أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: علم النفس الافتراضي وتقنية المعلوميات

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي علم النفس الافتراضي وتقنية المعلوميات

    تقنية المعلوميات
    وعلم النفسالافتراضي
    I
    (هنا نص محاضرة ألقيت يوم 27-8-2010 أحببت أن يستفيد منه أهل الواحة الكرام)
    يشهد عصرنا تحولا لم يعرفه أي عصر من العصور السابقة، ويرجع هذا التحول إلى اكتشاف الإنسان لغة جديدة تختلف عن كل اللغات التي عرفتها البشرية، لغة ليست للتواصل بين البشر، بل للتواصل بين البشر وما ابتكره من آلات وبين الآلات والآلات سميت باللغة الرقمية لاعتمادها حروف الأنظمة العددية واختزالها تلك الأنظمة إلى أبسطها وهو النظام الثنائي الذي يعتمد الصفر والواحد!
    وبعودة إلى تاريخ صناعة الحواسيب نجد أن أول من حاول تصميم آلة تحليلية شخص يسمى (1792-1871) Babbage في بداية القرن التاسع عشر. فكر هذا الشخص في آلة تتكون من ثلاثة عناصر : الخزان وهو ما يسمى الآن بالذاكرة، والمعمل سمي لاحقا بالمعالج ثم ضم عنصره الثالث مجموعة من نماذج الحركة وهو ما نسميه الآن برنامجا. غير أنه مني بالإخفاق لعدم توفر الكهرباء والعدد الدقيقة لإنجاز مشروعه. وكان على العالم انتظار Hollerith(1860-1929) لترى النور أول آلة حاسبة تستخدم البطاقات المثقبة. وفي سنة 1924 انضمت المؤسسة التي أقامها إلى شركة IBM ثم تسارع تطور التقنيات منذ 1958 بظهور التنزيستور وانطلق ركب التقنيات الرقمية نحو ما وصل إليه اليوم بسرعة مذهلة.(1) شكل الانسان من تلك الوسائل التي بدأت بسيطة قالبا صب فيه كل حيله ومعارفه الحرفية وبوجود حالتين لا ثالثة لهما في تمرير السوائل والهواء والتيار الكهربائي عبر القنوات والموصلات المعدنية، فقد وجد تطبيقا للقواعد المنطقية، بنيت عليها أسس تقنياته كلها. ثم رجع إلى تدليل الصعوبات التي واجهته في جعل الآلة تتحرك ذاتيا فجزّأ الحركة في الوحدة الزمنية معتمدا على الحالة الطبيعية للجسم الحي إذ وجد أن لا حياة بدون نبض فصنع القلب النابض لكل آلة ذاتية وهو عبارة عن مولد نبضات سماه الساعة وبدأ يسرّع نبض تلك الساعة حتى وصل به إلى ما فاق ما تدركه الحواس بملايين المرات حيث وصلت سرعة الحواسيب الحالية إلى 4000000000 نبضة في الثانية (4GHz) بينما لا تستطيع العين البشرية تمييز الحركة إن تجاوزت 16 نبضة في الثانية! وبذلك استطاع أن يترجم الأصوات والصور إلى اللغة الرقمية وولد عصر جديد هو عصر التقنيات الرقمية. وفيه شهد العالم التحول المبهر على المستويات الفردي، والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي؛ حيث غزت تقنيات المعلوميات كل مجالات حياتنا العلمية والفكرية والدينية والفنية والثقافية والصناعية. وقد باتت الضرورة تفرض نفسها علينا لننظر في ما أنتجته هذه التقنيات الحديثة وندرس أثره على الإنسان في العصر الحالي وما يمكن أن تتمخض عنه التطبيقات في المستقبل القريب على أقل تقدير. ذلك، لأن النشء وما يحيط بتربيته من تحديات، يضعنا أمام مسؤوليات جسيمة مفروضة على مجتمعنا ولم تنشأ منه، ونحن لا نمتلك في مواجهة كل التحديات سوى ما خلفه لنا سلفنا من قيم وأخلاق هي أغلى ما سيحاسبنا عليه خلفنا إن أضعناه و سيحاسبنا عليه ربنا إن فرطنا فيه، فهو أقوى سلاح لنا في معترك الحياة نحن ملزمون شرعا وقانونا أن نورثه للأجيال القادمة.
    وقد دخل الإنسان عالما مدهشا غريبا على العقل البشري منذ أواسط القرن الماضي؛ عالماتسوده حُمى التسارع التقني، تَوّجته ثورة الاتصال خلال العقد الأخير منه. مما جلب تحديات جديدة بدتْ تواجه الفكر الإنساني الذي اعتاد على سيرالفنون والثقافات على منعرجات الحياة البطيئة في تشكّل ألوانها، وإفصاحها عن أسرارتفاعلاتها التي كانت تطمر غالبا في غياهب تاريخ ظل يفتقر إلى الموضوعية لمئاتالقرون !
    ووجد المجال الإبداعي في التقنيات الحديثة فرصة للتوسع والانفتاح علىمشارب عديدة ومختلفة، فأُخذ بنوع من النشوة أفقدته التوازن تحت تأثير موجة "الوسائطالمتعددة" بما حملت من صور وأصوات وبما أتاحت من وسائل مهّدت الطريق أمام انتشارسريع للإنتاج الإبداعي بكل أصنافه. وبدأنا نشهد تسارعا يلبس تداول المعلومات بينبني البشر، ويمد تأثيره في حياة الناس إلى مدى لايزال مجهول النتائج ... أصبحالناس يبنون مجتمعا افتراضيا لا يتطلب الانتماء إليه أكثر من تعلّم الضغط على زرّتشغيل جهاز الحاسوب، وتحريك "الفأرة" على بساطها الناعم، بل تعدى اليسر إلى أبسط منذلك! وأشخاص هذا العالم أحرار في التعبير عن ذواتهم وآلامهم وآمالهم. يرتبطونبعلاقات قد ترقى إلى المستويات المبشّرة بغد سعيد للبشرية، وقد تتدنى إلى هوة لاقرار لها في مستنقع أبشع من أن يتصوره ذو عقل.
    إلا أن الصورة المتفائلة التي نحلم بها من السلموالمحبة والتضامن، والتي نشأت بمحض إرادة كل من الأفراد الافتراضيين سعيا وراء تكوين المجموعةالمتآلفة –حسب رأي الأفراد- ما تلبث أن تستجيب للنزغ الدفين من حاصل العيوبالموروثة من عالم الواقع، فتخبو شعلتها بفتور الحماس الجماعي الناشئ عن خصائصسيكولوجية الجماعة، وتتبخر إرادات الأفراد المشتركة في عالم لا محدود من العواملمنها مايحدث أثرا واضحا علىالمجموعات المؤتلفة حول محور فكري أو أدبي ما، لأن سهولة التجول من موقع إلى موقع أو منتدىآخر يعتمد شكلا دعائيا أكثر جاذبية أو يضم مجموعة أكثر نشاطا في عملية التفاعلبين أفرادها، تستأثر باهتمام الزائر وتجعله يميل إلى الدخول في جو أوسع وأرحب منالتواصل مع أنداده الافتراضيين. وهذه ميزة لا وجود لها في العالم الواقعي إلا ضمنحيز ضيق... إذ ليست هناك قيود تفرض على المبدع – المؤلف – ولا على الزائر الافتراضي إلا تلكالتي يفرضها على نفسه مع الاعتراف بأن شخصية المبدع تتسم بالنّزوع إلى التحرّر من القيود وإلى التحليقبأبلغ معاني الحرية في فضاء أرحب وأوسع، فالمجموعة التي يخيم عليها جوّ الرتابة بينكثير من الخطوط الحمراء وتفتقد عنصر الدهشة في ما يُتداول بين أفرادها، وتصبح قيدامن الروتين في نظر الشخص الافتراضي مما يجعله في بحث دائم عن فضاء فسيح لا قيود فيه ولا مسببات للملل. ولم يسجل التاريخ في السابق أرحب من فضاء التفاعل الافتراضي الذي نعيشهاليوم، فقد أدِنت الشبكة بعصر انهيار الحِجْر الذي كان مفروضا على التعبيرالفني وبثّت روح الآنية والحيوية في انتشار الخبر، ومهّدت طريق المعلومات إلى متناول من يطلبهافحوّلت العالم المترامي الأطراف إلى غرفة، وصنعت في الأرضفضاء يموج بأنواع الحوارات واللقاءات والمواعيد والندوات المفتوحة لمختلف الأغراضوالمآرب البشرية بما فيها من سامي الأفكار وسخيف الأقوال والتصرفات، فبانت علائمحرية لم يعهدها البشر من قبل في اختيار مشربه في خضم الزخم الهائل مما يعرض في سوقلا أول لها ولا آخر...
    غير أننانجد العالم الافتراضي قد ورث من عالم الواقع كثيرا من الظوهر السلبية حيث ظهرالقراصنة والنصّابون إلى جانب المفكرين والأدباء والفلاسفة؛ مما بات يدعو إلىالتفكير في سنّ قوانين لتنظيم سلوك المجتمع الافتراضي للحدّ من الظواهر السلبيةفيه! و ستظهر إشكالية جديدة تتمثل في تحديد الشروط اللازم توفرها في من يحق له وضعالقوانين والإجراءات والمساطر والجزاءات الرادعة لمن يطلق عليهم اسم المخالفينللقواعد والخارجين عن خطوط النظام الافتراضي. ومثلما تعوّد الفلاسفة والمفكرون الغربيون اعتماد الكتب المقدسة ترجع إلى كتاب واحد وردت فيه والصايا العشر، هذه وصايا سماها صاحبها المدعو "آلن ريو" بالوصاياالعشر لمعرفة "كيف نعيش افتراضيين أعدها واعتمدها معهد Computer Ethics Institute وهي منشورةبموقع خدمات الشبكة وهي عبارة عن ثمان لاآت يتلوها أمران (2):
    2 -1 لا تستخدم الحاسوب لتزعج غيرك
    2 -2 لا تشوشعلى أعمال غيرك الرقمية
    2 -3 لا تعبث بملفات الآخرين
    2 -4 لا تستخدم الحاسوبللسرقة
    2 -5 لا تستخدم الحاسوب لشهادة الزور
    2 -6 لا تستخدم ولا تنسخ البرامجمالم تدفع ثمنها
    2 -7 لا تستخدم مصادر المعلومات المملوكة لغيرك دون إذنمنه
    2 -8 لا تنسب لنفسك إنتاجا فكريا مما أبدعه غيرك
    2 -9 عليك أن تقدرالآثار الاجتماعية للبرنامج الذي تكتبه
    2 -10 استخدم الحاسوب بطريقة تؤكد لك التقدير والاحترام
    لم يبيّن صاحب هذه الوصايا الكيفية التي تطبق بها في الحالات المختلفة التي تنجم عن التفاعلات البشرية المتباينة، وذلك لهدف التمويه واللعب على الألفاظ وفتح باب اختلاف التفسيرات حسب الحالات التي تخدم مصالح من يسخّر التقنيات لاكتساح ساحة السوق الاستهلاكية.
    ويبقى العالم الافتراضي في جدّته مُحيّراً ومدهشا آخذا فيالاتساع ليستوعب كل النشاطات البشرية وقد يشمل الكائنات الذكية المفكرة في الكونكله يوما ما...
    هنا تبرز ضرورة وجود علم يدرس التفاعلات البشرية في عالمها الجديد الذي أضحى افتراضيا مثلما دعت الضرورة لوجود قواعد قانونية نتظم مجال الحريات وكيفية ممارستها في العالم الجديد وكذلك تستدعي الحالة رسم خطط لتعليم الأطفال وتربيتهم وإعداد برامج أخرى لتكون الجسر الواصل بين العالم الافتراضي وعالم الواقع. ويهمنا هنا التركيز على علم يدرس سلوك الشخص الافتراضي في تفاعله مع الأفراد والجماعات عبر الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت). ويعدّ آليات مناسبة لفهم التطابق والفوارق إن وجدت بين أنماط السلوك في الواقع وأنماط السلوك البشري في العالم الرقمي.
    فعلم النفس الافتراضي يتناول دراسة الشخصية الرقمية كفرد يدخل عالمه الجديد مزودا بمعارف ومهارات استقاها من عالم الواقع؛ أقلها قراءة وطباعة اللغة التي يتعامل بها الفرد مع أشباهه على الشبكة ومهارة استخدام لوحة المفاتيح والفأرة. بل إن هناك من التطبيقات التي تستغني عن بعض حواس الفرد الطبيعي مثل التجربة التي مرت بها الانتخابات في البرازيل سنة 1996 بمدينة سانتا كاتارينا حيث درست إمكانية مشاركة الطاعنين في السن والأميين وفاقدي البصر في الانتخابات عبر منظومة رقمية كانت نتيجتها أن 25 بالمائة من العميان استطاعوا الإدلاء بأصواتهم للمرشح الذي يؤيدون نجاحه في الانتخابات وأقل من 50 في المائة من الطاعنين في السن تمكنوا من التصويت لصالح مرشحهم بينما ألغت المنظومة باقي الأصوات المعبر عنها بطريقة غير متوافقة مع برنامجها.(3)
    وقد نبعت تسمية دراسة هذا المجال "علما" من ضرورة وجود وسائل تدرس سلوك الفرد الرقمي – الشخصية الرقمية أو ما اصطلح على تسميته بالشخصية الافتراضية – اعتمادا على الإحصاء وطرق علم النفس التجريبي وما وصلت إليه الفروع الأخرى لعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم القانونية، وما أسفرت عنه البحوث في العلوم الإنسانية من نتائج خلال القرن الماضي، وما تنبأت به من تأثير التكنولوجيا على حياة البشر في تفاعلهم البيني ومع الآلة سواء كأفراد أو جماعات.
    وقد يكون لهذه المحاولة نصيب في تفسير سلوكات الناس في العالم الواقعي التي ما زال العلماء يلقون حولها بافتراضاتهم آميلين أن ينير دربهم مجال التجربة. ولا أحد ينكر ما يواجه علم النفس من صعوبات في دراسته للسلوك البشري نتيجة تعدد المتغيرات من جهة، وعدم ثبات الظواهر أمام المجرب – الذي يتأثر هو أيضا بما يجري في ظروف زمانية أو مكانية للتجربة من حيث هو إنسان أيضا – من جهة أخرى.
    دمشق الافتراضية

    يشير الدكتور أديب عقل أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق. إلى أن استخدام الانترنت كوسيلة للتعارف والتواصل الاجتماعي وتكوين صداقات جديدة أضحى حقيقة نشاهدها كل يوم،" ولايمكن أن نوقف هذه الظاهرة" ويضيف عقل" عندما يكون هناك تواصل وتوافق في الحوار فهناك عملية التقاء في وجهات النظر يعنى هناك قواسم مشتركة بين الشباب عن طريق الانترنت. لقد زرت العديد من مواقع الانترنت في مقاهي الانترنت وشهدت نوعية الحوار بين الشباب الحوار به جانب انساني وجانب أخلاقي وجانب قيمي". ويتابع " هذا التواصل ايجابي وهناك من يحارب هذا التواصل في مجتمعنا لان في مجتمعاتنا هناك عملية ضبط اجتماعي للشباب، فعن طريق الانترنت أصبح الشاب والشابة يتحاوران دون عملية احتكاك لكن عمليا هناك انعكاسات ايجابية لهذا الأمر فلذلك الأمر مستمر ولا يمكن أن نوقف هذه الظاهرة".(3)
    سيجد الباحث في العالم الرقمي بعض أنماط السلوك التي ستغمره بأسئلة كثيرة حول الكائن البشري الذي يتعامل مع أشباهه عبر نافذة صغيرة تتركز عليها ضوضاء رقمية عارمة تتوافد من كل بقاع العالم؛ فهو يدخل عالم الضوضاء هذا بإرادته الحرة، باسم وصفة يختارهما بنفسه، مع إمكانية تطابق الهويتين الرقمية والواقعية أو عدم تطابقهما. وبذلك يكون الإنسان يصنع عالمه في العصر الحالي. ويربط في هذا العالم علاقات مع بني جنسه قد تكون سببا في متاعبه. --- يتبع---

