يارا..رواية جديدة للمُبدع محمود خفاجي
صدر مؤخراً الراوية الجديدة للفنان التشكيلي والشاعر والروائي محمود محمد خفاجي، رئيس مجلس إدارة اتيليه المنصورة للفنون والثقافة، وهي بعنوان "يارا"، وهي رواية واقعية، تقع الرواية في 144 صفحة من القطع الصغير، غلاف الرواية بريشة الفنان الدكتور/ محمد الناصر.
تبدأ الرواية في طبعتها الأولى 2009، بإهداء المؤلف، الذي يقول فيه "إلى يارا، حيث تكون، وإلى عالية، حيث ترقد، وغلى زوجتي وأولادي، علهم يسامحون".
كُتبت الرواية باللغة العربية الفصحى، إلا من بع المقاطع الحوارية التي تبادل فيها المحاورين أطراف الحديث باللغة الإنجليزية، كم حدث في واقع الحياة، فهي رواية واقعية، دارت أحداثها بدولة الكويت، حيث كان يعيش ويعمل فيها المؤلف لسنوات طويلة. تعد رواية يارا سيرة ذاتية لجانب من حياة المؤلف، فمن يقراها يتعرف على الكثير عن حياته، خاصة تجربة عمله المليئة بالتجارب الحياتية خلال عمله في الكثير من المؤسسات الإعلامية الكويتية.

يقول خفاجي في مقطع من مقاطع روايته:
ركود ميت وصمت بارد وظلمة مخيفة.. ووحده تحت بقعة الضوء تركوه.. غابوا عنه ربما يراجع نفسه ويوقظ ذاكرته ويستحثها على إنقاذه.. ربما يكون قد أخطأ دون أن يقصد .. ربما فكل شيء يجوز...
يحس بتيار البرد المنزلق من الكوة العلوية الصغيرة إلى أسفلت الحجرة.. يفرك يديه عله يولد الدفء.. "إنهم ينتظرونك يا محفوظ.. ينتظرون ترنحك وسقوطك فلا تضعف.. أنت لست بخائن.. والذاكرة ليس فيها ما يظنون .. وهي ذاكرة صادقة وأمينة .. غنهم متحفزون للانقضاض وسيتعاملون بشراهة كما تأكل الغربان لحماً من جرح لم يمت بعد!!".
يزحف صداع مؤلم غلى رأسه .. وضغط العينين يرتفع والرؤية تهتز.. كل شيء فيه يرتعش .. ويعود النمل يزحف فوق الجلد وتحت الجلد، وهم يفتحون الباب فيصرخ الحديد ليشق الصمت.. يتنبه محفوظ إلى الضابط العائد وهو يجلس ليشق الصمت .. يتنبه محفوظ إلى الضابط العائد وهو يجلس أمامه بابتسامه تحتضر ونظرة حاقدة .. يشعل سيجارة.. ينفث دخانها في المسافة بين وجهيهما .. يقول محفوظ:
- جميع معلوماتكم على رأسي يا باشا.. وهي صحيحة عدا صلتي بأعدائنا..
- يسأل الضابط سؤالا يعتبره من وجهة نظرة قنبلة ستفجر الذاكرة:
- - ويارا؟!
وعلى خلاف ما ظن الضابط تماما .. يقطب محفوظ ما بين حاجبيه مندهشا يقول:
- يارا .. من تكون يارا؟! أنا لا أعرف أحداً بهذا الاسم الغريب!!..

وقد انتهى المؤلف من تأليف رواية يارا، في 5 مايو 2008، ولمن لا يعرف محمود خفاجي، فهو ليس غريباً عن عالم رواية، فقد صدر له رواية "دنياك يا ولدي"، رواية "جوهرة في الوحل"، وجدنيات "نبض الكلمات"، قصص واقعية "أجنحة النورس"، والرواية الخليجية "القرار الأخير"، وله تحت الطبع رواية "الهوى خليجي"، رواية "ليالي الغضب"، رواية "عفيفة هانم"، رواية "ليلة جمعة"، وراية "العذراء والباشا"، رواية "فرسان الليل"، رواية "شمشون في الفنون"، ورواية "وعاد الحب".

قراءة وعرض
محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري