أرحني بالغياب من الحضورِ فإني قد محوتكَ من سطوري محوتكَ وانتهى ، واجتثَّ قلبي شآبيب الغرام من الجذورِ وقل للناس ما أحببتَ إني أجزتُكَ فلتُشِعْ ما في الصدورِ فما قلبي الذي قد باح سرا لكي يخشى عليه من الظهورِ وما أنتَ الذي في الحب كفؤٌ لكي تختصَّ مني بالأمورِ مللتُكَ ، قلتُها فارحل ودعني لأحيا ما تبقى في سرورِ وداعاً ، دونما أسفٍ على مَنْ له نفسٌ ممزقة الشعورِ فهل آسى على قلبٍ أراهُ يُمَرِّغُ نبضَه وحلُ الأجورِ؟! سيسقيكَ الزمان كؤوسَ ذلٍ فتحيا في الحياة على القشورِ وأما خافقي لسواكَ يأوي كما تأوي النسور إلى النسورِ إلى قلبٍ توضأ بالتسامي وما نجس المحبة كالطهورِ إلى قلبٍ تخلَّقَ بالأماني تعوَّذَ بالحجاب من السفورِ تستَّرَ بالمنى في كل نبضٍ وساكَ العشقَ من نقص الفتورِ وداعاً ، قد رحلتُ إلى فؤادٍ يفوح مشاعراً مثل العطورِ فأُنزِلُ حبه في الناس مني كمنزلة الصيام من الشهورِ
21 / 10 / 1431