الْعَصَا

الْعَصَا
... إنهال عليه ضرباً بالعصا، وشتماً ببذيء الألفاظ وأفحشها، وعلى مقربة منهما مرَّ رجال وهم يستنكرون بهمس ما رأوه من مشهد فظيع...
وفي ذات المكان انهالا عليه ضرباً في اليوم الثاني بما أمسكته يداهما بإحكام، وتناوبا عليه في صمِّ أذنيه بأقبح النعوت وأشنع الصفات، وغير بعيد منهم عبَرت نسوة وهن يرثين بصوت خفيض لحال المضروب، وأعينهن تفيض بالدمع المر شفقة عليه...
ثم إنهم في عين المكان انهالوا عليه ضربا في اليوم الثالث بما قبضت عليه أيمانهما وشمائلهما، وتهافتوا على غزو مسمعيه بأخبث الألفاظ، وكتم صوته المبحوح بمنكر أصواتهم المدوية، وعلى غير منأى منهم وقف أطفال ينظرون، وقد شل الهلع حركة أعينهم الصغيرة، وأخذوا يشيرون بأصابعهم إلى ما تلتقطه أبصارهم...
تشابكت الأيدي الغليظة والعصي السوداء من فوق جسده الهزيل، وتلاحمت من تحته الأقدام والأرجل والأحذية السوداء، ثم تصادمت من حوله الصيحات الناهرة وتعالت وتكاثفت كأنها الظلم، وإذا بالمشهد قد غدا في مخيلة الناظرين بركاناً يقذف الحمم...

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد

وسيتكرر المشهد وسيساق بالعصا
وفي نفس المكان
طالما الخوف هو الشعار , والصمت هو التعبير عن الاستنكار
سرد رائع سيدي الفاضل حمل لنا انطباع الخذلان لثلاثة وجوه
مثلت فئات الشعب بأثره
تقديري الكبير
وكل عام وأنت للرحمن أقرب

كلنا هو
وكلنا نُضرب أو سنُضرب
قصتك آلمتني اخي
بارك الله فيك

ما أجمل ما قدمت أختنا رنيم من تعليق
وأراني لا أحسن أكثر مما قالت
أكتفي به
وشكرا لك

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
سلام الله ذي الجلال والإكرام عليكم أهل هذه الواحة الثقافية الغراء، ورحمته سبحانه وتعالى وبركاته
وبعد ...
عسَى أن يتقبل أهل هذه الواحة الثقافية حروفي القصصية بقبول حسن، وينبتوها نباتاً حسناً
حيَّاكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

خذلوه .. نعم
لكنه كان منذ البداية ميدان تعدّي المعتدين مظنة الرضوخ ولم يخيب حتى يوم كان الضارب واحدا تلقى عصا بخنوع ولم يقاوم، فعلام يتصدى غيره لمعركة ارتضى هو لنفسة أن يضرب فيها بلا هوادة ولا يصدّ!

مشهد من عمق الواقع العربي
فاللهم إليك نشكو ضعف حالنا وقلة حيلتنا وهواننا على أولي أمرنا وأنفسنا

ثم إنهم في عين المكان انهالوا عليه ضربا في اليوم الثالث بما قبضت عليه أيمانهما وشمائلهما
بل أيمانهم وشمائلهم

دمت بخير

تحاياي

لم يدافع عن نفسه منذ البداية واحنى ظهره فتسلقوا عليها
ولما لم يجدوا غير الاستنكار تطاولا عليه ولما رأوا الخوف في المقل تكالبوا
نحن من حكمنا السفهاء منا فينا
حرف عبر بصدق عن حال الامة العربية
دمت بخير
تقديري

لم يدافع عن نفسه منذ البداية واحنى ظهره فتسلقوا عليها
ولما لم يجدا غير الاستنكار تطاولا عليه ولما رأوا الخوف في المقل تكالبوا
نحن من حكمنا السفهاء منا فينا
حرف عبر بصدق عن حال الامة العربية
دمت بخير
تقديري