أحدث المشاركات
صفحة 4 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 118

الموضوع: الخلق والنشوء بين نظريات الماديين وحقائق القرآن الكريم

  1. #31
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي



    16. دالوي دوماليوس Daliwah Domallius جيولوجي صاحب رسـالة في التطور المقرون بتحول الصفات، عُرِفَ كصاحب مدرسة تطورية في عام 1831، وقد نشر هذه الرّسالة في العام 1846 مجدداً بيَّنَ فيها رأيه في أنّ القول بنشوء أنواع جديدة بالتسلسل المقرون بتحول الصفات أرجح من القول بأنها خُلقت مُستقلة، وقد أُثبِتَت تلك الرسالة في "سجل مجمع بروكسيل الملكي" (صفحة 581. جزء 13).
    (IMG:نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي)

    17. ريتشارد أوين
    شارد أوين (1820–1892) Richard Owenعالم إنجليزي من المبرزين في علوم التشريح والحيوان والأحفوريات، أشهر كتبه: "طبيعة الأطراف" (1849). "تشريح الفقاريات" زواحف جنوبي أفريقيا الأحفورية" (1861). يصنفه المؤرخون بين مشاهير دعاة التطور إلا أنّ المُراجِِعَ لنصوص كتبه وخطبه المتعددة يجد أن هذا العالم متأرجح بين نظرية الانتخاب الطبيعي والخلق المستقل، وفي ذلك يقول داروين: (… إنّ كثير من القراء يجدون كما أجد في جدليات الأستاذ أوين من الغموض والتنافر ما يعذر فهمه عليهم ويعنتهم في التلفيق بين أطرافها.)[ ] ومما يرجح القول بأنه ربما عدل عن دعوته لفكرة الانتخاب الطبيعي إلى الإيمان بالخلق لما ورد في خطبة له ألقاها في "الجمعية البريطانية" عام (1858): (إنَّ حالات مثل حالة "القطا الأحمر Red Grouse"، إذا وعاها العالِم بالحيوان ليستدل بها على خلق ذلك الطير خلقاً خاصاً واختصاصه بتلك الجزائر[ ] يظهر قصوره دائماً عن إدراك السّر الخفي في وجود ذلك الطير في تلك البقعة واختصاصها به دون بقاع الأرض كافة، مستنجداً بفضل اعترافه بذلك القصور، إنّ كلاً من الطير والجزائر مدينان بأصلهما لسبب خلاق عظيم الحول).

    18. هيربرت سبنسر (1820–1903) Herbert Spenser فيلسوف إنجليزي، صاحب "الفلسفة التركيبية Synthetic philosophy " وقد ألّفَ في موضوعها العديد من الكتب منها "مبادئ علم الاجتماع" – "مبادئ علم الأحياء" – "مبادئ الأخلاق" – "الفلسفة التركيبية". آمن قبل داروين بتطور الأنواع من أشكال بسيطة إلى أشكال معقدة. له نظرية مشهورة في التطور بالانتقال من حال التجانس إلى حال التنافر والاختلاف نشرها في جريدة "الليدار" شهر آذار عام 1852، وأعيد طبعها في كتابه "المقـالات"عام 1858. وهو من أبرز القائلين بِ "الدّاروينية الاجتماعية Social Darwinisim" وهي نظرية في التطور الاجتماعي والثقافي نشأت في القرن التاسع عشر واستمدت اسمها مـن صلتهـا بدراسات داروين البيولوجيّة، والواقع أنّ الفكرة القائلة بأنّ


    (IMG:نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي) هيربرت سبنسر


    حياة الإنسان في المجتمع تمثل صراعاً من أجل الوجود يحكمه مبدأ "بقاء الأصلح" لم يستحدثها داروين ولكن دراساته منحتها الشُّهرة. ويعتبر "هيربرت سبنسر" و "وليم غراهام" من أبرز القائلين بالداروينية الاجتماعية، إذ ذهبا إلى أن الجماعات كائنات حيّة تتطور بمثل الطريقة التي يتم بها تطور الأفراد، وقد استُخدِمَت تلك النظرية لتوطيد دعائم الاستعمار ولتبرير التمايز الطبقي على أساس من التفاوت الفطري بين الأفراد والأقوام فقد استخدمت لتأييد السياسات الكافرة المجرمة من استعمارية وعنصرية وعرقية، ولتعزيز الزّعم القائل بتفوق بعض الشّعوب والأمم مثل: الأنكلوسكسونية أو الآرية أو اليهوديّة على غيرها تفوقاً بيولوجياً وثقافياً، وقد اضمحلّت هذه النظرية خلال القرن العشـرين بعد أن ثبت أنها لا تقوم على أي أساس علمي سليم. وفي عام (1850) أي قبل ظهور كتاب "أصـل الأنـواع" بتسع سنين كان هيربرت سبنسر يضع أسس نظريته عن التطور الاجتماعي ويربط ذلك بالتطور العضوي، وذلك في أول كتبه وهو كتاب "Social statics" مما يعني أن تفكير سبنسر كان مستقلاً عن داروين في بداية الأمر، والأرجح أنّ اتصاله بالتفكير التطوري كان أقدم من ذلك إذ يرجع إلى عام (1840) بالذات حين قرأ كتاب "سير تشارلز ليل" عن "مبادئ الجيولوجيا Principles of Geology" الذي تعرف فيه على تفكير لامارك التطوري، ولكن مع أنّ فكرة التطور كانت تدور في ذهنه منذ ذلك الحين فإنّها لم تصبح الفكرة المركزية في كل تفكيره إلا في العام (1857) وهو يراجع بعض مقالاته لكي ينشرها في كتاب، ففي تلك المقالات يظهر بوضوح دعوى التطور التي تقوم على "قانون باير في الفسيولوجيا Beer physiological low" الخاص بنمو وظهور المادة العضويـة من حـالــة التجانس إلى حالة التغاير، أي من البقاء الموحد المطرد – كما هو الحال في الخلية الجنينية الأولى التي تحمل كل وظائف الحياة – إلى الكائن العضوي الكامل بكل بنائه ووظائفه المعقدة المتفاضلة. ولكن سبنسر لم يتمكن من الرّبط بطريقة محكمة بين النظريتين البيولوجية والاجتماعية في حدود وألفاظ الصراع العام الكلي والبقاء للأصلح – وهما المبدءان الأساسيان في النظرية الداروينية – وفي عام (1863) أي بعد ظهور كتاب داروين بأربع سنوات ظهر كتاب سبنسر عن "المبادئ الأولى First Principles" الذي يعتبر المدخل الأساسي لكل فلسفته الاجتماعية حيث يعرض كل نظريته عن التطور العام.