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي علم النفس الافتراضي وتقنية المعلوميات ii

    تقنية المعلومياتوعلم النفسالافتراضي
    II
    <H1 style="TEXT-ALIGN: right; MARGIN: 24pt 0in 0pt; unicode-bidi: embed; DIRECTION: rtl" dir=rtl>
    <H1 style="TEXT-ALIGN: right; MARGIN: 24pt 0in 0pt; unicode-bidi: embed; DIRECTION: rtl" dir=rtl>الأردن والعلاقات الافتراضية


    تقول الدكتورة سلوى العمد أستاذة علم الاجتماع والانثروبولوجيا بجامعة فيلادفيا بالأدرن "أرى هذا النوع من العلاقات بالإجمال بالنسبة لي انا ... أراه غريبا قليلا لأننا لا نستطيع أن نتأكد من هو المتحدث الآخر إلينا فكيف يمكن للمرء أن يلتقي بأناس لا يعرفهم ولا تلتقي العيون ويتبادلون النظرات في حين لديك أصدقاء وإخوة في نفس المنزل قد لا تتعاطى معهم بهذه الطريقة". وتضيف:" هناك نوع جديد من علاقات لا أرى أنه علاقة في الواقع وإنما هو نوع من التسلية وعلاقات وهمية لا أساس لها في الواقع إلا إذا كانت هناك استثناءات لا أدرى عنها". وما تشير إليه الدكتورة هو ملمح آخر لما يعتبره البعض مآخذ تكتنف مسعى الباحثين عن علاقات افتراضية عبر الانترنت. فالساعات الطويلة التي يمضيها هؤلاء تعمق لديهم شعور العزلة والانطواء عن محيطهم الاجتماعي الطبيعي، وتفصلهم عن صداقات واقعية قد تكون قريبة ومتاحة.(3)
    وتبرز هنا من أول وهلة ظاهرة النزوع إلى التمويه بين الأشخاص الافتراضيين، تضع بين أيدينا مشكلة تطرح علينا بحدة سؤالا يتمخض عن أسئلة أخرى: ماالدافع الذي يدعو الشخص للتمويه؟ وهل يموه الشخص الافتراضي لنفس الغرض الذي يموه له الشخص الحقيقي؟ هل من طريقة علمية تعطينا مقياسا لنزوع الأفراد إلى التمويه؟ ونأخذ مثالا لظاهرة أخرى من سلوك الفرد في تفاعله مع غيره؛ ولتكن "العدوان" مثلا؛ فصفة العدوانية موجودة لدى الأفراد في العالم الواقعي وقد نقبت فيها دراسات عديدة أجريت على فئات مختلفة من الأفراد في كل جامعات العالم، فبينت أن العدوان يظهر للحفاظ على البقاء في حالات ويظهر نتيجة للإحباط في حالات أخرى. وإن اكتفينا بهذين المصدرين المرتبطين بظاهرة العدوان، يحق لنا أن نتساءل هل يشبه العدوان في العالم الافتراضي العدوان في العالم الواقعي؟ هذه المشكلة تحتاج لدراسة ميدانية أو إلى تجربة تبنى على أسس علمية للخروج بنتيجة تؤكد أو تنفي التشابه. وهنا نكون في دراستنا نمارس بحثا من اختصاص علم النفس الافتراضي وعلم النفس الاجتماعي في آن واحد. أما إن تحولنا إلى دراسة ظاهرة العدوان كما تجري على الشبكة بين شخصين أو أكثر فإننا سنكون قد خصصنا البحث في علم النفس الافتراضي.
    والشخص الافتراضي الذي يقرأ نصا كتبه "مخاطبه" المتصل به يمدحه أو يذمه، فيتفاعل مع ما قرأ؛ يغضب أو يطرب لما ورد فيه من مضمون وقد يرد على مخاطبه بما يراه يناسب المقام أو يشعر بأنه يتلقى إهانة فيكيل لمخاطبه الشتائم أو يبالغ في مجاملته. كل هذه احتمالات يهمنا منها أن نفهم كيف يتكون لدى الشخص – المتلقي – ما نسميه ردة الفعل؛ هل هناك في عالم الرقميات إحباط كالذي يوجد في الواقع؟ وفيم يتجلى ذلك السلوك وما الذي يميّزه عن السلوك في الحياة العادية؟ وهل من معيار نقيس عليه درجة الإحباط (الافتراضي) للحصول على رقم إحصائي ذي دلالة علمية؟
    إن نحن استطعنا الوقوف على إجابة على مثل هذه التساؤلات، سنكون أمام وسيلة تمكّننا من دراسة التمويه والإحباط بصورة علمية وسنمد القائمة إلى أوجه أخرى من مظاهر السلوك بما فيها التعاون والنفور والعدوانية والتسامح والسيطرة والخضوع لنعرف مدى تماثل العالم الرقمي مع العالم الواقعي من حيث سلوك الأفراد ودوافعهم وميولهم واتجاهاتهم.
    من رواد العالم الرقمي من عاشوا أحداث تجارب مروا بها، تبين من ملاحظاتهم الشخصية(4) أن الجماعة الافتراضية غير متماسكة، تميل إلى الانقسام بأسرع مما يحصل في العالم الواقعي. غير أن تلك الملاحظات لم تعتمد أي أسلوب من أساليب البحث العلمي، وبذلك بقيت في مجال الذكرى الشخصية بما أضافت من خبرة بسلوك الأشخاص الاقتراضيين للكاتب الذي عاش أحداثها. ومنهم من حصل على فوائد أفادته في حياته الخاصة مثلما هناك من لحقه ضرر كبير امتد إلى إصابته بمرض مازال يعاني منه.
    من الأساتذة الباحثين

