|
مِـدادُ العمـر يطلبـه الفنــاء |
ولن يُفضي إلى طـولٍ بُكــاء |
ونَحملُ في الحيـاةِ فُلولَ عمـرٍ |
ســننفقها , أبينـا أم نشـاء |
فـإما أن نهـونَ على حيــاةٍ |
وإمـا أن تُغازلَنــا السَّـماء |
جراحُ الأرض تَغصِـبُ كلَّ غصنٍ |
رطيـبٍ يسـتقرُّ بـه البهــاء |
نُضَمدُهـا وننْكؤهــا ونُحيـي |
جراحـاً إذ يفيضُ بها الإنــاء |
وتُفجَـعُ فـي مُحيّانـا الأمـاني |
إذا وثبـتْ وأرهقهـا الهُــراء |
ومـا زلنـا نهيـم بكلِّ فــج |
غـريبٍ لا يكـون بـه لِقــاء |
تُفرِّقُنـا الجهـالةُ رغـم أنّــا |
على الويلات يجمَعُنـا الشَّــقاء |
ففينــا من يمـوتُ بغيـر داءٍ |
وتقتلُـهُ السِّـياسـةُ والعَــداء |
وفينـا بسـمةُ الأطفــال تخبو |
ويخنقهـا التشـرذم والجفــاء |
وفينـا الصبـحُ يُذبـح كل يـومٍ |
بأيدينــا , ويُعتقـل الرَّجــاء |
ألِفْنـا صولـةَ الغِربــان حتّى |
جرَتْ في الأهل يسـبقها الثَّنـاء |
وليـلٌ باهتٌ أضحى انتصــاراً |
علـى فجـرٍ يُكلِّلـه الضِّيــاء |
وأرواحٌ لأجـل الأرض فـاضت |
خذلنـاها , وأهملها الإخـــاء |
يقـول الخـاذلون غـداً سـينمو |
ويُزهـر فـي حدائقهـا الفـداء |
فهل يهبُ الحصادُ ثمـارَغـرسٍ |
إذا كان البـذارُ هـو الهَبـاء ؟ |
يثور الصمت في صمتٍ ويهْوي |
جـدار الصمت يخنقًُـه البكـاء |
فيـا أرضـاً تكاثـر خاذلوهـا |
لك المولى وما تقضي السَّـماء |
غـدا تنمـو براعِمُكِ اللـواتي |
على درب الفـداء لهـا انتمـاء |
ويُشـرقُ خـافتٌ ملَّ انتظـاراً |
علـى ثـوبٍ يطـرزه الـرُّواء |
يهون الصَّعب عند ذوي اصطبارٍ |
ويعظم في فم الجُبَنـاء مـاء |
وينبـت للبغـاث فـمٌ كبير |
ويشـقى بالحقيقـة من يشـاء |