بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم بأن الأمـــر الوحيد الذي يقطع جسدي الفراق ، حيثُ ترحــل تلك الأجــساد و تحتضنها حبيبات الرمال
كثيرة هي الأرواح التي كنّا معها يوماً ، و تركتنا بدون سابق إنذار . . أعذرني يــا قلمي فأني اعجز عن
التعبير بكـــل لغات العالم ، في السنوات الأخــيرة فقدتٌ الكثير . . أقارب ، أصدقـــاء ، معارف ، جيران
انتقلوا إلى رحمة الله تعالى . . قال الله تعالى في كتابه الكريم: ( كـــل نفسٍ ذائقة الموت ) إلى متى
سنستبعد أنفسنا من هذه الآية الكريمة ، رحماكَ يا رب ألطف بحالنا . .
قـــارِب قــــلْبي شــارف على الإبْحــار حيث اللاوجود
فهل من مخرجٍ يستجدي أن تخرج منه الحروف . . ؟!
أم إنني سأقع قابعة وسط صمتٍ مخيف . . كـان الله عـون القلوب إنه الرثاء الرثاء . .
هل أرثيك يــا زايد أم أرثي أبناؤكَ ناصر و أحمد
هل أرثيك يـا راشد أم أرثي أبنك مكتوم
هل أرثيك يا جدي أحمد أم أرثي عمي حسين
هل أرثيك يــا خالي محمد أم أرثي زوجتكَ
هل أرثيكِ يا صديقتي عائشة أم أرثي طفلة جارنا
أرثي من و أترك من ؟! أم أنه العزاء على قلبي لفقدكم . . . أسماءٌ تتزاحم على ضفاف قلبي فكم في قلبي
لكم دعواتٌ لا تتلاشى ولا تنضب. هذه ليست مساحة للرثاء بمدى كونها مساحة مشاعر و ذكرى طاهرة
ينحني القلم و يسطر لفقيدنــا لفقيدنــا فقيد الأمة الإسلامية . . أوآآآآه من خبرٌ ألجم نبضات قلبي . .
و بات الحزن مدفــونٌ في القلب و دعواتٌ نابعة من صميمه .
أحــقاً رحـــل ؟
ومنذُ فترة نشرت المواقع ( أدعوا للعلامة ابن جبرين بالشفاء العاجل )
بكــى الخلق يوم الاثنين لفقدك يبكــون لفقدك يـــا شيخ ، وفي الثلاثاء الجمعُ حاضرٌ والمساجدُ تبكي
يحملون الجنازة و دعواتٌ تهتف بها الألسنة لربٍ رحيم ، آلافٌ شيعوهـــا آلافٌ شيعوا الجنازة عقب الصلاة
عليه في الجامع الكبير في الريـــاض .
رحـــل رحـل ابن جبرين يــا من كان شُعاعٌ للتقوى . . والحق وطن
يا أعجوبة العلماء في زمنٍ نحن له أحـوج قدْ كُنتَ نبراساً شامخاً كالخنجر على أهل
الفتن . . قولوا بربكــم إن لم أبكي على شيخٌ مثله إن لم أبكي على علم الهدى واليقين
فلمن أذرف الدموع ، ومن خلفه أخطوا خطواتي العرجاء ومن سيمضي على السنون القادمة
ليحمي عقيدتنا
مات مات ولكن نهره لن ينضب مازلنا نرتوي من مناهِله فالدُرر تبقى وإن لم تُحفظ الأصداف
آه من نــورٍ مشع كان ينير دروبــنا متأسياً برسولنا صلى الله عليه وسلم ، أمضيت حياتكَ بالقرآن
مرتدياً الوقــار ، اليوم أبكيك يا والدي يا من كنت مشعلاً للأخلاق والتواضع و همة قوية ، وإيماناً
و جـــود و بذلٌ و إحسان.
إنك للدنيا ضياء أخبروني كم من مسجدٍ حنّ له ، كم من منبرٍ فقده ، كم من طلبة علمٍ متعطشين لعلمه
كم كان وقتك مابين الدروسِ موزعٌ وعلمك كالشمس الساطع ، أخبروني أخبروني كم من جاهلاً يحتاجه
انتهى فصل العطاء ، صفحةٌ من كتاب انطوت أسمعوا الصيحات ، أسمعوا الصيحات : ابن جبرين غاب
ابن جبرين غاب وغاب الضياء وفجع القلب ، أجيبوني كيف فقد العظماء يالفقد العلماء يالله . . يالله
استقبلت القبور بدراً منيراً أكتبوا أكتبوا و سطروا في التاريخ يا كاتب التاريخ هذا ابن جبرين
يالله يا عالم خفايا الأسرار أرحم شيخنا و أسكنه الجنة الثمينة
يالله ألطف بحاله . . وأرحمه رحمة واسعة . . دعوني أبكــي ولا تتعجبوا من تكرار بكائي على أطلاله
قلبي تضرم و القلم شاب عن التعبير يا وجعي ، أتركوني صامته
حــياً وإن كُنت ميتاً
حيــاً بعلمك الذي يشدوا في العالم
رحمك الله و غفر لك ولنّا
الحزينة لفقدك: حـــور