ضد التيار كنا
التقينا وعلي كلانا أثار تعب وتجاعيد لم تستطع أدوات الغش من خافي عيوب وكريم أساس إخفاءها
متعبة كانت حد جفاف شفتاها وموجوعة حد رمادية ابتسامتها
كنا معا عندما وضعنا ما نملك من مدخر سعادة جهلا في بنك من رمل ، وتبعنا بنك الرمل خاصتنا
صديقتي تركت كل حذر وقالت يحبني صدقا وقلت معها ذات الكلام
وذهبنا كلانا خلف قصر أوهامها – وقتها لم نكن نعلم أن قصورنا التي اخترنا قوامها الرمل
ولعبط فينا وثقنا بالرمل ومضينا كلانا في طريق
ومع بوادر كل ريح خفيفة يختفي جزء من قصرنا وكنا نقول لا بأس ما تبقى منه يكفينا سكنا
لم نطالب بتعويض خسائر الريح ، مضينا صامتتين وكانت سنينا تستباح علنا وعلى مرأى منا
كنا نقول لأبأس هذا هو حال البدايات لننتظر ونستثمر مدخراتنا الباقية فالحياة مستمرة والنهر جارى
لنمض مع من اخترناه رفيقا ، وكنا نخوض ونقطع النهر مرات ومرات
ضاعت مدخراتنا وبقيت تجربة صراعنا مع تياراته
وكنا نطول نضجا مع كل صراع موج عات ، نسقط وجعا ونستهلك قهرا وأحيانا نغرق
لكن كان هنالك شيئا فينا حي يرفض الموت غرقا بفعل أخر وكلانا كانت كالعنقاء
نفضنا عنا فائض الماء وقمنا ، يتبعنا ضوء خفيف جميل علق بزيلنا ماضيا كان معنا
يضيء لنا ويبشر بمحطات أجمل حتما كانت تستحق معاناتنا ضد التيار