    الهامش :
    [1] المرجع. الصفحات ( 106 – 107 ).

    يتبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #32
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي


    19
    – وليم غراهام سَـمْنَر (1840–1910) William Graham Sumner
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عالم اقتصاد واجتماع أمريكي، يعتبر من أبرز القائلين بالداروينية الحديثة الاجتماعية ، عُرِفَ بايمانه الشـديد بسياسة "دَعْهُ يعمل" أي سياسة عدم التّدخل وبالحريّة الفردية التي نادى بها المبدأ الرأسمالي وبعدم التكافؤ الفطري بين النّاس.

    20 – ســير يـوسف دالتون هوكر Sir Joseph Dalton Hooker
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عالم إنجليزي. (1817 – 1910) تخرّج طبيباً ثم عكف على دراسة علم النبات. زار القطب الجنوبي لإجراء أبحاث على نباتاته ثم رافق بعثاً إلى جبال همالايا عام (1847). أشهر كتبه "مذكرات بعث جبال هملايا" (1854) و "علم النبات" (1862). وقد قام عام (1859) بطبع كتابه "مجموعة استراليا النباتية" وقال في الجزء الأول منه بصحة تسلسل الأنواع وتحول صفاتها، وحاول إثبات مقولته بمشـاهدات طبيعية عديدة.

    21 – بادن باول (1896–1911) Baden Baul
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عالم إنجليزي دعى إلى دراسة الطبيعيات والرّياضة. له كتب كثيرة أشهرها "توافق الحقائق الطبيعية والإلهية" – "حقيقة الفلسفة الإستنتاجية" – "نظرة تاريخية في تقدم الطبيعيات والرياضيات". قام عام (1855) بنشر عدة مقالات في موضوع وحدة العوالم وتولد الأنواع التي وصفها بأنها "ظـاهرة مطردة لا ظـاهرة اتفاقية" واتفق مع "سير جون هرشل" أنها ظاهرة طبيعية قياسـية ليست راجعة إلى أي معجزة.

    22 – داروين : ايرازمـوس (1731 – 1802) Erasmus Darwin
    [IMG]q=tbn:oF7faNCc7eVDTM:http://images.amazon.com/images/P/0486426890.01._SCLZZZZZZZ_.jpg[/IMG]
    طبيب وشاعر بريطاني. جد تشارلس داروين. عُرِفَ بآرائه ونظرياته العلمية التي كان لها شأن مذكور في تاريخ نظرية التطور. يعتبر هو والكونت بوفون من أوائل ومشاهير المنادين بنظريات التطور المادي على أسس وقواعد علمية. من أشهر آثاره: "الحديقة النباتية" – "هيكل الطبيعة أو أصل المجتمع" – "معبد الطبيعة Temple of nature" الذي صدر عام (1803).

    23 – داروين : تشارلس روبرت وانجCharles Darwin
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عالم طبيعة بريطاني. ولد في 12/2/1809، خامس أولاد "روبرت وارنج داروين" وحفيد داعية التطور "ايرازموس داروين". كان فاشلاً في تحصيله العلمي، درس الطب وتوجه إلى دراسة الأحياء المائية، فشل في دراسة التشريح فالتحق بكلية اللاهوت في كامبردج عام (1827). ألحقه أسـتاذه "هنسلو" ليرافق البعث العلمي في سفينة "البيجل" سنة (1831).

    بدأ يفكر في نظريات التطور منذ عام (1837)، زار خلال رحلته البحرية والتي امتدت حتى العام (1836) جزر الرأس الأخضر، جزر ازور، سواحل أمريكا الجنوبية، فجمع المعلومات عن نباتاها وحيواناتها وطبيعتها الجيولوجية، فكانت تلك الرحلة نواة لنظرياته.

    أشهر كتبه كان كتاب "أصـل الأنواع" المطبوع عام (1859). ويطلقون على مذهبه في التطور اسم "الدّاروينية Darwinism"، وهذا المذهب يرد أصل الأنواع جميعاً وتطورها إلى أنّ الكائنات الحيَّة تنزع إلى إنتاج مواليد تختلف اختلافا طفيفاً عن آبائها، وأنّ عملية الاصطفاء الطبيعي تفضي إلى بقاء الأصلح أو الأكثر تكيفاً مع البيئة، وبأن كل ذلك يؤدي في النهاية إلى ظهور أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل.

    وقد قام داروين بشرح مذهبه هذا في كتابه "أصل الأنواع" الذي أثار عند نشره عام (1859) عاصفة هوجاء في الدّوائر العلمية والفلسفية والدينية، فَهَلَلَ له قوم وَسَفَهَهُ أقوام وقد اشتهر كتابه كمرجع لتفسير مقولات "التطور Evolution".

    وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشـرين ظهرت "الداروينية المحدثة Neo-Darwinism". وهي تطوير لنظرية داروين، وقوام هذا التطوير بأن الإصطفاء الطبيعي[ 1] هو العامل الأساسي في عملية التطور العضوي، وبأنّ الصفات المكتسبة لا يمكن أن تورث. ويعتبر "اوغست وايزمان Wissman " من أبرز القائلين بالداروينية المحدثة.
    24 – الفريد روسل وولاس (1848–1935) Alfred Russel Wallace
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عالم طبيعي انجليزي. زميل داروين وأحد أشهر من ساعده في وضع نظريته، سَلَّمَ إلى داروين عام (1858) مذكرات وأبحاث في موضوع التطور أرسلت إلى "جمعية لينيه العلمي" ونشرت في المجلد الثالث من صحيفته العلمية. ساهم بالاشتراك مع تشارلز ليل ود. هوكر وآخرين في بلورة النظرية واعداد كتاب "أصل الأنواع". قضى أربع سنوات على ضفاف نهر الأمازون، وثماني سنين في جزر الملايو منقباً في مشكـلات العلم الطبيعي. صدر له: "عالم الحياة" – "تاريخ جزر الملايـو الطبيعي" عام (1869) – "تمهيد لنظرية الإنتخاب الطبيعي" (1867) – "طبيعـة المناطق المعتدلة" (1878)– "المذهب الدارويني". ومقالات مجموعة عنوانها: "نظرات علمية وإجتماعية".

    25 – هوجو دي فريز ( 1848 – 1935 ) Hugo de Vreis
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عالم تطوري هولندي. صاحب نظرية النشوء والارتقاء عن طريق "الطّفرة mutation" التي وضعها عام (1901) مخالفاً بذلك مذهبي داروين ولامارك، ملخصها أنّ الطّفرة[2 ] هو تغير أو تحول مفاجئ يطرأ على الكروموسات أو الجينات فيؤدي إلى مواليد جديدة ذات خصائص لم تكن لأي من الأبوين المنتجين. والطفرة أمرٌ نادرٌ حدوثه إلا أن في الإمكان إحداثه صنعياً عن طريق التعريض لأشعة إكس – حسب نظريتهم -. ويعتبر عالم النبات دي فريز هو أول من افترض وجود عامل الطفرة، ولقد أجرى العالم الأمريكي "هرمان مولر" تجارب في هذا الحقل على ذبابة الفاكهة.

