|
وطني ذكرتك والقنا طعانة |
وجميل ساحك بالدماء مخضب |
فإذا شكت تهب دونك عصبة |
وإذا رغبت ففي علائك نرغب |
عشرون عاماً او تزيد قضيتها |
والنار تخطف والدماء تسرّب |
وأبى شبابك أن تلين قناتهم |
فغدوا ليوثاً في الحمى تتوثب |
وسقوك من ماء الحياة حياتهم |
لما ظمئت وقد يعز المشرب |
وسعوا إليك على الأكف من الندى |
مهج الكماة وأنفس لك توهب |
وثبوا على دهم فشق ظلامها |
ومض العزيمة والبريق الملهب |
ومدافع كم ولولت أنغامها |
فيجيبها نغم أشد وأعذب |
ومن الحسيني الغضنفر ضربة |
حمراء تعمل في الظهور وتنشب |
سوى بروجهم ومنبسط الثرى |
وبنى القبور فهل يحن ويغضب |
لكنه قدر خضعت لأمره |
فحللت في الأقصى يحن ويحدب |
وأخوك جروا خلفه أشلائهم |
فكأنهم ورق يسير فيشذب |
لما تركت أخاك حركه الهوى |
فسلاه عنك هوى أرق وأقرب |
وأتى قضاء الله يجكم فيكما |
ودعاكما وطن يئن ويندب |
كيما تدوم في هواه لأنه |
عرف الأحبة جلهم فتذبذبوا |
لولا الحياء لقلت تلك جريمة |
وإذا يئست أقول هذا المذنب |
لكن بقية مأمل وتعلل |
قطعت جهيري ما ألوم وأشجب |
فكأنها ضوء يكاد يذيبه |
نوء الظلام وحلكة تتعسب |
وطني ذكرتك والمصائب كشرت |
عن نابها وأحمر منها المخلب |
ووقعت تدمى في عراكك بعد ما |
ذهب النصير وساءك المتقلب |
فصرخت مكلوماً أما من منجد |
يحنو علي ومسعف لا يرهب |
فهي الجحافل أطبقت لا نارها |
نار ولا فتيانها تتسرب |
وأتاك ينقذ من رجوت حنانه |
فإذا به قاس عليك مجرب |
أين الحمية إذ رآك ممزقاً |
إرباً وعرضك مستباح يثلب |
أين الكتائب أقبلت وندائها |
الله الكبر والردى يتقرب |
ومضوا لإحدى الحسنيين يشدهم |
شوق إلى دار الخلد ويجذب |
فإذا هم والنصر لاح بشائراً |
تهفو وصفق مشرق أو مغرب |
شد الطعان عليهم في ظهرهم |
رحم ومزقهم قريب أكذب |
ويسوقهم للسجن إلا أنهم |
سيف يرقق نصله ويجرب |
وإذا شموع الليل تذوي والمنى |
تضوي وأحلام هنالك تذهب |