عظمة الله تعالى (سريع )
الحمد لله الجليل العظيم هادي الأنام للطريق القويم المنعم المنان من فضله أكرمنا فهو الجواد الكريم من أبدع الكون بإتقانه يسبح ضمن خطه المستقيم على عظيم صنعه شاهد لمن له عقل وقلب سليم فالشمس تجري وفق تقديره (ذلك تقدير العزيز العليم) والبدر في وسط الدجى نوره مبدد ذاك الظلام البهيم والنهر يجري في الربى ضاحكًا يسقي الزروع ماؤه والكروم وللحياة سرها قد حوى من دونه الحياة لا تستقيم وكم ترى في البحر من آية ففوقه خلق عظيم يعوم والدر في أعماقه كامن ومن بخاره تكون الغيوم وسخر الأنعام من فضله وأخرج المرعى ففيه تسوم ركوبنا منها ومطعومنا منها وفي الألبان نفع عميم وللجبال كم سمت قمة وفي السماء حيث تزهو النجوم لترشد الساري في قصده وللشياطين فتلك النجوم أرسل فينا المصطفى هاديًا فهو الرسول والرءوف الرحيم بشرعه السامي ننال العلا فيه الهناء والنعيم المقيم قامت على منهاجه أمة نظيرها في الدهر طراً عديم علمت الناس طريق الهدى وساست الخلق بخلق حكيم وأعطت الكون دروس الفدا ترمي العدا بكل خطب جسيم الصبر والصدق إذا ما التقى صف بصف والمنايا تحوم تقدمت وقدمت أنفسًا وذاك مهر الحور غال كريم إلى المعالي دأبها ما انثنت غير رضا الرحمن ليست تروم يا أمتي أسلافنا شيدوا صرحاً يسامي قاصيات النجوم فامضوا بعزم واقتفوا إثرهم واسعوا إلى خير ومجد يدوم تحيوا حياة العز ما شابها ذل ولا تشكوا لحق هضيم والفوز بالأخرى إذا قمتم للحشر والخلق بهم عظيم والله أجرى الموت في خلقه لحكمة وهو الحكيم العليم فما نجى من حكمه كائن فكلنا يسقىبكأس زؤوم ويبعث الأموات بعد البلى وربنا بكل خلق عليمقى يحيي عظاماً قد غدت رمة سبحان من يحيي العظام الرميم ليجزي الناس بما قدموا فالصالحون خصهم بالنعيم والمجرمون في لظى أودعوا جزاؤهم فيها العذاب الأليم وينصب الميزان من عدله والحق في قسطاسه المستقيم ميزان عدل لا ترى شعرة تضيع فيه ذاك وزن قويم على الصراط بعضهم مسرع إلى الجنان والنعيم المقيم وبعضهم في سيره مثقل والبعض منهم قد هوى في الجحيم والهول في الموقف من كربه في ذلك اليوم يشيب الفطيم والمصطفى لربه ساجد يشفع في ذاك البلاء العظيم مردداً لقوله أمتي مقامه ذاك المقام الكريم صلى عليه الله حيث الصبا هبت لها يفوح عطر شميم والآل والأصحاب أهل التقى بذكرهم يشفى الفؤاد السقيم