    26 – أوغســت وايزمان (1834–1914) Augest Weissman
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عالم بيولوجي ألماني. يعد أحد مؤسسي علم الوراثة، وأحد مؤسسي الداروينية المحدثة، وصاحب نظرية التطور عن طريق البلازم الجرثومي. من آثاره المترجمة إلى اللغة الإنجليزية "نظرية النشوء والارتقاءThe Evolution theory". عام (1904).

    27 – آرنست هاينريتش هيكل (1834-1914) Ernst Heinrich Heakel

    عالم بيولوجي وفيلسوف نشوئي ألماني. أيّدَ نظرية داروين تأييداً حماسياً. يُعزى إليه اكتشافات هامة في المُضغيات[3 ] وفي علم الحيوان أيضاً. له أقوال وتصريحات رعناء في محاولة التّدليل على صحة نظرية التطور العضوي يلقبونه: "رسول التحرر الفكري".

    [1] Natural Selection
    [2] الطفرة mutation: الإفتجاء أو التغايرالأحيائي.
    [3] المضغيات: علم الأجنّة.

  3. #33
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    #49-52
    28 – توماس هنري هكسلي (1825 – 1895) Thomas Henry Huxley
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيuhعالم بيولوجي بريطاني، جَد جوليان هكسلي، وأيضاً جد الروائي والشاعر الإنجليزي اولدس هكسلي. يُعَدُ من كبار علماء التشريح في القرن العشرين. التقى بشارلس داروين عام (1851)، حتى إذا أصدر داروين كتابه "أصل الأنواع" عام (1859) سارع هكسلي إلى تأييد الداروينية والدفاع عنها والعمل على نشرها بين الجمهور، وكان قد التحق بالبحرية الإنجليزية كمساعد جراح، ولم يعد إلى إنجلترا إلا سنه (1850). أشهر كتبه: "مرتبة الإنسان في الطبيعة".
    يعتبر ثوماس هكسلي أقوى أنصار داروين في ذلك الحين لدرجة أن داروين نفسه كان يصغه بأنه "وكيله العام" بينما كان هكسلي يصف نفسه بأنه "كلب داروين الحارس" وقد كرّس جهوده ووقته وعلمه لجمع كل ما يمكن من أدلة وبراهين في مجالات الجيولوجيا ودراسات الإنسان القديم والبيولوجيا والأنتر بيولوجيا، بل وأيضاً من الانتقادات التي وُجِهَت إلى "الكتاب المقدّس" ذاته لتعضيد نظرية داروين، وأفلح إلى حد بعيد في الدفاع عنها ونشرها، خاصة وقد كانت له قدرة فائقة على المناقشة والجدل، وذلك فضلاً عن شخصيته العدوانية التي لم يكـن داروين يتمتـع بمثلها، وبذلك تولى الدّفاع عن النظرية خلال معظم المصادمـات العديدة التي وقعت بين الكنيسة ودعاة التطور حينها حول القضية الداروينية ومشكلات نظريات التطور.
    ولعلّ أشهر حالات الصدام الدرامي حول الداروينية كان اللقاء الذي تم أثناء اجتماع "الرابطة البريطانيةBritish Association" في أكسفورد عام (1860)، وكانت الداروينية هي موضوع المؤتمر، وكان يقوم بدور "المدفع الضخم" - حسب تعبير داونز – على الجانب المعارض للفكرة الداروينية أسقف أكسفورد "صمويل ويلبر فورس Wilberforce" الذي التفت – في ختام خطاب طويل عنيف حاول به تحطيم نظرية داروين – إلى هكسلي الذي كان يجلس على المنصّة وقال له بسخرية: أحبُ أن أسأل الأستاذ هكسلي إذا كان ينتمي إلى القرود من ناحية جده أو جدته؟ وقد همس هكسلي إلى أحد أصدقائه: لقد أوقعه الله بين يدي، ثم نهض ليجيب على السؤال حيث قال:

    إذا سألت عما إذا كنت أختار بين الانحدار من ذلك الحيوان المسكين ذي الذكاء المحدود والمشية المنحنية وبين الانحدار من صلب رجل على درجة عالية من المقدرة والمهارة ويحتل مكانة مرموقة، ولكنـه يسـتغل هـذه الملكـات في الاستهزاء بالباحثين

    المتواضعين عن الحقيقة والعمل على هدمهم، فأنني لا أتردد في الإجابة على هذا السؤال: ليس للإنسان أن يخجل أن يكون قرداً، وإذا كان لي جدٌ أخجل أن أذكره فإنّهُ لا بدّ وأن يكون هذا الجد إنساناً له عقل قلق متقلب وتفكير غير مستقر ولا يقنع بالنجاح في مجال نشاطه، وإنما يلقي بنفسه في المشـاكل العلميـة التي ليس له بها معرفة حقيقية، وكل ما يفلح أن يفعله هو أن يضفي عليها ستاراً من الغموض عن طريق الخطابة الجوفاء، وأن يصرف انتباه مستمعيه عن النقطة موضوع الخلاف وذلك بالاتجاه إلى الاستطرادات البليغة والاعتماد في حذق ومهارة على العاطفة اليدينية.[[1]]

    29 – جـوليان هكسلي (1887 –1975) Juliann Huxley

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعالم بيولوجي بريطاني حفيد توماس هنري هكسلي، وفق إلى اكتشافات هامة في علم الأحياء "البيولوجيا"، وقد أكثر من التأليف في موضوع النّشوء والتطور، ونهج نهج جده في تأييد الداروينية والدفاع عنها والعمل على نشرها بين الجمهور، وعني بدراسة سلوك الإنسان السيكولوجي والأخلاقي والاجتماعي، وكان له خطاب طويل في مدح الداروينية في الذكرى المؤوية للداروينية التي أقيمت في شيكاغو عام (1959)، إلا أنّ جوليان هكسـلي قد خالف نظرية سبنسر عن الصراع والتنافس كما سيرد لاحقاً.[[2]]

    30 – ايفان فلاديميروفيتش ميتشورينIvan Vladimirovich Michurin

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعالم بيولوجي روسي (1855-1975) رفض قانون الوراثة الذي وضعه الراهب "مندل" ووضع مذهباً في التطور العضوي سمي نسبة إليه "الميتشورينية Michurinism" وهو مذهب في التطور العضوي يعتبــر


    شكلاً من أشكال اللاماركية والذي يقول بأنّ الصفات المكتسبة تنتقل بالوراثة إلى الذرية.

