة ليبتعد كما تقول بعض الروايات ..ونسبة لأن المناسبات تتعدد وتتنوع فقد أصغيت وأنا مأخوذاً تماماً للإمام وهو يعيد علي مسامعنا الأوصاف التي أسبغتها علي رسولنا الكريم ( أم معبد ) وهو في طريقه إلي المدينة في الهجرة النبوية ..وكانت كل مفردة تقول بأن تلك السيدة لا بد أن تكون أستاذة جامعية درست اللغة العربية في أرقي المعاهد والجامعات وليس إعرابية تقيم في الصحراء ومعها زوجها ولا يملكان سوي بعض العنزات الهزيلات وفي أجواء بعيدة عن الترف والمعلوماتية والإنترنت ..وقد تكون مفرداتها تلك أكثر حداثة من أروع ما كتب في الألفية الثالثة من شاكلة ( التماهي والتناص والشفافية ..) والذي منه وليس العام الأول للهجرة النبوية المباركة ..كذلك استمعت إلي تفاصيل ما جري في تلك الغرفة المغلّقة الأبواب وليس المغلقة وما أوضح الفرق بين الإثنين ..ما جري بين سيدنا يوسف عليه السلام وزليخة ..فقد كان لديها صنم في غرفتها فوضعت عليه ستاراً حتي لا يراها فيما لو قبل سيدنا يوسف بمواقعتها فقال لها تستحين من صنم لا يسمع ولا يري ولا تخشين الله سبحانه المطّلع علي كل شيء ..هذه الجزئية الصغيرة لم أسمع بها من قبل وهكذا تستزيد من المعرفة عندما تكون حاضراً بالمسجد قبل صعود الإمام إلي المنبر بجانب الأجر طبعاً لكن أحدهم صعد إلي المنبر ذات مرة وبعد أن حمد الله واثني عليه وصلي علي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه .. طلب من الجميع تطليق زوجاتهم بعد انتهاء الصلاة مباشرة .. وحجته في ذلك أن السيدات والآنسات يتبرجن في الطرقات والأسواق وتلك مسئوليتنا نحن كأولياء الأمور وعلينا أن نتوب ونطلق زوجاتنا ثم ومن بعد ذلك نعقد عليهن من جديد ..صحيح أن كل ولي أمر يتحمل تبعات مظهر زوجته أو كريمته وهي تغادر المنزل للعمل أو الدراسة ..وكان طلبه عجيباً غريباً وأحدث نوعاً من الصدمة في نفوس المصلين .. إذ ليس مطلوباً التعميم في مثل هذه الأمور والذهاب إلي هذا المدي من العقوبة والله أعلم ..فيا عزيزي الشاب لا تنشغل عن أداء صلاة الجمعة مهما كانت المغريات التي حولك إذا كنت تعتبرني لك من الناصحين وكلها خمس وأربعون دقيقة في الأسبوع لا أكثر .. ودمتم .