الْحِمْل والْحَمْل .. من "النقد اللغوي في تهذيب اللغة للأزهري" للباحث حمدى عبد الفتاح

جاء فى (حمل): "الحراني عن ابن السكيت: الحَمْل ما كان فى بطن أو على رأس شجرة، وجمعه أحمال0 والحِمْل: ما كان على ظهر أو على رأس0 وقال غيره: حَمل الشجر وحِمله0 وقال بعضهم: ما ظهر فهو حِمل، وما بَطَن فهو حَمْل0 وقيل: ما كان لازمًا للشيء فهو حَمل، وما كان بائنا فهو حِمل. والصواب ما قال ابن السكيت".
فابن السكيت يفرق بين الحَمل بفتح الحاء، والحِمل بكسرها- فجعل المفتوح لما كان فى البطن أو على الشجرة، والمكسور لما كان محمولًا على الظهر أو الرأس. وهذا ما صوبه الأزهري.
وقد ذكر بعضهم أن المكسور ما كان ظاهرًا سواء أكان على شجرة أم غيرها، والمفتوح ما كان خفيًا مستترًا. وقيل: إن الملازم للشيء حَمْل بالفتح، والبائن عنه حِمل بالكسر.
ولا فرق بين هذا وما ذكره ابن السكيت؛ فما فى البطن أو على الشجرة فهو ملازم للشيء، وما كان على ظهر أو رأس فهو بائن عنه0
وما ذكره ابن السكيت هو الصحيح، فقد نص عليه قبله الخليل ثم بعده ثعلب وابن دريد وابن فارس وغيرهم.
ويقول الخطيب التبريزى (ت502هـ): "الحَمل: ما كان فى بطن أو على رأس شجرة، والحِمل: ما حملته على ظهر أو رأس. ويضبط هذا بأن يقال لكل متصل حَمْل، وكل منفصل حِمل"0
وقد حاول ابن درستويه فى شرحه لفصيح ثعلب مناقشة الأمر وزيادته وضوحًا فجعل أصلهما واحدًا "وإنما المفتوح مصدر سمي به على الاتساع والاستعارة وإرادة الفعل. ولو عنى هذا المعنى فيما كان على الظهر أيضًا لجاز فتحه، والدليل على ذلك أنك إذا استعملت فعلهما حال المصدر منهما كليهما بالفتح، تقول: حَمَل يَحْمِل حَمْلًا، لكن جرى الاستعمال فى المحمول على الظهر ونحوه بإلزام اسمه الكسر، على معنى النوع والهيئة وللفرق بينه وبين غيره، فاعتيد ذلك".

وقد حاول ابن درستويه فى شرحه لفصيح ثعلب مناقشة الأمر وزيادته وضوحًا فجعل أصلهما واحدًا "وإنما المفتوح مصدر سمي به على الاتساع والاستعارة وإرادة الفعل. ولو عنى هذا المعنى فيما كان على الظهر أيضًا لجاز فتحه، والدليل على ذلك أنك إذا استعملت فعلهما حال المصدر منهما كليهما بالفتح، تقول: حَمَل يَحْمِل حَمْلًا، ".

و كذلك فإن الجمع لكليهما هو أحمال و حُمُول

و بالتالي فإنّ تغيير حركة الحاء ما بين الفتح و الكسر يعدُّ ضمن الاصطلاحاتِ الشكلية للتفريق بين ما إذا كان المحمول مُتّصلاً بالحامل/ة و يتغذى به أو مُنفصلاً عنه/ها ، فالثمر متصل بالشجرة التي تغذيه و كذلك الجنين في بطن أمه ، و لذلك يُطلقُ عليهما الحَمْل، بينما ما يُحمل على الظهر و نحوه مثل الهودج و كذلك الثّقْل الذي يُرفع أو يُجر و خلافه لايتصل بمن يحمله و لا يتغذى منه ، و لذلك يُطلق عليه الحِمْل

و في قولنا حَمَلَ الحِمْل أي حمل القرآن أو العلم ، فذلك لأن المحمول (القرآن ، العلم) لا يتغذى من الحامل


أخي فريد البيدق

دُمْتَ شجرةً نستفيدُ بحَمْلها ، و أعانكَ الله على حَمْلِ الحِمْل ، و فَقّهكَ في الدين


و جزاك الله خيراً

أكرمت شاعرنا الحبيب الأستاذ محمد، وبوركت!

شرح قيم ومعلومة في غاية الأهمية

شكرا لعلمك الذي تجود به بجرعات نافعة سهلة الاستقبالف والحفظ

دمت بألق أستاذنا

. ويضبط هذا بأن يقال لكل متصل حَمْل، وكل منفصل حِمل"0

بارك الله بك أستاذي الفاضل فريد
و شكرا جزيلا لك لأنك تفيدنا بما علمت.