    31 – تروفيم دينيسوفتش ليسينكو(1898-1976) Trofim Denisovich Lysnko



    عالم بيولوجي سوفييتي، عمل بتشجيع من ستالين على إنتاج أنماط جديدة من المحاصيل في فترة شكى الاتحاد السوفييتي خلالها أزمة خطيرة في الإنتاج الزراعي (1927-1929)، وضع مذهباً في التطور العضوي نسب إليه إذ أطلق عليه اسم: "الليسنكووية Lusenkoism" وهو مذهب في التطور العضوي وضعه حوالي العام (1930) يعتبر تطويراً لِ "الميتشورينية". والمذهب يقوم على إنكار وجود "المورثات Genes" والهرمونات النباتية ودور "الصبغيات Chromosomes" المتخصص، ويقوم على قاعدة أساسية هي "الوحدة بين المتعضي organism وبيئته"، مؤكداً أن جميع أجزاء المتعضي تُسهم فيما ندعوه الوراثة وأنّ في إمكان البيئة أن تتحكم في هذه الوراثة.

    لقد جرى استعراض أسماء مشاهير أصحاب النظريات والقائلين بالتطور العضوي حسب التواريخ الزمنية لظهورهم. إلا داروين الجد الذي ذُكر قبل اسم حفيده تشارلس داروين لكي يسهل على القارئ الرّبط بين الاسمين.


    أمّا المصادر التي تم النقل عنها فهي كثيرة، ونظراً لأن النقل عن معظمهم جرى عن أكثر من مصدر فلم يجري الإشارة إلى تلك المصادر في محله، إلا أنّ أهمها كان :
    ملف مرفق 2719
    - أصل الأنواع – داروين
    - موسوعة المورد العربية – منير البعلبكي
    - البيولوجيا – ريتشارد جولدزبي
    - البيولوجيا – د. عدنان بدران وآخرين
    - دائرة المعارف العربية للبستاني
    - من الإغريق إلى داروين – أوزبورن
    - خلق لا تطور – د. إحسان حقي .


    [1] Downs, R., Books that changed the world – Menetor Books, N.Y. 1956 pp. 162 - 74

    [2] انظر الفصل العاشر – " عصور التقدم البشري الأولى ".

  4. #34
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي # 693 - 34 - 4 - 52 -55

    داروين ونظريته حول خلق الإنسان[[1]]

    إنّ أشهر من ضلّ وشطّ في نظرته إلى أصل الخلق والنشوء كان "تشارلس وارنج داروين Darwin " الذي برز بفكرته عام (1859) حول أصل الأنواع ونشوء الإنسان مُنكراً أنّ وراء هذا الكون خالقاً خلقه ومعللاً الوجود بالتطور Evolution، تلك الفكرة التي ما أن نشرها حتى أحدثت عاصفة هوجاء من النّقاش والجدل حولها، فأيدها قوم وعارضها أو رفضها ونقضها أقوام، تلك النظرية التي سنتعرض لشرحها باختصار والتي تقول:

    طوال عهود من الزمان موغلة في القِدَم تنشأت صنوف مختلفة من الأحياء، ومضت متطورة ضاربة في سبيل الارتقاء، كما فَنيت غيرها وبادت واندثرت منقرضة لعجزها عن مسايرة مقتضيات التطور – كلياً أو جزئياً-، أمّا من فَنيَ وبادَ من الأحياء فقد احتلَ مكانه غيره من الكائنات لأنها أصلح للبقاء منها، وذلك لقدرتها على تحصيل الرّزق أو مقاومة أفاعيل الطبيعة مثل الحر والرّطوبة والجفاف وغير ذلك. وهذه الصورة المتفوقة خلال بعض الأزمان عادت فأخلت السَّبيل لغيرها من الصّور الحيَّة لَمْا نَضَبَ فيها معين التَّكَيُف التي من شأنها أن توائم بين حاجات حياتها وبيئتها التي تعيش فيها.
    لقد ظهرت الحيـاة أول ما ظهرت في تلك الصورة الهلامية التي نسميها: الجبلة Protoplasm"[[2]] وهي المادة الحيّة الأولى التي هي الذّخيرة أوالأصل الذي تعود إليه كل صور الحياة من نبات أو حيوان. فأبسط صور الحياة هو عبارة عن شذرّة صغيرة من الجبلة أو البروتوبلازم تتضمن جسماً مستديراً هو "النواة Nucleus" علاوة على الجبلة وهي ما يسميه الأحيائيون "الخلية Cell" والتي ليس في استطاعة العين المجردة رؤيتها دون الاستعانة بالمجهر، وكل الأحياء على إطلاق القول إمّا أن تتألف من خلية واحدة أو من خلايا متعددة ، والإنسان نفسه لا يتعدى أن يكون توليفة من عدد لا يحصى من الخلايا المختلفة، كما أن الحيوانات تنقسم إلى قسمين من ناحية تركيبها :

    1. وحيدة الخلية، وتسمى " الأوالى أو البرزويات " Protozoa
    2. متعددة الخلايا، وتسمى " المتزويات " Metazoa

    إلا أنّ كافة الموجودات قد نشأ من أصل واحد وهو "وحيد الخليّة Protozoa "، وذلك يعني أنّ متعددة الخلايا كانت في أول أمرها بسيطة التّركيب، مثل: حيوان "المرجان Corals"، "قناديل البحر Jelly-fish"، "شقائق البحر Sea-anemones" وما إلى ذلك، وشجرة الأحياء التي اعتمدها أصحاب النظرية والتي سنثبتها لاحقاً[[3]] تؤكد بوضوح تام أنّ أصل الحيوانات جميعاً يعود إلى الجبلّة حسب ما قرروه في نظريتهم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي المرجان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي شقائق البحر نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيقناديل البحرعقيب ذلك ظهرت صور جديدة من الحيوان الدودي الصورة أو "الحيوانات الدودية Worms " التي نشأ منها " الرّخويات Mollusks " مثل: المحارOysters والحلازين Spirally والحبّاراتCattle-fish التي هي نوع من هي نوع من الأسماك fish . ثم ظهرت " الشوكياتRachidians" والتي تعرف أيضا باسم: "Echinodermata" مثل: "نجوم البحرstar fish " و "قنافذ البحر sea-urchins"
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الديدان المحار الحبار نجوم البحر الحلزون
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالأسماك السرطان الجمبري الحشرات خيار البحر

    و"خيار البحر
    sea-cucumber " . ثم تلي ذلك " القشريات Crustaceans" مثل: السراطينCrabs والجمبري Prawn ، ثم بعد ذلك ظهرت "الحشرات Insects".


