المكرم عبد الله..تعَلمتُ أنّ صورَةَ الإنسانِ تتَكوّن لَدى الآخَرينَ عنْ طريقِ الكَلمةِ.. فيَرسُمُ لَها القارِئ/ة صورَةً ضَبابيَةً أَحْياناً وَيؤَطّرُها بِمَياسِمِ النّفْسِ..ويُقَرّبها حيناً مِنْ عَيْنَيْ قَلبِهِ بِحَسبِ حالةِ الوجِدِ...ويزيدُ عَلَيْها خُطوطاً ويَمْحو أخَر..وعِنْدَما يَسْمَعُ صَوْتَهُ يُشَكّلُ صورَةً رُبّما تَكونُ قَريبَةً أَوْ عَلى بعْد آخَر مِمّا كَوّنَهُ عَنْها سابِقاً..ويكْتَملُ الوَصف للصّورَةِ حينَما تَسْمو العَيْنانِ إلى مَكانَةٍ أَوْ تَنْزَلِقُ.. فَيَضَعُ الصّورَةَ في إِطارِها الصّحيحِ..
أمّا الحَريري فَهوَ صورَةٌ طِبْقَ الوَصْفِ عَنْ حَرْفِهِ النّقيّ الطّاهرِ..
مُكَوّناتُه هيَ كلماتُه ..ولا يَدَعُ مَجالاً للشّعْرِ أَنْ يَتَفَوّقَ عَلَيهِ
أَوْ للنّثْرِ أَن يخْفِضَ منْ تَواضُعهِ الرّبّاني..
أَشرفُ بكَ يالحَريري وَبِكَ أرْفَعُ رَأسي عالِياً ..
وأمّا أَنْتَ يا زائرَ الحَريري وَضيْفَهُ فَلَكَ الشّكْرُ وَأوْفى..
تحيتي
خضراء الرّوح..هـدى