فستان جديد

أمام التليفزيون ..جالس أنا وزوجتى فى الصالة، أدندن مع أغنية الوداع الشهيرة لشهر الصوم " تم البدر بدرى ..والأيام بتجرى" وعلى حجرى استلقت ابنتى الوحيدة ذات الخمسة أعوام ،تحتضن عروستها وقد أخذتها الأغنية أيضا ..سألتنى زوجتى فجأة
- مش هتشترى حاجة جديدة للعيد؟!
قلت
- لا
امتعضت زوجتى وضغطت على شفتها السفلى
- ليه ؟! انت اشتريت لنا من بدرى ..أنا والبنت ..وانت مش اشتريت العيد اللى فات ..يعنى كل عيد ؟!
داعبت ابنتى خلف أذنها فضحكت ثم قهقهت ..عاودت زوجتى بصوت خفيض
- لو على الفلوس ..انا محوشة 150 جنية .يجيبوا جلباية
وانتفضت زوجتى من جلستها ،غابت لحظات داخل حجرة نومنا ،عادت ودست فى سيالتى ماأحضرته.
حاولت ان أخرج مادسته ..أقسمت بدينها وأيمانها أن ماوضعته لن يخرج ،سحبت ابنتى من حجرى ،جذبتنى لأعلى حتى أوقفتنى
- لسه بدرى ..هاتلحق تروح وتيجى قبل المغرب ..مش هانفطر من غيرك.
حاولت أن اجلس مرة أخرى فدفعتنى الى الغرفة ،هممت أن أتكلم ..وضعت يدها على فمى
- بس ولاكلمة
استسلمت لها وهى تبدل ثيابى وترش العطر خلف أذنى وأخيرا أخذت ماوضعته فى جيب جلبابى الذى خلعته ووضعته فى جيب جلبابى الذى ألبستنى وابتسمت وهى تدفعنى للخارج.
عند باب البيت تشبثت بى ابنتى ..تريد الذهاب معى ،حاولت أمها أن تمنعها ..صرخت ،وعدتها أن اشترى لها حلاوة الحمص التى تحبها لو أنها تنازلت ..أبت وألقت عروستها أرضا ثم ألقت بنفسها الى جوارها وهى تنهنه ..رفعتها ثم قبضت على يدها وخرجنا سويا .
فى المحل الكبير ..بسهولة اخترت جلبابا ،جربته ،وجدته ملائما - لاأغلب كثيرا عند شراء الجلابيب -
كان ثمنه لايقل كثيرا عما دسته زوجتى فى جيبى
التفت الى ابنتى ..وجدتها هناك فى اخر ركن بالمحل ..ركن الأطفال ..شاخصة أمام فاترينة العرض ،ذهبت اليها ،لم تشعر بى ، نظرت الى حيث تنظر ..رأيته ..فستان وردى بخطوط طولية فضية لامعة ..سحبتها برفق ..نظرت لى ثم الى الفستان
- أنا عايزة الفستان ده
ملت اليها وهمست
- انا اشتريت لك فستان للعيد
- بس ده هيكون جديد ..التانى مش بقه جديد ..انت اشتريته من زمان
همست اليها مرة أخرى وانا اتلفت حولى
- بس بابا مش بقه معاه فلوس دلوقتى
استسلمت ابنتى ليدى وهى تسحبها لخارج المحل ..
عند الباب أفلتت من يدى ، عادت مسرعة الى فاترينة ركن الأطفال ، طبعت قبلة طويلة على الفستان الوردى وعادت .
عدت الى داخل المحل ، همست الى الشاب الذى باعنى الجلباب ..فاتجه على الفور الى فاترينة الأطفال ،تفحص شيئا ما بخصوص الفستان الوردى ثم عاد
- نفس السعر تقريبا
- خلاص زى ماقلتلك
بأدب يرد
- تحت أمرك
وأخذ الجلباب من شنطته البلاستيكية ثم وضع الفستان الوردى بدلا منه

هيثم عبدربه السيد عبدالرحمن

موجعة
دخول حذق يستحوذ على القاريء
وسبك أمسك بوعي مفاصل الموضوع وحركها لرسم الصورة الأروع
وقفلة مباغتة برغم استعداد القاريء لها وتوقعها منذ صحبته طفلته الى السوق

ليتك تجنبت استخدام المحكية في نصك
ليكون أبهى وأروع

دمت متألقا

الأستاذة الشاعرة /ربيحة الرفاعى
مرورك سيدتى على النص كان بمثابة استعادة الثقة فى هذا المنتدى فليس من الطبيعى ان يمر نص فى هذا المنتدى دون تعليق حتى من مشرفيه ويحمل فى رصيد تعليقاته الرقم صفر ..فى رايى هذا يدين مشرفى المنتدى قبل غيرهم
واعذرينى سيدتى ...لم افهم كلمة ...المحكية ...لم أفهمها لغويا كمعنى ..ومضمونا ايضا ..فرجاء لو تتكرمين سيادتكم بالتوضيح
ولسيادتكم جزيل الشكر