    ثمَّ بعد ذلك ظهرت صور جديدة من الحيوان هي عشائر ذات صفات مستحدثة دَلَّ وجودها على انقلاب كبير في سير الحياة، فكل الحيوانات التي ذكرنا من قبل كانت رخوة القوام لينة الأجسام معدومة العظام، ولو أنّ بعضاً منها مثل السراطين وقنافذ البحر والمحار قد اختصت بأصداف تقي ذواتها من العطب، أمــــا الصور الجديدة فكان لها حبل متين يمتد على طول الجسم ويسمى علمياً "الرِّتمة Notochord" وكان ظهور هذا الحبل أول مدارج التطور نحو تكوين واستحداث "الفقار أو الصلبOxon-loin" المؤلف من أجزاء عظمية كلٌ منها يسمى "فقّارة vertebro"، أي أنّ طبيعة العيش اقتضت استحداث تطور أو انقلاب جديد بظهور "العظام Bones" فظهرت أولاً الحيوانات ذات الرّتمة، وقد سميت علمياً "الرّتميات أو الحبليات Phylum chordate" فكانت سهمية الشّكل ومن أهل الماء وأشهرها "الاطريف" الذي يسمى أيضاً "السهيم أو الحريب March trefoil" ومن السهيم ظهرت "الأسماك Fishes".
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أسماك منوعة- الصمون- الفرخ- الجلكيات- سمك القد

    لقد بدأ ظهور الأسماك بالصورة ذات الهيكل الغضروفي "Cartilage" ثم ظهر بعد ذلك "الأسـماك ذات الهيكل العظمي الصلب Skeleton " المسماة علمياً "Bony fish " مثل: "الصمون Salmon" و "القد Cod" و "الفرخ Perch"، كما تفرع من الحريب صور أخرى مثل السباذج والجلكيات Sea squids وهي نوع من الأحياء لا رتمة لها، أي ليس لها حبل ظهري إلا عندما تكون صغيرة وفي أول عهدها بالحياة.

    الخلية الحيوانية




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    الخلية النباتية




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #35
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    >>>>>>>>تابع ما قبله
    المراجع والمصادر:

    [1] كتاب "أصل الأنواع" – تشارلس داروين – ترجمة إسماعيل مظهر –. طبعة مكتبة النهضه - بيروت وبغداد. الصفحات ( 39-45 ) ويسمى فيما بعد ( المرجع ).

    [1] أما الجبلة فهي البروتوبلازم Protoplasm: وهي مادة لزجة تُعتبر قوام الخلايا الحية، وعليها يعتمد النمو والتكاثر وعمليات حياتية أخرى. تتألف الجبلة من: النواة، الحشوة، الغشاء البلازمي أو المصْلي. والنواة هي جسم شبه كروي يشتمل على صبغيات chloromosemes، وتؤلف الحشوة سائر الوحدة البروتوبلازمية وتشتمل عادة على حبيبيات ذات أحجام مختلفة. أما الغشاء البلازمي فيشكل سطح الوحدة، ويقع عادة بين الغلاف الخارجي القاسي نسبياً وبين مادة الحشوة ذات القوام الهلامي.
    أمّا الخليةCell فهي الوحدة البنيوية الصغرى التي تتألف منها جميع الحيوانات والنباتات، وهي كتلة من البروتوبلازما، صغيرة مجهري عادةً، يحيط بها غشاء نصف مُنفذ يشتمل على (النواة nucleus ) وعلى (الحشوةcytoplasm ) وعلى مواد أحرى غير حية، وتضم النواة (الصبغيات chromosomes) والمورثات ( Genes ).
    والكائن الحي قد يكون وحيد الخلية كالأميبة ( ameba )، وقد يتألف من ملايين الخلايا، ويقدرون عدد الخلايا الموجودة في جسم الإنسان بآلف مليار خلية.
    أما النواة nucleus فهي الجزء المركزي الموجب الشحنة من الذرة، والذي تدور حوله الإلكترونات ( الشحنات السالبة ) في مداراتها المستقلة. تشتمل النواة على كامل الكتلة الذرية تقريباً لكنها لا تشغل غير حيز صغير جداً من حجم الذّرة، وتتألف النواة من بروتونات ونيوترونات، ألا أن نواة الهيدروجين تتألف من بروتون واحد فقط.
    أما الصبغيات أو الكروموسات chloromosomes: فهي تلك الجسيمات الخيطية التي توجد أزواجا في نواة الخلية الحيوانية أو النباتية، والكروموسات بالغة الأهمية لأنها تحمل المورثات أو الجينات genes التي تحدد الصفات الوراثية المميزة، وعددها ثابت في كل نوع من الأنواع ( species )، ففي خلية الإنسان 23 زوجاً منها، وفي خلية الحصان 30 زوجاً، وفي خلية الأضاليا 32 زوجاً.
    أما المورثات أو الجينات (Genes ) فكل جينة جزء من الكروموسوم يحدد الصفات الوراثية المميزة في الحيوانات والنباتات. ومن الصفات التي تتحكم فيها الجينات الحجم والوزن واللون ( كلون العينين مثلاً )، ولا يرى العلماء حتمية أن تكون الجينات جميعها في الكروموسات فقط، بل يقولون أنّ لديهم تثبت وجود بعضها في الحشوة أيضاً، وعلى كل حال فالجينات تتألف في المقام الأول من حمض نووي يدعى (د.ن.أ. ) أي (حامض ديوكسي ريبونيو كلييك) Deoxyribonucleic acid ( D.N.A.) وهو حمض نووي يتواجد في نوى الخلايا خاصة وتتألف منه الجينات أو المورثات، وهذا الحمض يتحكم تحكماً كبيراً في عمليات الوراثة، وقد حدد العالم الحيوي الكيميائي البريطاني ( فرنسيس كريك Crick ) طبيعة البيئة الجزئية ( molecular ) بِ ( D.N.A.) فاعتُبر هذا التحديد أعظم كشف بيولوجي وفق إليه العلماء خلال هذا القرن. ن. اعتبر العلماء ( حمض الريبونيوكلييك ) المعروف بِ ( ر. ن . أ) ( RNA ) ( Ribonucleic acid ) بأنه الحمض النووي الوثيق الصلة بِ (DNA) وأن (RNA) له أثر كبير في السيطرة على النشاطات الكيميائية لخلايا الجسم.

    [1] المرجع. صفحة ( 41 ). ارجع أيضاً إلى شجرة الأحياء ألمثبته بتصرف بعد هذا الفصل، وجدول تطور الأا الحياة ( الفصل التاسع من هذا الكتاب ).