    أمال قرامي أستاذة بالجامعة التونسية والتي تقوم بدراسة معمقة حول مستخدمي الانترنت التونسيين. قالت– تصف عالم الأنترنت - إنه في الواقع "يؤدي إلى ظهور أمراض اجتماعية فضلا عن التغيرات التي نلحظها على مستوى سلوك عدد كبير من مستعملي هذه الأداة". وأضافت قرامي أن السرية تسمح للمستخدمين باستعمال هويات مختلفة. وقالت "يعمد الواحد [مستخدم] إلى فتح حساب تحت اسم مستعار لفتاة ويستمر في لعبة انتحال هوية مختلفة لا تتطابق مع هويته الأصلية ، وهناك من يدعي صفة النضال ولكنه في الواقع يتخذ ذلك عتلة للوصول إلى النجومية في هذا الفضاء الافتراضي. تتحول الانعزالية والفردية تبعا لذلك إلى قيم جوهرية ويصبح الرياء الاجتماعي شعارا".
    رضا المثناني أستاذ جامعي وباحث في وزارة التعليم التونسية قال خلال انعقاد المنتدى الدولي الذي نظمه المعهد التونسي للصحافة وعلوم الأخبار في تونس واختتم يوم الجمعة 16 أبريل 2010 إن "الشباب التونسي بدأ يهجر وسائل الإعلام التقليدية متجها إلى وسائل الإعلام الحديثة لأنها أكثر مرونة وتحررا وسهولة" وعزا المثناني هذا التحول إلى إخفاق وسائل الإعلام في "تجديد خطابها الإعلامي ومواكبة تصورات الشباب". ورغم إعلان تونس 2010 سنة دولية للشباب فهي لا تمتلك سوى وسيلتين إعلاميتين شبابيتين فقط، " وهذا قليل جدا مقارنة بنسبة الشباب التي تمثل ثلث المجتمع التونسي" على حد تعبير المثناني.
    أحمد إبراهيم أستاذ بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم قال لمغاربية إن الشباب الجزائري اهتزت ثقته بوسائل الإعلام التقليدية. وقال الأستاذ "الأنظمة الإعلامية أصبحت اليوم تخضع لضغوط سياسية واجتماعية متعددة جعلتها تخدم طرفا واحدا وهو السلطة"، مضيفا أن الشباب تحول إلى وسائل تواصل حرة و"معاصرة" أكثر كخدمات الانترنت.
    جمال بن زروق أستاذ جزائري من جامعة سكيكدة قال إن وسائل الإعلام الجزائرية "اقتصر دورها على بعض البرامج التافهة وعلى تمرير الأفكار السياسية الخاصة بالسلطة". وأضاف "لولا وجود بعض البرامج الرياضية التي مازالت تجذب الانتباه لوجد الشباب الذي يمثل نسبة 57.19 بالمائة من المجتمع نفسه في معزل عن هذه الوسائل نظرا لعدم وجود برامج جيدة موجهة إليه تطرح قضاياه وتهتم بمشاكله".
    سليمة بوشفرة أستاذة من جامعة مستغانم ترى أن هجرة الشباب الجزائري لوسائل الإعلام الكلاسيكية يعكس إقباله على الصحافة الالكترونية. بوشفرة قالت لمغاربية "الصحافة الالكترونية الجزائرية تشهد إقبالا متزايدا من فئة الشباب لأنها فتحت له فضاءات للتفاعل من خلالها يستطيع إبداء رأيه في مختلف المواضيع بكل حرية"، ودعت إلى "الكف عن الاستخفاف بقيمة الشباب لأنه يعي ما يفعل وفتح المجالات أمامه للتعبير والإبداع والإنتاج بعيدا عن رقابة الأسرة والمجتمع".(5)
    وقد برزت أهمية دراسة سلوك الأفراد الذين يرتادون الشبكة الدولية للمعلومات مماعرفه العالم الرقمي من انتشار مذهل وتزايد في عدد مرتاديه وما حدث من تنوع كبير في اتجاهات مقدمي الخدمات ومصنعي البرامج والتطبيقات. وككل مجال للنشاطات البشرية، ظهرت انحرافات سلوكية تمثلت في الجريمة الرقمية بما فيها من تحايل ونصب وتخريب وتبادل العنف بين مستخدمي الشبكة مثلما انتشرت سرقات وسلوكات ضارة بالمجتمع الإنساني، صدرت عن أفراد وصفوا بالمنحرفين! مما دعى العلوم الإنسانية إلى مواكبة ما يجري في العالم من تطورات فرضتها الرقمية التي جاءت بما أفاد الطب والهندسة وتقنيات أساليب التعليم عموما وأثرى الفنون كما منيت بموروث من الانحرافات والخروقات.
    وليس علم النفس بمعزل عما يجري، فهو من العلوم التي تهدف إلى فهم السلوك البشري ومحاولة التنبؤ بأنماطه بناء على معطيات تؤسس على فروض ونظريات علمية تعتمد القياس الكمي بما يمكن من الدقة لتفسير الظواهر السلوكية التي قد تستفيد منها باقي العلوم الإنسانية، ومن هنا تظهر أهمية هذا العلم في محاولة خلق مجتمع متماسك يعيش في سلام يسوده احترام الأفراد لحقوق الأفراد والجماعات واحترام الجماعات لحقوق الجماعات والأفراد، وتفادي ما عرفه العالم من صراعات دموية حرمت العديد من بني البشر من الحياة، في حقب ساد فيها الجور والظلم والاستبداد والرق والاستعباد.
    الخصائص النفسية للشخص الافتراضي