الأستاذة الشاعرة /ربيحة الرفاعى
مرورك سيدتى على النص كان بمثابة استعادة الثقة فى هذا المنتدى فليس من الطبيعى ان يمر نص فى هذا المنتدى دون تعليق حتى من مشرفيه ويحمل فى رصيد تعليقاته الرقم صفر ..فى رايى هذا يدين مشرفى المنتدى قبل غيرهم
واعذرينى سيدتى ...لم افهم كلمة ...المحكية ...لم أفهمها لغويا كمعنى ..ومضمونا ايضا ..فرجاء لو تتكرمين سيادتكم بالتوضيح
ولسيادتكم جزيل الشكر

تأكد أيها الكريم أن التقصير في الرد لم يكن ولا يمكن أن يكون مقصودا، ولكنها فترة هدوء طبيعي، ما تفتأ الواحة أن تعود بعدها لنشاطها وألقها المعتادين، وستكون بعون الله راضيا هنا بين مجموعة كبيرة من الأقلام الرائعة تتبادل الراي فيما بينها بنشاط وحيوية واهتمام حقيقي..
أما المحكية فهي اللهجات العامية المستخدمة في مجتمعاتنا، والتي نحاول في الغالب تجنب استخدامها في النصوص الأدبية كواحد من مظاهر حرصنا على لغة الضاد.

دمت متألقا

شكرا جزيلا للتوضيح سيدتى الكريمة ...ولكن فى رأيى ان اللغة العامية التى تدرج فى الحوار لا فى السرد هى اللغة المنطقية للشخصيات فمن الطيعى مثلا ان يتحدث سائق بلهجة عامية ولا أظنها من الجماليات ان يتحدث بالفصحى ولااجدها أيضا من النقائص ان يتحدث بالعامية فهى فى رأيى وأؤكد انه رأيى ..تعطى مصداقية للحدث والحوار ..عامة اختلافنا هو اتفاق ضمنى على أننا نبحث عن الجمال ...
دمت متالقة

قرأتها بالأمس ولم يسعدني الحظ لأحظى بشرف المرور الأول لضعف الشابكة
لغة سردية جيدة وأخذ بتلابيب الحوار بتمكن القاص من أدواته
ورغم أنني توقعت الخاتمة كما توقعتها سيدتي ربيحة إلا أنها كانت موفقة
أبارك فيك تلك الموهبة الأدبية وأرفع القبعة إجلالاً لحرفك
تقديري الكبير
ومرحبا بك في ربوع الواحة

ملاحظة :

انا محوشة 150 جنية كنت أتمنى الابتعاد عن الأرقام الحسابية واستبدالها باللغة العربية بالإضافة لما ذُكر من قبل

القاصة الرقيقة / رنيم مصطفى
جزيل الشكر سيدتى لمرورك الطيب ...وانه لشرف للنص ان تمرين به ...
شكرا سيدتى لمرورك العطر ..وأقدر انحيازك للغة العربية فى ملاحظتك الاخيرة...لكنى أوضحت سالفا أن اللغة العامية أحيانا كثيرة تكون ضرورة ملحة وتعطى جمالا خاصا ومصداقية للحوار ..وقد ذكرت ايضا سالفا ان نختلف لكنه اتفاق ضمنى اننا نبحث عن الجمال
دام مدادك ..ودمت مبدعة

المورق هيثم عبد ربه السيد
قصة جميلة تدل على تمكن كاتبها من أدوات القص
وبالنسبة لما أثارته الأختين ربيحة ورنيم حول اللغة المحكية أتفق معهما
ذلك أن الحوار بالعامية مستحب عندما يرد بشكل عرضي ولكن بناء القصة
على الحوار جعل اللغة المحكية هي السائدة على حساب الفصحى ....

الإشارة إلى هذه المسألة جاءت للتذكير برسالة الواحة الهادفة إلى خدمة اللغة الفصحى
خصوصا أمام المد الذي تعرفه الموجة/الظاهرة المنادية بالكتابة باللهجة المحكية محليا ودوليا

عموما تبقى وجهة نظر لا تقلل من قيمة النص الأدبية
كل التقدير

الأستاذة الرقيقة / كريمة سعد
شكرا لمروركم العطر ..واما عن اتفاقك مع الأختين الفاضلتين ..فأنا أحترم جدا ذلك الاتفاق وادرك تماما انه اتفاق ضمنى للبحث عن الجمال وان اختلافى لايعنى ابدا اعتراضا على ارائكم ..لكنى اود ان أتبين أمرا بخصوص رسالة الواحة ....هل خرقت فى نصى شيئا من رسالة الواحة ؟ فى رأيى لم يحدث ...لانى أعترض على ان النص قد ينى على الحوار ..فهو ليس بحالة مسرحية ..فبناء النص هنا اعتمد على الحدث وكانت اللغة العامية هنا لغة حوار لا لغة سرد ..وهذا موجود فى كل مايكتب فى الأدب العالمى والعربى المعاصر فلم يعد الشكل والنمط هما القالب ..واعتقد ان هذا هو لب الابداع ..فماالمانع من نص ابداعى يحمل الفكرة والحدث واللغة المناسبة ..مادام نصا يترك أثرا ويمتع الذائقة بعيدا عن الاكليشيهات الادبية والتعقيدات والانماط التقليدية ...فلست وحدى من يقوم بهذا
دام مدادك وشكرا لمرورك الكريم