    يتبع >>>>>> أما الأحياء التي نشأت بعد ذلك فجميعها من ذوات الفقارVertebrata وبذلك تكون الأحياء قد انقسمت إلى قسمين هما :








  6. #36
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    Thumbs up 69-71

    2

    أما الأحياء التي نشأت بعد ذلك فجميعها من ذوات الفقارVertebrata وبذلك تكون الأحياء قد انقسمت إلى قسمين هما :

    [1] الفقاريات [ ذوات الفقار ] Vertebrata
    [2] اللافقاريات [ معدومة الفقار ] Invertebrates

    ظهر بعد ذلك أسماك متطورة تستطيع أن تعيش في الطين اللازب إذا ما غاص الماء في فصول الجفاف، وبدلاً من أن تتنفس بخياشيمها كبقية الأسماك فقد نشأ لها مع هذا التطور جهاز آخر هو عبارة عن رئات أولية تحولت عن مثانة السّبح (العوامة) فتدرعت بجهازين للتنفس وسميت تلك الأسماك "الأسماك ذات التّنفسـين Diploids".

    ومن ذوات التّنفسين تنشأت "البرمائيات Amphibians" وهي الكائنات البرية المائية مثل الضفادع Frogs وأمثالها، وتلك الكائنات البرية المائية تستطيع العيش على سطح اليابسة تماماً كما تستطيع العيش في الماء.

    ومن البرمائيات تنشأت "الزواحف Reptiles" أمثال: التماسيح Crocodiles والعظايا Lizards والحيّات Ophidians. ومن فرع الزّواحف تنشأت "الطيور Birds".

    ومن الزواحف تنشأت أيضاً "الثدييات – ذوات الثدي – Mammilla " التي تغذي صغارها بالحليب (اللبن) لـــذا سموها نسبة للحليب "اللبونات Mammals" ثمَّ استعيض عن هذا الإسم بآخر هو "الثدييات ذات البيوضEgg-laying Mammals"ومن الثدييات ذات البيوض تنشأت "الجلبانيات ذوات الكيس Pouched animals" مثل الكنغر Kangaroo وغيره.



    أمّا الجلبانيات فقد تفرع منها شُعَب متفرقة من الأحياء أهمها من وجهة النّظر البشرية " الصّعابير أو الليامير Lemurs " ومن تلك الصّعابير تنشأت:

    1. السّـعادين
    [ ذوات الذيول ]
    Tailed Monkeys
    2. القردة
    [ فاقدة الذيول ]
    Tailless Apes

    ومن نوع ما من الصّعابير نشأ "الإنسانMan ". أمّــــا من أيٍ من الشعوب العديدة التي تنشأت عن الصعابير تنشأ الإنسان بالتأكيد فأمر لا زال محوطاً بالشَّك عند داروين وزمرته من علماء التّطور ومن واضعي نظريات النّشوء والارتقاء عموماً!!! ولكن الرّاجح عندهم أنّ سلفاً من الأسلاف البشريّة المشـابهة للإنسان[1 ] والأرطان Orangutan[ 2] والجبن[ 3]. ثمَّ جاء "الإنسان Man ".[ 4]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ويتقول بعضهم أنّ "الإنسان القردApe-man" وهو أحد الرّئيسات Primates المنقرضة يُعتبر حلقة متوسطة بين القردة العليا والإنسان الحديث. ويظهر من نظرياتهم أنّه من الصّعابير جاء "السّـغلDystrophy " وهو حيوان صغير من الرّئيسات في دماغه تلك البلديات التي على غرارها تشكل الدماغ البشري، ومما يذهب إليه بعضهم أنّ السغل قد يكون الأصل الذي نشأ منه الإنسان[ 5] !!!.

    ويجذم القائلون بنظرية داروين أنّهُ بالتّطور قد وُجدَت جميع الكائنات الحيّة، فخَرَجَ بعضها من بعض على طول الأحقاب الجيولوجيّة. ومما يتقوّلُ به علماء الفلك والجيولوجيا بأنّ الزّمن الذي انقضى منذ انفصال الأرض من السّديم الأصلي[6 ] حتى ظهور الإنسان يتراوح بين ثلاثة آلاف مليون سنة وبين خمسة عشر ألف مليون سنة، أي أنّ الفرق بين تقدير العلماء في قياس ذلك الزّمن يبلغ اثنى عشر ألف مليون سنة فقط[7 ]!!!.

    كان هذا تلخيصاً شاملاً لتسلسل الحياة بدءاً بالجبلة الأولى مروراً بالديدان والحشرات والبهائم والقرود وصولاً بالإنسان، كما يفترض ذلك داروين في نظريته، فهو يرى أنّه بالتطور وُجِدَت جميع الكائنات الحيّة إلى أن ظهر الإنسان، أمّا من أي القرود تنشأ الإنسان بالتأكيد – ذوات الذيول أم فاقدتها – فأمر لا يزال محوطاً بالشَّك لديهم!!! ولكن الراجح لديهم أنّ سلفاً من الأسلاف البشرية المشابهة للإنسان قد تطور عنه بالتأكيد الغوريلا والشمبانزي والأرطان ، ومن ثمَّ جاء بعدهم الإنسان ومن أحدهم.

    __نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي_________
    [1] القردة الشبيهة بالإنسان ( أشباه الإنسان ) anthropoid apes: مجموعة من الرئيسات العليا تشمل الغوريلا الشمبانزي وإنسان الغاب والجبّون، وهي قردة لا أذناب لها قادرة على السّير منتصبة القامة وبارعة في التّسلق.
    [2] الأرطان هو إنسان الغاب أو الاورانغوتان Orangutan وأحد " القردة الشبيهة بالإنسان ". موطنه الغابات السبخة في بعض مناطق بورينو وسومطره. يبلغ ارتفاع الذّكر البالغ منه 137 سنتيمتراً ويبلغ وزنه نحو 75 كيلو غراماً وهو ذو ذراعين مديدتين تكادان تبلغان الأرض حين يقف منتصباً ورجلين قصيرتين نسبياً وآذنين صغيرتين وشعر بني محمر. وإنسان الغاب شجري العادات يقتات بالثمار في المحل الأول.
    [3] الجبن: نوع من القردة من مجموعة أشباه الإنسان.
    [4]المرجع. صفحة ( 44 ) بتصرف.
    [5] المرجع. صفحة ( 44 ) بتصرف.
    [6] السّديم – الغيمة السديمية nebula) ): كتلة سحابية الشكل من غاز أو غبار أو كليهما معاً تكون في الفضاء الواقع بين النجوم وتتوهج بفعل أشعة النجوم المجاورة المنعكسة عليها.
    الفرضية السديمية ( nebular hypothels ): نظرية وضعها الرياضي الفرنسي لابلاس عام ( 1796 ). تقول بأنّ الشمس نشأت عن سديم غازي ضخم ساخن دوّار، بَرَدَ شيئاً فشيئاً ةتقلّص متخذاً شكل كُرة. ولقد كان من نتائج هذا التقلص أن انفصلت عن الشمس حَلقاتٌ عازية ما لبثت أن تقلصت بدَورها وشكلت الكواكب السّيارة، وهكذا نشأ النظام الشمسي. وقد أخذ علماء الفلك بهذه الفرضية طوال القرن التاسع عشر، حيث أهملت بعد التحول عنها واستبعادها.
    وفي نهاية القرن التاسع عشر أخذ العلماء بفرضية جديدة بدلها هي الفرضية الكويكبية Planetesimal hypothesis وهي فرضية طلع بها العالمان الأميركيان توماس تشمبرلين وفورست مولتون، عام ( 1906 ) لتفسير نشوء الكواكب السيارة. وهي تقول إنّ الشمس لم يكن لها في الماضي السحيق كواكب سيارة تدور حولها، وأنّ كتلاً ضخمة من المادة فُصلت عنها بفعل جاذبية نجم أكبر منها، وان هذه الكتل التي تسمى الكويكبات اتخذت لها مدرات اهليجية حول الشمس ثم اتحدت لتشكل ما يُعرف بالكواكب السيارة.
    [7] المرجع. صفحة ( 44 ).