    من الصعب جدا تحديد خصائص قابلة للتعميم على كل الأشخاص الذين يستخدمون الشبكة لأنهم ليسوا –كلهم- منتظمين دائما ليكتسبوا الصفة الافتراضية مع شيوع استخدام الشبكة في جل أو كل دول العالم. كما ترجع الصعوبة إلى عدم تحديد مفهوم الشخص الافتراضي بشكل واضح؛ فما كل من يتصفح "الأنترنت" بافتراضي مثلما لا يكون من يبيع سيارته تاجر سيارات في نظر القانون التجاري مثلا. ثم إن هناك من يعتقد أن تحديد المفهوم يفقد الشخص الصفة الافتراضية لأنه لن يختلف عن الشخص الطبيعي في شيء ما دامت هويته قد عرفت بالتحديد وغدا بالإمكان أن نطالبه بالالتزام بقواعد ستحد من حريته التي يزعم أنها إن وجدت يجب أن تُلغى حدودها كي تسمى حرية افتراضية.
    ويتبادر لنا سؤال : متى يكون الشخص افتراضيا بالمعنى الرقمي؟ تجيبنا إحصائيات المواقع التي تطلب ممن يرتادونها التسجيل للإدلاء ببيانات تحدد مكان الشخص وهويته الرقمية (اسم المستخدم وبريده الإلكتروني)، غير أن هذه البيانات في الغالب تكون مضللة؛ لأن بإمكان الشخص الطبيعي أن ينشئ عدة هويات على مواقع مختلفة، ففي الموقع "أ" يكون اسمه "خالد" وفي الموقع "ب" يكون باسم "سعيد" وفي موقع ثالث يكون له اسم مغاير وهكذا لو اعتمدنا مثل هذه الإحصائيات سيكون لدينا رقم مهول لسكان العالم يفوق الرقم الحقيقي أضعافا مضاعفة! إلا أن هناك من دول العالم ما قدم حلا لهذه المشكلة بفرض الدخول للشبكة بالاسم الحقيقي على مواطنيها وتحديد هوية واحدة تطابق إلى حد ما الهوية الواقعية.
    ففي الأغلب، يدخل الشخص الطبيعي عالم الرقميات بطريقة جد سهلة، إذ يكفي أن ينشئ بريدا إلكترونيا ببيانات يختارها كما يحلو له ليضاف إلى العالم الافتراضي مولود جديد. ويظهر أن الخصائص النفسية التي نريد تحديدها للشخص الافتراضي ستتبخر في ضوضاء العالم الرقمي إن لم نحاول أن نجد تحديدا إجرائيا يمكّننا من دراسة الموضوع. فلنعتبر الشخص الافتراضي كل من يحتفظ بمعرّف واحد يتفاعل به مع كل من يشاركونه الاهتمام على الشبكة أو يقدمون له خدمات أو يستفيدون من تفاعله معهم بأية صورة قابلة للضبط لتحديد التفاعل الشخصي مع الجماعات أو الأفراد. ومتى أمكننا تحديد الهوية، بات بإمكاننا تحديد كيان رقمي للشخص الافتراضي يميزه عن غيره ممن يتواجدون على الشبكة، فهل ستبرز السمات الموروثة من عالم الواقع كالانجذاب والنفور والكراهية والمحبة والصدق والكذب والتحايل والطوعية والتفاخر والميل إلى السيطرة والركون أو الخنوع والعدوان والتعاون والمنافسة والغضب والرضى والمرح الانطواء والانبساط؟
    أول ما يظهر من سمات الشخصية الافتراضية هي الإرادة القوية للتعبير عن الذات، وإشباع الفضول. فكل من يتصفح موقعا يبحث فيه عن شيء يشبع رغبة لديه سواء كانت هذه الرغبة في الاستطلاع أو اقتناء شيء ما، أو كسب صداقة، أو نشر خاطرة كتبها، أو الحصول على معرفة. وهو في عملية البحث هذه يحمل صورة عن نفسه يظهرها للآخر المفترض وجوده على الطرف الثاني للخط الواصل بين الباحث (الافتراضي) والموضوع المبحوث عنه. وهنا تبدأ عملية تقديم الذات بما فيها من صدق أو زيف وتكون عادة صورة الذات العامة حاضرة بشكل تلقائي لدى الكثير من المبتدئين وكلما اكتسب الشخص خبرة بالشبكة، مال إلى تحريف الصورة وإعطائها مشوهة لمن يتواصلون معه.
    لتقريب الصورة من أذهانالقراء أفضل أن أنقل لكم ملخصا وجيزا مما كتبه الأستاذ محمد سناجلة في كتابه: رواية الواقعيةالرقمية قصة واقعية من غرف "تشات":
    أنشأ المؤلف مع أصدقائه مملكة خيالية للمحبة والقيم الأخلاقية سماها " مملكة الحب والحرية " واتفقوا على قوانين يحترمها الجميع للتعايش ضمن الجماعة التي ألفوها على شكل دولة ذهبوا في ديمقراطيتها إلى أبعد الحدود التي يمكن أن يصدقها عاقل، ومن تلك الديمقراطية أن ينتخب ملك مملكة الحب والحرية لمدة معينة. ثم ينتخب خلف له بالتداول البعيد عن كل تزوير أو تدليس... لكن تلك المملكة كانت تحمل مسمار نعشها في جيب ديمقراطيتها حيث دبر عليه أحد وزرائه انقلابا بتبني كل ما يناقض المبادئ التي تم الاتفاق عليها يوم أنشئت المملكة السعيدة، والتم حوله مناصرون للتفسخ الأخلاقي والبذاءة وانحلت المملكة ولم يعد لها وجود بعد أن قرر الملتزمون بالمبادئ السامية مغادرتها إلى غير رجعة.
    لا شك أن القارئ لهذه القصة قد سمع أو شهد مواقف أو قصصا مشابهةتعكس السلوك الموروث من العالم الواقعي الذي حمله الأشخاص الطبيعيون إلى العالمالافتراضي بمشابهة تكاد تكون تطابقية مع عدوى الأمراض الجرثومية أو الفيروسية التيتفتك بالأجساد البشرية...
    فالشخص الافتراضي يولد، ويسمى بمحض إرادته بخلاف الشخصالطيبعي الذي لا خيار له في متى وأين يولد ولا في انتقاء جنسه أو اسمه الذي سيلازمهمدى الحياة – أما الافتراضي- فيختار بيئته بل يمكنه صنع الوسط الذييناسب مزاجه واهتماماته، حيث لا وجود للضغوط الأسرية المعهودة، ولا للأوامر والنواهي ولا الإكراهات التي تؤثر بصورة ما على تكوين الشخصية حسب ما يراه علماءالتحليل النفسي؛ فيقولون مثلا "إن الكذب يتولد من الخوف" وليس هناك ما يخافه الشخصالافتراضي غير انقطاع الكهرباء أو عطل الحاسوب. وليس هناك دافعا للكذب. لِمَ يكذبالشخص الافتراضي إذن؟ الجواب ليس بعيدا، فهناك عوامل تجعل الكذب يتسرب إلى المجتمعالافتراضي، منها أن الفرد يطمع في تحقيق أربٍ ما في واقعه عن طريق اتصاله بسكانالعالم الجديد، محاولا استغلال جوّ الثقة المتبادلة بين أفراد المجموعة الافتراضيةالتي ينتمي إليها، حيث إن جو الثقة ذاك يكون في غالب الأحيان محورا أساسيا للتآلفبين الفئات التي تميل إلى أن تكون متجانسة نسبيا مثل فئة ارياضيين وهواة جمع الطوابع البريدية وفئة المثقفين والمفكّرين، لأن أخلاقياتهم في عالم الواقع تملي عليهم التحلّي بجميلالصفات للحفاظ على مكانتهم في المجتمع. ودخولهم العالم الافتراضي فرض على الكثيرمنهم – لمواكبة مستجدات العصر- إذ جاءوا دون سابق خبرة في التعامل مع حيل وموبقاتالشبكة، ومثلما ورث العالم الرقمي الجانب السيّء من سلوكيات الأفرادالواقعيين، ورث كذلك صفات التعقل والنوايا الحسنة والصدق، والثقة من أهلها. ويمكنناالتأكد من صحة هذا القول بمجرد تصفحنا للعديد من المنتديات، التي ينشُر عليهامتخصّصون دروسا مجّانية لتعلّم تقنيات – رغم بساطتها – لاستخدام إمكانيات برامج وتطبيقات تفيد المبتدئين في التعامل مع الشبكة. وبدراسة إحصائية مبدئية، يظهر أن الشخص الافتراضي الجاد، مؤمن بضرورة التفاعل معالمعلومات المتدفقة عبر الشبكة، في عملية أخذ وعطاء بَيْنِيَّة، لإثراء اللّبناتالتي تجعل من هذا العالم الجديد، فضاء جميلا يليق بتحليق الخيال المثمر، والحلمالقريب من الحقيقة المرجو إدراكُها، والارتقاءُ إليها قصد توفير الظّروف لحياة أفضللبَنِي البشر؛ بالحدّ من الوحشية والحيف، ونشر القيم التي تفرض الوضعية الراهنةتبلورها، والتعريف بها، للانتماء إلى العالم الافتراضي الحرّ بجدارة تثبتُ فاعليةالإنسان في محيطه الاتّصالي، وتضامنه مع أشباهه ضدّ الآفات، والكوارث المحيقةبجنسه. ودخول الشخص الافتراضي في حوار متزامن [في محادثة صوتية أو مرئية-صوتية] يتطلب مهارة استخدام برنامج المحادثة الحاسوبية، وهي مهارة متزايدة تبعا لمنظومة التشغيل المتاحة، مما يشكّل دافعا لعملية لتعلم كيفية تبادل الملفات [نصية أو صوتية أو مرئية]. وعادة ما تكتسب تلك المهارات خلال وقت قصير فيبدأ الشخص التعامل بالوسائط المتعددة بالإضافة إلى النصوص. وإلى جانب المهارة في استخدام الأداة – الحاسوب- تتنامى لدى الشخص الافتراضي مهارة تقديم نفسه لمن يتفاعلون معه على الصورة التي يرسمها لنفسه ويريدهم أن يدركوها عنه، لأنهم لا يدركونه إلا عن طريق ما يعطيهم من بيانات قد تكون مطابقة لواقع الحال أو تكون مغايرة كليا لما هو عليه في الواقع! وهنا يمتد جسر بين الواقع والرقمية ليضيف مشكلة أخرى لقائمة المشكلات الجديرة بالاهتمام والدراسة؛ ذلك أن تبادل المصالح يتم عن طريق هذا الجسر، وتكون البداية للتفاعل بين من يتبادلون الخدمات والسلع رقمية ثم تأخذ العمليات شكلها الواقعي باستلام طالب الخدمة أو السلعة لما طلب، ونرى أن الصبغة الاقتصادية لهذه المعاملة تترتب عن آثار السلوك البشري الذي بدأ رقميا. يهمنا في هذا السياق التطرق إلى مصداقية تصرفات الأفراد [ففي تجربة قام بها باحثون في كندا، أجاب 5682 شابا على استبيان لدراسة عنوانها "الشبان الكنديون في عالم متصل": لم يذكر 50% عمرهم الحقيقي من بينهم 25% ادّعوا أن لهم مظهرا أو شخصية مختلفة. وادّعى 20% أنهم من جنس مختلف، وأنهم يستطيعون فعل أشياء على الشبكة لا يستطيعونها في عالم الواقع و60% من الشباب كتبوا عبارات قالوا إنهم لا يتداولونها في محادثتهم العادية.(6)].فدراسة التفاعل المتزامن أظهرت في كثير من التجارب ما يؤيد التجربة الكندية، ومازالت التجارب جارية لإلقاء المزيد من الضوء على سلوك الأفراد الافتراضيين في تكوينهم لجماعات افتراضية تعبر الجسر لتصبح واقعية؛ ومن ذلك ما يحصل من تكوّن الأسر بالزواج، وإنشاء الجمعيات والمؤسسات بكل أنواعها عبر العلاقات التي تعرف بدايتها من التفاعل المتزامن داخل البيئة الافتراضية. أما في حالة التفاعل ذي الطابع الاقتصادي، فإن الشخص الافتراضي يضطر للإفصاح عن هويته الحقيقية اسمه وعنوانه ورقم بطاقته الشخصية بل رقم حسابه في البنك أيضا، لأن أسلوب الاتصال يكون غير متزامن –عبر البريد الإلكتروني- وتتطلب دراسة هذا التفاعل لتقسيمه إلى لقطات زمنية يتم في كل منها رصد سلوك الفرد منذ دخوله النافذة الرقمية بتشغيل الحاسوب وربطه بالشبكة، ومروره بالصفحة التي تحمل الدعاية [الحديث عن استقبال الدعاية وتأثيرها من شأن علم النفس الاجتماعي...(6)]، ونتابع لقطات تأثره بشكل الدعاية، وقوة إحساسه بالحاجة للسلعة أو الخدمة – شعوره بالضغط الداخلي-، واتخاذه لقرار الاقتناء – تردد أم إقدام دون تفكير-، وملء استمارة ثم مرحلة انتظار وصول الطلبية وأخيرا الحصول على المطلوب! وفي كل هذه اللقطات يلاحظ الباحث أن الأشخاص الافتراضيين يشبهون في وضعهم الرقمي وضعهم الواقعي [كيان الإنسان النفسي يجعله عرضة للتبعية والإحباط. والدعائيون واعون بذلك لأن تقنياتهم تعتمد عليه. وتقنية كهذه، أعني التي تصل إلى نفسية الإنسان لتثير نقط ضعفه، كانت ولا تزال موضوع كتابات كثيرة. (6)] ومع اختلافات قليلة ناجمة عن كثرة النوافذ الدعائية على الشاشة التي تحدث لدى بعضهم الإزعاج والتوترالنفسي فإن ردود الفعل تتشابه (إغلاق النوافذ الدعائية بعصبية، البحث عن برامج توقف نوافذ مايسمى بـ POPs) وليس هذا فحسب بل قد يمتد الانفعال ليشمل الأشخاص الواقعيين الموجودين في نفس المكان.
    إن هذه التقنية التي نسميها بالحديثة ليست الأولى التي عرفها الجنس البشري عبر تاريخ وجوده على سطح الأرض. إذيعلمنا التاريخ أن التشريعات والقوانين تنشأ مع المشكلات الناجمة عن تداول سلوك مافي بيئة لم تكن تعرفه في السابق. فبظهور الحواسيب بدأ استغلال سرعتها لمعالجةالبيانات في أيدي الحكومات والجهات الأمنية، فأنشئت البرامج لإحداث قواعد البياناتوبرامج الفهرسة و"الأرشيف" والإحصاء؛ لضبط وتخزين بيانات الأشخاص وتحليل المعطياتالاقتصادية والعلمية وما شابهها ... ثم بدأ الحاسوب يقوم مقام الخبراءومتخذي القرارات التي تترتب عنها مسؤوليات كبيرة، ومع تبلور الفضاء الافتراضي بمافيه من موروث من عالم الواقع لازمه بالضرورة، ظهرت الحاجة إلى سن قواعد ومساطر قانونيةلتنظيم سلوك الأشخاص الافتراضيين. يقول د. بورسييه : [...القانون الذي يهتمبالنشاطات البشرية، سيجد نفسه يواجه نشاطات تولدها الآلات. هذه الآلات الذكية،الآخذة في الاستقلال تدريجيا. فمجموعة العلاقات المتنامية في تشكّلها بين الأنظمةالبشرية والمنظومات التقنية هي التي تستدعي إعادة التحليل والمراجعة (7) --- يتبع ---
    </H1>
    </H1>

