فصل جديد قد أتى
أصفراً كالخريف
حاراً كصيف كل السنين
سقطت فيه كل أوراقِ الشجر
ليتركها عاريةً
في أرضٍ قاحلةٍ
قاسيةٍ عكرةٍ
كالصحراء
وفراغٍ يعتريني
فقدتُ كل حاضرٍ
في لحظات
دفنَ ماضياً طويلاً
مليئاً بالذكريات
واستيقظ في نفسي
عالماً جديداً
لم أكن أعرفهُ
وحزناً كبيراً
لم أكن أدركهُ
حملتني هذه الأيام
إلى ذلك العالمِ
مكفنةً بالدموع
بآلامٍ وأحزانٍ
وشوقٍ ينقضُ علي
كفريسة تنتظرُ الأنياب
كان النبأُ قاسياً
رغم عدمَ تصديقي الأمر
تمنَيتُ أن يكون حلماً
أو حتى كذبةً
من أكاذيبِ ضحكاتِ الربيع
التي رحلتْ
لكنَه الواقع
واقعاً لم أصدقه
واقعاً لا أريدُ تصديقهُ
تحاولُ الابتسامة أن تغزو شفاهي
لكنَها تأتيني حزينةً منغَصةً
على أُمِها
فتمطرُ سماءَ الجفون
بقطرات شتاءٍ حارٍ
تحكي قصة الابتساماتِ الأخيرةِ
لمولودٍ يُحتضر
على أكفِ القدر
فترحل قبل أن تأتي
وتأخذ معها بعضاً مني
بعضاً ممَا تبقَى من أمل
سأكون قويةً
لكنَ الحقيقةَ غير ذلك
سأكون عقلانيةً
لكنَ الكثير منها
لم يحضر بعد
سوف لن أبكي
أعد نفسي بهذا
وأحاولُ أن أفعلْ
لكنَ غصةُ حنجرتي
أقوى منِي
وعاصفةُ صمتي
قاتلةً
تضرب بي من كلِ اتجاه
وكيف لا
وما كان باقٍ غير أيامٍ قليلةٍ
بعد انتظارٍ طويلٍ
أرهقني
وأرهقها
منتظرةً دون البوحِ
بالألم
كنت أعدُ الأيَام الباقية لأراها
وتراها كانت تفعل
لترحل
لم تكنْ سوى قويةً
لم تكنْ كلماتها سوى ضاحكةً
متألمةً بصمتٍ
ولم أحمل سوى الأمل بكل حرف
لكنَ الخريف قد أتى
ليقذف بكل لونٍ أخضرٍ في حياتي
وحياتها
الى الأبدْ.