هذه محاولتي الأولى في القصة
أتمنى أن تعجبكم
أنشأه على الشهامة والإباء والانتصار للحق
علمه أن يواجه بقوة ووضوح وثقة كل اعتداء
أوصاه أن لا يترك لوغد أن ينتقص منه أو يهينه
ويوم أقام بعض البرابرة خيمتهم قرب بيته، زارعين على سوره أوتادها، وملقين داخل السور أثقالا مربوطة لسقفها بحبال ثخينة ترفعه، ساء الفتى هذا التعدي على حرمة بيته بدون حتى استئذان، ومضى إلى خيمتهم معترضا مبينا لهم خطأ ما فعلوا ومطالبا بحق أهل البيت بمراعاة حرمته، فنهروه واستهانوا به فغضب وثار، وذهب للأب المتشاغل دائما بما يراه هو عاديا غير جدير بانشغاله ذاك، ولم يجد عنده ما انتظر من غضبة لحقة وانتصار لكرامته، فسار لغرفته حاني الرأس محزونا، لكن تلك الأثقال المربوطة بالحبال الثخينة أطلت من وراء النافذة تتحداه بشكلها البشع داخل أسوار بيتهم يشوّه الحديقة التي كان يظنها الأجمل والأنظف.
ولم يطق الفتى صبرا على هوان عافته نفسه، فمضى بخطى وئيدة تحت ضوء القمر لتلك الأثقال يلقي بها خارج السور، وينتزع عنه الأوتاد المغروسة فيه، وعلا زعيق سكان الخيمة وتهديداتهم، وبسرعة البرق انفتح باب الحديقة ليدخل منه ثلاثة من الشباب مزمجرين في ذات اللحظة التي انفتح بها باب بيتهم ليخرج أبوه مسرعا يحتضنه ويحاول إخفاء رأسه في صدرة بينما يتملق الغزاة معتذرا لهم عن غلطة الفتى إذ لم يفهم وصايا أبيه، ويرجوهم أن يتفهموا ويعذروا.
رفع رأسه بقوة يبعدها عن صدر أبيه الذي بات له مرعبا، وأخذ يحدق في عينيه ويتأمل وجهه، وبوجل سحب نفسه من بين يديه وانطلق عبر البوابة التي تركوها مفتوحة يسابق الريح التي حملت سؤاله المفجوع: أنت منهم ، فأين ابي؟