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي علم النفس الافتراضي وتقنية المعلوميات iii ( تتمة)

    تقنية المعلوميات
    وعلم النفسالافتراضي
    III


    <H1 style="TEXT-ALIGN: right; MARGIN: 24pt 0in 0pt; unicode-bidi: embed; DIRECTION: rtl" dir=rtl>مصر و ضبط الإباحية الرقمية


    وفي مصر قالت وسائل إعلام إن الشرطة اعتقلت مجموعة من الشبان بعدما اتهمتهم بإنشاء مواقع إباحية على الإنترنت، وتزييف صور فنانين بطريقة "الكولاج،" عبر تلك المواقع. وقال الموقع الإلكتروني للتلفزيون المصري إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أعضاء "تشكيل عصابي بتهمة إنشاء مواقع إباحية عالمية وتصنيع أفلام جنسية، منها أفلام لمشاهير من الوسط الفني عبر القص واللصق." ووفقا للموقع فقد كشفت التحقيقات أن "أفراد التشكيل يتلقون اشتراكات عبر البنوك من جميع دول العالم خاصة الدول العربية، و"يستقطبون فتيات من مصر ودول عربية وأجنبية لتصوير أفلام خارجة وبثها على شبكة الإنترنت عبر تلك المواقع."بحسب سي ان ان. وأفاد الموقع نقلا عن صحف مصرية أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهمين الثلاثة في حي المهندسين بالعاصمة القاهرة "أثناء اتفاقهم مع فتيات مصريات وخليجيات على تصوير أفلام خارجة." وقالت وسائل إعلام "مباحث الآداب في وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة، علموا بوجود 3 شباب من المنصورة وبورسعيد وراء إنشاء مواقع إباحية دولية وأنهم يتركون أرقام هواتفهم المحمولة على الصفحة الرئيسية بالموقع للراغبين في الاشتراك." وأظهرت التحريات أن "المتهمين يعملون منذ 5 سنوات في إنشاء المواقع، وأنهم ساهموا في إنشاء أكبر 3 مواقع جنسية في العالم وأنهم يمتلكون خبرة عالية في التعامل مع الإنترنت وأنهم يدمرون مواقع جنسية أخرى باستخدام تقنيات معينة في الأجهزة."(3)
    ونركّز هنا على العلاقات المتنامية بين البشر والآلة لأن الأفعال البشرية تصدر عن ذاتمستقلة تمام الاستقلال عن أشباهها الأخرين وليس هناك مجال للنمطية – في سلوك الناس- في الاختيار بين الفعل السيّئ والفعل الخيّر! بينما هناك نمطية مبرمجة للآلة. وما دامت الآلة التي فتحت باب الفضاء الافتراضي أمام البشر على اختلافبيآتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم تتمتّع ببعض ذكائهم وتستطيع اختزال المسافات الفاصلةيبينهم بسرعة مهولة فقد نتج عن استخدامهم لها علاقات ما فتئت تتشعب وتأخذ منالتعقيدات ما لن نستطيع التنبؤ بنتائجه الآن. يضيف د. بورسييه [...في كل العالمالافتراضي ، يحل اللامرئي المزدوج محل الشخص الأصلي، دون إذن باقي الأشخاصالافتراضيين. وهذا لا يعني أن العالم الواقعي أصبح افتراضيا، بل أن عالما تأخذ فيهالحقيقة أشكالا أخرى قد وُجد. لكون هذه الأشكال معلومات، معالجة ومتبادلة بينالآلات، سيكون لها تأثير على الحقيقة.(8)
    وتأثير التقنيات الحديثة على الحقائقيستدعي التفكير في نصوصجديدة لتحديد شكل وحدود المسؤوليات الناجمة عن التصرفات البشرية المستجدّة نظرا لمازُوّدتْ به من أدوات يمكن تسخيرها لصالح الناس، بنفس القدرة على تسخيرها فيما يمكنأن يضر المجتمع الإنساني برمّته؛ إن لم يكن في الأجساد ففي النفّوس.
    وليس بعيدافي الزمن، الرجوع إلى ما كان عليه الناس من بهجة أو اكتئاب قبل ظهور الفضاءالافتراضي وكيف كان الطب النفسي يحاول تفسير الظواهر وكيف كان يعالجها؛ ولنأخذإدمان الكحول أو المواد المهلوسة على سبيل المثال، حيث سعى الطب النفسي لفطامالمدمنين بطرق مازال يطوّر بعضها حتى اليوم. حتى جاء الفضاء الافتراضي بإدمان من نوعآخر ليضيف مشكلة جديدة وتمثلت في اضطراب سلوكي ظهرلدى المراهقين في العقد الأخير. فالمراهقون من الشباب، معرضون لكثير منالصعوبات خلال مرحلة الانتقال من الطفولة إلى مرحلة ما نسميه بالنضج أو الرّشد الذيسيلزم الإنسان بأمور تتعلق بالعقيدة والعادة والثقافة الاجتماعية، ونظرا لطبيعة المرحلة الانتقالية التي يمرّون بها يضعهم أمامخيارات قد لاتكون الجيدة للمسار الذي يسلكونه؛ فتهرّبهم من صور الواقع يدفع ببعضهمإلى إدمان عالم الخيالات والمثالية المفرطة أو تقمص سلوك الشخصيات العدوانيةالمتطرفة كأبطال ألعاب الكمبيوتر. وبظهور التقنيات الحديثة بدأنا نلاحظ إدمان المراهقين على استخدام الهاتفالنقال لربط علاقات تتمحور حول مجموعة من أنماط السلوك اللاّ مقبولة فيمجتمعاتهم...تقول "نانسي ترمبلاي" [ يتفق الباحثون على أن إدمان الأنترنتيعتبر إدمانا سلوكيا. وتعتمد محددات التشخيص أن صنف "I" من الإدمانعلى الإبحار عبر الشبكة يرادف "إدمان الأنترنت" أو «الاستخدام الإشكالي للأنترنت». حيث بدأت تذوب هذه التقنية في محيط المراهقينمثلما فعلت "التلفزة" و الهواتفالنقالة. وبما أن استخداماتها مقبولة اجتماعيا، يجد البعض فيها مخبأ لملء فراغالهوية. وهكذا يستطيع الشخص أن يجد ملجأ يهرب إليه من واقعه، مما يشكّل ميلا واضحاللانسلاخ من نسق الواقع إلى إدمان "الفضاء التخيّلي".(10)] ويبدو أن الإصابة بإدمانالأنترنت قد تسرّبت إلى المجتمعات الأكثر فقرا وفي ما يطلق عليها اسم الدول الناميةعلى الخصوص، لتوفر الكثير من العوامل المساعدة لنمو الظاهرة. فقد كتبتْ "نانسيترمبلاي" في ختام مقالها [..بات من الصعب على المهيّإ للإدمان تفاديه بنفسه، وقدوُجدتِْ مصحّات لعلاج التسمّم بالتقنيات المعلوماتية في الصين و"تايوان" و"فرنسا" . وفي"الولايات المتحدة "، يمكن للشخص تعبئة استبيان خاص عبر الأنترنت للحصول علىالمساعدة.(10)]. المشكلة الأكبر والأشدّ حدّة لدى الشباب العربي خصوصا، أن ظاهرةالإدمان الافتراضي تَمُرّ بينهم في صمت ولا يعي خطورتها إلا القلة، بل إن الكثير منعلمائنا لم يتطرقوا لذكر الإدمان الافتراضي ولا اجتهدوا للقول بنص شرعي فيه. بل نجدمعظمهم يركبون خيلا دون سروج للوعظ والإرشاد ويبالغون في الترهيب والترغيب علىالقنوات الفضائية، يشيدون بما كان عليه السلف الصالح، دون الأخذ في الاعتبار ماتغيرفي عالم البشر من مفاهيم وما جدّ من أدوات وآلات أخذت وجهتها في سير حثيث نحو دمارشامل للمعتقدات والقيم والثقافات.
    بينما في الجهات الأخرى من العالم نجدالمهتمّين قد درسوا ما أسفرت عنه البحوث التقنية بجدّية أكثر وعرضوها على متخصصينبالإبستيمولوجيا وعلوم البيئة وعلم النفس الاجتماعي والاقتصاد والقانون، والسياسة،وبادروا لنشر كتب حول أسباب الظاهرة وتطوراتها وما نتج عنها من مضارّ وخطورة(الزنى الافتراضي: أو ارتياد المواقع الخليعة، كمخدّر خطير]- هكذا عنون "آلن ريو" مقاله عن الإدمانالافتراضي، يقول:[ 6% من مستخدمي الأنترنت يعانون بشكل ما إدمان الأنترنت، وهناك 250 مليون مستخدم عبر العالم فالعملية الحسابية بسيطة : 13 مليون إنسان يعانون منأعراض إدمان الأنترنت المتجلية في المحادثات الرقمية، والبريد الإلكتروني،و(الزِّنَى) الافتراضي، والشراء على الخط... (10)]. كلنا ندخل الفضاء الافتراضيبأسماء و صور وصفات نختارها، نبحث عن معلومات حول موضوع ما، أو لقراءة الجديد منالأخبار، أو لنلتقي أصدقاء افتراضيين، نناقش معهم قضايا وأمور شتى نتبادل حولهاالآراء، وكلنا نعد غيرنا بأشياء قد لا نستطيع الوفاء بها في عالم الواقع إلا بمشقة،ونتقلد مسؤوليات – بمحض إرادتنا – يتعذّر علينا أحيانا الالتزام بها نتيجة جسامةالتزاماتنا الملحّة في عالم الواقع لكننا نشعر بتأنيب الضمير إن نحن لم نف بالوعدأو لم ننجز مهمتنا المنوطة بنا داخل الإطار الذي حددناه لنشاطنا في الفضاءالافتراضي [...أصبحنا مسؤولين عن قرارات أفلتت منا، لأن آلاتنااتخذت مسارها وخرجت عن مجال حذقنا. ونوقع أفعالا تسفر عنها إجراءات؛ وإذ نفوض الأمرلآلاتنا، قد يغدو من الصعب استعادة ما تم تفويضه وإيقاف مجرى الحوار(8)] ما زلناوسنظلّ نسعى إلى التمتع بالحرية وقد تكون أول خطوة خطاها الإنسان للتحرر من الروتينكانت يوم وكّل الآلة عنه للقيام بأعمال بسيطة روتينية؛ غير أنه لم يتوقف عند حدّحتى الآن في توكيله للآلة لتقوم عنه بما يلزمه القيام به بنفسه.
    فتسخير إمكانيات الحاسوبللقيام بعمليات جراحية عالية الدقة، واستخدام الحاسوب لتشخيص الأمراض وعلاجها شأنطبي نافع للبشرية. وتطوير تقنيات الدراسات العلمية والهندسية لمعرفة مكونات عالمنابصورة أدقّ، واستغلال ثروات الطبيعة بما يحافظ على توازنها... كل هذا جميل. أما أننكل أمر تشكيل أطفالنا للحاسوب، فسنصنع مواد متحركة في صور بشرية لا إحساس لها ولاعلاقة لها بالذوق ولا بالفن ولا بعالم الإنسان. بل ستشكّل تهديدا صريحا لوجود الجنس البشري؛ [...لقد نتج عن التهديد الذي تضغط به الأنظمة المعلوماتية الذكية على حقوقنا وحرياتنا كثير من النقاشات القضائية والفلسفية .(8)]
    شركة جوجل

