لن نعترف

والهم في أجفاننا يأبى علينها أن ننام
حتى نعيد القدس شامخة لنا في الأرض كالبيت الحرام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل المجاهد بالحرف الواعي للحقائق
القابض على زناد الصدق واليقين أخي فرج أبو الجود
ومثل هذه القصائد كشعلة تضوي طريق الحائرين
وترفع همة المتكاسلين
رائع والله وجميل
همسة اظن كلمة هذه هي هذي ضلالات
دمت مخلصا صافيا مجاهدا بالحرف
جعلها الله في ميزان حسناتك ايها الدافع لكل خير

اعصار يجتاح ضمائر المتخاذلين
ولهيب يحرق أسرة خنوعهم ونمارق اتكائهم وبلادتهم
مذهولة وقفت أمام هذا الحرف الهادر شموخا وكبرياء
ومبهورة اقرا انتفاضة الحس وهدير الجرس المتناغم مع ضجيج الثورة في الكلمات
قصيد بديع متفوق
دمت مبدعا شاعرنا

أختاه إني فارس لكنني يا أخت أضرب بالكلام
والأرض يا أختاه مثل العرض ليس يصونها إلا الحسام
والسادة العلماء في أرضي رياحين ترفرف كالحمام
الطيب والمسك المعتق والثياب البيض والقول التمام
والاجتهاد بأن هذا جائز أو ربما هذا حرام
أما الولاة فقل على الدنيا السلام
ماذا تبقى من كرامتنا الأسيرة غير أن نهذي ولو بالشعر أو بالابتسام
أختاه إني خائف فالشعر في الأوطان عند العرب من رجز الكلام

قصيدة جميلة ومشاعر وطنية سامية

بارك الله فيك

سلم هذا الحس الثائر وهذا الجرس الهادر فالآمة تحتاج كل صوت قوي وكل قلب أبي!

نسأل الله أن يأتي الوقت الذي تتحرك فيه أرتال الأمة في جيش عرمرم لتحرر القدس وتطرد الغاصب.

ولعلني هنا أشير أخي إلى أننا مطالبون بالاعتراف بدين اليهود حتى وإن كان محرفا فهم أهل ذمة وأمرهم إلى ربهم ولذا لم يكن موفقا شرعيا قولك لن نعترف بدينك يا يهود.

دمت متألقا!


تحياتي

سلم هذا الحس الثائر وهذا الجرس الهادر فالآمة تحتاج كل صوت قوي وكل قلب أبي!

نسأل الله أن يأتي الوقت الذي تتحرك فيه أرتال الأمة في جيش عرمرم لتحرر القدس وتطرد الغاصب.

ولعلني هنا أشير أخي إلى أننا مطالبون بالاعتراف بدين اليهود حتى وإن كان محرفا فهم أهل ذمة وأمرهم إلى ربهم ولذا لم يكن موفقا شرعيا قولك لن نعترف بدينك يا يهود.

دمت متألقا!


تحياتي

الشاعر الكبير الدكتور العمري
شرفتني بمروركم الكريم وكلماتكم النبيلة وإحساسكم الصادق
أما بخصوص الإعتراف بدين اليهود
فقد سألني صديقي نفس السؤال عندما اسمعته القصيدة قبل نشرها
فقلت له ما أقوله الآن لكم:
هل أعترف بدين ينكر البعث والحساب؟
هل أعترف بدين يفسق الأنبياء؟
هل أعترف بدين يقوم على التمييز والعنصرية لصالح فئة من الخلق دون غيرها؟
هل أعترف بدين يستبيح دماء الأبرياء وأموال الخلق وأعراض الناس؟
اليهود لا يفعلون ما يفعلون إلا بتعليمات من دينهم، فهل أعترف أنا بهذا الدين؟
اليهودية التي أنزلها الله ليس لها وجود الآن، إنما هي تعاليم التلمود وافتراءات الحاخامات.
وأخيرا
إن الدين عند الله الإسلام ومن يأت بغير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
يا أخي الحبيب إذا رجع اليهود إلى يهودية موسى فهذا يعني أنهم صاروا مسلمين، وعندها سأعترف بدينهم الذي سيكون هو الإسلام.
تقبل تحياتي

جميلة قصيدتك يا شاعري ووطنية
نسال الله النصر

جزيت خيرا

الشاعر الكبير الدكتور العمري
شرفتني بمروركم الكريم وكلماتكم النبيلة وإحساسكم الصادق
أما بخصوص الإعتراف بدين اليهود
فقد سألني صديقي نفس السؤال عندما اسمعته القصيدة قبل نشرها
فقلت له ما أقوله الآن لكم:
هل أعترف بدين ينكر البعث والحساب؟
هل أعترف بدين يفسق الأنبياء؟
هل أعترف بدين يقوم على التمييز والعنصرية لصالح فئة من الخلق دون غيرها؟
هل أعترف بدين يستبيح دماء الأبرياء وأموال الخلق وأعراض الناس؟
اليهود لا يفعلون ما يفعلون إلا بتعليمات من دينهم، فهل أعترف أنا بهذا الدين؟
اليهودية التي أنزلها الله ليس لها وجود الآن، إنما هي تعاليم التلمود وافتراءات الحاخامات.
وأخيرا
إن الدين عند الله الإسلام ومن يأت بغير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
يا أخي الحبيب إذا رجع اليهود إلى يهودية موسى فهذا يعني أنهم صاروا مسلمين، وعندها سأعترف بدينهم الذي سيكون هو الإسلام.
تقبل تحياتي

