|
أبعدَ خمسةِ أعوامٍ تبادرُني: |
كالشَّمس مشرقة من حالِك السُجُفِ؟ |
تشدو بنغمةِ حبٍّ أسْكَرَتْ جَلَدي |
وأسلمتْه لإعصارٍ من الشَّغَفْ |
فتّانةٌ من شِغافِ القلبِ بسمتُها، |
ولؤلؤُ العينِ مثلَ الفجر في السَدَفِ |
تُناثِرُ النورَ في الأنحاءِ من حَبَقٍ |
وتسكبُ العطرَ في عِرزالها الرَّهِفِ |
وتُبْرِقُ اللؤلؤَ المكنونَ مقلتُها |
وتومضُ السِّحرَ في الخدَّين والوطفِ |
. |
. |
قد كنت أزرعُ في روض السَّبيلِ خُطا |
ي ، أنشُدُ الأمس في زهوٍ وفي وجفِ |
فأحْدَقتْني بآهٍ ...كاللظى ، ومضتْ |
تذرو تمائمَها في كل منعطف |
. |
. |
أين الخواتمُ؟ قالت ، وهي تسألني |
بضحكةٍ ، ضُمِّخَتْ بالشَّوقِ واللهف |
هديلُ صوتٍ ، رفيفُ القلبِ نغمتُه، |
وسِحرُه كان عِرزالي ومعتكفي |
يا ابنَ الشَّمائلِ ، هلْ مازلتَ تذكرُني؟ |
أم انَّ قصّتنا ضُمّتْ إلى السُلَفِ |
لقدْ أتيتُ نكالاً يومذاك ، فلمْ |
أزُدْ أنا عن هوى عمري وعن كلَفي |
وها أتيتُ . طيورُ الشَّوقِ تحملني |
تعنو لوجهكَ بالأعذارِ والأسفِ |
إنّي انتظرتُ زماناً أنْ تعودَ وأنْ |
نُعاودَ الحلمَ في أحضانِ مُزْدَلَف |
. |
. |
رأيت - ياعجَباً - قلبي ( تمائمُه |
خُضْرٌ) يُوقّعُ - حُبّاً - صكَّ مُعتَرِفِ |
بأنّني كنتُ يوماً عاشقاً دَنِفاً |
أعيشُ دفءَ غرامٍ سامقٍ ألِفِ |
. |
. |
تعِبْتُ أكتبُه (في الشِّعر) ملحمة، |
ورحتُ أنثرُه في النَّاس كالخَرِفِ |
لعلَّ صوتيَ يرقى للحبيبِ ، وقدْ |
أحالني العِشْقُ شكلَ الوالهِ الدَّنِفِ |
لكنّني لم أفُزْ منها برجعِ صدى |
فرُحْتُ أُبْحِرُ في الدّنيا بلا هدفِ |
. |
. |
أحنو إلى حلبَ الشّهباءِ مذْ فُطِرتْ |
صبابتي عندَها في حيّها التّرِفِ |
ياطيبَها .. كم غزتْ حُلـْمي ، تُطيفُ بهِ |
تاريخَ مأثرةٍ ( في العشقِ) لم يُطَفِ |
وكم تحنّ لها الأحلامُ مشرَعةً |
وكم تعانقُها الأشواقُ في شغَفِ |
وكم رشفتُ خموراً من مباسمِها |
وكنتُ أُرْهَنُ في اللقيا بمرْتَشَفِ |
. |
. |
أنا ... لن أعودَ ، فعذراً : إنَّ لي كنَفاً |
أصونُه سامقاً ، قد عزَّ من كـَنـَفِ |
ألا ترين ملاكاً ، يرتعي لعِباً |
مع القرائنِ ، بالأزهارِ والصَدَفِ |
هذا الصبيُّ : فتايَ البكرُ ، فارتحلي |
إني أحبُّكِ لكنِّي! ... ولمْ أُضِفِ |