  7. #37
  8. #38
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    Thumbs up

    شجرة الحياة حسب نظرية داروين[1 ]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    إنّ هذا التسلسل العجيب للحياة وتطورها قد رُسِمَ فيما أسموه "شـجرة الأحياء" نثبتها كما وردت – وبتصرف - في كتاب داروين "أصل الأنواع"[ 2] مع ملاحظتين:

    [1] رسمت شجرة الحياة من أسفل إلى أعلى وليس العكس، بناء على نظرية داروين "البقاء للأصلح" لذا فتقرأ من أسفل إلى أعلى وليس العكس.

    [2] يؤكد داروين صحّة ما ورد في نظريته حول الأصول الأولى للأحياء المتناهية والموغلة في القِدَم، في حين لا يستطيع التأكد من الأصول القريبة نوعاً، فالإنسان نشأ من الصعابير التي أنتجت القرود والسّعادين، وبالتأكيد فالإنسان قد نشأ من أحدهم، أمّا أيهم بالتأكيد على وجه التحديد؟ فلا يستطيع التأكيد!!!.

    [ 1] المرجع. صفحة ( 41 )
    [ 2] المرجع. صفحة ( 41 )

  9. #39
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    Thumbs up # 74/75

    نشـــــأة الحيـــــــاة



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أرسطو
    تسرد كيفية نشأة الحياة دورية " عالم الفكر [ 1] كالتالي :
    (وكيفية ظهور الحياة ما زالت موضع دراسة وإن كانت الأبحاث الحديثة في الكيمياء الحيوية Biochemistry وعلم الخلية Cytology والفيروسـاتViruses قد ألقت بعض الضوء على هذه المشكلة، ولكن العلماء لم يصلوا بعد إلى حل لهذا السّر وربما لن يصلوا إليه إلى الأبد، وأقدم نظرية تفسّر نشـأة الحياة هي: "نظرية النّشوء الذّاتي أو التلقائي Spontaneous Generation" ، وتبعاً لهذه النظرية تنشأ الأنواع المختلفة من الحياة حتى المعقدة منها تلقائياً من مواد غير حيّة، فمثلاً كان الفيلسوف الإغريقي الشهير"أرسطوAristole " يعتقد أن البعوض والبراغيث نشأت من المواد المتحللة، ولكن تمكن الطبيب الإيطالي "ريدي Redi" في القرن السابع عشر والقسيس الإيطالي "سبالانزاني Spallanzani" في القرن الثامن عشر من إثبات خطأ هذه النظرية، ولكن بعد اكتشاف البكتيريا Bacteria ظلَّ العلماء يؤمنون بإمكانية نشوء هذه الكائنات الدّقيقة جداً تلقائياً من أي وسط عضويOriganic medium حتّى تمكن العالم البكتريولوجي الفرنسي الشهير "باستير Pasteur" من إثبات خطأ هذا الرّأي بالتجربة.

    والنّظرية الثانية هي " النظريّة الكونيّة Cosmozoic theory" التي تنادي بأنّ البذور أو الجراثيمApores الأولى للحياة وصلت إلى كوكبنا بطريقة ما من مكان آخر في الكـون. ولكنَّ هذه النّظرية غير مقنعة لسببين: الأوّل أنها لا تفـسر كيفية نشوء الحياة على الإطلاق تغير منشأها من الأرض إلى مكان بعيد وغير محدد من الكون، والسبب الثاني أنّ الجفاف الشديد والبرد القارس والإشعاع القوي الذي يتميز به الفضاء فيما بين الكواكب المختلفة لا يسمح إطلاقاً لبذور الحياة بأن تمر من كوكب إلى آخر.)[2 ]

    أمّا الآراء الحديثة لعلماء التّطور في كيفية نشوء الحياة وشرحها فهي معقدة وملخصها أنَّ حالة البحار البدائيّة من حيث درجة الحرارة والإشعاع والتركيب الكيميائي شجعت على تكوين وبقاء عدد كبير جداً من مركبات الكربونCarbon المختلفة، ثم بواسطة عدد لا يحصى من اتحادات هذه المركبات بعضها ببعض تكونت أجزاء فيزيائية كيماوية Physic-chemical لها طبيعة ثابتة نسبياً وتتميز بالصفات الأساسيّة للحياة معتقدين أنّ هذه الكائنات البدائيّة أو الأوليّة Proto-organisms كانت تشبه في أول مراحلها الجينGene الحامل للصفات الوراثية، بينما يؤكد علماء آخرون مقارنتها بالفيروس Virus يعيش عيشة حرّة، إنما هم متفقون أنّ أول الأشياء التي ظهرت على الأرض لم تظهر بصفة خلايا إنما بصورة أشياء هي أبسط من الخلايا بكثير يمكن تسميتها جزيئيات حيّة Living molecules، وأنّ الوقت الذي تحولت فيه تلك الجزيئيات الحيّة إلى مرحلة الخلية الواحدة مثل حيوان الأميبا Amoeba هو وقت طويل جداً نسبياً.[3 ]


    [1] المصدر السابق. صفحة (15)
    [2] المصدر السابق. صفحة (15-16).
    [3] دورية " عالم الفكر ".العدد الرابع. المجلد الثالث. صفحة ( 15 ).

