بسم الله الرحمن الرحيم
كسلا يا أغنية خضراء – قصيدة شعر
عبدالغني خلف الله
إلي عروس شرق السودان .. مدينة كسلا
ملف مرفق 2394
لست أول من غاب عنك
ولا آخر عائد إليك ..
وقبل أن ألقاك ..
رأيت المسافة تؤاخيك
والمدي يشتهيك ..
وما كان بعدي عنك يا كسلا
عزوفآ ونأيآ بدون سبب ..
ففيم اشتياقي وأنا فيك ..
فيم صدودك ..فيم الغضب ..؟
لست أول عاشقيك ولا آخر من هام بك وجدآ ..
فقد كنت يا كسلا للشعر ملهمه ..
وكنت رائقة كالندي ومشرقة كبرعمه
كنت يا حلوتي لحن غبطتي
كنت القصيدة والملهمه ..
لست أول عاشقيك ولا آخر
من هام بك وجدآ
وقبل أن ألقاك سمعت نهنهة الريح
تنداح برقآ ورعدا ..
رأيت الغيوم ولمّا فاجأتها قبابك
انحلت شرابآ وشهدا ..
وقد كنت يا كسلا قبالتي ساجيه
فهل كنت يا حلوتي تصّلين
أم تنصتين نصف عاريه (1)..
وددت لو أنني أعفّر مقلتيك
بالقبل العارمه ..
ولو أنني أموت نيابة عنك
وتبقين لي سالمه ..
لأنك يا حلوتي لحن غبطتي
وأنت القصيدة والملهمه ..
لست أول من عرفوك عصية وغاليه
تمنعت يا كسلا علي العصافير
منعت الغزاة وسرت في إثرهم غازيه
رأيت اخضرار المواسم يبحث عن داليه ..
أنيقة كالعطر ..مشرئبة وعاليه ..
فسمّوك للربيع ..سمّوك للخريف
وقالوا ..قطوفها دانيه ..
فجئتك جاءت العصافير جذلي
نغني لأمجادك الخاليه ..
وبعض الغناء فيك يغري
بعض المواويل اشتهاء ..
وبعض القصائد عنك خيانه
وبعض الحديث إليك ارتشاء ..
أحبك قبل الحب ..قبل الولادة
وفي البدء والإنتهاء ..
لأنك أول شهقة للفجر
أغلي وصايا عزيز مسافر
وآخر دورة للعصافير
وهي توصد عشها لتهاجر ..
وحرّت حين جئتك ..
هل أقيد اسمي
في دفتر الزيارات أم انثني لأغادر ؟
ولكنني برغم فراقي القصير للوطن
برغم كون الحبيبة توصيني
أن آخذ حذري منك ..
بقيت عامآ وعامآ وعامآ ..
بقيت أطول مما قد أظن ..
تعلمت فيك هطول الأغاني
مبرأة من كل سهد وحزن ..
وأعلم أنك قاتلتي في غدي
بالصبوة المستحيله
وبالشوق إلي ذراك ..
بالشوق إلي رباك يا جميله .
(1) كناية عن جبال كسلا وحدائق نهرالقاش .