أخي الحبيب فرج:

بارك الله بك وبهذه الروح الوثابة النقية التي تعكس مدى التمسك بالدين وبالهوية فجزاك الله خيرا.

وأنت هنا أشرت لقضايا صحيحة واقعا نقره وندركه ، وسقت أحاديث عن تفصيلات مهمة في دينهم لا نجادل فيها إلا فيما لا يستحق ، وتحدثت عن معنى ورد في القرآن الكريم "إن الدين عند الله الإسلام" ولكن سقته بما لا يناسب عقيدة المسلم لا عن قصد ولا عن صد وإنما من باب الحماسة والغيرة. وعليه فإنني استأذنك أن أوضح وباقتصاب شديد الأمر كما هو ثابت وراسخ في كتاب ربنا الكريم ويكفي اللبيب مثلك الإشارة لأن الأمر هنا واسع وكبير.

ولعلني أبدأ بالمفهوم الصحيح للآية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) وهي جملة تقريرية لا تحتمل إلا المعنى الظاهر بأن لا دين عند الله إلا الإسلام وأن أي دين سواه لا يعتبر دينا ، وهذا المعنى لا يمكن أن يستقيم إلا بأن ندرك أن دين الله هو الإسلام منذ خلق السموات والأرض بمعناه فقط وبأسماء مختلفة الذي يقصد به التسليم لله عز وجل والإقرار بوحدانيته وبإلوهيته وربوبيته وما يستتبع ذلك من التزام في القول والعمل. ولكن هذا لا يتفق وخلط المفهوم بالاسم أو بالمصطلح إن جاز التعبير حين كان ختام الرسالات بالمسمى فكان دين الله الذي أرسل به محمد هو الإسلام اسما ومعنى. والدليل على أن كل ما جاء به الأنبياء هو رسالة الإسلام بمعناها وبختلاف أسمائها هو وصف اتصل بجميع الأنبياء وأسوق هنا آيات قليلة كأمثلة:

رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ

إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ

وبهذا المفهوم أخي الكريم يتضح لك أن الأمر مختلف عما فهمت وإلا لكان ذلك إقرار بتناقض آيات القرآن التي يتحدث الله فيها عن أسماء الإديان التي سبقت دينه الخاتم كدين موسى وعيسي فسمى دينهم رغم أن الآيات السابقة توضح أن موسى وعيسى كانوا مسلمين ولكن دينهم لم يكن يسمى إسلاما وسأسوق هنا مثالا واحدا فحسب:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ


ولذا فقد ورد قوله تعالى في آية تحمل خبرا تقريريا واضحا بأن الله لن يقبل غير الإسلام رغم وجود آيات تتحدث عن أنه سيقبل من أديان قبل الإسلام وحتى بعده ممن يلتزمون الدين الحق من اليهود والنصارى وقليل ما هم.

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ



ولنعد الآن أيها الحبيب إلى أصل موضوعنا وإن كان ما قدمنا به شكل تقدمة وتوطئة مهمة في شرح ما سنقول بأن دين الإسلام الذي نزل على محمد نزل ودين اليهود محرف وفيه الكثير مما قلت إن لم يكن فيه كل ما قلت ويشهد القرآن بهذا في آيات وآيات منها على سبيل المثال:

مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ

وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ


هذه شهادة الله فيهم أخي الحبيب ورغم ذلك فقد قال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

وهذا يعني أنه لا يمكن أن نكفر بدين أقره الله تعالى وأرسل به رسلا نحن مأمرون بتصديقهم وعدم التفريق بينهم ، وأما ما يفعله هؤلاء اليهود فحسابهم على الله ونحن نؤمن بما جاء في القرآن وأكثرهم بما جاء فيه كافرين ملعونين ولكن منهم قليل صالح لأن الدين دين الله وهو صالح في أصله وإن أفسده المفسدون.


أرجو أن يكون فيما قلت على عجالة ما يوضح الصورة لك وأهمية هذا الفهم الدقيق لأنه من العقيدة التي لا تحتمل آراء أو مذاهب كالعبادات. قارن الآيات بهدوء وستجد من الله ما أحب لك بارك الله بك.