  10. #40
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    Thumbs up #76-78

    تطـــور الإنســـــان[ 1]

    يتضمن سجل تطور الجنس البشري مجموعة من الأشكال اقتربت تدريجياً من هيئة الإنسان الحالي، ويمكن اعتبار إنسان جنوب أفريقيا القرد Australopithecus africanus أول نوع مشابه حقيقة للإنسان، ولقد عاش هذا النوع منذ حوالي مليون سنة وكان قصيراً نسبياً وبه شَبَه بالقرد الكبير من حيث شكل وصفات الجسم.

    ولقد اكتشفت عدة حفريات من هذا النوع في أفريقيا بواسطة العالم "دارت Dart". ويعتقد الآن معظم العلماء أنَّ هذا النوع يتميز بصفات عائلة الإنسان وعائلة القرود وبذلك لا يمكن اعتباره قرداً أو إنساناً، وكان حجم مخه يساوي تقريباً نصف حجم مخ الإنسان الحالي، وكان يستطيع أن يصطاد الحيوانات ليأكلها بواسطة أسلحة حجرية.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttp://www.marefa.org/images/thumb/7/74/Cro-Mangon_1.jpg/180px-Cro-Mangon_1.jpg
    انسان كرومانيون
    أما النوع الذي يعتبر فعلاً إنساناً فيسمى "إنسـان كرومانيونCro-Magnon" الذي عاش 32000 سنة إلى 15000 سنة، ولقد كان هذا النوع طويلاً ومنتصب القامة والطّبع ذكياً نسـبياً. ولقد اكتشفت حفريات هذا النوع في كهوف بوسط فرنسـا، ولاحظ العلماء في هذه الكهوف وجود بقايا حضارة على هيئة أسلحة وعاج منحوت، بل أن هذا النوع كان يتمتع ببعض الموهبة الفنيّة لوجود رسومات وصور زيتية لحيوانات – انقرض معظمها الآن – على جدران الكهوف التي عاش فيها هذا النوع.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ولقد اكتشف علماء الحفريات عدداً من الأنواع المتوسطة بين الرّجل القرد الأفريقي وإنسان كرومانيون أذكر منها الأنواع التالية :

    الإنسان القرد الجاوي :
    نسبة لجزيرة جاوه بإندونيسيا [ Java ape man ]
    إنســـان بكيــن :
    الذي اكتشفت بقاياه بالصين [ Pecking man ]
    إنســـان هايدلبرج :
    الذي اكتشفت حفرياته في ألمانيا [ Heidelberg man ]
    إنســـان نياندرثال :
    الذي اكتشف في وادي نياندرتال بألمانيا [ Neanderthal ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالانسان العاقل

    وما زالت الاكتشافات بخصوص هذا الموضوع تتوالى حتى وقتنا الحاضر
    أما الإنسان الحديث فيسمى "الإنسان العاقل Homo Sapiens"، وقد بدأ ظهوره منذ حوالي 12000 سنـة فقط والتغيرات التي أدت إلى تكوينه كانت عقليــّة أكثر منها جسمانيّة وبمعنى آخر أدّت العمليات التّطورية – بإرادة الله سبحانه وتعالى – إلى زيادة قوّة العقل وليست قوّة البدن، ولقد مكَّنَ ذكاء الإنسان من أن يكيّف نفسه حسب البيئة ويتحكم فيها وبذلك أصبح الإنسان الحيوان السّائد فوق الأرض في العصر الحديث.

    أما أول مكان ظهر فيه الإنسان الحديث فلا نستطيع تحديده حتى الآن، فبعض العلماء يعتقدون أنه ظهر أولاً في آسيا وبعضهم يقول أنها أفريقيا، وعلماء التّطور لا يقولون أنَّ الإنسان انحدر من القرد كما يعتقد العامّة من النّاس وإنما يعتقدون أنّ الإنسان والقرد كان لهما سّلَفٌ مشترك.



    وفي بداية هذا الشهر[2 ] أذاعت وكالات الأنباء ملخصاً لاكتشاف هام قام به "الدكتور ريتشارد ليكي" مدير المتحف الوطني في كينيا، فقد أعلن هذا العالم – في تقرير قدّمه إلى الجمعيّة الجغرافيّة الوطنيّة في واشنطون – أنّه اكتشف في جبل حجري بصحراء تقع شرق بحيرة رودلف في كينيا بقايا جمجمة وساق يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف مليون عام، ولذلك تعتبر هذه البقايا أقدم أثر للإنسان الأول لأنها تمتد في قِدَمِها مليوناً ونصف مليون عام من أقدم أثر أمكن الحصول عليه حتى الآن.[3 ] وأكَّدَ ليكي أنّه بالرغم من أنّ هذه الجمجمة لا تشبه جماجم الإنسان الحديث ألا أنها تختلف كذلك عن جميع أشكال الجماجم التي عُثِرَ عليها للإنسان الأّول، والاكتشاف الجديد يبين أنّ المخلوق الإنساني المنتصب ذا الساقين لم يتطور عن المخلوق البدائي الذي يشبه القرد بل كان يعاصره منذ حوالي مليونين ونصف مليون عام، وذكرت الجمعيّة الجغرافيّة الأمريكيّة في تعليق لها أنّ نظرية هذا العالم تقوم على أساس أنّ الرجل القرد الأفريقي (وكان أساساً من أكلة النباتات) قد وصل إلى مرحلة تطورية مسدودة بينما استطاع الإنسان (الذي استخدم اللحم في غذائه) أن يبقى على قيد الحياة، ولـــذا اختتم ليكي تقريره قائلاً أنّ اكتشافه يمكن أن يقلب النظريات القائمة بشأن كيف ومتى تطور الإنسان عن أجداده فيما قبل التّاريخ.[ 4]


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    [ 1]جميع هذا البحث منقول من مقال للدكتور علم الدين كمال. الأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة في دورية " عام الفكر " العدد الرابع - المجلد الثالث. الصفحات ( 32 – 34 ).
    [2] نوفمبر عام ( 1972 ).
    [3] ( الرجل الأفريقي الذي عاش منذ مليون عام ).
    [4] المصدر السابق. صفحة ( 32 –34 ).

صفحة 4 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بدء الخلق بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم
    بواسطة مراد مصلح نصار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-01-2017, 01:57 AM
  2. من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة
    بواسطة عمار زعبل الزريقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-05-2011, 09:52 PM
  3. نظريات التعليم
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2011, 12:20 AM
  4. نظريات التحفيز
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2008, 12:01 PM
  5. نظريات نفسية في تفسير نمو الجريمة...
    بواسطة نورية العبيدي في المنتدى عِلْمُ النَّفْسِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 08:36 PM