|
لما شكوتُ الناسَ زادتْ بلوتي |
و إليكَ أشكو فالبلاءُ قليلُ |
لما سألتُ الناسَ دونكَ اعرضوا |
و إليكَ سؤلي ما بهِ تعليلُ |
رباهُ من لي حين قلّتْ حيلتي |
إلا رجاءًا فيكَ يا مأمولُ |
رباهُ من لي حينَ زادتْ عثرتي |
و تزاحمتْ فوقَ الحمالِ حمُولُ ؟ |
رباهُ من لي غير جودكَ دلني |
مالي سوى هذا السبيلِ سبيلُ |
أنعمْ بهِ ذاك الطريقُ ففضلهُ |
بلغَ الثـريا مـا به تعطيلُ |
ربي رأيتُ العالمين تزاحموا |
بابَ الملوكِ و بابهم مقفولُ |
و رأيتُ صدّ المعرضين لمنّكمْ |
أيصدّ عن فضل العظيم ضئيلُ |
و رأيتُ في طرقِ الحياةِ مسالكًا |
درب النجاةِ و دونه التضليلُ |
و رأيتُ بين البائسين توكلاً |
في لهجهم في حزنهم تدليلُ |
فعلمتُ أن الجاه يَفنى بعدما |
يُودي بغيٍ جمعه و يزولُ |
و علمتُ ربي أن علميَ قاصرٌ |
فلربما عِلْمُ الجَهُولِ جُهُولُ |
ربي إذا بسطَ الظلام رداءهُ |
هامتْ على قلبي رؤىً فتطولُ |
وتمازجتْ ألوان عمري فيهما |
و تناثرتْ مني الحروف تقولُ |
ربي سمعتُ المغرمين بحبهم |
ضلوا كثيرًا و استقامَ قليلُ |
و رأيتهم في عشقهم قد اغمضوا |
كلَّ العيونِ ليصبرَ التقبيلُ |
و رأيتهم في غيهم لم يحسبوا |
أن الهوى في سكرةٍ سيميلُ |
ربي إلى أين المسير و كلنا |
عن طرقِ بابكَ غافلٌ و بخيلُ ؟ |
ربي سئمتُ العالمين و لم أزلْ |
في نبض عمرٍ كلهُ التأميلُ |
لكنني ما عدتُ إلا تائهًا |
لا أستريحُ سوى لديكَ أقيلُ |
قد زدتُ ربي عن حياتي نفرةً |
و أرى إلتفافُ العالمينَ طويلُ |
فإذا سألتُ الله ربي خيرةً |
سأرى من المدعو العظيم جميلُ |
و إذا رفعتُ إلى الحكيمِ شكايتي |
و له افتقارُ القلبِ و هوَ ذليلُ |
ستهونُ أحزاني و تُلجمُ دمعتي |
و تجفُ أسقامي به و تزولُ |
و سينطوي همي على آثارهِ |
طيٌ على عهدٍ فليسَ يؤولُ |
فعلامَ نحملُ في النفوس غضاضةً |
و لقدْ علمنا و العلوم دليلُ |
أن ليس من دونِ الإله مخافةً |
فالمرجفين لباسهم تضليلُ |
من عاش للرحمن أدركَ غايةً |
أن الحياة إلى الجنانِ سبيلُ |