    أدانت محكمة في ميلانو ثلاثة مسؤولين تنفيذيين في شركة جوجل مؤخرا بانتهاك خصوصية صبي ايطالي مصاب بالتوحد من خلال نشر تسجيل فيديو له وهو يتعرض للترهيب على الموقع في 2006. وعلمت كذلك جوجل التي ستطعن على الحكم الصادر بالسجن لمدة ستة اشهر مع وقف التنفيذ في ايطاليا بان جهاز منع الاحتكار في الاتحاد الأوروبي يبحث في شكاوى بشأن الشركة مقدمة من ثلاث شركات لخدمات الانترنت. وأكدت جوجل إنها واثقة من تجنب تحقيق رسمي من جانب المفوضية الأوروبية. وأضافت ان الحكم الصادر في ميلانو "يثير سؤالا خطيرا بشأن الحرية التي بني الانترنت على اساسها" اذ ان ايا من موظفيها ليست له اي علاقة بتسجيل الفيديو. وقال بيل ايتشيكسون كبير مديري الاتصالات في جوجل في ميلانو "لم يقوموا بتحميله ولم يصوروه ولم يراجعوه ومع ذلك صدر عليهم حكم بالإدانة."بحسب رويترز. من جهتها ساندت السفارة الأمريكية في روما شركة جوجل قائلة في بيان إن القرار أصابها "بخيبة أمل" وانه يلقي الضوء على تشابه مماثل بشأن قيود على الحريات على شبكة الانترنت في الصين. وتابعت "نحن لا نوافق على إن مقدمي خدمة الانترنت مسؤولون مسبقا عن نشر المحتوى الذي يتم تحميله بواسطة المستخدمين."وأوضحت "وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (فيما يتعلق بالصين) ان وجود انترنت حر هو حق إنساني كامل يجب إن يصان في المجتمعات الحرة."(3)
    وهذا ما دعا إلى توجه علماء النفس إلى دراسة الظواهر التي تلازم التفاعل بين مرتادي الشبكة بوسائل علمية نأمل أن يبنى على أساسها فرع جديد من علم النفس ويسمى علم النفس الافتراضي ...


    المراجع:
    (1)
    INRS – Analyse psycho-ergonomique de l’interaction entre l’homme et les NTIC - Cahier de notes documentaires – Hygiène et sécurité du travail –N°189 ; 4è Trimestre 2002
    (2)

    موقع خدمات الشبكةUCL/SRI - Savoir-vivre de l'utilisateur du Réseau
    (3)
    شبكة النبأ المعلوماتية- 5/أيار/2010 - الانترنت يطمس الخط الفاصل بين الأخلاق والعالم الافتراضي
    (4)
    محمدسناجلة – تشات – رواية رقمية موقع اتحاد كتاب الأنترنت العرب
    (5)
    انتشارالانترنت وصعود موجة الشبكات الاجتماعية. Magharebia.com /
    (6)
    www.
    cyberaverti.ca
    (7)
    Mémoire Online DIEDHIOU Moustapha Gilbert

    (8)
    مجلة القانون والمجتمع D. Bourcier-De l’intelligence artificielle à la personne virtuelle : émergence d’une entité juridique ? Droit et Société 49-2001- p.848, 849

    (9)
    مقال نانسي ترمبلايNancy Tremblay, de l’Université du Québec à Chicoutimi. «Psychologie des adolescents ».édition de Mai 2008, de l’Association Canadienne pour la santé mentale –section Saguenay.
    (10)
    Alain Rioux, Ph. D., Psychologie Gestionnaire de Psycho-Ressources, Québec, Canada


    </H1>

المواضيع المتشابهه

  1. الإبداع التفاعلي " أدب المنتديات" : إبحار في العالم الافتراضي الفسيح
    بواسطة د. علا حسان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 03-05-2020, 01:26 AM
  2. تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري استبدال
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 03:59 AM
  3. تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري استبدال
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-10-2012, 12:34 AM
  4. من هو الشخص الافتراضي؟
    بواسطة محمد المختار زادني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-12-2005, 02:55 PM
  5. علم الإبداع: علم القرن الحادية والعشرين
    بواسطة د. سعادة خليل في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 18-09-2005, 08:48 AM