تحياتي

أخي الحبيب فرج:

بارك الله بك وبهذه الروح الوثابة النقية التي تعكس مدى التمسك بالدين وبالهوية فجزاك الله خيرا.

وأنت هنا أشرت لقضايا صحيحة واقعا نقره وندركه ، وسقت أحاديث عن تفصيلات مهمة في دينهم لا نجادل فيها إلا فيما لا يستحق ، وتحدثت عن معنى ورد في القرآن الكريم "إن الدين عند الله الإسلام" ولكن سقته بما لا يناسب عقيدة المسلم لا عن قصد ولا عن صد وإنما من باب الحماسة والغيرة. وعليه فإنني استأذنك أن أوضح وباقتصاب شديد الأمر كما هو ثابت وراسخ في كتاب ربنا الكريم ويكفي اللبيب مثلك الإشارة لأن الأمر هنا واسع وكبير.

ولعلني أبدأ بالمفهوم الصحيح للآية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) وهي جملة تقريرية لا تحتمل إلا المعنى الظاهر بأن لا دين عند الله إلا الإسلام وأن أي دين سواه لا يعتبر دينا ، وهذا المعنى لا يمكن أن يستقيم إلا بأن ندرك أن دين الله هو الإسلام منذ خلق السموات والأرض بمعناه فقط وبأسماء مختلفة الذي يقصد به التسليم لله عز وجل والإقرار بوحدانيته وبإلوهيته وربوبيته وما يستتبع ذلك من التزام في القول والعمل. ولكن هذا لا يتفق وخلط المفهوم بالاسم أو بالمصطلح إن جاز التعبير حين كان ختام الرسالات بالمسمى فكان دين الله الذي أرسل به محمد هو الإسلام اسما ومعنى. والدليل على أن كل ما جاء به الأنبياء هو رسالة الإسلام بمعناها وبختلاف أسمائها هو وصف اتصل بجميع الأنبياء وأسوق هنا آيات قليلة كأمثلة:

رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ

إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ

وبهذا المفهوم أخي الكريم يتضح لك أن الأمر مختلف عما فهمت وإلا لكان ذلك إقرار بتناقض آيات القرآن التي يتحدث الله فيها عن أسماء الإديان التي سبقت دينه الخاتم كدين موسى وعيسي فسمى دينهم رغم أن الآيات السابقة توضح أن موسى وعيسى كانوا مسلمين ولكن دينهم لم يكن يسمى إسلاما وسأسوق هنا مثالا واحدا فحسب:

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ


ولذا فقد ورد قوله تعالى في آية تحمل خبرا تقريريا واضحا بأن الله لن يقبل غير الإسلام رغم وجود آيات تتحدث عن أنه سيقبل من أديان قبل الإسلام وحتى بعده ممن يلتزمون الدين الحق من اليهود والنصارى وقليل ما هم.

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ



ولنعد الآن أيها الحبيب إلى أصل موضوعنا وإن كان ما قدمنا به شكل تقدمة وتوطئة مهمة في شرح ما سنقول بأن دين الإسلام الذي نزل على محمد نزل ودين اليهود محرف وفيه الكثير مما قلت إن لم يكن فيه كل ما قلت ويشهد القرآن بهذا في آيات وآيات منها على سبيل المثال:

مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ

وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ


هذه شهادة الله فيهم أخي الحبيب ورغم ذلك فقد قال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

وهذا يعني أنه لا يمكن أن نكفر بدين أقره الله تعالى وأرسل به رسلا نحن مأمرون بتصديقهم وعدم التفريق بينهم ، وأما ما يفعله هؤلاء اليهود فحسابهم على الله ونحن نؤمن بما جاء في القرآن وأكثرهم بما جاء فيه كافرين ملعونين ولكن منهم قليل صالح لأن الدين دين الله وهو صالح في أصله وإن أفسده المفسدون.


أرجو أن يكون فيما قلت على عجالة ما يوضح الصورة لك وأهمية هذا الفهم الدقيق لأنه من العقيدة التي لا تحتمل آراء أو مذاهب كالعبادات. قارن الآيات بهدوء وستجد من الله ما أحب لك بارك الله بك.



تحياتي

أستغفر الله أستغفر الله
رحم الله عبدا عرفناه بالحق وعرفنا الحق به
بارك الله فيك أخي الحبيب
وأرجو ان تتكرم بتغييرها إلى:
لن نعترف يوما ببغيك يا يهود
دمت بكل الخير والحب والعافية

أستغفر الله أستغفر الله
رحم الله عبدا عرفناه بالحق وعرفنا الحق به
بارك الله فيك أخي الحبيب
وأرجو ان تتكرم بتغييرها إلى:
لن نعترف يوما ببغيك يا يهود
دمت بكل الخير والحب والعافية

بارك الله بك أخي الحبيب وجعلك من أهل الحق!

هكذا هو المؤمن الحق فجزاك الله خيرا.

سيتم التعديل الموفق حالا.


تحياتي